في نوستالجيا التِــبِــش !!

و التِــبِــش الذي أعنيه يا جماعة هو التبش الواحد دة !!

في الشرقية ( أ ) الأبتدائية بمدينة الأبيض ـ تأستت عام 1908 ـ كانت ( الطرشة ) رحمها الله و أسكنها الجنان ـ كانت أحسن ست فطور في العالم بتعرف تعمل سلطة روب بالتبش ، أو التبش بالشطة ..
و التبش بالشطة عبارة عن شرائح ـ يااي ـ التبش المغمسة في الشطة المعمولة بالدكوة التي نسميها في الأبيض ( الفول المظلوط )..

و لأن بيتنا قريب من المدرسة فقد كانت الوالدة ـ حفظها الله ـ تحرص أشد الحرص على أن نتناول وجبة الفطور في البيت ، لكن و بسبب تبش ( الطرشة ) و فول ( أم رشوم ) المصلح كنت دائما ما أتحجج و أبحث عن الأعذار التي تعفيني من العودة للفطور في البيت ، الوالدة و في محاولة لإسترضائي كانت تقول لي ( شيل قروش الفطور لكن تعال أفطر في البيت ) و رغم أن فطور البيت و غالباً حينما يحضره الوالد ( يرحمه الله ) يكون أفضل كثيراً من فطور المدرسة ، إلا أنني كنت دوماً أفضل فطور المدرسة ، و حتى حينما كان يزودوني بسندوتش من البيت كنت أحب ( رمرمة ) المدرسة ..

Quote: و التِــبِــش الذي أعنيه يا جماعة هو التبش الواحد دة !!

الاخ غير الشقيق للعجور

و زميل كفاحه في أغاني طفولتنا
حال حلاقة الصلعة

و ملك سوق الزلعه
و مبدد ما كنزنا في اسبوعنا في الابتدائية
حين ظهوره جوار الشطه و الكوريه المطرقعه
____________________________________________________

مالو الزول دا يا عصام عامل معاك اي مشاكل؟؟؟

Quote: مالو الزول دا يا عصام عامل معاك اي مشاكل؟؟؟

أبداً و اللاي يا حسن سنادة .. دة زول ظريف جداً و صديق طفولة كمان ..

صدق بس قابلتو أمس ..

بعد سنوات طوال قابلتو

عشاني و هيج أشجاني ..

هو الآن أمامي يا سنادة بقشره الأخضر و شطته المولعة ناااار ..

يأأأأأه ..

و الله زمان ......

الطرشة بجردل طلسها الأخدر الذي ينز بسلطة الروب بالتبش المدنكلة تجلس في بنبرها تحت ظل اللالوبة أمام المدرسة ، في الفصل كلنا ترقب في إنتظار جرس ( الفطور ) مشتتين نحن ما بين سهام و إلهام ، و الطرشة و أم رشوم و كلنا شوق لسماع صوت الجرس الذي كما القصيدة ..

يقول يا أبنائي يا أمل البلاد ..
هيا إلى الدروس مصلحة النفوس ..

ـ

دروس شنو و نفوس منو يا الأخو مع التبش المولع دة !!
ــ

قالت الشاعرة ..

درس أييييه .. جامعة أييييييه .. الليلة يوم عرسي ..

و شقيقتي التي تكبرنى مثلي كانت مغرمة بالتبش ..
و كنت أحسب أنها تذهب للمدرسة حتى تأكل ( التبش ) و تلحس ( اللحسة ) و بس ..
كانت أيضاً مثلي متمردة على فطور البيت حتى و لو حملته سندوتشاً في شنطتها ..
حذرتها أمي مراراً من ( التتفن في الواطة ) و ( لحس الروب ) ..
و أرسلتني مراراً في إثرها حتى آتيها بالأخبار و ( القوالة ) ..
و كنت دائما ما أضبطها متلبسة مع صويحباتها و هن متتفنات في وطاة الله منهمكات في لحس الروب بالشطة ..
كنت أمطق .. و أمطق .. و حينما لا يهببن لي .. كنت أنتظر ( جرس البيوت ) بفارغ صبر عصرته ( القوالة ) ..
و بينما تنال أختي نصيبها من زجر و تأديب .. كنت أنا أحكي و أمطق تمطيق غرائب الإبل ..
و في يوم ما كشفت أختي نومتي !!
و ما أن حضرت لتفقدها حتي باغتتني هي و بعض صويحباتها :
( ياخي تعال ألحس معانا ) !!
حاولت و حاولت أن أتعزز ..
لكن ( الروب ) يناديني .. و يا ويلاه حين ينادي ..
و بينما أنا وسطهن منهمك في ( اللحس ) و ( اللعط ) فوجئت بما لم يكن في الحسان أبداً ..

