الغرق في ماء الفحولة المجنونة

كتب محمد المهدي بشرى في "الأحداث" العدد 360 - الاثنين 20 أكتوبر 2008
تحت عنوان "الغرق في ماء الفحولة المجنونة" التالي:


يدعي كاتب هذه السطور بأنه ينتمي إلى جماعة هواة الاستماع للمذياع ، ويمكن القول بأنه يدمن هذه الهواية ، ولزمان طويل ظلت إذاعة لندن أو (البي بي سي) تعمر أذني،ولكن، ولأسباب لا أعرفها ، تخليت عن هذه العادة! وقد تمر شهور وربما أعوام لا أجد في نفسي الرغبة في الاستماع لهذه الإذاعة! والآن وقعت أذني تحت استعمار إذاعة البيت السوداني ، وكان شهر رمضان فرصة للاستمتاع بهذا الاستعمار الجميل ، وإذاعة البيت السوداني الوليدة العملاقة تنطلق نحو آفاق النجاح وقد توفرت الكثير من الفرص لتحقيق هذا الأمر أهمها الكادر العامل بالإذاعة ، فقد تم استقطاب صفوة الإذاعيين يقودهم الإذاعي المخضرم طارق البحر ، إلى جانب حرص الإذاعة على الاتكاء على التجربة الثرة والفخمة ل (هنا أم درمان)، بل وتحاول الاستفادة من ميزات وعيوب هذه التجربة، لهذا عادة ما أتخيل إذاعة البيت السوداني طفلاً موهوباً يرعاه والده بعطف ومحبة وصرامة، ويبدو لي أن واحداً من أسباب نجاح أغلب برامج إذاعة البيت السوداني الجهد الكبير الذي يبذله معدو البرامج ، فالنجاح لا يأتي صدفةً ، وقد لمست بنفسي الجهد الكبير الذي تبذله لمياء الحاج في إعداد برنامجها الحواري الذي يقدم مساء كل سبت ، ولاشك أن آفة أي برنامج إذاعي أو تلفزيوني هو غياب أو ضعف الإعداد، وهذا بالطبع دور معد البرنامج أو الباحث ، ولا أظن أن التلفزيون القومي أو القنوات الفضائية مثل هارموني وشروق وزول تعطي وزناً كبيراً لهذا الأمر، وللأمانة أحس في بعض البرامج الإذاعية بصمة هذا الباحث لكني أفتقدها تماماً في القنوات التلفزيونية، وأذكر هنا أن التلفزيون القومي استضافني مرة وفوجئت بالمذيع داخل الاستديو يجهل إسمي ويخاطبني قائلاً يا دكتور الهادي بشرى !
والآن نعود إلى البيت السوداني، ومع إقرارنا بنجاح هذه الإذاعة ، لكننا نخشى على هذا النجاح ، و كما يقال ما أصعب البقاء في القمة، ذلك لأن مقومات النجاح قد تنقلب إلى معوقات، وكما هو معروف فإن إذاعة البيت السوداني تعتمد كثيراً على أغاني العصر الذهبي ، وأظن أن هذا واحداً من أسرار النجاح ، لكن يلاحظ أن الإذاعة تعتمد أيضاً على كادر من عدد محدود يقود أغلب البرامج مثل الشفيع وشادية أحمد خليفة و لمياء الحاج وعصام أبو القاسم وشيبة الحمد، أخشى أن يصاب المستمع بالملل من تكرار هذه الأصوات ، بل أن ضيوف البرامج صاروا محفوظين للمستمع وأذكر منهم دكتور عبد القادر محمد عبد القدر والكردي وسعاد سلمان وعبد الحكيم جسور على سبيل المثال ، ومع اعترافي بقدرات هؤلاء الدكاترة في تخصصاتهم إلا أنه من الظلم أن تصبح البرامج حكراً عليهم وكأن حواء السودانية لم تلد سواهم! لابد أن تبادر الإذاعة بتجديد هذه الأصوات أو إضافة آخرين من رصفائهم.

