الحُـــــــــب بين الرُســــــــل والرســـــــــائل

الحُـــــــــب بين الرُســــــــل والرســـــــــائل


11-06-2008, 12:20 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=180&msg=1225970409&rn=0


Post: #1
Title: الحُـــــــــب بين الرُســــــــل والرســـــــــائل
Author: انور الطيب
Date: 11-06-2008, 12:20 PM




السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته وبعد استوقفني قول الشاعر :
من ذا رسول ناصح فمبلغ عني عليـــــــة قول غير الكاذب
إنّي غرضت إلى تناصف وجهــها غرض المحب إلى الحبيب الغائب

فلا سبيل إلى المحبوب إلا من خلال الرسول الأمين ، كما أن الرسول قد يتلاعب بكلمات المحب مما يلحق الضرر به بل ربما تكون النتائج على عكس ما يتمنى وقد يكون هذا التلاعب عن غير قصد ولذلك من المهم جدا توافر الرسول الناصح الذي أشار إليه الشاعر ... وقد ظننت أن الرسول انتهى كوسيلةللتواصل بين المحبين ولكن في بلد كالسودان مازال للرسول وجود حتى في قلب الخرطوم ... ولكن السؤال ماهي الوسائل الأخرى التي ابتدعها المحبون لتجاوز فكرة رسول الحب ؟ دعنا نتخيل ....


Post: #2
Title: Re: الحُـــــــــب بين الرُســــــــل والرســـــــــائل
Author: انور الطيب
Date: 11-06-2008, 12:42 PM
Parent: #1


صديقي بخاري ، ونحن أطفال صغار لم نتجاوز العاشرة أو أكثر بقليل في سبعينيات القرن الفائت كان رسولا لصديقنا علي الذي وقع في حب صبية صغيرة وجميلة وكان قدره أن يكون رسوله بخاري ، تخيل صديقنا علي أن الهدايا هي خير دليل على التواصل فاختار دكان والده كمورد أساسي لهداياه ، بخاري أبدا لم يكن رسولا ناصحا ، كل همه أن يتخير من دكان " أبو علي" ما تشتهيه نفسه ويقول له : " الكوتش عايز طحنية " ، لايوجد خيار أمام علي سوى تنفيذ رغبة " الكوتش" وجلب ما يستطيع جلبه لحظات غفوات أبوه ، بخاري لا يتوانى في أكل كل ماجادت به نفس علي من بسكويت ، تمر ، حلوى وغيرها .... لم يفكر بخاري في المصاريف النقدية أبدا لا أدري لماذا ، لكنه فكر يوما أن التمر ما أحلاه بالفول السوداني ..
أتى علي متبخترا يسأل بخاري عن أخبار الحبيب ، كانت إجابات بخاري جاهزة ويرمي في علي كلمات يطير بها علي فرحا وينتشي بها نشوة يصل بها إلى الثريا ويعود وكلمات كثيرة مثل كريم ووسيم وغيرها من كلمات المدح ....
وما أحلى التمر بالفول السوداني ، ياعلي والكلام لبخاري " الكوتش" يريد فولا مدمسا وما كان من علي إلا أن يهرول إلى سوق الحلفاية لجلب كميات من الفول بمصاريف تناولها خلسة من دكان أبيه ... بعد فترة بدأ علي يطمع أكثر من ابتسامة " الكوتش" لكنه لاحظ أن كل هداياه لا يوجد لها أثر في الواقع ..... خطة واثنتين اكتشف علي كذب بخاري وانتهت القصة بتخاصم علي وبخاري ، بخاري لم يندم أبدا على ما جادت به نفس علي ودكان أبوه ... وهذا مثال للرسول غير الناصح الذي ينتهي بك المطاف معه إلى خسائر روحانية ومادية لا تحصى ولا تعد ... من ذا رسول ناصح ...

Post: #3
Title: Re: الحُـــــــــب بين الرُســــــــل والرســـــــــائل
Author: انور الطيب
Date: 11-06-2008, 01:01 PM
Parent: #2



وقبل أن نذهب بعيدا مع الرسل والرسائل نجد أن مفهوم الحب نفسه مفهوما يُرفع ويُوضع حسب مقام المحب ومما لا أنساه أبدا وأنا طفل صغير أن أحد كبارنا قال قصيدة أو كما يعتقد هو ولا أدري هل الأبيات لصديقنا أم هي منسوبة لشخص آخر ولكنها قصيدة عامية طريفة أذكر منها هذه الأبيات

" يوم لا قيتك جنب البير
لابسة عقد من حرير
حبيت حمار أبوك الأغبش "
ورغم بساطة هذه الكلمات وربما يصنفها البعض خارج الخيمة الشعرية إلا أنها تحمل كثيرا من المعاني والدلالات ، ونلاحظ أن بئية الشاعر موصوفة تماما ولا تحتاج إلى درس إضافي ، فالبئر والحمار شعاران ضروريان للزراعة وللزراعة في المناطق المتاخمة للنيل أو التي تبعد قليلا عنه مما يعني صعوبة الري بالأحواض أو بالطلمبات كما أن الحمار شعار كل الزراعيين في السودان فهو وسيلة طال استخدامها وإساءة استخدامها أيضا وكل من تختلف معه يصفك بألحمار رغم أن هذا الحمار شاهدته بأم عيني يحمل السكارى إلى بيوتهم ولم تغيب عنه الجغرافيا في دهاليز الحلفاية أو أي قرية أخرى كما أن الحبيب هنا تجاوز المحبوب إلى حمار أهل المحبوب مما يدل على صدقه في هذه المحبة كما أن للحمار قيمة لا تضاهيها قيمة عند هذا المحب ، كما أن الحمار الأغبش قد تفسر بأكثر من طريق يا فتي إما أن الغبش لونه الذي تستطيع به تصنيفه ضمن الحمير الريفية الفاخرة أو ربماأنه حمار يهنأ بمكان وسيع في البيت بتمرغ فيه كما يشاء ...... وهذا المحب إلى الآن لم تظهر وسيلته أو رسوله ربما يكون الحمار الأغبش كان رسولا ولكن لا أدري كيف .....