عندما تعانق الأشواق جيد الوطن

عندما تعانق الأشواق جيد الوطن


11-21-2008, 05:29 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=180&msg=1227284995&rn=0


Post: #1
Title: عندما تعانق الأشواق جيد الوطن
Author: ابوهريرة زين العابدين
Date: 11-21-2008, 05:29 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
"زورق الحقيقة"
عندما تعانق الأشواق جيد الوطن
أبوهريرة زين العابدين عبد الحليم
[email protected]
ركبت الناقة القطرية متوجها تلقاء وطني، دخلت خيمتي ونصبت اوتادها، وضعت حاجياتي في الأعلى وتعجبت كيف تطاول الأعراب في عنان السماء، من الناقة إلى الطائرة ونفس الكرم. تأتيك المضيفات من كل صوب يحملن ما لذ وطاب حلالاً وحراما. كل و احدة منهن غزال شاردة حيث لا ترى مأكمة يضيق الباب عنها على ايام الشعر الجاهلي، بل تضييق البطن وتظن انهن يقدمن الطعام للضيوف ولا يأكلن والنحافة هي عنوان المضيفة.
سافر المساء وأرخى الليل سدوله وتذكرت ليل وطني وكان الليل طويلا كليل المتنبي عندما انتابته الحمى وأرخى عليه الليل ظلامه بأنواع الهموم، جلست إحداهن في المقعد المخصص لهن في ساعة هبوط وصعود الطائرة، وبدأت تسائلني عن أوباما وفرصته في الفوز وعن السودان وأحواله وعن رحلتي، وسائلتها عن عملها فهو عمل شاق وتسافر المضيفة في هذه الرحلة الطويلة ما بين الدوحة وواشنطن أربعة مرات في بحر اسبوع بالإضافة لرحلات أخر.
وصلت بلدي وعانقت أشواقي جيد الوطن فحضنته بكلتا يدي مشاعري حتى تقطع عقده وسقطت فصوص الطوق، نزلت من الطائرة وجاء الهواء الحار فاستنشقته منتشياً فهو افضل لي من أي هواء في ربيع البلدان الأخرى، وغشيتني كتاحة لطيفة ذكرتني كل السنوات الخوالي. فكتاحة الوطن أجمل من كل الجليد ومن كل المطر المنهمر في الدول الأخرى. وصلت إلى الضابط المسئول لكي يأذن لي بالدخول إلى وطني وكان وجه مكفهراً وكأنك تقف امام جلاد وقلت لماذا لا نعلم هؤلاء اصول مثل هذه المهن وكيفية التعامل مع المواطنين بابتسامة عريضة وبترحاب كما يحدث في البلدان الغربية. دخلت إلى داخل الصالة لاستلم العفش حيث كانت الفوضى، جلس شاب بالقرب مني واخرج علبة سجائر واشعل سيجارة وبدأ يدخن ولم اتذكر آخر مرة استنشقت فيه رائحة السجائر وذلك لأنه ممنوع في كل الاماكن العامة في أمريكا وداخل المباني حتى المطاعم ولا ادري لماذا يسمح بالتدخين في مثل هذه المناطق مثل صالات المطارات.
أول ما لفت نظري المباني الكثيرة وتدخل اي حي من احياء الخرطوم فتجد مئات العمارات الجديدة وكميات كبيرة من الشركات الجديدة ولا ادري من اين اتت كل هذه الأموال، وعندما تذهب لضواحي اطراف مدينة امدرمان حيث تجد الفقر هو عنوان الحي، ترى الجوع في عيون السابلة، فالفوارق مذهلة ما بين الثراء الفاحش والفقر المدقع إنها ظاهرة غريبة وقريبة في السودان حيث لم تكن الفوارق في الماضي بهذا الحجم.
وجدت نفسي غريباً في وطني لم اتعرف على الخرطوم القديمة، وجدت خرطوم جديدة فتجولت في شوارعها وركبت "الأمجاد" والركشة وقلت اتعرف على الناس وهمومهم وفيما يفكرون، دخلت على محل لبيع العاب الأطفال ويمتلكه احد الأقباط والمحل مليء بكل انواع الألعاب ومن كل العالم وبه عدد من البائعات المدربات وتأتيك الواحدة باتسامة عريضة ترغب في أن تنزع ما في جيبك ويبدو أن المحل تجربة ناجحة في معاملة الزبائن وهناك استعانة بآخر تجربة خدمة الزبائن وبالفعل استطاعت البائعة أن تنزع بعض من جنيهات لشراء شيء ما ارغب في تقديمه هدية لإبنة أخى. عرجت بعدها على مقهى أزون الشهير فاعجبت بالمكان حيث يأتيك "الدعاش" الصناعي يمنة ويسرى ومن عل وهو تجربة ناجحة ويمتليء المحل بالزبائن الأجانب القادمين و"الأجانب" في وطنهم. حيث ترى الناس سكارى بنشوة المحل وبالهواء وبالهوى يتناجون مع بعضهم البعض وآخرون وجوههم عليها غبرة ومدلهمة، جلس شاب وشابة قبالتي ويتحدث الشاب بعنف وتبكي الفتاة وتسيل الدموع على وجنتيها وقد رأيت أثار الحناء علي بنانها وبعدها غادرت بدموعها ويبدو انهم عرسان اختلفوا في ايامهم الأولى.
التقيت بصديقي القديم صديق حسن مساعد وقد أصبح نائباً برلمانياً واكمل الماجستير ويحضر للدكتوراة في تاريخ المهدية، وما زال ناشطاً في السياسية وفي الكتابة وتسامرنا وسألته عن الأخ صلاح عووضة فقال لي إن مبنى صحيفة أجراس الحرية قريب من هنا واتصل عليه ورحب بالحضور وكنت اتعامل مع الأخ صلاح إبان رئاسته تحرير صحيفة صوت الأمة فنشر كل المقالات التي ارسلتها له بدون تردد في ذاك الحين. أيضاً وجدنا صديق قديم جمعتنا به ايام اسمرا ألا وهو الأخ الصديق فائز الشيخ السليك، فهو شخص صبور عرفته عن قرب في ظروف غاية في الصعوبة فكان يتغلب على كل ذلك بابتسامة صابرة عريضة وكنا نتسامر ونتفاكر في قضايا الوطن وبعدها اصبح مراسل لصحيفة الحياة في أسمرا إلى أن عاد. اتفقت معهم أن اكتب مساحة اسبوعية في الصحيفة وسوف اواصل الكتابة تحت عنوان "زورق الحقيقة" بعد أن توقفت صحيفة صوت الأمة.
آليت على نفسي دائماً في "زورق الحقيقة" بأن تكون الحقيقة هي زورقي الذي اركبه في كل الظروف وعلنا نعبر به إلى ضفة دولة العدل والديمقراطية الأخرى. فالوطن يمر بمشاكل كثيرة وأحزاب الوطن تنتابها حالة مخاض يحتاج من كل صاحب عقل و بصيرة بأن يكتب ملء ضميره وملء الوطن. فالكتابة ليست رص حروف بل مسئولية كبيرة وسوف نكتب بما عاهدنا عليه انفسنا واهلينا بأن نكون المعبر عنهم وعن أحوالهم فسوف نمخر بزورق الحقيقة عبر أجراس الحرية، تلك الصحيفة التي ولدت عملاقة والتحية للأخ رئيس التحرير د. مرتضى الغالي وكل الطاقم الذي يعمل معه ليل نهار من أجل أن تقرع "أجراس الحرية" لمن لا يسمعون من أجل أن يسمعوا صوت الشعب الذي صموا إذانهم عنه طويلا.

