الخرطوم..حر وكتاحه وناس طبيبون

الخرطوم..حر وكتاحه وناس طبيبون
العاشره مساء بتوقيت الخرطوم ,تعبر الطائره النيل الأزرق فوق سماء بحرى فى طريقها للهبوط بمطارالخرطوم,وأهتزت قليلا حينما لامست عجلاتها ارض المطار,وما هى الا دقائق حتى فتحت الابواب.لفحه من الهواء الساخن مع قليل من الغبار العالق ,أول مايستقبلك بحنيه وتخاله يطبع قبلات ساخنات على وجهك ,وسرعان ما تتصبب عرقا من حراره اللقاء,وتخالجك أحاسيس متشابكه ومتناقضه ,وهى مفعمه بحب لا إرادى,تستجيب له دون شروط,وتسلم نفسك له دون أن تشعر.

عدد من الوجوه الصارمه والتعبه رغم أنهم فى ريعان شبابها,إلا أنها تحمل قساوة الزمن والمعاناة,تتفرس وجوه النازلين من سلم الطائره ,دون أن تدلى بقول,وحتى أجهزة اللاسلكى تتدلى بكسل من جيوبهم وهى صامته صمت القبور,ثم صعد الجميع إلى بص لتقلنا لصالة الوصول.وينتظم الواصلون فى صفين طويلين توطئة لإجراءآت الجوازات .وعدد من ضباط الصف خلف الاقفاص الزجاجيه يتفحصون جوازات القادمين,بينما تقف بجانب الركاب نخلة باسقه يحيط بوجهها طرحه زرقاء تتدلى على كتفيها لتمنع من رؤية رتبتها المرموقه,ويبدو عليها الجديه والحزم وهى تصدر أوامرها لهذا وذاك والجميع يطيع ..

بعدها توالت الاحداث مسرعه,وما أن إنتهيت من الجوازات حتى لاح أول المستقبلين ,أختى غاده ومن ثم إبن إبن خالى أيمن,وماهى إلا دقائق معدودات حتى كانت العربه تقلنا الى شارع المطار بعد دفع رسوم فى بوابه الخروج(لا أرى معنى لتلك الرسوم),وأنطلقنا صوب بيت المال ,لتقديم واجب العزاء لخالتى فى وفاة إبنها الوحيدالمرحوم زهير عبدالفتاح وزوجهاالمرحوم عبدالفتاح يوسف بشير,وكنت أفكر طول الطريق عن الكيفيه التى سوف أتمالك بها نفسى ,عند لقائها ..موقف صعب

ما لفت نظرى فى الطريق أثناء الرحله من المطار الإضاءه الشاحبه على جنبات الطريق,وهى تجبر الكثير من سائقى السيارات لإستخدام الاضواء الباهره (النور الطويل زائدا الكشافات الإضافيه)وكذلك هناك عدد من السيارات مزوده بمصابيح الزينونxenon القويه التى تعطى ضوء أبيض باهرا..مما يجعل قياده السيارات فى الخرطوم مساء ,خطرا حقيقياعلى الجميع ,ومن هنا أناشد إداره المرور لمنع إستخدام هذه الاضواء,وقديما كان ذلك يمثل مخالفه مروريه.

حمداً لله على سلامة الوصول والبركة فيكم وجبر الله كسركم
سودانا أكبر مشكلة
بلد التعب والتلتله
الخدمات يا أخي متردية لأبعد حد البلد غنيه بمواردها وثرواتها وخيراتها وإنسانها كادح ومعوز وتعبان ، البلد حباها الله بثروة حيوانية ضخمة وما أنفك إنسان السودان يأكل فول بي مرقة في الفطور وفي العشاء ومرقة في الملاح في الغدا هذا إن قدر له أن يأكل ثلاث وجبات في اليوم ، فأصبح الناس يتشابهون بفضل المرقه وما فعلته فيهم من أفعال تعجز ربما حتى الأسلحة النووية عن ترك آثار تماثلها.
حمداً لله على السلامة ومرحباَ بك في بلاد العجائب والغريق قدام بس لوك الصبر ياما تشوف لو حا تقعد معانا أكثر من ثلاثة أسابيع. إجازة طيبة أتمناها لكم

ابو حميد
والله ليك وحشة يا راجل و ما لحقنا نودعك عاد