والآن نأتي إلى بيت القصيد، ألا وهو كيف يتم اختيار ضيف ما لهذا البرنامج أو ذاك خاصة في البرامج ذات الطبيعة الحوارية مثل برنامج لمياء ا الحاج متوكل؟ لقد لاحظت أن بعض البرامج لا تدقق في اختيار ضيوفها وتفتح الأبواب مشرعة للغاشي والماشي ، خاصة أولئك الذين يأتون من الخارج تسبقهم ضجة إعلامية تضخم مساهماتهم ، وعندما يستضاف الشخص يتم الحديث عنه بوصف لا يستحق ربعه ، وقد استمعت إلى أحدهم يتحدث عن شاعريته وأشعاره وعندما قرأ شعره تأكد لي غربته عن عالم الشعر والشاعرية، وإحدى الكاتبات تحدثت عن مؤلفاتها وكتاباتها التي لم تر النور .

وفي سؤال عن النقد في السودان ذكرت الكاتبة العديد من النقاد وأغلبهم من الذين يشرفون على الملاحق الثقافية ، ولا أعرف كيف فات على هذه الكاتبة الإشارة إلى آباء النقد في السودان من لدن حمزة الملك طمبل ومعاوية نور ومحمد محمد علي وعبد الله الطيب ومحمد عبد الحي وهاشم ميرغني وفيصل مالك وأحمد الصادق وغيرهم ! وكذلك استمعت الى ضيفة في إحدى البرامج وكانت تتحدث بلغة سهلة وشيقة، ولكنها سرعان ما تحولت إلى قراءة أشعارها لتقول في إحدى قصائدها تخاطب حبيبها :
دعني أغرق في ماء فحولتك المجنونة.

http://www.alahdathonline.com/Ar/ViewContent/tabid/76/C...D/17615/Default.aspx

Quote: سرعان ما تحولت إلى قراءة أشعارها لتقول في إحدى قصائدها تخاطب حبيبها : دعني أغرق في ماء فحولتك المجنونة.

استغراب البروفيسور ينبئ بمتابعته الضعيفة
للتيارات الحديثة التي طرأت على .. الأدب.

Quote: دعني أغرق في ماء فحولتك المجنونة. استغراب البروفيسور ينبئ بمتابعته الضعيفة للتيارات الحديثة التي طرأت على .. الأدب.

يا ملاسي ..
تقصد التيارات التي طرأت على الأدب وجعلت منه ( قلة ) أدب ؟؟؟!
فالملاحظ في الآونة الأخيرة يتعمد الكثير ممن توهم سهولة درب الأدب وأنه ممهد أمام أنصاف الموهوبين ,,,
أن كل المطلوب منه أن يتحدث ببذاءة وبمفردات فيها من الفحش ما يصنفه بالمبدع المتداعي ..
أو ذلك الشخص الفنان الذي يملك من الجرأة ما يحطم به كل حواجز الحياء والذوق ..











قال أدب قال ...!

Quote: للغاشي والماشي

باب النجار.....





صباح الخير استاذ حسين

فالراجح أن اطلاعه على الاسافير محدود.

و ربما قالت أيضا:

"دعني أشعر لحظةً أنني مع رجلٍ"

أنت و بروفيسورك في ألف داهية يا سحسح



عيدك أمبارك

الاخ حسين ملاسي سلام

Quote: فالنجاح لا يأتي صدفةً

ليت الجميع يعي هذه الكلمات البسيطه ,,,

كل الود

Quote: و ربما قالت أيضا: "دعني أشعر لحظةً أنني مع رجلٍ"

مع تطور العلم كل شيء وارد.

Quote: دعني أغرق في ماء فحولتك المجنونة.

دا شعر الناس العاشروا - المشروع الحضاري !!

عشان تعيش لازم تاكل وعشان تاكل لـــازم تكتب شــعــــر زي دا !!!

أنت عارف دا شعر شنو ياحسين ؟؟؟؟

دا شعر ...... !!!



هشام

يا حسين كتابة محمد المهدي بشرى في "المقال" أعلاه لا تقل/ولا تزيد عن الغرق في ماء الفحولة المجنونة

مقال في الصميم..

تسلم ياملاسي ...

العزوف عن النقد يستبيح الكثير من أشيائنا!!!

الإعداد وبقية العناصر تعني الجودة واحترام المتلقي..