Post: #2
Title: Re: عندما تعانق الأشواق جيد الوطن
Author: ابوهريرة زين العابدين
Date: 11-21-2008, 07:11 PM
Parent: #1

--

Post: #3
Title: Re: عندما تعانق الأشواق جيد الوطن
Author: ابوهريرة زين العابدين
Date: 11-21-2008, 09:36 PM
Parent: #2

عندما تدخل الوطن أو يدخلك الوطن تنتابك حالة خاصة، حالة اسمها الوطن، علاقة غريبة التي تربط الإنسان بوطنه..

Post: #4
Title: Re: عندما تعانق الأشواق جيد الوطن
Author: ابوهريرة زين العابدين
Date: 11-21-2008, 09:43 PM
Parent: #3

لا أدري لماذا ترقص الأشواق في داخلنا وتعربد وترفع يدها تهز مبشرة بالفرح الكبير الذي أسمه الوطن..

Post: #5
Title: Re: عندما تعانق الأشواق جيد الوطن
Author: عمر دفع الله
Date: 11-21-2008, 10:40 PM
Parent: #1

Quote: لا أدري لماذا ترقص الأشواق في داخلنا وتعربد وترفع يدها تهز مبشرة بالفرح الكبير الذي أسمه الوطن


الاخ ابوهريرة
بصراحة ...

