حنين ثاني للبنات اللائي هششّن الذاكرة ...

حنين ثاني للبنات اللائي هششّن الذاكرة ...


11-09-2008, 06:29 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=180&msg=1226251771&rn=0


Post: #1
Title: حنين ثاني للبنات اللائي هششّن الذاكرة ...
Author: اسماعيل مرغنى
Date: 11-09-2008, 06:29 PM

سأفتح حقيبة السفر .. ونتناول أوّل كأس شاي بعد نزولنا من القطار .. لم تكن هي ذات الحقول التي عرفناها في طفولتنا .. وجهك المائيّ يندس وسط الزحام .. واجهل مصير تلك الضحكات التي وزعناها على أطفال لم نلدهم بعد .. جميل منك أن تفهمي تعبي المُرهق .. والعناء الذي أكابده لأضع وردة على قبرك المفتوح على دمي المُراق .. أجلسي على حافة العشب ودعي العصافير تشرب مائها قبل أن تحط على أغصانك الخضراء .. تتناولين الحلوى وبعض كلماتي وتغمضين عينيك على حلم تخطيناه .. الحقيبة لم يكن بها سوى قميصي الأزرق وبعض حبوب الأرق وأصابعك التي تدفئني شتاءاً.. جنوباً كان اتجاهنا نحو رحيق فقدناه ذات صيف .. شمالاً كنّا نهرب من أسماءنا ومشاريعنا التي باءت بالفشل .. تغسلين يديك قبل أن تتناولي اسمي المبلول وبعض أسماءهم الجافة .. كل الكذب الذي كنت اخترعه لأخبئ خيباتي و انفلاتي نحو النهر .. كل الصدق الذي بحت لك به ذات ليل دافئ لم يعد يروق ذاكرتي المنفلتة .. الريح التي وزّعتنا في منافي تخصنا ، ضحكت على سذاجتنا ونحن نتسابق كالمراهقين .. جدائلك المرصوفة على خدّي خذلتك حين هممت الذهاب بعيداً .. كنت تحاولي نسياني .. وكنت أحاول أن ألملم أوراقك المبعثرة داخل حقيبتي المفتوحة .. هذا الصباح المغلق على تفاصيل عادية .. يهرب باحثاً عن ركام مفقود وسط كل هذه الحرائق المندلعة .. لم يكن يقيناً أنك لن تريني مرة أخرى .. كان يقيناً منّي أنك لا تستطيعين نسياني .. صدى أصواتنا الذي يجتاح موسيقى لم تنوّت جيداً .. ألهذا السبب جعلتيني مفتوحاً على باب أوصدناه معاً .. ونافذة لم تبارح مكانها منذ البارحة .. هذه المسطحات الخضراء التي تدحرجنا فيها ككرات البالون .. قبل أن يثقبنا المطر المندلق من أفواهنا المليئة بالهواء الذي تقسمناه أمام الجميع .. ضحكاتك المجنونة ، وصمتي الوقور .. نزواتي المدسوسة تحت جلدي .. ونزيفك المتكلّس على أوّل خطوة تخطيها .. الدروب المشاكسة التي مدّت لنا لسانها ودخلت فينا .. لم تخرج بالكنز الذي خبأناه حيث تتوالد أسراراً لقحناها معاً .. الطفل الذي يسبق الآخرين إلى الكنز هو من يضحك أولاً .. الحلوى التي وزّعناها ونحن مغمضيّ العينين لم نتذّوقها .. الغبار العالق في أقدامنا الحافية لا تبرّر المعركة الخاسرة التي خضناها قبل أن نسقط .. على حرير العشب.

يتبع...

