هذه سوبا..فابحثوا عن عجوبة!

عبد الله الشيخ
خط الاستواء
وهل يتوقعن أحد خراباً في سوبا دون حضورٍ من عجوبة ؟.

عجوبة القديمة كانت امرأة من نساء القصور .. وعجوبة اليوم هي السلطة ..عجوبة القديمة

أدارت كأس الفتنة بين أمراء البلاط .
وكما تحققت نبوءة الشيخ إدريس ود الأرباب الذي قال قبل مائتي عام من خراب سنار إن نهاية السلطنة ستكون على يد الحريم ، تحققت نبوءة الذى لاتطيقون مع اقواله صبرا..
وعجوبة اليوم ــ السلطة ــ أدارت كأس الفتنة بين أمراء الأحزاب ومزقتها كل ممزق.. فماهو الجديد فى تاريخك ( ايها الشعب السودانى الفضل)؟

من التحقيقات الصحفية التي تقرأها مرة ومرتين ما كتبته الزميلة لبنى عبد الله عن خراب أطلال سوبا حالياً تحت سمع وبصر السلطة التي تقف متفرجة على تناوش أيادي الاستثمار ما تبقى من آثار المدينة التاريخية .. تقول الزميلة لبنى إن يد الاستثمار التي لا يشق لها غبار امتدت الى المحميات الأثرية وكل بلاغ يفتحه حريص على التراث والحضارة يختفي من الأضابير كما تخفى الرمال درب الطير في يوم العاصفة ..

جاء فى عنوان التحقيق إن خراب سوبا الأخير تم دون أفاعيل عجوبة !..مع ان التحقيق أشار الى الأيادي وقام بتعيين الأسماء والشركات وتحدث عن ضياع البلاغ إثر البلاغ ..وعن موقف المصلحة التي يبدو أن لا مصلحة لها في الموضوع بكامل هيئته ..

فإذا كان من الممكن تعيين يد الاستثمار الباطشة بالتراث وبالتاريخ وبالحضارة في ظل صمت دعاة وحماة الحضارة والتاريخ والتراث ..فكيف إذن نقول إن سوبا قد خُربت دون عجوبة ؟.

ولأول مرة يجد المرء نفسه يُشد الى الحديث عن بداية خراب صرح من الصروح دون أن يشير الى بداية الخراب في عهد الإنقاذ ..وأن كان التاريخ الذي نحن بصدده يتعلق بأحد المنتمين سراً للتنظيم ( الصدري)!..في عهد الديمقراطية الثالثة صدر التهديد الأول بخراب آثار سوبا على لسان وزير الثقافة والإعلام ،وهو وزير ينتسب الى حزب رضي وتراضى بعد احتجاج وعويل ضد التوالي ..وهنا لابد من (جدعة ) سئل مبتكر التوالي عن معنى التوالي فقال :ـ يسألونك عن التوالي !؟.. أن يتوالى المرء معناه أن يتوالى ، وكلنا هكذا متوالون !..

ونعود الى التيار الصدري الحاكم الآن! .. قال الوزير ........ إنه يدعو الشعب السوداني للاحتفال بسقوط سوبا، وأن يكف الناس ألسنتهم عن أحاديث الخراب السوباوي (لأن المغرضين أشاعوا أن الهجرة العربية هي المسئول عن خراب سوبا).. وقال الوزير أيضاً إن خراب سوبا مما نفرح له ، لأن سوبا (ما كانت تدين بالمشروع الحضاري ) !.

وتقول صحائف التاريخ أن النوبة في الشمال أطلقوا على ما حدث في المغرة وعلوة ألفاظ الشؤم والخراب ، وهو المعنى الذي يحمله لفظ سوبا ولفظ قري .فهل نصدق كلام أجدادنا القدماء أم نصدق هذا الذى يتنقل في كراسي الحكومات كما يتنقل مؤشر النشرة الجوية من منطقة ذات جبهة هوائية باردة إلى فاصل مدارى يمر شمال أبو حمد!..

من الممكن في هذا الزمان تحديد المعتدي ..وحصر آثار العدوان ..لا أكثر ..ومن الممكن أيضاً إسكات كل صوت يتحدث عن حماية التراث والتاريخ السوداني (بأي طريقة )!! ..
فهذا أوان الحكايات ..لا أوان إيجاد الحلول للفوازير ..وقد وردت في الفوازير حكايات من نوع( قطع البحر بلا عضم ضهر)..و(أكان شالوه ما بنشال ،أكان خلوهو سكن الدار)!..
وهكذا ..أيها الشعب الكريم .. كيفما تكون الفوازير مستحيلة تكون الحلول مستحيلة !..

عجوبة