الامة العظيمة... والامة اللئيمة

كغيرى من اصحاب الافق المسدود, والبصيرة التى لا تبصر, لم اعر ادنى التفاتا لمن ياتى سدة الحكم فى امريكا, اوباما او مكين, فكلهم "امبرياليين" او على احسن الفروض موظفين مجتهدين لدى الامبريالية العالمية. سيطر هذا التصور وانغلق فهمى عليه, حتى طالعت طوابير الناخبين امس, فسرت فى رعشة من افاق على ضياع ما يقرب من الاربعين عاما من عمره دون ان تتاح له مثل تلك الفرصة, فرصة "ان يختار" من يحكمه, من يسوس معاشه ويدبره, من يلق بالا لتعليم ابنه الذى بلغ سن المدرسة, من يراعى شيخوخته وضعفه واعاقته, من يخاطبه بادب واحترام خاطبا ود " صوته"!!!!
اربعون عاما لم يستشرنى حتى من انجبنى ان كنت ارغب فى ان اكون جزءا من هذه الامة اللئيمة ام لا, اربعون عاما قضيت فى سنتى الاولى منها يوما كاملا مخبأ فى حجر امى خوفا من ان تصيبنى طلقة طائشة فى احداث الجزيرة ابا هربا من جحيم انزله الله على قوم لم يفارقوا مصلاتهم ولم يفطروا رمضان ولو برخصة شرعية, خمسة عشر منها فى كنف رئيس عنين معتوه يقتل يمينا ويسارا دون ادنى رحمة, واحدى عشر عاما اخرى, وفى كنف اخر, وياللصدفة, عنين ومعتوه ايضا!!! أمن لؤمنا تسلط علينا من لا يرحمنا ولا يخافك؟
الامة العظيمة تلقن الناس دروسا عظيمة, والامة اللئيمة تظل لئيمة ولو علقوا فى رأسها الف فانوس, اذ قيل فى الاثر" لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم".
الامة العظيمة "تغربل" تنوعها وتخرج الواعد والابهى, الامة اللئيمة "تنظف" احشائها من ابناءها المتسخين سوادا,فيالها من مفارقة!

Quote: الامة العظيمة "تغربل" تنوعها وتخرج الواعد والابهى, الامة اللئيمة "تنظف" احشائها من ابناءها المتسخين سوادا,فيالها من مفارقة!

لله درك يا ود أبوي أبكر

هكذا تكلم قريني جمال سوزي: (الإنسان كائن تافه)!

اخى العزيز ادم صيام

ينحط الانسان بمفاهيمه وسلوكه لما دون البهائم, قرينك جمال سوزى غاص فى باطن انساننا اللئيم وخرج بهذه الخلاصة المحكمة, اود ان اقتبسها بتصرف " انسان الامة اللئيمة كائن تافه !".
دمت يا عزيزى وشكرا لك

عزيزي محى الدين ابكر سليمان ...
لك التحية والسلام والود ..
الأمة السودانية ليست أمة لئيمة ، ولكن للأسف الشديد فإن رحمها الطاهر قد أنجب بعض اللؤماء ، مثلها في ذلك مثل أي أمة أخرى ، فلا تظلمنا ، أنا وأنت وكل الشرفاء هم صناعة هذه الأمة ، فالتعميم يا صديقي دائما ما يكون غير علمي ومخل بالموضوعية ، وصدقني يا صديقي محي الدين ، فإن الزخم والحراك الذي أتى بالنغيير في أميريكا بقيادة باراك أوباما لهو قادر على أن يفعلها في السودان ، وأطمئنك وأطمئن نفسي وكل المخلصين المتفائلين خيراً في أمتنا وأقول لك بالفم المليان ؛ التغيير قادم لا محالة رغم أنف الموتورين والمجرمين الذين أنجبتهم هذه الأمة في لحظة غافلة !!
AND, YES WE CAN DO
لك مني التحبة والمحبة والود كله
"أبوفواز"

الاخ العزيز ابوفواز
شكرا جزيلا على مداخلتك المفعمة بالموضوعية والامل معا.
لكن انت تعلم ياصديقى ان اللؤم قرين شح النفس والحمق...الخ المعانى التى تزخر بها قواميس اللغة. وشح انفسنا وحمقنا يبينه تحايلنا على حقائق الجغرافيا والتاريخ ومجافاتنا للعقل والمنطق وابسط قواعد الاديان السماوية ومنجزات العقل البشرى فى حقل المعارف الانسانية. ما فعله الامريكان يحتاج منا وقفة جادة, ونقد ذاتى لما ارتكبناه فى حق انفسنا من جرائم يندى لها الجبين فى كل بقعة من التراب السودانى, هذا لا يتأتى لامة ما زالت تتعثر فى التعامل مع الاخر المختلف من ناحية العرق والدين والخلفية الثقافية, ومازال الناعقين ب"كنس" الاعراق الغير نظيفة كما عبر صاحب احدى الصحف صوتهم الاعلى, فى الوقت الذى تصادر فيه حريات اخرين, اوليس الحمق واللؤم بعينه هو الذى سد على بصيرتنا وافاقنا؟
يا اخى اليس محزنا ان تشارف على الاربعين ولا تستطيع ان تدلى بصوتك طيلة هذه الفترة سوى فى انتخابات الجامعة وتحرس صناديقها بالمولوتوف والسكاكين وكل ادوات القتل التى تطالها يدك؟ اليس محزنا ان معظم احزابنا يرأسها اناس حضرهم اجدادنا ومازال ابنائنا ينعمون برئاستهم وقيادتهم المقدسة لهذه الاحزاب؟
التعميم مخل واتفق معك فى ذلك واجد نفسى مخطئا هنا, لكن تساقط الكثير من الرموز فى شتى المجالات, ادبية وفنية وسياسية امام طغيان اللئام من حكامنا او غشيتهم لوثة من بريق ذهب معاوية جعل الواحد يتمنى الا يشرق عليه صباح كى لا يؤذى فى المزيد ممن حسبهم غير ما هم عليه.

