حديقة العشاق .. " المستحيل " - بقلم / احلام اسماعيل حسن

حديقة العشاق .. " المستحيل " - بقلم / احلام اسماعيل حسن


10-03-2008, 05:05 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=180&msg=1223049916&rn=1


Post: #1
Title: حديقة العشاق .. " المستحيل " - بقلم / احلام اسماعيل حسن
Author: يوسف محمد يوسف
Date: 10-03-2008, 05:05 PM
Parent: #0

حديقة العشاق .. "المستحيل"

أحلام إسماعيل حسن
[email protected]

وأنا أتأمل رائعة إسماعيل حسن المستحيل، يطير خيالي إلى أيام أبى وحبيبي اسماعيل فاذكر أنني كنت استمع إلى هذه الاغنيه في مزرعتنا بالباقير خاصة في الأمسيات. وفي واحدة من تلك الأماسي انحسرت الشمس نحو الغرب وأرسلت أشعتها الذهبية وامتلأ بها الكون في لوحة فنية رائعة. في لحظة جلسنا أمام النيل الأزرق وبحوزتي جهاز تسجيل وكانت أغنية المستحيل. ونظرت إلى إسماعيل واقتربت منه وقلت له

أنى أحب هذه ألأغنية. قال لي أنها حتة من قلبي. قلت له أنها تعبّر عمّا في داخلي. فأجابني اسماعيل: أنى متوكل عنك وعن الجميع... وأبتسم ابتسامة عريضة.

وأخال نفسي مرة أخرى في حديقة العشاق التي اورثى إياها أبى اسماعيل. هذه المرة ادخل الحديقة بإبريق ماء لأسقى ورودها، وأول ما أسقى وردة المستحيل. ثم إذا بي اسمع صوتا وكأن شخصا ما يدخل من باب الحديقة فأراه ذلك القادم من الأزمان البعيدة. انظر إلى عينيه كثيرا فأجد ملامحي القديمة وزماني الذي ولّى وأحلامي التي لم تر النور. أساله بصوت يختنق بالعبرات أين كنت؟ فيقول ضللت طريقي وكنت في متاهات الزمان. ثم نظر إلى وردة المستحيل وهو يقول كما قال اسماعيل: دي الإراده.. فأجهش أنا بالبكاء وتبكى معي عين السماء لتغسل الغبار الكثيف الذي تراكم على قلبي على مر السنين وأحسّ بأن روحي قد عادت لي بعد كل هذا العمر الطويل، ثم أساله أيها العائد ما الذي أتى بك؟ فيقول: حبي الذي لم يمت... من ذلك الزمن العصي جئت إلى هنا مباشرة قبل أن أضع عني ثياب السفر أو أغتسل من غبار السنوات. كنت على عجل من أمرنا فلم أضع حقائبي المثقلة بمخطوطات كلها كتبتها فيك أيها العشق الأكبر. وعندما فتحت باب الحديقة كنت أعلم أنني سوف أجدك هنا في حديقة العشاق وأنت تتعهدين ورودها ورياحينها بالسقيا، وكنت أعلم أنك سوف تعثرين عليّ في جنبات هذه الحديقة وكأن اسماعيل قد غرسها خصيصا لنا.. أنتِ

وأنا. فيها التقينا في ذلك الأزل، وفيها نلتقي اليوم.. نعم كان المستحيل أن نغيّر أنتِ وأنا تلك المشيئة الغالبة.. والمستحيل كان أن نكفّ عنا تلك الأيدي... واليوم يا تؤم الروح اسمع صرير الأقلام وهي تكتب من جديد على لوح حبنا المحفوظ.. اليوم أري كونا جديدا يتخلق بكواكبه ونجومه وأقماره.. وشموسه بازغة بردا وسلاما على ورود

هذه الحديقة ونّوارها.. والمستحيل اليوم هو أن نفترق بعد اليوم.

قلت له هذا يوم

المستحيل

لو بإيدي كنت طوعت الليالي.. كنت ذللت المحال

والأماني الدايره في دنيايا.. ما كانت خيال

*****

دي الإرادة.. ونحن ما بنقدر نجابه المستحيل

دي الإرادة.. والمقدر ما بنجيب ليهو بديل

دي الإرادة.. أجبرتني في هواكم من قبيل

****

أصلو حبي أقوى وأكبر من إرادتي

وأنا حاسس في جحيم نارك سعادتي

واللهيب البكوي في روحي.. في ذاتي

هو انت.. قلبي دايرك.. حبي عارفك

****

في شبابك في صباك.. في جمالك في وفاك

يا المسير وماك مخير

انت يا الصابر وعند الله جزاك

Post: #2
Title: Re: حديقة العشاق .. " المستحيل " - بقلم / احلام اسماعيل حسن
Author: فتحي الصديق
Date: 10-03-2008, 05:21 PM

العزيز يوسف كل سنة وأنت طيب

Quote: وأنا حاسس في جحيم نارك سعادتي



انه العشق و......كفى.

Post: #3
Title: Re: حديقة العشاق .. " المستحيل " - بقلم / احلام اسماعيل حسن
Author: يوسف محمد يوسف
Date: 10-03-2008, 05:54 PM

ابنتى العزيزة احلام ..

كل سنة وانت طيبة

سعدت جدا بهذا المقال اللوحة ذات الجمال الاثر المرسوم بالكلمة ..