Post: #2
Title: Re: حنين ثاني للبنات اللائي هششّن الذاكرة ...
Author: اسماعيل مرغنى
Date: 11-09-2008, 08:39 PM
Parent: #1

أجمل ما في هذا العالم نختزله هنا .. حيث ننام معاً .. وأصحو وحدي .. لأفتقدك .. كم عدد المرات التي أقتفيتيني فيها .. وأنا أقتفي أثرك العاشق نحو باب دخلتيه وحدك .. بقصدية تامة تركتيه موارباً حتى أذهب .. ولكنّي خذلتك ودخلت .. بحثت في جيبي الذي يحتفظ باسمك عن عود ثقاب واحد .. أشعله .. لا لكي ابحث في الظلمة عن أنفاسك .. وإنما لأُخجل الضوء بملامحك التي تركتيها فوق سريري دون وداع يليق بي .. وبك.
كل ذرات الرمال التي دحرجتنا وتدحرجنا فوقها لم تغفر لنا خطيئة المساس بصبّارها الناعم .. ثمّ هنيئاً لك أيها الغياب قبل أن ينطفئ قنديلك الباكي .. قصائد طويلة كتبناها لعشّاق مجهولين ولم نحفظها .. كما حفظنا سرّ الماء الذي بيننا .. القصائد التي بيننا أكبر منّا .. الظلال التي توارت خلف بيتنا المتوّهم لم تترك لنا أثراً نتعقبه .. أثرٌ يقودنا إلينا دون عراك.
كل الشجارات المفتعلة بيننا ملح نرشه على باحة حدائقنا الخضراء .. حتى لا يصيبها ما أصاب جارتنا التي احترقت قبل أن تحتفل بعيد ميلادها المليء بأوراق لم تصلها ولن تصلها .. جنون واحد فقط ونطلق أصابعنا لتحررنا من القطارات التي تركض خلفنا .. ونركض خلفها .. مساحات شاسعة متوارية خلف نوافذ تركناها مفتوحة على أعيننا التي تسبقنا كلمّا سبقها الدمع .. ليتني قلتها قبل أن يسّبني الشارع الذي أتدحرج معه نحو حجارة تركتيها لكي أتعقّب أثرك الفادح .. ثمن كل هذا كلمة لم تقال .. كوني بخير حيث أنت ..لأكون بخير .. أعتصر ذاكرتي لأخرج تذاكر دفعناها ثمناً لحضور مسرحية فكاهية لم نحضرها .. والقهوة السوداء التي احتسيناها صباح غيم لم يكتمل .. كل تلك الصور التي علقّناها على جدارات واهية .. لم تفضح فجيعتنا في الطين .. الطين العالق في أحذيتنا القديمة .. لا الخارج من لعابنا الجاف.
يتبع...

Post: #3
Title: Re: حنين ثاني للبنات اللائي هششّن الذاكرة ...
Author: اسماعيل مرغنى
Date: 11-10-2008, 06:29 AM
Parent: #2

