الدولار (بى صديرو عام)!..

الدولار (بى صديرو عام)!..


10-14-2008, 05:09 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=180&msg=1224000546&rn=0


Post: #1
Title: الدولار (بى صديرو عام)!..
Author: عبد الله الشيخ
Date: 10-14-2008, 05:09 PM


خط الاستواء
/ عبد الله الشيخ
Monday, 13 October 2008
الأزمة الاقتصادية تضرب بأطنابها على سكان أمريكا.. الدولار (بى صديرو عام) !.. دق الدلجة فى أمريكا وصار مثل الجنيه السوداني، الذى لولا مجيء الإنقاذ كان (سيكون) مثل ابن الوزازين وغبن الوز عوام !..
مما وصلنى من أخبار الأزمة المالية الامريكية ان الامريكان يعيشون هذه الايام ضنك فى العيش لم يعتادوه.. بعض المدن الامريكية صار البنزين فى ندرة دفعت بأصحاب السيارات الى استخدام الكيروسين كوقود للسيارات.. اكثر من ذلك فإن المسافرين على خطوط شركات الطيران الامريكية صاروا يسمعون من المضيفات الجميلات نداءً يقول لهم ان من يرغب فى شرب الماء، فان قارورة الماء بدولار.. والشاى بدولارين.. وبقية المشاريب لها ثمنها أيضاً..

ولكن لى أشجان حول هذه الأزمة، خاصة عندما تحدثت الحكومة الأمريكية انها ستقوم بشراء أسهم فى البنوك التى من المتوقع ان تئول الى الانهيار.. وفهمت ان الأمريكان اخيراً قد بدأوا يتعاطون مع إجراءات التأميم ولكن مع بعض التحسينات التى تبعد شبهة ان أمريكا يمكن ان تكون دولة اشتراكية كرومانيا ودول المعسكر الشرقى!.

وما أن أعلن أولاد العم سام أنهم ــ كحكومة ــ بصدد وضع أياديهم برأسمالها على مؤسسات بنكية بقصد انتشالها من حافة الإفلاس حتى تذكرت عمنا عبد الناصر الذى كان قد أمم العديد من المؤسسات، لكن لم يكن ذلك بسبب هواجس إفلاسية، وإنما من اجل توسيع قاعدة المشاركة فى الموارد..

هذا يقودنا للحديث عن إجراءات المعالجة للازمة الاقتصادية.. هل هى بالضرورة تهدف الى فك الضائقة من رقاب الشرائح الضعيفة التى تعانى الآن من وطأة السياسات الرأسمالية التى وصلت مداها، ام ان هذه الإجراءات التى اجمع عليها السبع الكبار هى من اجل إنقاذ بيوت المال من كارثة الانهيار؟

دون شك ان المعالجة تتجه الى إنقاذ بيوت المال من الانهيار،،وقد تنجح هذه التدابير فى ان تستعيد الرأسمالية بعض الابسطة التى سحبت من تحت أرجلها.. ولكن ستكون الاستعادة تدريجية وتحتاج الى وقت.. وخلال هذا الوقت يلزمنا ان نتحزم بطولة البال و (نتلزم) بالصبر..

هذه الأزمة المالية، وبحكم ارتباطنا بالدولار الامريكى ــ رغم الإنكار الذى نبديه ــ هذه الأزمة زحفت علينا منذ زمن، لكن (اخو الشقاوة فى الجهالة ينعم).. نحن لا نحس بها لأننا لا نملك إحصائيات ولا ترمومترات لقياس صعود أو هبوط.. وأخشى ان أقول إننا ندفن رؤوسنا فى رمال الأزمة،، ونحرق بخوراً آخر..

هذه الأزمة أعادت لنا اشجاناً قديمة، لاسيما ان فرانسيس فوكاياما قد تنصل من أطروحته التى تقول ان الرأسمالية هى آخر إبداع يمكن ان تتبناه البشرية حتى قيام القيامة.. الراجل (جَّر واطى) وقال كلاماً آخر، لكنه تلفت يميناً ويساراً ولم يجد بديلاً يؤسس عليه رؤية جديدة بعد ان عبأت الآلة الإعلامية الأمريكية والغربية النفوس بخرافة انتهاء الاشتراكيات ووصول نماذجها الى خاتمة المطاف وانه تم تسجية تلك التجارب فى متحف التاريخ..

الأشجان القديمة التى اعادتها الازمة المالية الى بعض النفوس هى ـ عندى ــ ان الرأسمالية قادرة عند المطبات على ابتكار حلول ومخارجة من الوعكات التى تقف فى طريقها،، قادرة على إنتاج تسكينات للازمة..لا حلولاً جذرية..
والحل ببساطة هو التعاهد على مزاوجة بين تطلعات البشر فى تحقيق العدالة الاجتماعية، وتثبيت مبدأ الحرية الفردية المطلقة،، حيث ان حدود حريتك ينتهى عند حدود حرية أخيك..
ترى من الذى جاء بهذه الفكرة ؟ هل تعرفونه؟..