تضاريس العقل الطفيلي

تضاريس العقل الطفيلي


11-21-2008, 01:59 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=180&msg=1227272363&rn=0


Post: #1
Title: تضاريس العقل الطفيلي
Author: عبداللطيف حسن علي
Date: 11-21-2008, 01:59 PM

في مطلع الثمانينات كتب احد المثقفين تحت هذا العنوان


يشكوا من تنامي الطبقة الطفيلية وفكرها الاستهلاكي
الطفيلي يسعي الي حل مشاكله لوحده

اذا وجد الشوارع غير مسفلته لايسعي من داخل حكومته وحزبه الي رصفها

بل يبحث عن سيارات الدفع الرباعي التي تقاوم (الحفر والمطبات)

واذا انعدم الامن الداخلي بسبب الاختلال في سياسات الدولة لايسعي الي

ايجاد معالجات لقضايا العدالة الاجتماعية،بل يشتري مسدسا وربما كلاشينكوف

للدفاع عن نفسه واسرته،وتوكيل قوات امن بحراسته حراسة شخصية.

وإذا ماتدهور التعليم يرسل اولاده للدراسة بالمدارس الخاصة الاجنبية

والي خارج البلاد للدراسة الجامعية.

واترك الباب مفتوحا للاضافة علي سمات العقلية الطفيلية وخاصة الاسلامية
.

Post: #2
Title: Re: تضاريس العقل الطفيلي
Author: عبداللطيف حسن علي
Date: 11-21-2008, 08:47 PM
Parent: #1

البيئة التي نشأت فيهاالراسمالية الطفيلية

ورث السودان ،بعد الاستقلال،اقتصادا رعويا-زراعيا،اراده الاستعمار تابعا


كليا،وكانت سياسة زراعة القطن ممولا لمصانع بريطانيا دون عائد للاقتصاد

السوداني.


اضافة الي جعل السودان سوقا للمنتجات الاستعمارية.

مع التغييب الكامل لدور الراسمالية الوطنية.

كان النشاط الاقتصادي الوطني محصورا في القطاع الزراعي والرعوي،الذي نشط فيه التجار

بيعا وشراءا.اثناء وبعد الاستقلال وجد التجار ،الذين انضووا للاحزاب الناشئة ضالتهم

فيها ليكونوا بديلا لاحتكار المستعمر لاوجه النشاط الاقتصادي.رغم قلة عددهم وعدم وضوح

دورهم الاقتصادي والاجتماعي.وبسبب انتشار الامية علي نطاق واسع،استطاعت قوي الاقطاع

المتبقية وبعض التجار،التغلغل في الاحزاب الطائفية الناشئة وتشكيل وجود جنيني له

اهميته فيما بعد،عندما ظهر تنظيم الاخوان المسلمين في ظروف الانفتاح علي شمال افريقيا

ومصر تحديدا.

بدأت حركة الطلاب في مصر تتفاعل مع قضايا السياسة والثقافة،في عالم كانت تسوده الافكار

الاشتراكية في عصرها الذهبي.تأثرت الحركة الطلابية السودانية بمصر،بالتيارات المتصارعة

حينها،وتفاعلت معها ونقلتها الي بيئة السودان.فكان تنظيم الجبهةالمعادية للاستعمار

من جهة اولي،وكنتاج لحركة الاخوان المسلمين في مصر،التي نشات لمحاربة المد الثوري

الاشتراكي في العالم العربي ،ولد تنظيم الاخوان المسلمين في السودان لنفس الغرض.

فالنشاة لتنظيم الاخوان المسلمين، كانت دوافعها وقف المد الثوري الذي يجتاح العالم

ومن ضمنه السودان،وعليه فهو تنظيم ظهر كرد فعل،متسترا بالدفاع عن الدين،مصورا الحركة

الاشتراكية والشيوعية المتنامية عدوا للدين،في مجتمع 86% منه امي.