موسيقى المرايا السادسة التي أشجتك .. لم تبارح أناملك التي تداعب الفراغ .. التاريخ السرّي لتلك المدن الكثيرة التي زرناها ودفنّا أجزاء منّا في تربتها .. لم ترحم براءتنا الأولى .. وعلقتنا على أوّل نجمات الصباح الهاربة .. الأسئلة التي داعبناها .. والأجوبة التي جرحتنا ..لم تترك لي خيار سوى أن أسألك بالتي هي أجمل .. كم عدد المرات التي لم تدهشك فيها خيانتي للغة .. اللغة التي سحبناها من بين أظافرنا وعلقنّاها على مشاجب تطير قمصانها كلّما حلّقت الطائرات المقاتلة .. التي رسمناها على الورق .. عندما رسمت ياسميناتك المحلّقة فرحت أنا كطفل يتذوّق طعم لبن أمه ، ولحمها. تعتصرني ذاكرتي لأخرجك منها .. كلمّا خرج هواء ضائع يبحث عنك .. الخنادق التي أفترشها الآن وأنا ممسك على الزناد المتصلّب على أصابعي .. والتموّهات التي يتلاعب بها بصري ليخدعني برؤية عدو لا يراه غيري .. كلمّا وصلت الرصاصة إلى عنق الحقيقة ارتدّت إليّ .. لترقد بسلام كامل في الجانب الأيسر من صدري. مستعيناً بمن أتوا أركض خلفك .. ولا أقبض سوى دولارات ترّم عظمي المفكّك .. منحة أن أكون حيّاً أصغر بقليل من أن أموت بك .. يليق بك هذا الماء الذي يقبّل قدميك .. يليق بك أن تضحكي هكذا في وجهي الذي لا يشبه الماء . عندما اتكأت على كتفي المتيبس بوجهك المليء بصفاء يخصك .. ضحك أنفي قبل أن يدغدغني دفؤك .. في الشتاء الفائت أشعلت أصبعين من أصابعي لأراك .. وكلمّا ابتعد عن صوتك يبتعد صوتي منّي .. سلام لك في القادمين من بلادهم .. سلام لك في الماضيين نحو حتفهم المؤجل بفاتورة رخيصة لم تدفع للحانوتي القابع جوار بابنا المفتوح .. حرّي بك هذا الشجن الملفوف بالقطن الطبّي .. وأنت ترقصين للمطر الذي هطل على جارنا الذي لم يزرنا يوماً .. الذي فتحنا له ثقباً في الهواء ليرى حواجبه المرفوعة أعلى قامته ليس دهشة منه بل ليشنقهما حيث وطئت أنفاسك ما تخيلّه عن نساء ساحرات . بردان أنا قبل أن تجيء إليّ .. وقبل أن تذهبي .. قميصك المطرّز بزهرات القرنفل يبتسم لرجال لا يعرفهم .. وتوزّعين هداياك المجانيّة على المارّة والسابلة وبعض رجال حمقى .. لترتطم إحداها بالشحاذ الأعمى القابع خلف جدار يلعق ظهره .. فيبصر ثلاثة أسماء لي .. وبعضها لك. فبأسمى واسم الذين قتلوا غدراً دون أن تعلمين .. أحفظي هذا الإيقاع في كعب حذاءك .. فسلام لك حين تنامين .. وحين تصبحين على خير .. فالحمام الذي ضيّع منقاره في وخز ساقك الرّخامية .. لم يندم كما ندم على أنه ضيّع الوخز . سريران غريبان .. يقتربان .. يقبّلان بعضهما .. يرتجفان .. ثمّ يموتان حتى النوم.

Post: #4
Title: Re: حنين ثاني للبنات اللائي هششّن الذاكرة ...
Author: اسماعيل مرغنى
Date: 11-10-2008, 04:25 PM
Parent: #3

يتبع...

Post: #5
Title: Re: حنين ثاني للبنات اللائي هششّن الذاكرة ...
Author: مدثر محمد عمر
Date: 11-10-2008, 05:29 PM
Parent: #4

من ذلك المعتوه الذي قال: " ربي اعطني الجنون كخشبة خلاص"؟؟
المجنون شخص تنزف ذاكرته باستمرار....!!

Post: #6
Title: Re: حنين ثاني للبنات اللائي هششّن الذاكرة ...
Author: اسماعيل مرغنى
Date: 11-10-2008, 07:08 PM
Parent: #4