أمي ..
أمي .. امي .. يا أمي ( ترم .. رم .. رم ) ..
أمي و يا لفؤادها من جنة !!

و كما باغتتني باغتها ..
ــ ( الجابك هنا شنو يمة ) !!
.. ( أنا جاية من بيت البكا لكن الليلة إتا أصبر لي يا تالتن ) !!

مدرسة الشرقية ( ج ) بنات حيث كانت تدرس أختي و حيث ضبطت متلبساً لها بابين واحد من الناحية الشمالية و الآخر من الناحية الجنوبية ، إختصاراً للمسافة فإن كثير من نساء الحي و بينهم أمي حينما يكن في مشوار بجوار المدرسة يدخلن من باب و يخرجن من الآخر ..

أختي و صويحباتها ينظرن لي في تشفي و إشفاق في آن واحد ..

و في الحالتين أنا ملحوس ..

و كلو منك يا التبش ..

و بمناسبة ( الطرشة ) ـ رحمها الله و أمي ـ حفظها الله ـ تذكرت حكاية طريفة ..

الطرشة و أمي كانتا زميلتين في درس ( الواعظ ) المسائي في نادي شباب حلتنا ..

و الواعظ كان هو مربيناالشيخ العالم / عبد الكريم عبد الله ـ رحمه الله ـ و هو والد أخواننا المذيعين محمد و الحسن و أبو بكر و عمر و إبراهيم الله يحفظهم جميعاً ..

الطرشة كانت بمثابة ( الألفة ) الذي يقوم بتهيئة المكان و فرش بروش الصلاة ، و ضبط النظام لحين حضور الواعظ ..

و أمي و نساء الحلة كان لا يحلو لهن الحديث و الونسة إلا حينما يجمعهن درس الواعظ ..

كانت الطرشة تستشيط غضباً حينما تراهن يتحدثن و ( يهرجلن ) و تحاول ضبطهن ما أمكنها ..

هروباً من ملاحقة ( الطرشة ) لهن تفتقت أفكارهن عن حيلة ماكرة ..

كن يتبلمن بالتوب ـ أي يغطين أنوفهن و افواههن و يظهرن أعينهن ـ و كن يتونسن بصورة عادية و الطرشة في كرسيها معجبة بإحتشامهن و هدوئهن الذي لا يشعر به أحد سواها ..
كن ( حاجات ) تفتيحات و مشاغبات ..
ـــ

و أنا أقووول بتي دي جابت الحركات دي من وين ؟؟

تحيـه لك حـاره على هـذا التاريخ التبشي المـولع ..
واللهم ارحم خاله الطـرشه التي عرفناها عبر بوستك هـــذا ..

تعرف ياعصـــام في اجازاتنا السنــويه من السعوديه الي السودان ..
كنت انتظـر الدخول الي عالم الشطه و التبش بفارغ الصبر , وذلك بنوعيه :
واحد معلن ارطـال من التبش بالشطـه مع صغار الاسره بالبيت ..
و الاخـر سري للغايه تبش وعجـور بلشطـه مع الباعه اول الليل جـوار سينمــا بانت ,
والاخيره اطعم وان كانت اقل نظـــافه ..
وتبش تبش عجــور .. الصلعـه تولع نــور.

التبش والقنقليز و الشطه ذكريات تسيل اللعاب احتراما للنكهـــه ..
يا ســــلام..

_______________________________________________

ليتهم يعلمون ان عمر اللحظـه في بعـدك يا خـرطـوم سنين طـوال.
د شهـاب الفاتح ـ كـوالالمبور

ياااااااي
تــبــش ؟
الاشوف صورتك
والقندفة
والوجاهة
اقول لا
اكلت دووقا
ولا بتعرف الالوب
ولا الحميض
ياااااي
تبش بالشطة
تبش

أخي الأستاذ / محمد السني ..

Quote: ياااااااي تــبــش ؟

حتى لو مساعد ياااااااي ذاتو ..
برضو تبش و كمان معاهو موليتا و تمليكا و عفوص و الدرت كلو..

Quote: الاشوف صورتك والقندفة والوجاهة اقول لا اكلت دووقا ولا بتعرف الالوب ولا الحميض

قديمك نديمك يا أستاذ ..
و التبش صديقنا و قديمنا ..
بعدين الدقة ما بياكلوها ...الدقة بسفووووووها ..
و كمان أستمتعت باللعلوب العدريب و الحميض حميض و الهالوك و أبو ليلي و فول أبونقوي و حلاوة فلسفة و كعاكيل الصمغ و عيش الريف ، و كديت الدوم و أتشعبطت في الكارو و أخدت جوز من حمار سيد اللبن
و آهـ .. آهـ ..
أحن لتلك الأيام يا أستاذي حنيناً ماج في صدري ..
أنا ود أب قبة فحل الديوم و من خيرات الدرت نبت لحم أكتافي ..
ــ
أما المظهر الأنتا شايفو دة ( عدة شغل ) ساكت ..

