التحية والتهنئة للشعب الأمريكي الذي لقن العالم درسا بانتخابه أوباما

اقشعر جلدي ولم أكد أصدق عيني حين أظهرت النتائج فوز باراك أوباما. كنت أطن أن مجرد حصول أمريكي من أصل أفريقي علىترشيح الحزب الديمقراطي هو قفزة كبيرة جدا في الوقت الحالي وأنه ربما يجب أن تمر عقود قبل أن يصبح وصول شخص من أصل أفريقي لرئاسة أمريكا أمرا منطقيا. لكن الشعب الأمريكي فاجأ العالم بأجمعه بانتخابه أوباما ليكون الرئيس الرابع والأربعين للولايات المتحدة.

لك الحمد اللهم إذ جعلتنا نعيش حتى نرى أعجوبة كهذه! لقد لقن الشعب الأمريكي العالم كله درسا رائعا بهذا الانتخاب، درسا في المساواة بين البشر، درسا في التسامح بانتخاب رئيس ينتمي من ناحية الأب لعائلة مسلمة. الآن يشعر الأفارقة ومن تجري في عروقهم الدماء افريقية في مختلف أنحاء العالم بأنهم على قدم المساواة مع بقية سكان العالم وأن عهد النظرة الدونية إليهم قد ولى وبلا عودة.

الانهيارات الاقتصادية الأخيرة والكثير من المؤشرات الأخرى جعلتنا نتشكك في أن نهاية التاريخ قد أتت على غير ما توقع فوكوياما وذلك بشيخوخة الدولة العظمى وسيرها في نفس طريق الاتحاد السوفيتي السابق، لكن دخول أوباما للمسرح الآن يغير كل شئ، فشعب قادر على صنع معجزة كهذه لاشك أنه قادر على أن يجدد نفسه ويصلح مساره الاقتصادي ويصبح محررا للبشرية كلها من صنوف الطغيان والظلم.

فلنحلم بأن تكون إحدى أولى انجازات أوباما هو انهاء التعاون السري القذر مع نظام الحكم في السودان الذي ثبت هذا النظام في الحكم في السودان وأطال عمره وأعطاه الشعور بأنه فوق القانون الدولي وأن لديه الضوء الأخضر ليرتكب أبشع المجازر ضد الشعب السوداني.

وختاما أقول وداعا للرئيس جورج بوش وشكرا لما قمت به من إنهاء حكم المجرم صدام حسين، رغم ما شاب ذلك من أخطاء فظيعة، ومرحبا بأوباما الذي نأمل أن يكون الأمريكي المحرر للشعب السوداني.