إنت شخص رقيق وحبوب
إنك لاتشبه السياسة ولا جلافة السياسيين.

هذه مجرد خاطرة مرت برأسي وأنا أقرأ لابوهريرة ( الإنسان )

عميق احترامي
عمر

Post: #6
Title: Re: عندما تعانق الأشواق جيد الوطن
Author: ابوهريرة زين العابدين
Date: 11-22-2008, 02:05 AM
Parent: #5

شكراً الأخ الفنان عمر دفع الله.. والله تعرف مرات كثيرة أقول أطلق السياسية بالثلاثة ولكن تجدها تلتف حول عنقك مثل حية لا تجد سبيل للفكاك منها إلا بطعنها بخنجر الحرية والديمقراطية التي نسعى للوصول إليها وهذا ما يؤرقني ويؤرق جيلي.
مع عزيز شكري
أبوهريرة

Post: #7
Title: Re: عندما تعانق الأشواق جيد الوطن
Author: ابوهريرة زين العابدين
Date: 11-22-2008, 02:33 AM
Parent: #6

والله إن هذا الوطن نحبه حباً جما، تسرح ذاكرة المنافي وتبكي وتنتحب معربدة للقيا، وعندما تلتقي والوطن، يبكي الوطن من شدة الفراق ويناجي أيا أبنائي تعالوا إلي، يمد يديه الكبيرتين يحتضنك بكل عنفوان الحب الوطني والنشيد الوطني يعزف مرحباً بأحد أبناءه. فبين حب الوطن وبين الذين جلدوا الوطن على رأسه بصوت الشمولية الغليظ ترقد الحرية.. كيف نوقظ الحرية من نومها العميق ومن حبوب نوم الإنقاذ تلك هي الديمقراطية التي تنتظرنا وننتظرها على شاطيء الأمل، وعند التقاء النهرين اللذان يرقدان ويحضنان المدينة، المدينة التي تبحث عن حريتها بعد أن أغتصبوها ملء ساقيها ونزل دم السفاح الشمولي الأسود على فخذيها، وقالوا إنها لا يمكنها أن تصلي في محراب الأوطان الحرة ونسوا أنهم من دنسها.. فيا خرطوم اليك سلام، ويا وطن إليك وئام فالشوق أضناني وصوتك يؤذن في أذني كل نسمة فحي على الحرية حي على الحرية يا وطني المشنوق والمصلوب على نار الشمولية الأبدية. تباً لمن أطالوا عمرها تباً لهم وحرائر دارفور يرقدن تحت جماجم الشجر وهل تستر جمجمة شمس الظلم ويحدثونك عن وئام وسلام لا يصل أبداً لمن يحتاجونه إنه سلام القصور، سلام بين من لا يحتاجونه بينما الذين يحتاجون للسلام لا يجدونه أبدا لا يجدونه، فلماذا يا وطني لماذا..
أبوهريرة

Post: #8
Title: Re: عندما تعانق الأشواق جيد الوطن
Author: ابوعسل السيد احمد
Date: 11-22-2008, 04:12 AM
Parent: #7

أبو هريرة...

هأنت كدأبك تمضي بعيدا في سوح الجمال و الحق و الفضيلة، ذلك أن القيم
السامية لا تتجزأ.. و إذن يظل من يحملها-القيم السامية- على أصالته لا
يغيره حدثان الأيام مهما كان موقعه في الحياة عامها و خاصها.. فلتمض
فيما أنت فاعل و ليتعلم الكثيرون ممن هم مثالك.. و ليمتلئ العالم بكل
حملة مشاعل الانسانية و القيم الأصيلة..