وسعادتى كانت اكبر و انتى تلبى طلبى لك بضرورة التوثيق لحياة والدك العاطفية الصاخبة و التى

اثمرت لوحات شعرية قل ان يجود الزمان بمثلها .. يتجدد جمالها و رونقها مع كل صباح !!

فى انتظار المزيد

يديك العافية

يوسف

Post: #4
Title: Re: حديقة العشاق .. " المستحيل " - بقلم / احلام اسماعيل حسن
Author: سالم أحمد سالم
Date: 10-04-2008, 11:47 PM
Parent: #3

أحلام...

ها أنتِ تعودين بنا إلى ذلك الزمن الوسيم النضر وإلى تلك الحقبة الوارفة بإبداعات والدك اسماعيل "أبو السباع"... وها نحن نتداعى إليك أنتِ إلى الزمن الذي تعيدين رسم ملامحه وترميم معابده وزراعة حدائقه بخيالك الجامح.

واليوم تنقلينني يا أحلام نقلا حيا ومباشرا وملموسا إلى ذلك الزمن الذي جمعني بوالدك اسماعيل ووالدتك فتحية وأنتِ وكل العقد الفريد من بنات وأولاد اسماعين وفتحيه... ذلك الزمن الذي عاصرت خلاله ميلاد بعض إخوتك الصغار مثلما شهدت ميلاد الكثير من قصائد وأغنيات اسماعيل، بل وميلاد أول نغمة دندن بها المطربون في العديد من أغنيات اسماعين... لذلك أدخل باب حديقتك دون إذن من أحد!

منذ ذلك الزمن كنت أقول أن والدك قد أحدث نقلة لا سابق لها في وجدان الشعب السوداني عندما نقل قصيدة الحب من الوصف الجسدي للمحبوبة إلى فن المجاهرة بالعتاب في الغرام... من المرحلة الجسدية الحسية "الديسو في درعو ... الما انهشم ضرعو" والنحيب .. والمرجرج الخايض الوحل .. إلى أزمنة مخاطبة قضية المحبوبة ووجدانها وعقلها «ضيعوك ودّروك .. إنت ما بتعرف صليحك من عدوك .. استغلو الطيبة في قلبك وباسم العواطف خدعوك" .. وإلى أزمنة "لو طلعت القمرة وجيت ولو حلفت برب البيت ما بريدك مهما بقيت .. غلطة كانت وانا تاني ابيت" كلام بسيط ممتنع لكنه أحدث التوازن في العلاقات العاطفية...
سأعود لاحقا إلى هذا الجانب عندما تفتحين أنت (بوست) في هذا المنبر للتوثيق لسيرة اسماعيل حسن وأثره على وجدان الشعب السوداني، ولا شك أن هذا الموضوع سوف يحظى بمداخلات ومعلومات ثرة ترد من أصدقاء ومعارف اسماعيل حسن.

التحية للأخ يوسف محمد يوسف على استدعاء هذا الموضوع

ولي عودة إلى هذا "المستحيل" الذي كان...!

Post: #5
Title: Re: حديقة العشاق .. " المستحيل " - بقلم / احلام اسماعيل حسن
Author: سالم أحمد سالم
Date: 10-04-2008, 11:59 PM
Parent: #4

المهندس بكري أبو بكر

عيدك مبارك

أعتقد أن أحلام اسماعيل حسن أصبحت مثل الذي يريد أن يتحدث من وراء زجاج عازل للصوت!... فهي ترى هذا المنبر من وراء هذا الزجاج، لكنها لا تستطيع الحديث إلى من هم داخله... وأنت الوحيد القادر أن تفتح لها كوة في هذا الزجاج لو منحتها إذنا بالدخول حتى نسمع ما تريد قوله بدلا من أن تظل تلوّح بيديها من بعد لركاب طائرة هذا المنبر!

لك المودة ولنا ولها انتظار لا تريده أنت أن يطول

Post: #6
Title: Re: حديقة العشاق .. " المستحيل " - بقلم / احلام اسماعيل حسن
Author: يوسف محمد يوسف
Date: 10-05-2008, 09:33 AM
Parent: #5

الاخ الكريم سالم احمد سالم
كل التحية وكل الود

هذه الاطلالة نعتز بها كثيرا فنحن نعلم جيدا مدى التصاقكم باسرة الشاعر الفذ
اسماعيل حسن .
حقا كان ارتباط " اسماعيل " و " فتحية " ملحمة عاطفية متفردة لابد لها من توثيق
لما كان لها من اثر كبير على مدرسة اسماعيل الشعرية المميزة . من هنا كان اصرارى
على ابنتنا " احلام " بضرورة البدء و فورا فى العمل على توثيق هذا الارتباط العاطفى
العنيف الذى ربط بين والديها و اثمر الكثير من الدرر المنظومة خاصة وان ملهمة هذا
الشعر العاطفى النبيل " متعها الله بالعافية " ما زالت على قيد الحياة و هى الوحيدة
التى تملك نواصى وابعاد تلك الحياة العاطفية الزاخرة . ها هى توفى بوعدها فلها ولكم
كل التقدير و اتمنى منها و منكم المزيد.

وقفة :

الكريم باشمهندس / بكرى

هلا تكرمت على ابنتنا احلام اسماعيل حسن بالجلوس معنا فى الحوش الكبير
اتمنى ذلك ولك شكرى و تقديرى

ع/ركن/م

يوسف محمد يوسف
رئيس بورداب جدة