Quote: ياااااي تبش بالشطة

و الله لو بالشنقيطي ذاتو بنحبو ..

جرب و شوف ..

و تحيـه لك يا دكتور شهاب في إنحيازك الجميل للتبش و الزمن الجميل ..

Quote: تعرف ياعصـــام في اجازاتنا السنــويه من السعوديه الي السودان .. كنت انتظـر الدخول الي عالم الشطه و التبش بفارغ الصبر , وذلك بنوعيه : واحد معلن ارطـال من التبش بالشطـه مع صغار الاسره بالبيت .. و الاخـر سري للغايه تبش وعجـور بلشطـه مع الباعه اول الليل جـوار سينمــا بانت , والاخيره اطعم وان كانت اقل نظـــافه ..

و مناسبة هذا البوست يا دكتور أن قريباً لنا سافر إلى السودان بسيارته و عاد من هناك محملاً بخيرات الغرا أم خيراً جوة و برة ، خيرات الدرت في كردفاننا الجميلة ، و من بينها التبش العظيم ..
في أسواق جدة الشعبية ( الكرنتينة / الحراج ) تجد بكثرة القنقليز و العرديب و الكركدي و القضيم و اللالوب و الدوم و حتى الأقاشي و القدو قدو و طعمية الفلاتة ، و حين تراها لا تفقدها أو تحن إليها ..
يكاد يكون التبش هو الشيء الوحيد الذي غاب عني و لم أجده طيلة فترة وجودي هنا و لم أشاهده خارج السودان إطلاقاً مع كثرة سفرياتي .. لهذا إنتابتن نوبة ( نوستالجيا ) للتبش و سنينه الخوالي ..
جلست أشاهد مباراة السودان و الكنغو أمس و أمامي ( شرائح ) التبش و شطة الدكوة ،، و لكن غابت عني طقوس التبش التي تمنحك المذاق و النكهة و الإحساس بالزمن الجميل ..

Quote: وتبش تبش عجــور .. الصلعـه تولع نــور

.
يارا و تالة ـ بنياتي ـ كن كمثل أمهن متعجبات عن سر إهتمامي بوجبة التبش الذي جعلني أخرج عن عادتي المألوفة المتمثلة في الإكتفاء بكاس من اللبن الرايب كوجبة عشاء شبه يومية لي ، و كن أكثر إستغراباً و هن يلحظن سرحاني الشديد ، لم أكن أتناول تبشاً بقدر ما كنت أتذوق طعم أيام خوالي ..
تساءلت تالة بلهجة أمها ( بابا أيش هذا ) أجبتها ( تبش ) !! و بسرعة رددت يارا ( تبش .. تبش عجوووور و الصلعة تولع نووور ) هذا الكلام تعلمته يارا مني في محاولة سابقة لتلقينها بعض أهازيج زمننا الجميل ..
فيا زمن ..
هل من عودة هل ؟؟
تحياتي يا دكتور ..
ـــ

و ليتهم يعلمون ان عمر اللحظـه في بعـدك يا ( اللبيِض ) سنين طـوال.

... زمان ومكان الرواية "التبشية" يتكرر ... حتي اسماء الأمكنة والشخوص ...
بالرغم من تباين الاتجاهات ... انت ذكرياتك بأقصي غرب السودان "الابيض" وانا من النيل الأزرق
"سنجة"
تصور يا عصام نفس اسم المدرسة "مدرسة سنجة الشرقية الابتدائية"
نفس ضل شجرة "اللالوب" وستات الفطور ... والعدة يا ها زاتا كورة وجردل وقفة للرغيف مغطاه بقطعت قماش ... وحتي الكمشة ولونها ... واكاد اجزم نفس لون التياب ... ونفس اشكال الطلبه ... والوجبه ياها الفطور ... وكل يوم شكلة من الوالد أو الوالده "بالتناوب" ليه ياولد ماجيت فطرت في البيت ...
والسبب واحد ... تبش بالشطة والدقوه ...

يا خي انت بناتك ديل "تارا ويارا" بدل - تبش تبش عجور ... الصلعة تولع نور- ما تعلمهم
"نبق ونبق ودوم ولالوب ... البلوم الطوال ... يلا يا أطفال"

غايتو أنا ا"التبش" عرفتو بس "نوستالجيا" دي شنو ؟!!!!

.. ريقنا جرا معاك ... ياريت يكون في باقي للقصة ...