كلمّا ابتعد هذا الكأس .. اقترب الآخر .. وكلمّا ابتعد الآخر .. اقتربت أنت .. وكلمّا ابتعدت أنت .. اقتربت أنا .. وكلمّا ابتعدت أنا .. اقتربت أكثر .. من الكأس الأخيرة التي امتلأت حتى آخرها بريقك الرطب .. لتوقظني سماء أخرى ثلاث مرات في اليوم ومرّة عند حاجتي إليك .. لأقتفي أثرك حتى أضيّعك منّي .. ليدفن النسيان أبريقه الفارغ تحت غطائي المتدثر بك .. الذي يشتهيك كما أشتهي صورة أميّ الضائعة منّي وسط إعلانات ساذجة عن بعض أنواع الطلاء وأدوات التجميل ومشروبات المياه الغازية .. فإذا وجدتيها بين آلاف الصور التي تتراءى في حلمك المختبئ خلف بوابات العصافير الحاطّة على كتفك البعيد ..فأرسليها لي عبر رسائلك الكثيرة التي لا تصلني .. لأجعل صلاتي ترقد بسلام على السجّاد المبتل بأمطار أشجار الليل .. لم أيأس من أنّي سأجد نفسي .. خلف نفسي .. وما زلت احلم بطباشير أكتب به الأبجدية دون أن يذكرني بخطيئتي ..الندوب التي لاحت على جبيني المسجي .. تكاثرت على جسدي الآخر .. الذي تركته على حافة البحر الجالس على كرسيّ غرفتي الوحيدة المائلة نحوك بحنان يشبهني .. الأقلام التي صنعناها من أصابعنا المتبقيّة لم تكتب بعد حرف ( الحاء ) الذي يخصك .. رغم أنها كتبت كلام الصباح للصباح . حنين أوّل للذاكرة الهشّة .. وحنين ثاني للبنات اللائي هششّن الذاكرة .. وحمّلني وصايا الدم كلّما قابلت نفسي .. ( الباء ) التي سلمنّاها بكل حميميّة لتدّرس في الصف الأوّل .. لتنطق هكذا " ب .. ا .. ء " بكل براءة اللغة. خديعتك الكبرى لي كلمّا حاصرتك بالاحتفال بنا ..خديعة مساومتك قلقي .. وخديعة فستانك الذي أسرّ لي بأن جسدك لم يكتمل بعد .. وخديعة أنني أنتظر طرقات على بابي الذي هو بدون باب .. وخديعة الوردة التي سلّمتني إليك .. سلام عليك حين تصحين .. وحين تمشين .. وحين يأخذك الغياب . كلماتنا التي نبعثرها على جيوبنا المفتوحة على الشارع .. وكلماتنا المغلقة في أكفنا وفي أجنحة الشجر .. وكلماتنا التي لم نساوم عليها أبداً رغم " الفلس ". ورودنا الصغيرة التي زرعناها في الباحة الخلفية لبيتنا القديم .. وتربة تصالحنا عليها .. لنضع عليها بذرة طفلتنا الأولى التي تقاسمت ملامحنا وتقاسمنا ملامحها .. كلمّا صرخت في وجهي أجد صوتك غائر فيّ .. وكلمّا همست لي أجدك تدفعيني إلى الحلم ثانية بدون وضوء .. القبلات التي وضعناها على الجدار أخرجت جذورها وأنبتت سنابلها المنطفئة .. الشمس التي تسابقنا معها في صغرنا .. احترقنا برحيقها وهي تركض معنا في الحقول التي تركنا فيها خطواتنا .. وهاأنذا في البلاد البعيدة التي لم تحلمي بالوصول إليها .. وأنت هناك في البلاد التي قايضتني بك .. وكل تلك النفايات التي أحملها على ظهري .. لأقيض دولارات متآكلة أدفيء بها حُلمي بالرجوع .. وهذا " الشبر " من الأرض الذي يحتويك الآن .. يحتوى جسدك الذي ظننته أكبر من ذلك .. وأنت تشاطرين التراب لذّة اكتشاف سرّ البذرة .. وسرّ الضحكة الأولى .. وسرّ انطفائي البطيء قبل اكتمال الأغنية.

Post: #7
Title: Re: حنين ثاني للبنات اللائي هششّن الذاكرة ...
Author: مدثر محمد عمر
Date: 11-10-2008, 07:33 PM
Parent: #6

نص بالجد أنيق .... وكأنه طفل صغير يذهب للمدرسة للمرة الاولي...

Post: #8
Title: Re: حنين ثاني للبنات اللائي هششّن الذاكرة ...
Author: اسماعيل مرغنى
Date: 11-11-2008, 06:16 AM
Parent: #7

مدثر ياصديقي
كعادتك تشاركني سفر الذاكرة
ذلك الصندوق الجميل الذي نغلقه عليهم
ونمنحهم مفاتيحه بكل سهولة
ونذهب متعجلين
دون أن ندري أنهم يتساقطون بداخلنا
ويمنحونا هذا الجنون الهش
شكراً لجلوسك هنا
إسماعيل

Post: #9
Title: وطنه وذاكرته ذات الثقب النازف !!
Author: مدثر محمد عمر
Date: 11-11-2008, 08:14 AM
Parent: #8

