بضاعة سودانية في الانتخابات الأمريكية!

خط الاستواء
عبد الله الشيخ
استعارت الانتخابات الأمريكية بعض أكليشيهات ساحتنا السياسية، ففي حمى الانتخابات التي ستظهر نتائجها بعد أسبوع اتجه ماكين الى تأليب الناخب الأمريكي ضد خصمه أوباما واصفاً حديث اوباما بضرورة (إعادة توزيع الثروة) بأنه (كلام شيوعيين)..

إنها المرة الأولى تقريباً التي أرى فيها البضاعة السودانية في السوق الأمريكية.. فاتهام الخصم بأنه شيوعي.. هذه بضاعة سودانية خالصة.. وقصة توزيع الثروة أيضاً هي بند سوداني تم تثبيته بحضور أمريكي كثيف في جلسة التوقيع لاتفاق السلام في نيفاشا..

وفى سياق الرد على اتهامات ماكين هذه قال أوباما إنه يستطيع أن يحتمل اتهامات ماكين وبوش أسبوعاً بأكمله، لكن الشعب الأمريكي لا يمكنه أن يحتمل أربع سنوات أخرى تحت ظل سياسات بوش وماكين (الموغلة في الرسملة).. ما بين القوسين لم يقله أوباما، لكنه عناه تماماً.. ولن يقوله لاحقاً، لأن الناخب الأمريكي ليست له أذن بروليتارية تسمع وتعي..

ولكننا معنيون بمصير بضاعتنا السودانية، وبقصة استلاف مفرداتنا في الحدث الأمريكي الأبرز.. جاء في أحد أقوال حميد أن البوليس أيام الحرب الباردة قد عمده شيوعياً، و(التحقيق طلعني مدان.. والتحقيق طبعاً تحقيقهم، أم.. تحقيق الأمريكان)!..

ويبدو من جوهر الكلام أن ماكين- إذا فاز- سيكون حباً وكرامة لحكومتنا الرشيدة، بعد أن تبنى الوصفة الحكومية السودانية الكلاسيكية في تشويه صورة الخصم..

وفي أبيات أخرى يقول حميد: إن البوليس (صاقعني شيوعي)، على سبيل أن هذا الوصف شتيمة.. لذا نجد حميد يخرج عن طوره ويتجاوز حدود الرقة فيسأل البوليس في يأس: (يا بوليس ماهيتك كم)؟!
بيت القصيد في هذا الاستطراد، هو وصف الشوعلة التي يبصم عليها سيد القهوة كدليل دامغ على كفر الخصم.. والجنوح نحو الحديث عن توزيع الثروة باستفسارات يائسة عن ماهيتك كم!.. الماهية هي الصيغة الرسمية- في السودان القديم والجديد- لتوزيع الثروة!.. وليست هناك طريقة أخرى أمام طوب الأرض سواها..

جانب آخر من الانتخابات الأمريكية يتحدث عن فساتين سارة بايلن، وعن جمالها.. وكلا المرشحين يهدئ رعب الأزمة المالية على النفوس، ولا يكشف الغطاء كاملاً عن حالة الفلس الأمريكي..

والواقع أن أي بلد تظهر فيه إرهاصات الإفلاس يبدأ فيه تداول هذه الأكليشيهات.. وليس هناك ما يدل على القحط الأمريكي أكثر من استعارة الحملة لهذه البضاعة السودانية الشمولية التي استخدمتها كل الأنظمة بتاعتنا، وهي بضاعة مربوحة، خاصة في الدهاليز القصية..

ولكون المشكل الدارفوري هو أحد مشاريع التنافس بين الديمقراطيين والجمهوريين خلال الحملة الانتخابية، فإن ظاهرة الاستلاف الأمريكي من ثقافة المشروع الحضاري أمر مستحب، لكن هذا الاستلاف لن يتطاول على المدى الطويل.. سيستخدم ماكين هذه الأوصاف السودانية الصنع ليقلل من الفارق بينه وبين خصمه، وإذا فاز أوباما كما هو متوقع هل ترى يفتح على المناضلين بنداً لدعم (حركات التحرر) كما كان يفعل الاتحاد السوفيتي العظيم؟

قد يلتفت أوباما أكثر من غيره الى شؤون أفريقية كثيرة من بينها شؤوننا الدارفورية.. قد يكون ماكين في لغته قريباً من النظام العام.. ترى كيف يتعامل مركز إدارة الأزمات مع هذه الضبابية إن أحسن الأمريكان الظن في الاشتراكي أوباما؟.. ولكون أوباما (من عندنا) هل يكون خياراً مريحاً للحكومة السودانية أم أنها حزمت أمرها على خيار التلاقي مع ماكين على برنامج الحد الأدنى من التفاهم على محاربة ما تبقى من شيوعية في العالم؟..

