إسحق أحمد فضل اللّه :اللهمّ أحفظ عدُوّنا الوطــني...

الصورة تصلح..



وفي الصورة .. المؤتمر الوطني معلق على طرف الهاوية لا يمنعه من السقوط في الهاوية الا قبضة يده .. والحركة معلقة بقدمي الوطني..!!



والحركة الشعبية - والمعارضة - التي كانت تسعى بشدة لاسقاط الوطني .. تسأل الله الآن - بعد الحساب - الا ترتخي قبضة الوطني..!!



وحلبة الرقص كلها ما يديرها الآن هو المشهد هذا والصورة هذه.

(2)



ومصادفة مرسومة جيداً..



يحكمها ايقاع الرقصة هذه تجعل دكتور غازي يدعو فاروق ابو عيسي للانس ..
ثم - وبزلة لسان دقيقة - يحدثه كيف ان الانتخابات يمكن ان تؤجل.



والحركة الشعبية في مؤتمر سري منتصف اكتوبر هذا تحرص على ان تجعل لسان
سلفاكير ومشار - وفي لقاء رئاسي - يزل بالاشارة الي ان الانتخابات يمكن ان تؤجل.



ومؤتمر كنانة - في هوامشه واثناء الاستراحة - يسمع بعض قادة المعارضة
الكبار وهم يجمجمون عفواً عن ان الانتخابات يمكن ان تؤجل.



وكل احد يشعر أنه معلق بقدمي الوطني ويسأل الله الا ترتخي قبضته وهو معلق ..
ويسأل الله الا ترتخي قبضة الوطني.



فتأجيل الانتخابات في الجنوب يجعل السيد سلفا والدينكا يحكمون قبضتهم على
الجنوب .. وحسابات الدينكا كلها تنتهي - ومنذ عام تقريباً - الي حقيقة ان قيام
الانتخابات في موعدها يعني - دق العنق.



والقبائل الجنوبية المبعثرة تجد ان تأجيل الانتخابات يتيح لها فرصة جيدة لاحكام
شباكها حتى اذا سقطت حكومة سلفاكير في الانتخابات - المؤجلة - وجدت شباكها جاهزة -
لتسقط فيها.



والاحزاب الشمالية التي تعقد مؤتمراً اليوم كلها ينظر فيجد ان (اوباما) ليس هناك ..
وانه يحسن بالقادة فيها ان يحتفظوا الآن بكراسي الامل على الاقل.



ومهرجان المؤتمرات الآن في كل مكان ما يقوده هو هذا.

(3)



ومؤتمرات تزدحم.



وفي المؤتمرات هذه تشتعل معركة الزعامة .. منذ الآن.



ومادبو - حركة التحرير - وآخرون تشتعل معركتهم - ذات المسدسات - في قاعة الزبير.



ومادبو - حزب الامة - تشتعل معركته مع بنات الصادق وآخرين ... ولعل ما يمنع المسدسات هو ان ضرب (العوائل) بالنار عيب.



والمؤتمر الوطني يرفض مؤتمراً مع خليل .



وخليل يرفض مؤتمراً مع الحركات المسلحة.



وقطر تعقد مؤتمراً مع عشرين جهة.



ومصر ترسل مبارك امس لمؤتمرات هامسة مع البشير وسلفا.



والاحزاب تعقد مؤتمرها اليوم.



ومؤتمر .. ومؤتمر ..

(4)



... ومؤتمر مبارك له حديث.



فمصر تقرأ الاحداث .. وتجد انها - وهي تتمنع يوماً - وتخمش حلايب يوماً ..
وتغمز الخرطوم يوماً.. وتستضيف قادة التمرد يوماً .. و .. مصر هذه تلتفت
فتجد انها يذهب بها السيل.



مصر تجد ان قطر - وفي صمت كامل - هي الوسيط الذي يتم على يديه حل قضية لوكربي.



وان قطر هي الوسيط الذي يتم على يديه حل نزاع اليمن والسعودية على الحدود.



وان قطر هي الوسيط الذي ينجح في اعادة القذافي الي اوروبا - وكان مشهداً له
معنى ان سفير قطر في فرنسا هو ابرز من يستقبل القذافي في مطار ديجول...



وان قطر هي الوسيط الذي يوشك ان ينجح في حل اخطر قضية في افريقيا .. قضية السودان..



ومصر مشغولة (بالدلال) على السودان.



مصر تهبط الخرطوم امس (لاستضافة) المؤتمر ولو على طريقة الفرزدق.



والفرزدق يستمع يوماً لشاعر نصف مغمور ينشد قصيدة جاء فيها بيت رائع يقول.



»ترانا اذا نمشي يسير الناس تحت ركابنا



وان نحن اشرنا الي الناس وقفوا«



والفرزدق يقول للشاعر:



»لتتركن هذا البيت لي او لاخرجن امك من قبرها«.



ومصر تقول لقطر مثلها.



المهم ان زماناً جديداً يقترب.



وان المؤتمرات في كل مكان (الي درجة قيام مؤتمر بين المسيرية والدينكا في الاسبوع الماضي) تقوم.



والمؤتمرات كلها تلتفت الي الكلمة الساحرة.



المصلحة!!



وكل احد يسأل الله الآن الا تتعب قبضة الوطني الذي يتعلقون بقدميه بينما هو يتعلق بقبضته