ها أنا ذا … قلبي الهبابه* … أفتح موقع تيريج الكردي علي أجد ما أهدهد به هذه الغربة النزقة … فتطالعني العناوين مادة لسانها:

 بوصلة الغائب
 يحدث في الظلام
 في حضرة الغياب
 قصائد هائجة
 سكرة الوداع …
 سأخترع ملايين الأسباب لتبرير غيابك!!
 الإطاحة بالنظام السوري الخاسرون هم الأكراد
 للشتاء الآخر أرمم الليالي سرباً آخر باتجاه الشجن

ربي لم تهاجمني عناوينهم وكأنها أوطان ؟؟!!
هذا الرجل الذي يسمي سليم بركات ترك نكهته في كل شيء حتى في ألوانهم وهم يرسمون !!
يجب أن يدخل النار … أسوة بالآخرين الذين يجب أن يدخلوا النار… يجب أن يدخلوا جميعاً .... هو وحميد وراشد ومقبول يجب أن يسبقهم عبد الرحيم وأخين ولات وهمشري وذلك الفتي- او الذي كان فتي - رشو حين أهدر حياته في هدهدة البرونز وتشكيله في شكل أحلامه ووطنه وذاكرته ذات الثقب النازف !!
, فالرب لم يخلق لهم العقل ليجنوا به ذلك الجنون المسرف !!
اّاّاّ نسيت عادل ذلك الولد النحيل الذي منذ أن ولدته أمه لم تعد تحبل !!
كل هؤلاء يبدو أن هذه الجنات التي تسمي الأوطان- يبدو أنها لم تلوحهم جيداً بالعدم والغربة!!

*"في عبوري الأكيد لغيابك
لن تعثر على رائحتي"

وأنا أشم رائحة غيابها خطر ببالي الشبه بين كتابات السودانيين والأكراد !!
ربما ما أوحي إلي بذلك تلك الوصلة التي يتحدثون فيها عن قانون إقامة مؤقتة في ألمانيا !! فهم يتقاسمون نفس التشرد هناك في تلك المنافي التي تقيهم ببردها من نيران بلادهم التي لم تلوحهم جيداً و إلا لكانوا أقرب للجنة من أبو ذكري ...ذلك الشاعر السوداني الذي مات منتحراً وأطفال عامودا المحترقين !!
إذا فليذهبوا للنار جميعهم وليتأنقوا .... وليلبس راشد قميصه الأخضر الليموني الذي كان يدخره للخروج وللبحث عن عمل وليرتدي مقبول حذاءه الجديد !! .... هيا أذهبوا كلكم ولا تتهربوا كأنكم ذاهبين إلي الخدمة الإلزامية التي لم تكونوا تعرفون لأي وطن هي !!
اذهبوا للنار... وأسرعوا قبل أن تصيروا هباءا مجيد !!!


** جزء من نص لاخين ولات

Post: #10
Title: Re: وطنه وذاكرته ذات الثقب النازف !!
Author: مدثر محمد عمر
Date: 11-11-2008, 03:53 PM
Parent: #9

