Post: #1
Title: جمهورية الجسد و جسد الجمهورية
Author: Dr. Haitham Mekkawi
Date: 10-01-2008, 02:28 AM
... لعل كتاب الجمهورية من اكثر الكتب التي شدتني ... ... فكتاب الجمهورية يتحدث عن الحرب الازلية بين الشر و الخير ... ...و تشبيه افلاطون الجمهورية بالجسد تشبيه بليغ في المعني ... ... و فلسفي سابق لعصره في النهج ... ... كما اعتمد افلاطون اسلوب السرد المسرحي الفلسفي في كتابه الجمهورية ... ... فاختار سقراط حكواتي ليحكي و يتحدث و يسرد ...
العدل و الصلاح ... و في جمهورية افلاطون ... ... يقدم سقراط (الراوي) تعريفا للعادل بانه هو الحكيم والصالح ... .... فاذا كان الشخص حكيماً و باب الحكمة مفتوح علي مصرعيه للجميع هنا ... ... كما ان الحكمة قد تكون درجة علمية او اجتماعية او درجة تمنح علي مضض ... ... لكل مجتهد ليصبح حجة او اية او دكتور ... ... الا ان معيار الحكمة الذي قصدها افلاطون هي الحكمة الفلسفية الناجمة .. ... عن الرؤية العقلية ...
... اما الصلاح فاختلف فيه عموم الجمهور فالصلاح منتج سريع انتهاء الصلاحية ... ... فالصالح اليساري في زمن اليمينية طالح ... ... و العكس صحيح ...
ماهي ابعاد الصلاح ... بعد الثورة الفكرية و انشاء فكرة الابعاد التي سرعان ما استبدلت بخارطة الطرق السريعة... ...و سياية الدمج السياسي و الايدلوجي كثرت الابعاد ... ... و كما لكل شي بعد . فللصلاح ابعاد اخري تبداء ببعد المكان و بعد الزمن فالصالح في نظام شمولي هو دكتاتور في نظم تدعي الدمقراطية بمعني ان المكان و الزمان عاملان اساسيان في تحديد الصلاح ...
... كما اود ان اضيف بعد اخر و هو بعد المراقب او البعدالشخصي للشخص الصالح او الطالح بعد (هو) (الاعلي و الادني) ... ... و بعد اخر بعد هي الحاضر الغائب ... ... و يمثل بعد هي كل ما عشقناه و فعلنا كل شي لنيله او لارضاء رغبة التملك و الاستحواذ الكامنة فينا ... ... وهناك بعد مواز لبعد ( هو) لنسميه بعد (هم) و هم ترمز الي الحاشية و البطانة ... لذلك سمي بالبعد الموازي ... ... و هو البعد المؤثر ان غابت الايدلوجيات و الافكار ... ... فيصبح هو مجرد رمز للسلطة ...
من هو المعتدي ...عرف الراوي سقراط المتعدي بانه هو الشرير والجاهل ... ... و الشر شي نسبي ايضاً فطفل يحرق ذيل قطة شخص شرير... ... و من يحرق روما ايضاً شرير ... ... و من يحرق لفافة حشيش قد يكون ايضاً شرير ... ... و من يقتل من اجل وطن ايضاً شرير ... ... فالشر نسبي ايضاً و معاير الشر قد تكون معايير جماعية او أجماعية ... ...او معايير تملي علي الملاء في مؤتمرات او ندوات ... ... فالشر نسبي و لا انكر وجود شر مطلق ... ... هو ما خرج عن جميع المالوف و المعروف ...
ميول شخصية ... في الجمهورية ظن افلاطون ان الانسان يميل بطبعه الى التعدي أكثر من العدالة ... ... و اناط افلاطون تعليم العدالة للدولة ... ... فالدولة في الجمهورية ينبغي أن تعلم الافراد حب العدالة... ... و لا ادري هل غاب عن افلاطون فكرة ان غياب العدل عن الدولة ... ... يولد التطرف و التعصب كما هو واضح في الحاضر العالمي اليوم...
جسد الجمهورية ... شبه افلاطون أجزاء الدولة بأجزاء الإنسان ... ... فالدولة تنقسم الى... ... طبقة الحكام ... ...طبقة الجيش ... ... طبقة الصناع والعمال...
... حسب الادراك الافلاطوني قد تكثر الطبقات او تقل حسب المجتمعات ... ... الا ان اساس تقسيم افلاطون يبدو منطقي ... ... فالحكام هم الحكام سواء كانو مفكرين او مجادلين ... ...او المشرعون و هم اصحاب السلطة التشريعية ... ... وان كانو اصحاب نفوذ و رؤس اموال فقد يصبحوا الراس ...
... اما العسكر فهم يمثلون السلطة التنفيذية او السلطة التي تحمي النظم الصالحة او الطالحة ... ... و احياناً هي العصي التي تضرب الراس لتطيح به و تحل مكانه ... ... و اظن ان هذا واقع معاش منذ عهد افلاطون ...
... اما الشعب فهو الشعب الحاكم (ان كان سعيد) و المحكوم (ان كان تعيس)...
جمهورية الجسد ... قسم افلاطون الانسان الى :... ... الرأس و يرمز الي العقل و لحب افلاطون للفضيلة كانت فضيلة الراس هي الحكمة ... ...القلب و هو معقل العاطفة و بالعودة الي فضيلة افلاطون كاصل و معيار فضيلة القلب هي الشجاعة ... اما البطن وفيه الشهوات ففضيلته هي الاعتدال...
... والدولة العادلة هي التي يقوم كل فرد فيها بالعمل الخاص المناط به ... ... الحاكم يحكم, الجندي يحمي , العامل يشتغل... ... وهكذا بلور افلاطون فكرة العدالة في النفس البشرية ... ...الا ان افلاطون حكم بثبات الطبقات ناسياً ان الطبقات قد تتفاعل ... ... و تندمج و تنقسم ...
...علي العقل ضبط الشهوات, و العواطف تساعد العقل في عمله... ... كالغضب ضد الاعمال المنحطة والخجل من الكذب ... ... والعدالة الاجتماعية هي جزء من هذه العدالة الداخلية عدالة النفس ... ... و هذه اركان جمهورية الجسد ...
__________________
من يحب . . يحب إلى الأبد و في الحب خطابات نبعث بها وأخرى نمزقها وأجمل الخطابات هي التي لا نكتبها لان الحب أعمى
ِ
|
|