هل أضرت الولايات المتحدة بالديمقراطية؟

هل أضرت الولايات المتحدة بالديمقراطية؟


10-09-2008, 06:24 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=180&msg=1223573067&rn=1


Post: #1
Title: هل أضرت الولايات المتحدة بالديمقراطية؟
Author: Badreldin Ahmed Musa
Date: 10-09-2008, 06:24 PM
Parent: #0

This article was published in Carnegie report on arab reform,
هل أضرت الولايات المتحدة بالديمقراطية؟تعليقات أماني جمال ومارك تسلر
أكتوبر/تشرين الأوّل، 2008

هل أدى الربط بين ترويج الديمقراطية والسياسة الخارجية الأمريكية، وبشكل خاص احتلال العراق، إلى رد فعل عكسياً دفع عامة المواطنين العرب إلى التساؤل عما إذا كانت الديمقراطية مناسبة لبلدانهم؟ لا شك في أن عدم الإنصاف الأمريكي في التعامل مع النزاع الإسرائيلي الفلسطيني كان على الدوام مصدراً أساسياً للتذمر العربي، ومؤخراً أدّى اجتياح العراق واحتلاله بقيادة الولايات المتحدة إلى انتشار مشاعر العداء لأمريكا في العالم العربي. ويضاف إلى هذا كله إصرار الحكومة الأمريكية على أن تصرفاتها في العراق جزء من جهود تهدف إلى ترويج الديمقراطية في العالم العربي.

من أجل دراسة العلاقة بين العداء لأمريكا انطلاقاً من الاعتراض على السياسة الخارجية الأمريكية من جهة، والآراء حول الرغبة في الديمقراطية من جهة أخرى، عمدنا إلى تحليل بيانات توصّل إليها مشروع "البارومتر العربي". فعبر الاستعانة بمهارات قيادية علمية وإدارية أمّنها فريق يضم باحثين مرموقين من خمسة بلدان عربية، بالإضافة إلى كاتبَي هذا المقال، أجرى مشروع البارومتر العربي في 2006-2007 مقابلات وجهاً لوجه مع شرائح وطنية واسعة وتمثيلية مؤلّفة من مواطنين عاديين في سبعة بلدان عربية: الأردن والجزائر والكويت والمغرب واليمن وفلسطين ولبنان. وفي المجموع أجريت مقابلات مع 8555 رجلاً وامرأة. لمزيد من المعلومات عن تنظيم مشروع البارومتر العربي ومنهجيته واستنتاجاته، يمكن زيارة الموقع الإلكتروني http://www.arabbarometer.org/
نعرض في ما يأتي ثلاثة جداول مستندة إلى بيانات من الاستطلاعلات التي أجراها مشروع البارومتر العربي من أجل الإجابة عن السؤال الآتي: هل يؤدي العداء ضد الولايات المتحدة الأمريكية وسياساتها الخارجية إلى موقف سلبي من الديمقراطية وكيف؟ يتطرق الجدول الأول إلى مستوى الدعم للديمقراطية في البلدان السبعة التي شملها مشروع البارومتر العربي، ويظهر أن الدعم قوي جداً. سئل المستطلَعون إذا كانوا يوافقون أم لا على الجملة الآتية "قد تكون للديمقراطية مشكلاتها، لكنها أفضل من أي شكل آخر من أشكال الحكم". وكما هو مبيَّن في الجدول الأول، جاءت معظم الإجابات بالإيجاب: 74 في المائة في الأردن، و79 في المائة في فلسطين، و92 في المائة في المغرب، و82 في المائة في لبنان، و63 في المائة في اليمن، و69 في المائة في الجزائر، و85 في المائة في الكويت. وجاءت أنماط الإجابات مشابهة عن أسئلة أخرى خاصة بالديمقراطية.