أتفهمين ذلك القلق الذي يضرب عصب الروح؟؟!
جالس انا في تلك الزاوية من الخراب واعانية.... حاولت ان أدلله ليهدأ..... أشعلت أغنيتين لفيروز فازددت وحشة ... أشعلت اخري لعثمان حسين* فتركت قلبي كالهبابه ..... أصبحت ايلا لماذا لا ادري ..... هذا القلق المشوب بالم احسه يشم دمي الان.... ربما لم تجربينه لكنه مثل ابو اللماس** الذي كنت وانا صغير اخافه لانه يلمسنا... يلمسنا فقط دون ان يلتهمنا !!
أحس بذاكرتي تنزف !! مؤخرة رأسي تلك اتمني أحياناً ان اقطعها كقعر البطيخة وارميها .. الذاكرة هي التي تنزف .. يبدو أنها تتقن عملها حين لا نحتاجها.... دائماً تشدنا من مؤخرة رأسنا للاعلي لا أعرف لماذا؟؟!!
لماذا قال ذلك الرجل الموهوم: " يا رب... اعطنا الجنون كخشبة خلاص"؟؟!!
هه.. الجنون ؟؟, خشبة؟؟؟, خلاص ؟؟؟؟
المجنون رجل تنزف ذاكرته باستمرار ... أستطيع ان أتبين كم نزفت من صراخه أحياناً وأحيانا من صمته الذي يشبه الصراخ !!
ذاكرتك حين تنزف كثيراً لا تنفعها الضمادات.... كل الأشياء التي تربت علي القلب تجعلها أكثر انفتاحا .... صوت فيروز.... أغاني عثمان حسين .. والكتابة.
التظاهر بعدم النزيف أيضاً سيوصلك الي أوجه أيضاً !!
حين تنزف ذاكرتك يجب أن تتجنب حينها ما لم تستطع !!
المرأة والأوراق !! كلاهما عبوة ناسفة !
ويجب ان تتجنب الغربة، شجر النيم، حيطان الجالوص، أوجه بائعات الكسرة اللتران ونصف الذان نزفهما أبوك ، وجه امك أيضاً ... الجامع الذي لم تعد تحبه ... بكاء راشد ... بكاء محمود ، المشرحة ، رجال الامن ... جريدة الدار التي باعت أبوك في الصفحة الاولي وربما بجانب خروف ولد برأسين ....
ا ل ن ز ي ي ي ي ف فطوبي للنزيف!!
تمسك مؤخرة رأسك .... تخاف الجنون؟؟!! أم تخاف نزيف الذاكرة في الجنون؟؟!!.... ربما ستتعود حينها !!
الن ...
ا
ل

Post: #11
Title: Re: حنين ثاني للبنات اللائي هششّن الذاكرة ...
Author: خالد سمارة
Date: 11-11-2008, 04:00 PM
Parent: #1

انة مساء ندى برغم الانتظار والسفر داخل الذاكرة
ومزاحمة القلب لنبضك وافتراقنا...
اتيت انت لتعيد ترتيب الحنين وملامسة الضوء والحس الجميل
اقراهذا البوح والسرد الحالم
ادهشتنى
شكرا
شكرا لك
الحنين
وملح الذاكرة والانتباة








خالد

Post: #12
Title: Re: حنين ثاني للبنات اللائي هششّن الذاكرة ...
Author: اسماعيل مرغنى
Date: 11-11-2008, 07:19 PM
Parent: #11

الحرف الذي كلمّا صادقناه
سبنّا الورق وأخرج لنا لسانه هازئاً
وكلمّا تكشّف لنا عرّي الكلمة
تخاذلت أصابعنا وتساقطت
الحروب التي خضناها معنا
لم ننج منها
ولا منّا
وهذا القبح الذي طاردنا طويلاً
أنهكه التعب
فجلس على كرسيّه الوثير
تاركاً آثار أحذيته القديمة
على ظهورنا المليئة بكلمات لا تخصنا
الجمال الذي صنعناه من عجينة الليل المُسكرة
تلاشى مع أوّل طرقات الصباح
قبل أن نفتح بابنا لساعي البريد الوحيد في الحيّ
البريد الذي صار نادراً
لنسلّمه مظروف الندى المكتظ بجسد طفلتنا الوحيدة
وهي ما تزال تمسح حبّات الحليب المتناثر حول فمها الرقيق
جرّاء هدهدات أمها المتعجلّة
أمها التي سافرت بغتة دون أن تترك أثراُ يدّل على عناوين مناديلها المبللّة
فقط
حتى لا نراسلها!
كم هم أنانيون جداً
عندما يقطّعون تذاكر لا تقود إليهم
وأنانيون أيضاً
لأنهم لا يعودون
ولا حتى لمصافحة
أخيرة
تندس بين الأصابع
والأصابع
ولا سلام
تاركين فقط :
ذاكرة هشّة ..
لا تقبلّنا بأدب.