الكتابة، مثلما المواقف، مسؤولية جسيمة يا صديقي..
محبتي أكيدة

Post: #9
Title: Re: عندما تعانق الأشواق جيد الوطن
Author: ابوهريرة زين العابدين
Date: 11-22-2008, 03:54 PM
Parent: #8

الشكر لك الأخ أبوعسل

Post: #10
Title: Re: عندما تعانق الأشواق جيد الوطن
Author: ناهد بشير الطيب
Date: 11-22-2008, 04:06 PM
Parent: #1

ا ل و ط ن ......الوطن ....
وكيف لنا ان نحتفى بنجمة حددت موقعها ظهر هذا اليوم ...
الوطن
وكيف يتسنى لنا الانطلاق بسوداننا الى افاق تطوره واستقراره ...
لن يتاتى ذلك الا بالحوار.... الحوار السياسى القائم
على اسس من الحرية والديمقراطية والسلام
التى يعشقها شعبنا حد الثمالة والغناء
السودان وطن ممتد ومتباين الثقافات والاعراف
فالوطن مستغرق فى حيرته وضيق ازماته
ومياه كثيرة تجرى تحت الجسر فمفاتيح تنميته بايدينا
جميعا فلو بحثنا بين اصابعنا بروية وهدوء وانكار للذات لوجدناها

______________
اهلا بك فى الوطن.... وبين اقماره ....
وسلامى لاستاذنا مرتضى الغالى ....

Post: #11
Title: Re: عندما تعانق الأشواق جيد الوطن
Author: ابوهريرة زين العابدين
Date: 11-22-2008, 05:10 PM
Parent: #10

أشكرك الأخت ناهد فقد قرأت لك كثيراً ومعجب بطريقتك في تطويع اللغة
نعم الوطن مستغرق في حيرته
يسأل عن أبناءه وبناته أين هم، ماذا دهاهم لماذا نتركه لمن لا يستمعون لأنينه الذي وصل صداه وترديده عنان السماء وعنان القارات. نعم الحل بأيدينا نحن لو أتفقنا على الحد الأدني من الحرية لحرائر دارفور وتلك هي المسألة الأولى. المسألة الثانية الحرية للجميع والجميع للحرية..
مع شكري وتقديري
أبوهريرة

Post: #12
Title: Re: عندما تعانق الأشواق جيد الوطن
Author: ناهد بشير الطيب
Date: 11-22-2008, 05:34 PM
Parent: #11

Quote: نعم الوطن مستغرق في حيرته
يسأل عن أبناءه وبناته أين هم،



حين تلغى جوازات المرور يكونون
حين تغلق صالات الجوازات يكونون














حين تغلق مصانع (الشنط )يكونون

____________________

شكرا لكلماتك ....الثرة
وفى حب الوطن نكون ...

Post: #13
Title: Re: عندما تعانق الأشواق جيد الوطن
Author: ابوهريرة زين العابدين
Date: 11-22-2008, 07:03 PM
Parent: #12

شكرا الأخت ناهد مرة أخرى، نعم وفي حب الوطن نكون.

Post: #14
Title: Re: عندما تعانق الأشواق جيد الوطن
Author: ابوهريرة زين العابدين
Date: 11-23-2008, 04:44 PM
Parent: #13

فيا وطن كل يوم تودع أحد أبناءك ويودعك.

Post: #15
Title: Re: عندما تعانق الأشواق جيد الوطن
Author: مدثر محمد عمر
Date: 11-23-2008, 09:22 PM
Parent: #14

سأعود لك ايها الرجل .... التقينا في غفلة من الزمان لم نقل فيه شيء لبعضنا ولم نعرف منا الا الاسماء ثم انصرفنا تائهين !!!

Post: #16
Title: Re: عندما تعانق الأشواق جيد الوطن
Author: Abdlaziz Eisa
Date: 11-24-2008, 05:32 AM
Parent: #15

الأخ ابوهريرة

سلام

حملتنا معك بالأحاسيس الرقيقة الى الوطن الحبيب, حلم جميل كئيب.. لكنه الوطن
بكل ما فيه..
لك التحية..


عبدالعزيز

Post: #17
Title: Re: عندما تعانق الأشواق جيد الوطن
Author: ابوهريرة زين العابدين
Date: 11-24-2008, 02:39 PM
Parent: #16

شكرا مدثر وعبد العزيز

Post: #18
Title: Re: عندما تعانق الأشواق جيد الوطن
Author: منوت
Date: 11-24-2008, 07:25 PM
Parent: #1

حذاري لا ،
و لا ثمن ،
حذارِ أن تموتَ خارجَ الوطن !!


سعدت بك الأوطانُ يا أبا هريره ،
فليسعد الوطن !!!

Post: #19
Title: Re: عندما تعانق الأشواق جيد الوطن
Author: ابوهريرة زين العابدين
Date: 11-24-2008, 10:05 PM
Parent: #18

شكرا يا منوت فليسعد الوطن ولنسعد بالوطن في داخله أو في خارجه حيث نحلم به.