فاصلة : اليوم وأنا أستمع لمباراة السودان وتنزانيا في الإذاعة كان بخاطري

الكثير عن التعليق الرياضي في السودان ومن يتولون أمره، وسالت نفسي (أليس بالسودان افضل من هولاء غير الموهوبين) وخطر لي خاطر أنهم يحتاجون لدورات تدريبية ولكن بعد جل تفكير اكتشفت أن هذه ليست العلة وانما هو فقر الموهبة والمعرفة إبتداءاً.. انتهى

فاصلة ثانية: مواجهة الجمهور لا مجال فيه للمجاملة لو يفهم هولاء..

فاصلة اخيرة: استثني الرشيد بدوي وحاتم التاج - رأي شخصي- والبقية الله معاهم والكثير منهم معين رسمي وله سنوات في وظيفتة ومن فشل لفشل دون ذكر الأسماء..

شكراً ثانيةً

Quote: كيف يتم اختيار ضيف ما لهذا البرنامج أو ذاك

هنا بيت ما اقصده يا ملاسي..ز

الواسطة ولا شئ غيرها.. فقناعتي أن الدورات والدراسة لا ولن تفيد فاقد الموهبة..

فاصلة أخيرة ومعليش يا بو الملاس:
الآن استمع لاهلي شندي والشمالي عطبرة ويذيعها نموذج مما سقتة اعلاه..

الله معاك يا ملاسي

Quote: Quote: كيف يتم اختيار ضيف ما لهذا البرنامج أو ذاك هنا بيت ما اقصده يا ملاسي ..

فعلا ًيا موردابي .. و لحد اسه محتار في المعيار الذي دعاها
– دعاهم - لاستضافة واحد اسمو عثمان البشرى أو نحو ذلك.

______
صلاح مشكلة كان متعاطف مع الشمالي عشان فاروق جبرة؛
أما تعاطفي معهم فمردة ارتباط صلاح إدريس بالأهلي

هلا بنجم النجوم

ملاسي

نلاقيك في السودان كيف ياخ

قناة زوول..المذيعـات سمـحاااات..والفنانين مشـكله !!!

Quote: الغرق في ماء الفحولة المجنونة

Does she mean the sperm?b

Quote: يا ملاسي .. تقصد التيارات التي طرأت على الأدب وجعلت منه ( قلة ) أدب ؟؟؟! فالملاحظ في الآونة الأخيرة يتعمد الكثير ممن توهم سهولة درب الأدب وأنه ممهد أمام أنصاف الموهوبين ,,, أن كل المطلوب منه أن يتحدث ببذاءة وبمفردات فيها من الفحش ما يصنفه بالمبدع المتداعي .. أو ذلك الشخص الفنان الذي يملك من الجرأة ما يحطم به كل حواجز الحياء والذوق ..

______________________________________
خاصة إذاتعلق الأمر بالمرأة :

Quote: وثمة نمط آخر من الرجال يضرّ المرأة المبدعة من حيث يريد أن ينفعها، أعني أولئك الذين يقدمون دعماً مجانياً لها، حين يتقبلون منها أي إنتاج مهما كان متواضعاً، ويرفعونه إلى آفاق فنية لا يستحقها، ويتبرعون بتقديم المسوغات والمبررات الفنية المجاملة، بل المنافقة، في تدليس نقدي خبيث أوساذج، فالأمران سيان، كل ذلك لغايات تقع خارج الفن (والأدب ؟!).

حتى أصبحت الأنوثة درعا واقيا من أي نقد !!
فكل ما تكتبه المرأة فهو حتما وبالضرورة إبداع !!
وأي محاول لتتبعه بالنقد تصنف انتهاكا ذكوريا و قهر فحوليا
وتكريسا لتبعية المرأة وجحودا لحقها
هذه الحتمية المقدسة للإنتاج النسوي والحامية له مهما كان بائسا ووضيعا
أغرت حتى بعض الضكور للاختباء خلف غلائل النساء وتسويق
أنفسهم بطرح إنتاجهم الركيك متقمصا حال النسوية !!

في اوزون يا خليل؛ أو أي منطقة تختارها
باستثناء أم دقرسي و نحوها

حتى قبل اطلاعي على مقال محمد المهدي بشرى كنت اظن
أن هذا النوع من الاشعار مقتصر حكر على الاسافير.