لا يسعنى الا التفاؤل معك ,فقد مللنا هذا الوضع وما تبقى من عمر اقل مما مضى, على الاقل نستنشق اخر نفس لنا من همبريب الحرية لا من عطن الخراب والدمار الذى حولنا.
لك من الود اجزله

مافى مقارنه مع الهمباته ؟

العزيز برنابا
ياخى حتى الهمباتة لهم قيم واخلاق واصول فى المبتة.
شكرا لمرورك وتحياتى

Quote: " لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم".

الأخ المحترم محي الدين سلامات وأحوالك ..

قدأكون من أكثر المتابعين لكل ما تكتب لما يمتاز به قلمك من وضوح وصراحة في الطرح والتناول لكثير من القضايا ولكم أعلم من خلال ما تكتبه من القليل الذي تنفحنا به هنا بين الفينة والآخري بإعتدادك ونفس ملامستك الحار مع المشكل السوداني ككل وهي محمدة التفكير الأصيلة بعمق القضايا من قِبل المثقف . والأية التي جلبتها في مقالك هي توصيف دقيق لحال الإشكال السوداني وهو رزوحنا لسنين طويلة داخل ظلام لا نعرف متى يفلق الصبح عليه . نعم هنالك خلل ما في أنفسنا ويجب أولاً أن نعترف به وبوجوده وبدون ذلك لايمكن أن نحل مشاكلنا فليس من المعقول أن نتنكب في الطريق ولنا من التعدد ما يُعبد نفس الطريق للتطور والتقدم , وهذا الخلل في ما أعتقد يتمثل في بادئته في العامل الأخلاقي وخصوصاً في شخص الكثير من المثقفين المهزومين داخلياً في بلوغ مبتغاهم من الإعتداد والعزة بما حشوا به عقولهم من المعارف والعلوم فبدل أن ينصب جهدهم في تلقين الوعي لإمتهم صاروا مثل التجار يبحثون عن السلطة والتسلط فالتاجر بعد أن يكنس المال يتطلع الى مصدر القوة والمثقف بعد أن يكنز العلم أصبح يتطلع هو الآخر لنفس ما ذهب له التجار فتساوى كل منهما في إستغلال ما كنز . ويقيني أن مصدر ذلك هو خلل نفسي قد ينشئ من البيئة المحيطة بالمثقف منذ الصغر ولكن ليست بذلك الكبير العليل الذي لايمكن علاجه أو الوقوف مع النفس بغرض محاسبتها ولكن الكل يهربون من المرايا التي تعكس عمق أزمة أنفسهم . ولو أضفنا الأية القائلة في معناها (بمثل ما تكونوا يولى عليكم ) يكون أن الذي حل بهذا الوطن لم يأتي من كوكب المريخ بل من رحم هذا الشعب وهو تأكيد لهذا الخلل المتجذر فينا . أن حل الإشكال يكمن في بث الوعي وليس شيئ غيره ويجب ان يعلم الناس حقوقهم وواجباتهم ويجب في الأساس للذين يعتقدون في الدين الإسلامي أن يراجعوا عقيدتهم جيداً , فكل الأديان تعاقب الظلم إلأ الإسلام فهو الدين الوحيد الذي يعاقب المظلوم أيضاً(*) إذا لم يقاوم الظالمين , فالعزة للمؤمنين قرار قراني ومن ذل كفر وكل كافر في النار حيث يقول سبحانه وتعالى ( ان الذين توفهم الملائكة ظالمي أنفسهم قالوا فيم كنتم قالوا كنا مستضعفين في الأرض قالوا الم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها فأولئك مأواهم جنهم وساءت مصيرا) والمقصود هو أن الله لايحرض على الهجرة بل يتحدى بها مماحكات الإذلاء فقبل قرار الهجرة يجب أن نقاوم بكل ما لنا من قوة حتى نصل لمرحلة الذين عفى الله عنهم من المظلومين الذين قال عنهم سبحانه وتعالى ( إلأ المستضعفين من الرجال والنساء والولدان لايستطيعون حيلة ولايهتدون سبيلاً ,فأولئك عسى الله أن يعفو عنهم وكان الله غفوراً رحيماً ) صدق سبحانه العظيم وهو ما يعني أنه لاعفو ولا مغفرة لكل من يستطيع أن يدفع بهذا الظلم ويكونوا ظالمين لأنفسهم . أن بث الوعي هو شرط التقدم الوحيد للخروج من وهدتنا وهو أيضاً تذكرتنا للإعتقاد السليم بهذا الدين ..

خالص الود والإحترام

ــــــــــــــ
(*) د.عصمت سيف الدولة.

الاخ محي الدين
تحياتي
لاتحكم بمعزل عن تحليل الواقع الاجتماعي والثقافي والاقتصادي يا محي الدين
... ركام الجهل والتجهيل والتخلف والامية والجوع والفقر وتغييب الوعي والعمد
علي سيادة ثقافة معينة وتهميش غيرها بالإضافة للكبت والديكتاتورية والاستغلال السياسي للدين ....كل هذا مسؤول عن الواقع المريض والمتردي
الذي نعيشه والذي أفرز تعالي عرقي وديني ناجم عن جهل وتخلف أو عن توظيف سياسي لداء التعالي العرقي والديني والجهوي.....
وهو واقع يمكن أن يتغير وتبرز الامة السودانية أجمل ما فيها وتختزل
أمراضها الأجتماعية وأنقشع غشاء التغييب والتجهيل وقويت الارادة في التغيير