مدثر ، خالد:

هل مازلتم هنا ؟

Post: #15
Title: Re: حنين ثاني للبنات اللائي هششّن الذاكرة ...
Author: خالد سمارة
Date: 11-12-2008, 10:55 AM
Parent: #12

اسماعيل
نمشى وين؟ ما انت صحيت الذاكرة ودخلت الدم











خالد

Post: #17
Title: Re: حنين ثاني للبنات اللائي هششّن الذاكرة ...
Author: اسماعيل مرغنى
Date: 11-12-2008, 04:55 PM
Parent: #15

خالد ومدثر

ما زالت هناك بقية

بجيكم راجع

إسماعيل

Post: #16
Title: Re: حنين ثاني للبنات اللائي هششّن الذاكرة ...
Author: خالد سمارة
Date: 11-12-2008, 10:56 AM
Parent: #12

اسماعيل
نمشى وين؟ ما انت صحيت الذاكرة ودخلت الدم











خالد

Post: #13
Title: Re: حنين ثاني للبنات اللائي هششّن الذاكرة ...
Author: Hawari Nimir
Date: 11-11-2008, 07:47 PM
Parent: #1

لا اله الا هو..سبحانك.
امنت و استشهدت...
....

شكرا لك هذا الجمااااال..
يارائع..
كروعة هذا النص.
هواري

Post: #14
Title: Re: حنين ثاني للبنات اللائي هششّن الذاكرة ...
Author: اسماعيل مرغنى
Date: 11-12-2008, 09:11 AM
Parent: #13

هواري

شكراً لك قراءتك

وهذا التعليق الجميل

إسماعيل

Post: #18
Title: Re: حنين ثاني للبنات اللائي هششّن الذاكرة ...
Author: إيمان أحمد
Date: 11-12-2008, 09:50 PM
Parent: #14

.

شكرا.


إيمان

Post: #20
Title: Re: حنين ثاني للبنات اللائي هششّن الذاكرة ...
Author: اسماعيل مرغنى
Date: 11-13-2008, 05:26 PM
Parent: #18

يا إيمان

شكراً لحضورك

إسماعيل

Post: #19
Title: Re: حنين ثاني للبنات اللائي هششّن الذاكرة ...
Author: Hawari Nimir
Date: 11-12-2008, 10:04 PM
Parent: #1

ولسه معااك ... وفي الانتظار..للبقية.
و اها انا متفرجخ في البوست ده
ودى طوبتي وحاجز اول الصف,
.زيدنا ياخي ..بالله علييييييك.

Post: #21
Title: Re: حنين ثاني للبنات اللائي هششّن الذاكرة ...
Author: اسماعيل مرغنى
Date: 11-14-2008, 03:51 PM
Parent: #19

*
*
*

Post: #22
Title: Re: حنين ثاني للبنات اللائي هششّن الذاكرة ...
Author: اسماعيل مرغنى
Date: 11-15-2008, 04:41 PM
Parent: #21

Quote: الأقلام التي صنعناها من أصابعنا المتبقيّة لم تكتب بعد حرف ( الحاء ) الذي يخصك .. رغم أنها كتبت كلام الصباح للصباح . حنين أوّل للذاكرة الهشّة .. وحنين ثاني للبنات اللائي هششّن الذاكرة .. وحمّلني وصايا الدم كلّما قابلت نفسي .. ( الباء ) التي سلمنّاها بكل حميميّة لتدّرس في الصف الأوّل .. لتنطق هكذا " ب .. ا .. ء " بكل براءة اللغة. خديعتك الكبرى لي كلمّا حاصرتك بالاحتفال بنا ..خديعة مساومتك قلقي .. وخديعة فستانك الذي أسرّ لي بأن جسدك لم يكتمل بعد .. وخديعة أنني أنتظر طرقات على بابي الذي هو بدون باب .. وخديعة الوردة التي سلّمتني إليك .. سلام عليك حين تصحين .. وحين تمشين .. وحين يأخذك الغياب .

Post: #23
Title: Re: حنين ثاني للبنات اللائي هششّن الذاكرة ...
Author: Hawari Nimir
Date: 11-15-2008, 07:28 PM
Parent: #1

فووووق
...
..
.

