Post: #1 Title: اللهم إنك جعلت لعمر حسن احمد البشير قدرة فظلم أهل دارفور بها Author: ابراهيم بقال سراج Date: 09-18-2008, 10:41 PM Parent: #0
اللهم إنك جعلت لعمر حسن احمد البشير قدرة فظلم أهل دارفور بها ، وبغى عليهم بواسطتها ، وتعزّز عليهم بسلطانه الذي خوّلته إيّاه ، وتجبّر عليهم بعلوّ حاله التي جعلتها له ، وغرّه إملاؤك له ، وأطغاه حلمك عنه . فقصدهم بمكروه عجزوا عن الصبر عليه ، وتعمّدهم بشرّ ضعفوا عن احتماله ، ولم يقدروا على الانتصار منه لضعفهم ، والانتصاف منه لذلّهم ، فوكلوه إليك وتوكّلوا في أمرهم عليك. اللهم ان عمر البشير يظنّ أن حلمك عنه من ضعف ، ويحسب أنّ إملاءك له من عجز ، ولم تنهه واحدة عن أخرى ، ولا انزجر عن ثانية بأولى ، ولكنّه تمادى في غيّه ، وتتابع في ظلمه ، ولجّ في عدوانه ، واستشرى في طغيانه جرأة عليك يا رب ، وتعرّضاً لسخطك الذي ﻻ تردّه عن القوم الظالمين ، وقلّة اكتراث ببأسك الذي ﻻ تحبسه عن الباغين . فها هم ذا يا ربي أهل دارفور مستضعفين في يديه ، مستضامين تحت سلطانه ، مستذلّين بعنائه ، مغلوبين مبغيّ عليّهم، مغضوبين وجلين، خائفين، مروّعين، مقهورين. قد قلّ صبرهم وضاقت حيلتهم ، وانغلقت عليهم المذاهب إلاّ إليك ، وانسدّت عليهم الجهات إلاّ جهتك ، والتبست عليهم الأمور في دفع مكروهه عنهم ، واشتبهت عليهم الآراء في إزالة ظلمه ، وخذلهم من استنصروه من عبادك ، وأسلمهم من تعلّقوا به من خلقك طرّاً ، واستشاروا نصيحتهم فأشارت عليهمّ بالرغبة إليك ، واسترشدوا دليلهم فلم يدلّهم إلاّ عليك . فرجعوا إليك يا مولاي صاغرين راغمين مستكينين، عالمين أنّه ﻻ فرج إلاّ عندك ، ولا خلاص لهم إلاّ بك ، فإنّك قلت وقولك الحق الذي ﻻ يردّ ولا يبدل : ( وَمَنْ عَاقَبَ بِمِثْلِ مَا عُوقِبَ بِهِ ثُمَّ بُغِيَ عَلَيْهِ لَيَنصُرَنَّهُ اللهُ)، وقلت جلّ جلالك وتقدّست أسماؤك : ( ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ) ، وهاهم فاعلين ما أمرتهم به، فصلّ على محمّد وآل محمّد ، واستجب لهم كما وعدتهم يا من ﻻ يخلف الميعاد . وإنّهم ليعلمون يا رب أنّ لك يوماً تنتقم فيه من الظالم للمظلوم ، ويتيقنون أنّ لك وقتاً تأخذ فيه من الغاصب للمغصوب ، لأنّك ﻻ يسبقك معاند ، ولا يخرج عن قبضتك أحد، ولا تخاف فوت فائت ، ولكن جزعهم وهلعهم ﻻ يبلغان بهم الصبر على أناتك وانتظار حلمك ، فقدرتك عليهم يا ربي فوق كلّ قدرة ، وسلطانك غالب على كل سلطان ، ومعاد كلّ أحد إليك وإن أمهلته ، ورجوع كلّ ظالم إليك وإن أنظرته ، وقد أضرّهم يا ربّ حلمك عن عمر حسن البشير ، وطول أناتك له وإمهالك إيّاه ، وكاد القنوط يستولي عليهم لولا الثقة بك ، واليقين بوعدك . فأسألك يا ناصر المظلوم المبغى عليهم إجابة دعوتهم ، فصل على محمّد وآل محمّد ، وخذه من مأمنه أخذ عزيزٍ مقتدر ، وأفجئه في غفلته ، مفاجأة مليك منتصر ، واسلبه نعمته وسلطانه ، وأفض عنه جموعه وأعوانه ، ومزّق ملكه كلّ ممزّق ، وفرّق أنصاره كلّ مفرّق ، وأعره من نعمتك التي لم يقابلها بالشكر ، وانزع عنه سربال عزّك الذي لم يجازه بالإحسان ، واقصمه يا قاصم الجبابرة ، وأهلكه يا مهلك القرون الخالية ، وأبره يا مبير الأمم الظالمة ، واخذله يا خاذل الفئات الباغية ، وابتر عمره ، وابتزّ ملكه ، وعفّ أثره ، واقطع خبره ، وأطفئ ناره ، وأظلم نهاره ، وكوّر شمسه ، وأزهق نفسه ، وأهشم شدّته ، وجبّ سنامه ، وأرغم أنفه ، وعجّل حتفه ، ولا تدع له جُنّة إلاّ هتكتها ، ولا دعامة إلاّ قصمتها ، ولا كلمة مجتمعة إلاّ فرّقتها ، ولا قائمة علوّ إلاّ وضعتها ، ولا ركناً إلاّ وهنته ، ولا سبباً إلاّ قطعته . وأرنا أنصاره وجنده وأحبّاءه وأرحامه عباديد بعد الألفة ، وشتّى بعد اجتماع الكلمة ، ومقنعي الرؤوس بعد الظهور على الأمّة ، واشف بزوال أمره القلوب المنقلبة الوجلة ، والأفئدة اللهفة ، والأمّة المتحيّرة ، والبرية الضائعة. وأرح به الأقدام المتعبة ، وأشبع به الخماص الساغبة ، وأرو به اللهوات اللاغبة ، والأكباد الظامئة ، واطرقه بليلة ﻻ أخت لها ، وساعةٍ ﻻ شفاء منها ، وبنكبة ﻻ انتعاش معها ، وبعثرةٍ ﻻ إقالة منها ،ونغّص نعيمه ، وأره بطشتك الكبرى ، ونقمتك المثلى ، وقدرتك التي هي فوق كل قدرة ، وسلطانك الذي هو أعزّ من سلطانه ، واغلبه بقوّتك القوية ، ومحالك الشديد ، وامنع الدارفوريين منه بمنعتك التي كل خلق فيها ذليل ، وابتله بفقرٍ ﻻ تجبره ، وبسوء ﻻ تستره ، وكله إلى نفسه فيما يريد ، إنّك فعّال لما تريد . وابرأه من حولك وقوّتك ، وأحوجه إلى حوله وقوّته ، وأذلّ مكره بمكرك ، وادفع مشيّته بمشيّتك ، واسقم جسده، وانقص أجله ، وخيّب أمله ، وأزل دولته ، وأطل عولته ، واجعل شغله في بدنه ، ولا تفكّه من حزنه ، وصيّر كيده في ضلال ، وأمره إلى زوال ، ونعمته إلى انتقال ، وجدّه في سفال ، وسلطانه في اضمحلال ، وعافيته إلى شر مآل ، وأمِتْه بغيظه إذا أمتّه ، وأبقه لحزنه إن أبقيته ، وقهم شرّه وهمزه ولمزه ، وسطوته وعداوته ، والمحه لمحة تدمّر بها عليه ، فإنّك أشدّ بأساً وأشدّ تنكيلاً ، والحمد لله ربّ العالمين.