استفاد تنظيم الاخوان المسلمين من فترات الدكتاتورية وسيادة القطاع التقليدي وانتشار

الامية الكتابية والثقافية.فتغلغل في اوساط المجتمع والطلاب الذين افرزهم ذلك الواقع

المتخلف.

في فترة عبود،ظل الاخوان يؤيدون الانقلاب ليجدوا مبررا للعمل السياسي ،فوصفوا الانقلاب

بثورة الجيش.كانت ثورة اكتوبر وجو الحريات ،حافزا لهم فتحالفوا مع حزب الامة والوطني

الاتحادي ونفذوا مؤامرة الدستور الاسلامي لحل الحزب الشيوعي والانفراد بالساحة السياسية

كقوة منظمة.وكذا بعد ضرب مايو للحزب الشيوعي في 1971 والمصالحة 1977 استطاعوا التحالف

مع نميري، فبدات الراسمالية الطفيلية في الظهور المدعوم بكوادرهم التنفيذية.

اسسوا البنوك، بنك فيصل والتضامن الوطني ،حيث عملت تلك البنوك علي توظيف منسوبيهم بعد

التخرج،وتمويل اخرين من الطفيليين الاسلاميين.
كتب تاج السر نقلا عن عصام ميرغني في دراسة له


وقامت منظمات مثل : منظمة الدعوة الإسلامية ، الوكالة الإسلامية للإغاثة ، جمعية رائدات النهضة ، جمعية شباب البناء ، جمعية الإصلاح والمواساة ، مؤسسة دان فوديو الخيرية ... الخ . كما أقاموا مؤسسات تعليمية مثل : إنشاء المركز الإسلامي الأفريقي ، وكلية القران الكريم ، عدد من المدارس الابتدائية ورياض الأطفال التابعة لمنظمة الدعوة الإسلامية ( لمواجهة التعليم الكنسي والتجاري ) .
ثم بعد ذلك اقتحموا السوق والتجارة ، وهاجروا لبلاد الخليج بعد انقلاب مايو 1969 م حتى توسعوا في العمل التجاري ، كما انشأوا المصارف الإسلامية ( بنك فيصل الإسلامي ، التضامن الإسلامي ) ، كما انشأوا عددا من شركات التأمين والمؤسسات التجارية والعقارية مما خلق بديلا للمصارف الربوية حسب ما كانوا يزعمون . ( انظر : الأمين محمد احمد : الحركة الإسلامية في السودان : السلبيات والإيجابيات ) .
وكما أشرنا سابقا أن النشاط الطفيلي اصبح هو الغالب في فترة مايو وتراجعت الرأسمالية الوطنية التي كانت تعمل في ميدان الإنتاج الصناعي والزراعي نتيجة لارتفاع تكاليف مدخلات الإنتاج ، وأزمة الوقود والطاقة وانخفاض قيمة الجنية السوداني .... الخ. ، وبالتالي سيطر النشاط الطفيلي على مختلف اوجه الحياة الاقتصادية والاجتماعية وظهرت فئات السماسرة التي تعيش على العمولات ، ووكلاء البنوك الأجنبية والشركات الأجنبية وروؤس الأموال البترولية وشركات النهب والفساد مثل شركة تراياد التي تحالفت مع مجموعة القصر ( نميرى ، بهاء الدين .... الخ )
وفى هذه البحيرة الراكدة ، وفى أحضان الرأسمالية الطفيلية المايوية نمت وتطورت الرأسمالية الطفيلية الإسلامية ، وكان التقدير أن للإخوان المسلمين حوالي 500 شركة من كبيرة وصغيرة في عام 1980 م ، وتصل حجم روؤس أموالهم لاكثر من 500 مليون دولار متداولة من بين هذه الشركات في الداخل . ( عصام الدين مرغني : الجيش السوداني والسياسة ، القاهرة 2002 م ، ص 225 )

اما في عهد الانقاذ فقد اصبح السودان بكامله ارضا وبحرا وجوا غنيمة في ايدي الطفيلية الاسلامية

بيعا وشراءا دون ذرة من خوف او وجل.

