مستشار البشير ينتقد الإنقلاب العسكري على حكومة الصادق المهدي سنة 1989!!!

مستشار البشير ينتقد الإنقلاب العسكري على حكومة الصادق المهدي سنة 1989!!!


11-21-2008, 03:30 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=180&msg=1227234643&rn=0


Post: #1
Title: مستشار البشير ينتقد الإنقلاب العسكري على حكومة الصادق المهدي سنة 1989!!!
Author: Wasil Ali
Date: 11-21-2008, 03:30 AM

Quote: نقد صريح وجهه للشيوعيون واليساريين، وممارسة للنقد الذاتي وفقا للأسس اللينينية للتنظيم..! بهذه المفاجأة، ختم الدكتور مصطفى عثمان اسماعيل، مستشار الرئيس السوداني عمر حسن البشير أعمال آخر جلسات عمل المؤتمر الرابع للوسطية، الذي انعقد في العاصمة الأردنية عمان على مدار ثلاثة أيام تقع بين 16 ـ 18 الشهر الجاري، وذلك تحت عنوان "نحو مشروع نهضوي اسلامي" ..مدينا مبدأ الإنقلابات العسكرية للوصول إلى السلطة، مقدما النصح للحركات الإسلامية بعدم فعل ذلك، وعدم الإقتداء بما فعلته الحركة الإسلامية في السودان..مؤكدا "الآن نريد أن نرد السلطة إلى الشعب، وله أن يعيدنا إلى السلطة انتخابيا، إن أراد ذلك". واعتبر اسماعيل الإنقلابات العسكرية محرمات، قال إن الحركة الإسلامية في السودان تعاطت معها مضطرة، مقارنا ما فعلته الحركة الإسلامية السودانية، بما اضطرت إليه الحركة الإسلامية الجزائرية حين تم الغاء نتائج المرحلة الأولى من الإنتخابات العامة سنة 1992، ووقف إجراء المرحلة الثانية منها.
وأكد اسماعيل أن الإنقلاب العسكري غير محلل، واستخدامنا له كان استثناء، ونحن ندفع الآن جزءا من الثمن، ويكون العلاج برد الأمر لأهله..للشعب.
وبرر إقدام الجبهة القومية الإسلامية بالإنقلاب العسكري في 30 حزيران/يونيو إلى أنها وجدت نفسها أمام ثلاثة خيارات وهي تبحث كيفية رد الظلم الواقع عليها، من بينها القيام بثورة شعبية للحفاظ على مكاسبها الإنتخابية، وهو كان خيارها الأول للوصول إلى الحكم، أو القيام بإنقلاب عسكري، وهو ما قررته أخيرا، لأن القيام بثورة شعبية يعني سفك الكثير من الدماء.
أكثر ما كان مدهشا في النقد الذاتي الذي مارسه الدكتور اسماعيل، هو أنه مارسه أمام، وعلى مبعدة أقل من مترين كانت تفصل مكان جلوسه على منصة المؤتمر، عن مكان جلوس الصادق المهدي، رئيس الوزراء الذي أطاح به انقلاب الجبهة القومية الإسلامية، وكان يجلس في الصف الأول من بين المشاركين في المؤتمر، وهو الذي يرئس المنتدى العالمي للوسطية، الذي نظم المؤتمر..!
تعقيب المهدي
توقع الحضور أن يعقب المهدي على هذا النقد الذاتي غير المسبوق، وهو ما كان يعتزمه فعلا، كما بين لاحقا، غير أن ضيق وقت الجلسة قبل الأخيرة للمؤتمر، التي تجاوزت الوقت المحدد لها بساعة كاملة جراء حشر متحدثين اضافيين فيها، لتقدم خلالها ست أوراق عمل، بدلا من أربع، حال دون ذلك.
ومع ذلك، فقد أتيحت الفرصة للمهدي للرد على هامش المؤتمر الصحفي الذي عقده بعد الجلسة مباشرة، حين سألته "الوطن" عما إذا كان لديه تعقيب على ما قاله اسماعيل..؟
اعتبر المهدي في اجابته أن اسماعيل وقع في مغالطة حين شبه ما جرى في السودان، بما جرى في الجزائر. وقال في الجزائر تم إلغاء نتيجة المرحلة الأولى من الإنتخابات، وعدم إجراء المرحلة الثانية منها، في حين أن ما جرى في السودان كان شديد الإختلاف لسببين:
الأول: أن الجبهة القومية الإسلامية شاركت في الإنتخابات، وحصلت فيها على الترتيب الثالث وكانت ضمن الإئتلاف الحكومي الذي أطاح به الإنقلاب الذي نفذته.
الثاني: تمثل فيما كشف عنه المهدي، ولم يكن معروفا للكثيرين من متتبعي الوضع السوداني، وهو أن القائد العام للجيش ورئيس الأركان في حينه، زارا رئيس الوزراء في مكتبه، وأبلغاه ضرورة إخراج الجبهة القومية من حكومته الإئتلافية، لأن الدول المصدرة للسلاح أصبحت تشترط ذلك لمواصلة إمداد الجيش السوداني به.
وتواصل الحوار مع المهدي على النحو التالي:
ماذا فعلت حين تم إبلاغك بموقف الجيش..؟
ـ أبلغت قائد الجيش ورئيس الأركان رفضي للطلب، وأبديا أمامي التزامهما بقراري، وأبلغت الدكتور حسن الترابي الأمين العام للجبهة القومية الإسلامية بما حدث، وقلت له إنني أقوم بإبلاغك بهذا حرصا على معرفتكم للحقيقة، وعدم تشوش افكاركم في حال تم ابلاغكم بغيرها. وقد التزم الترابي الصمت مكتفيا بقول كلمة واحدة "علم"..!
كم كان يفصل بين تبلغك طلب قائد ورئيس اركان الجيش، وإبلاغك مضمونه للترابي، وبين وقوع الإنقلاب الذي نفذته الجبهة القومية الإسلامية..؟
ـ عشرة أيام.
هل تكفي عشرة أيام لتدبير القيام بانقلاب عسكري..؟
ـ لا أعتقد ذلك. أعتقد أن أمر الإنقلاب كان مبيتا، لكنهم وظفوا إنذار الجيش من أجل تبرير القيام به.