Post: #24
Title: Re: حنين ثاني للبنات اللائي هششّن الذاكرة ...
Author: اسماعيل مرغنى
Date: 11-16-2008, 09:37 AM
Parent: #23

يا هواري

شكراً

بجيك بروووقة

فلم تفرغ الذاكرة

إسماعيل

Post: #25
Title: Re: حنين ثاني للبنات اللائي هششّن الذاكرة ...
Author: خالد سمارة
Date: 11-16-2008, 11:50 AM
Parent: #1

اسماعيل
وين؟
اسئلة تسأل فيك ؟
ماتتاخر نحنا قاعدين










خالد

Post: #26
Title: Re: حنين ثاني للبنات اللائي هششّن الذاكرة ...
Author: اسماعيل مرغنى
Date: 11-17-2008, 11:48 AM
Parent: #25

خالد

معليش .. بس العمل

أرجو ألا اخذلك

إسماعيل

Post: #27
Title: Re: حنين ثاني للبنات اللائي هششّن الذاكرة ...
Author: اسماعيل مرغنى
Date: 12-16-2008, 04:25 PM
Parent: #26

Quote: كلمّا ابتعد هذا الكأس .. اقترب الآخر .. وكلمّا ابتعد الآخر .. اقتربت أنت .. وكلمّا ابتعدت أنت .. اقتربت أنا .. وكلمّا ابتعدت أنا .. اقتربت أكثر .. من الكأس الأخيرة التي امتلأت حتى آخرها بريقك الرطب .. لتوقظني سماء أخرى ثلاث مرات في اليوم ومرّة عند حاجتي إليك .. لأقتفي أثرك حتى أضيّعك منّي .. ليدفن النسيان أبريقه الفارغ تحت غطائي المتدثر بك .. الذي يشتهيك كما أشتهي صورة أميّ الضائعة منّي وسط إعلانات ساذجة عن بعض أنواع الطلاء وأدوات التجميل ومشروبات المياه الغازية .. فإذا وجدتيها بين آلاف الصور التي تتراءى في حلمك المختبئ خلف بوابات العصافير الحاطّة على كتفك البعيد ..فأرسليها لي عبر رسائلك الكثيرة التي لا تصلني ..

Post: #28
Title: Re: حنين ثاني للبنات اللائي هششّن الذاكرة ...
Author: abubakr salih
Date: 12-16-2008, 05:53 PM
Parent: #27

up

I will bsck later

thanks ya man

Post: #29
Title: Re: حنين ثاني للبنات اللائي هششّن الذاكرة ...
Author: اسماعيل مرغنى
Date: 12-16-2008, 09:49 PM
Parent: #28

شكراً

أبوبكر

ومرحب بيك متى ما رجعت

تحياتي

إسماعيل

Quote: أجمل ما في هذا العالم نختزله هنا .. حيث ننام معاً .. وأصحو وحدي .. لأفتقدك .. كم عدد المرات التي أقتفيتيني فيها .. وأنا أقتفي أثرك العاشق نحو باب دخلتيه وحدك .. بقصدية تامة تركتيه موارباً حتى أذهب .. ولكنّي خذلتك ودخلت .. بحثت في جيبي الذي يحتفظ باسمك عن عود ثقاب واحد .. أشعله .. لا لكي ابحث في الظلمة عن أنفاسك .. وإنما لأُخجل الضوء بملامحك التي تركتيها فوق سريري دون وداع يليق بي .. وبك.

Post: #30
Title: Re: حنين ثاني للبنات اللائي هششّن الذاكرة ...
Author: اسماعيل مرغنى
Date: 12-17-2008, 05:09 PM
Parent: #29

Quote: كل ذرات الرمال التي دحرجتنا وتدحرجنا فوقها لم تغفر لنا خطيئة المساس بصبّارها الناعم .. ثمّ هنيئاً لك أيها الغياب قبل أن ينطفئ قنديلك الباكي .. قصائد طويلة كتبناها لعشّاق مجهولين ولم نحفظها .. كما حفظنا سرّ الماء الذي بيننا .. القصائد التي بيننا أكبر منّا .. الظلال التي توارت خلف بيتنا المتوّهم لم تترك لنا أثراً نتعقبه .. أثرٌ يقودنا إلينا دون عراك.