Quote: الفول المظلوط

بتعالجوه قبل ما تاكلوه يا عضام؟؟

في مدرسة الشرقية ( ب ) التي تجاور مدرستنا كانت ( حجة كوشيه ) ـ على وزن بينوشيه ـ يرحمها الله ، كانت ملكة الفطور التي تأتي المدرسة مبكراً و غالباً ما ينفذ نصف ما تبيعه قبل أنتظام الطابور الصباحي و أجمل ما في حجة كوشية أنها كانت تثق بالجميع فيستدين منها من تعرفه و من لا تعرفه حتى من غير طلاب المدرسة ، كانت تحفظ مديونياتها لدى الجميع حتى وهي في خضم إنشغالها ، و بحكم أن أخي الذي يكبرني مباشرة كان يدرس في تلك المدرسة التي لا يفصل بينها و بين سور مدرستنا غير سلك ـ كان شائك ذهب معظمه في صناعة عربات ( السلوك )التي كنا نلعب بها في الإجازات ـ فقد تعرفت عبره إلى فطور حجة كوشيه التي كانت هي شخصياً صديقة و فردة لحبوبتي ( يرحمها الله ) تجمعهما مشاوير سوق النسوان و قهوة الضحوية ، و بحكم هذه العلاقة المميزة كان نصيبنا مميزا من الفول و سلطة الباذنجان الأسود و الطعمية على أنصبة جميع أقراننا ..
في يوم ما ـ شالتني الهاشمية ـ و أصطحبت أثنين من زملائي بالمدرسة و عزمتهما على فطور لدى حجة كوشية ، يومها كنت لا أملك سوى ( حق التحلية ) الذي نفحني له أبي ( يرحمه الله ) ، حيث كان من المفترض آن أحضر للفطور في البيت كما هي العادة..
حجة كوشية بطيبتها يمكن أن ( تدينني ) قيمة سندوتش و يمكن أن تمنحه لي ( ملح ) لكن أن تجهز لي و لزميلين آخرين وجبة و عزومة بحالهاـ و بالدين كمان ـ فإن في الأمر مجازفات ختريات ..
إزاء نظرات زميلي لم يكن من حل أمامي سوى أن أرمي ( كضبتي ) أمامها ..
ــ حجة كوشية إزيك ..
.. أهلاً
ــ إن شاء الله كويسة ..
.. ....
ــ قلتي شنو ؟؟
.. يا ولد أنتا مالك ؟؟
ــ ياخي حبوبتي قالت ليك ( دينينا ) فطور !!
.. يدينوك فطور إنتا و منو ؟؟
ــ أنا و صحباني الإتنين ديلاااك ..
.. من بتين حبوبتك بقت بتتدين ليك الفطور أنت و صحبانك !! الليلة أصبر لي لامن أكلمها ليك !!
ــ ؟؟؟؟؟
صراحة لحظتها نسيت حتى صاحبيََ و عزومتي لهما و أضحى جل تفكيري في كيفية ( المخارجة ) من حبوبتي و غضبتهاإذا ما أخبرتها صاحبتها ( حجة كوشيه ) عن كذبتي تلك .. تمنيت لو أنني لم أقف أمامها !! و حاولت أولاً أن أبرر لصاحبيَ الموقف بأن ( فطور حجة كوشية و لا سمح و لا شيئ !! ) لكن قبل أن أتحرك من أمامها فوجئت بها و هي تقول لي ..
.. أمشي نادي أصحابك و تعالوا أفطروا .. بس حذراك من الكضب !!
جهزت لنا حجة كوشية فطوراً أشبع ثلاثتنا و ما أن إنتهينا من تناوله حتى قالت لي و لصاحبي ..
.. بكرة كان الله حيانا أي واحد فيكم يجيب حق الفطور الفطرو و للا أنا بجئ لمدرستكم و بكلم ليكم أستاذ ( قاقرين ) .. سمح ؟؟..
ـ سمح .
في الصباح التالي و قبل الطابور كنت و زميلي أمام ( حجة كوشيه ) و أمام الأمر الواقع حيث قمنا ( متضامنين ) بسداد ما هو مستحق علينا ..
حجة كوشية لم تحدث حبوتي مطلقاً بما بدر مني مما حسبته بطفولتي جرم عظيم .. لكنها أعطتني درساً أفادني و لا زلت أستفيد منه ..
ــ
رحمها الله من ست فطور رائعة و مربية فاضلة ، و يا حليل زمن التربية في البيت و المدرسة و الشارع ..

بالمناسبة

كل عام وانتم بخير ....

الله يجازيك يا السني

Quote: ياااااااي تــبــش ؟ الاشوف صورتك والقندفة والوجاهة اقول لا اكلت دووقا ولا بتعرف الالوب ولا الحميض ياااااي تبش بالشطة تبش

و طيب شنو قايم علينا ما كلنا اولاد تبش

اخوك طب شحتو