وهكذا نمت وترعرعت الطفيلية الاسلامية وغيرها مستفيدة ومشاركة في تخريب الاقتصاد وتدمير الوطن

بكامله وافقار غالبية الشعب السوداني
.

حزب هذه نشاته ،ميكافيلي دون جدال،لاتوجد في دهاليز العقلية الطفيلية الاسلامية ،اي بذور( لوهم)

العدالة الاجتماعية،ولايفهمها الا في اطار التكتيكات والمناورة وكسب الوقت

للانقضاض عليها في اقرب موعد مع تراجع حركة الضغط الجماهيري.

هذه هي العقلية الطفيلية ونشاطها الطفيلي:

الذي يعيش علي الفائض الاقتصادي ولايشارك في الانتاج،تسعي للربح السريع بكافة

الطرق والوسائل ، من تشييد للجامعات الخاصة والمدارس الخاصة والمعاملات

البنكيةبالاساليب الحزبية والملتوية وغسيل الاموال وشراء المؤسسات العامة

وبيع الاراضي والسمسرة والاستيراد والتصدير في السلع الفاسدة منتهية الصلاحية والتهريب والسوق

الاسود والمضاربات والتهريب والتهرب من الضرائب والالتفاف علي القوانين

وتعديلها في صالح مزيد من النشاط الطفيلي.

Post: #3
Title: Re: تضاريس العقل الطفيلي
Author: عبداللطيف حسن علي
Date: 11-22-2008, 11:38 PM
Parent: #2

العقلية الطفيلية كانعكاس لنشاط اقتصادي غير اخلاقي لها افرازات وظواهر

علي البنية الاجتماعية والثقافية ومجمل حياة الناس.

اول ما يسود منها التردي الاخلاقي المقيت في اوساط غير المتعلمين وانصاف

المتعلمين وحتي المتعلمين تعليما اكاديميا صرفا.

وثانيها الانحطاط الثقافي العام من كل الاوجه ،لغة ومضمونا وايحاءا

ومن ناحية ثالثة تراجع مواريث الاحترام في العادات والتقاليد الي الهاوية

فيختلط الحابل بالنابل وتصبح القدرة المالية والقدرة علي الاحتيال الذكي

المقياس الوحيد لتصنيف البشر.

ولاننا في الشان الثقافي صفر تقريبا،يصبح ترمومتر الابداع في المجال الوحيد

النشط (الا وهو مجال الغناء) المقياس الوحيد البادي للعيان، ليشهد علي مدي

الضحالة والركاكة متوشحة وسام الجدارة في ابهي صوره الواضحة.

ثم ، الكتابة، من دون قيود،علي الاسافير،لتكتمل الصورة،تلك الصورة التي عكستها حالة ماوصلنا اليه

في مجال التعليم!!

Post: #4
Title: Re: تضاريس العقل الطفيلي
Author: عبداللطيف حسن علي
Date: 11-23-2008, 09:46 PM
Parent: #3

العقلية الطفيلية تتسيد المشهد العام

Post: #5
Title: Re: تضاريس العقل الطفيلي
Author: عبداللطيف حسن علي
Date: 12-05-2008, 11:25 PM
Parent: #4

من افرازات العقلية الطفيلية ،التباعد بين مكونات الاسرة الواحدة.

فلم يعد الاخ يرضي عن تدخل الاخرين من اسرته في تربية اطفاله وكذلك الاخت

اما لوتدخل احد الجيران في تصحيح او عقاب طفل ،فستكون حربا شعواء بين

الجيران ربما تستمر لسنوات ،لم يكن ذلك موجودا من قبل، فقد كان هناك ،دائما شخص ما ، من الحي

مخول له ،تأديب الصغار ،جميعهم بالحي !!

ولكن ،اختلت المعايير ،واصبح التوجس صفة الجميع تجاه الجميع!!