الجدول 1: دعم الديمقراطية في العالم العربي


يعرض الجدول الثانيٍ الإجابات عن سؤال حول الجهود الأمريكية لترويج الديمقراطية. سئل المستطلَعون إذا كانوا يوافقون أم لا على أن "سياسات ترويج الديمقراطية التي تنتهجها الولايات المتحدة حيال البلدان العربية جيدة". طُرِح هذا السؤال في خمسة من البلدان العربية التي شملها مشروع البارومتر العربي، وفي كل هذه البلدان ما عدا بلد واحد، كان عدد غير الموافقين أكبر بكثير من عدد الموافقين. تتراوح نسبة المستطلعين الذين لا يوافقون على أن السياسات الأمريكية لترويج الديمقراطية جيدة من 64 في المائة في الأردن إلى 73 في المائة في الجزائر. الاستثناء الوحيد هو الكويت حيث تبلغ نسبة غير الموافقين 38 في المائة فقط. ولعل أحد الأسباب هو أن الناس يتذكرون الدور الأمريكي في طرد القوات العراقية التي اجتاحت الكويت عام 1990 ويقدّرونه.

الجدول الثاني: الآراء حول السياسات الأمريكية لترويج الديمقراطية


اتضح من خلال الاستطلاعات أن الرأي السائد بأن الممارسات الأمريكية في العالم العربي لا تساهم في الدمقرطة هو مؤشر عن تململ أوسع نطاقاً من التدخل الأمريكي في المنطقة. بالفعل، كما هو مبيَّن في الجدول الثالث، تدفع حدة الاستياء من السياسة الأمريكية العديد من المواطنين العرب إلى الموافقة على الجملة الآتية "التدخل الأمريكي في المنطقة يبرر العمليات المسلحة ضد الولايات المتحدة في كل مكان". على الرغم من أن هذا السؤال لم يُطرَح أو لم يقدّم بيانات موثوقة في بلدَين هما المغرب واليمن، تظهر الإجابات في البلدان الخمسة الأخرى التي شملها مشروع البارومتر العربي دعماً قوياً لهذه المقولة. وبالتحديد، يعتبر 61 في المائة في الأردن و66 في المائة في فلسطين و67 في المائة في الجزائر و58 في المائة في الكويت و37 في المائة في لبنان، أن اللجوء إلى العنف ضد الولايات المتحدة أمر مشروع نظراً إلى تدخلها في المنطقة.

الجدول 3: هل العمليات المسلحة ضد الولايات المتحدة مبررة؟


نعود الآن إلى السؤال الذي أثير في البداية. هل يدفع رفض الرأي العام العربي للسياسة الخارجية الأمريكية (الذي لا ينعكس بالمناسبة في الإجابات عن الأسئلة حول الثقافة الأمريكية أو الشعب الأمريكي) عامة المواطنين العرب إلى أن يكونوا أقل دعماً للديمقراطية؟ على الرغم من أن معظم العرب يؤيّدون الديمقراطية، يظهر الجدول الأول أنه في بعض البلدان، ثلث المواطنين لا يؤيدونها. هل هؤلاء الأشخاص هم في المقابل الأكثر انتقادا للولايات المتحدة؟ أجرينا مقارنة بين حجم التأييد للديمقراطية بين من يوافقون على أن تدخل الولايات المتحدة في العالم العربي يبرر العمليات المسلحة ضدها، ومن لا يوافقون على ذلك. جاءت نتيجة المقارنة لتظهر أن نسبة مؤيدي الديمقراطية متساوية تقريباً لدى الفئتين. بعبارة أخرى، تؤيد الفئات الغاضبة من سياسيات الولايات المتحدة والتي تبرر الهجمات ضد أهداف أمريكية إقامة ودعم الديمقراطية في بلدانهم بشكل متساوي مع نسبة من لا يبررون هذه الهجمات. هذا هو مجمل تحليل البيانات المستقاة من الاستطلاعات التي أجراها مشروع "البارومتر العربي في سبعة بلدان عربية. بناء عليه، لا تدعم بياناتنا مقولة أن الدعم الشعبي العربي للديمقراطية تراجع، وفقدان المفهوم لمصداقيته جراء العداء لأمريكا الناجم عن الرفض العربي للسياسة الخارجية الأمريكية.

أماني جمال أستاذة مادة السياسة في جامعة برنستون. ومارك تسلر أستاذ ونائب عميد كلية الشؤون الدولية في جامعة ميشيغان.

ذات صلة: الشرق الوسط الإصلاح السياسي الصفحة الرئيسية >

You can find more at:
http://www.carnegieendowment.org/programs/arabic/