كرساقااات والتلاتة بجنيه

"علينا جاي كرساقات كرساقات"
"علينا جاي كرساقات كرساقات"
صاح "عادل كرساقات" ذو الثمانية عشر ربيعاً وهو يقوم ببسط حمولته من "الكرساقات" على الارض قبالة حافلات "الخريريمة شرق" ذات الخط الفوشي في الموقف الكبير وسط المدينة في ذلك الصباح.
"علينا جاي كرساقات كرساقات"
عدل احد الرجال طاقيته وسأل "بكم الواحدة؟"
- " بنص جنيه يا عمنا وشيل تلاتة بجنيه"
- " لأ الاربعة بجنيه وما بديك ولا قرش زيادة"
- شيل يا عمنا الدنيا صباح.
أخذ عادل بتنظيف الفرش الذي كان عبارة عن كيس سكر قديم تم ربط حبلين في طرفه وذلك لسهولة حمل البضاعة عندما تكبس "الطارة" ، وقد عدل من الفرش بحيث لا تمر به مياه المجاري التي تحاصر المكان
"تلاتة بجنيه كرساقات تصلح الحاجات".
"انت عارف يا حسن فول السوق دا بقا نايم ولا الشغلانة دي بقت ما ظابطة!" سأل عادل كرساقات ذلك الشاب الذي يقف بجانبه.
بصق "حسن فول" الصعوط من فمه بسرعة وقال اثناء عملية (هب) النار في الكانون أمامه ودخان الشواء يملأ المكان:
- الوهم ديل بقو مرطبين ولا ما عارف كرساقاتك دي بقت ما زي زمان.
- علي الطلاق زمان الكرساقات دي ببيع منها كرتونتين ، ياخي الجكس بتاع الجامعات ما بجي ماري الا يشتري ، لكن بس تقول شنو؟ السُنبكانات كلها ضربت.
- ياخي سيبك من الشغلة الما منها كدة دي وامشي اعمل ليك كانون بتاع اقاشي زي بتاعي دا جنب موقف "النحيحيبة غرب" شايف البشر هناك كميات والاقاشي دا بجيب قروش زي التراب انت عارف السيخة بكم؟
- والله فكرة لكن اخير لي شغلتي دي ، الطارة لمن تكبس بقدر اتصرف مع الشوال بتاعي دا لكن الكانون بتاعك دا اوديهو وين؟
كش كش كش صلح حسن فول سفة اخرى من الكيس وهو يتأمل في احد مشاهد الطبيعة الجميلة حينما يمر دخان عادم الحافلة عبر الاسياخ الموضوعة فوق الجمر ثم قال احد حكمه النادرة:
- انت عارف لازم الزول يكون تفتيحة ، انت قايل الفلنكوت دا بلقو واقع في الشارع؟
- والله يا فول انا زمان انا كنت قايل العاصمة دي الفلنكوت فيها بتلقي واقع في الشارع ، بالمناسبة انت بتبيع اقاشي واسمك فول ليه؟
تدخل هنا السناري الكمسنجي ومنع فول من الرد حين هتف:
"زح يا ولد خلي الحديد دا يستعدل"
رجعت الحافلة في الموقف وقد فصلت عادل كرساقات عن صديقه حسن فول ولكن سرعان ما التقى الشابين بعد دقائق في الشارع المقابل للموقف بعد سماع فرملة سيارة "الطارة" وقد حمل عادل كيس الكرساقات باسنانه أما حسن فقد كان يلبس قفازاً سميكاً كالذي يلبسه العمال الاسيويين الذي يعملون في البرج المقابل للموقف الكبير يحمل به الكانون. نظر عادل كرساقات الى صديقه فول وهتف..
تفتييييييحة يا فردة

..