يقولون إن أسوأ اختبار حدث للإنقاذ كان في الرابع من رمضان، أو حين شقت عربات الدفع الرباعي خلاء أم درمان.. ولكن الاختبار الحقيقي حسب علمي هو هذا..

وقد يحدث اختبار من نوع آخر في حكومة الظل التي سيتحكم فيها بوش حتى فبراير لأن الفلس هو أحد أسباب (حراق الروح), إذن قد يجرب بوش حظه هنا، قبل مراسيم وداع السلطة.. فالإنقاذ تعرف أكثر من كل الناس أن فراق السلطة حار.. زى النار!.

الاخ عبد الشيخ
سلامات ليفوز اولا اوباما و الباقي كله هين


بعدين يا اخي ناس الانقاذ يدل نوم ما بينوموا حسه من اوكامبوا
فهل في داعي تارقهم اكثر بكلام مثل هذا؟؟؟

Quote: وإذا فاز أوباما كما هو متوقع هل ترى يفتح على المناضلين بنداً لدعم (حركات التحرر) كما كان يفعل الاتحاد السوفيتي العظيم؟

يا اخي يظل اوباما سجينا لفكر الحزب الديمقراطي وحدوده
وانت اجرى مني وستظل السياسه الامريكيه ياها السياسه الامريكه
وخلي الجماعه يقرضوا على كده.ويختوا في بطمهم بطيخه صيفي.


بيني وبينك بخاف من النجيه تقصر عمر الزول ده.
وتقلل فرص فوزه.

ممتع اخي عبد الله

دم بخير

الاخ حمور .. اشكر لك عبورك
ولك كل المحبة ..

شكراً يا اخت تراجى ..
لكنهم لن يتأرقوا من كلامى انا .. يؤرقهم .. كما تلمحين بذكاء اشياء اخرى ..
اخشى ان يجدوا فرصة مع ساكن البيت الابيض الجديد .. فهو يحتاج الى كورسات مكثفة حتى يفهم الحاصل عندنا ..
وحين يفهم تكون ارهاصات الانتخابات القادمة قد بدأت .. مما يستدعى اعادة الكورس ( للراغبين )! يعنى يا تراجى احتمال تكونى
من بين المتطوعين فى التدريس الخصوصى !..والساقية لسه مدورة !..
لك التحايا ..

Quote: ولكون المشكل الدارفوري هو أحد مشاريع التنافس بين الديمقراطيين والجمهوريين خلال الحملة الانتخابية،

Dead wrong

!!

بريمة

ارجو من الاخ بريمة ان يحدد اكثر هذا الهدف القاتل .. مع تحياتى

Quote: ولكون المشكل الدارفوري هو أحد مشاريع التنافس بين الديمقراطيين والجمهوريين خلال الحملة الانتخابية،

دارفور لا تمثل أى أهمية بالنسة للناخب الأمريكى .. أهم المؤشرات هى الأقتصاد يمثل 58% من أصوات الناخبين .. التأمين الصحى 13% .. الأرهاب 13% .. ثم الحرب فى العراق 9% ثم قوانين الهجرة 5% ومواضيع أخرى 2%

وهذه أخر أحصائية لقناة ال CNN .. المسيطرة تماما فى بث أخبار الأنتخابات على مدار الساعة

بريمة

Quote: قد يلتفت أوباما أكثر من غيره الى شؤون أفريقية كثيرة من بينها شؤوننا الدارفورية..

ليس هناك أى برنامج واضح المعالم أو غير واضح المعالم لأى من المرشحين تجاه أفريقيا ..

هناك مؤشر واحد تقوده المراكز الأمنية وبيوتات الخبرة هو كيفية تحقيق حماية المصالح الأمريكية فى أفريقيا .. لم يتبلور بعد فى شكل أستراتيجية قومية.

مثلا هل تقف أمريكا مع تشاد أو تتبنى الزعيم القذافى .. أو كيف تمنع التقدم الصينى فى الكنغو ويوغندا وغيرها .. أشياء مبعثرة هنا وهناك دون رابط إستراتيجى واضح ..

بريمة

نحن هنا ، نسمع عن اهتمام الرى العام الامريكى بما يحدث فى دارفور
مواقف من الادارة ومن منظمات حقوق الانسان ، ومظاهرات وندوات حاشدة تطالب بحل مشكلة دارفور..
الازمة المالية الآن الموضوع الاول عند الناخب الامريكى..
لكن الادارة الجديدة ستتعاطى مع الازمة .. كيف سيكون التعاطى ؟
هذا هو السؤال ..