"ماجد أبوسبيب" .. لك الرحمة في ذكرى للرحيل المأسـاوي؛

.
مساء السادس من شهر يوليه تموز العام ألفين وخمسة، رحل صديقي الحبيب عبدالماجد يوسف محمد ابوسبيب رحيلاً مفجعاً عن هذه الفانية مخلفاً لنا ذكراه العطرة الخالدة.
...
.
كان صديقي "ماجد" ـ رحمه الله ـ رفيق درب لشريطٍ أخضرٍ خصيب، وصفي قلب لشطرٍ وارفٍ زاهٍ من العمر؛ امتد مشواره منذ سني الدراسة الجامعية وتواصل وتعمق عبر مراحل الاغتراب الأولى لمتابعة الدراسة، ثم العودة،، فالاغتراب المجدد للعمل.
وكان صديقي رجلاً وادعاً مسالما، حيياً ودوداً؛ يختلط في محياه البشوش مجد العِلم بتواضع أصحابه من العلماء (وبعض من حبورٍ طفوليٍٍ مفعمٍٍ ـ دوما).
.

•

.
كان الدكتور عبدالماجد أبوسبيب متقدماً في رؤاه وطروحاته الفكرية بحكم تخصصه الدقيق وتأهله الرفيع في التاريخ الأوروبي المعاصر، حيث كان من السودانيين القلائل المعدودين في ذلك المقام.
وعمل ماجد أستاذا ورئيساً لقسم التاريخ بجامعة الخرطوم لفترات متباينة؛ ثم انتقل للعمل بجامعة الإمارات العربية المتحدة بالعين، ثم بجامعة الشارقة ـ والتي أسهم بجهد كبير ومقدر في إنشائها وإرسائها من اللبنات الأولى.
وكان ـ رحمه الله ـ نشطاً دؤوباً في مجاله الأكاديمي ذاكْْ؛، ومن ضمن إنتاجه العلمي الثَـر كتابه المرجعي الأخير "دراسات في تاريخ أوروبا المعاصر"؛ والذي صدر قبيل وفاته بقليل. كما ظلت بحوثه العلمية وإسهاماته المعرفية تترىٰ في الدوريات الأكاديمية وفي أجهزة الإعلام، حتى من بعد رحيله الفادح .. مخلفاً علماً باقياً ينتفع به الناس ...
.. وفي الصحيح: «إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له» ..
.

.
على الصعيد الاجتماعي كان "ابوهِلـَّـة" ـ رحمه الله ـ محباً لأسرته وأصدقاءه ومعارفه، الذين بادلوه المحبة والمعزة والإيثار؛ وتميز بأواصره الطيبة المتينة مع الجميع.
.
وكان صديقي ماجد مُحسناً خيّـراً مِفضـالا .. طالت أياديه البيضاء الكثيرين ـ حتى أولئك الذين لفهم الطمع وأعماهم الجشع؛ فأضمروا الشـر ودبروا الكيـد ... وغدروه.

•

.
مَثَل ستة من أسرة الحارس التي كانت تقطن معه في منزله بحي الشاطئ بأمدرمان كمتهمين في الجريمة الشنيعة التي تم ارتكابها إبان قدومه لقضاء عطلته السنوية بأرض الوطن صيف عام 2005م.
وفي فبراير الماضي أدان قاضي محكمة جنايات كرري العامة، المتهم الأول ـ بُعيد اعترافه ـ بالقتل العمد لدافع السرقة وفقاً للمادة 130 من القانون الجنائي لسنة 1991م .. وأصدر حكمه عليه بالإعدام شنقاً حتى الموت، قصاصا.
.. أدان القاضي كذلك ابنة الحارس ـ وخطيبة المتهم الأول ـ بالتستر تحت المادة 107 من القانون الجنائي، واستتبع ذلك بالحكم عليها بالسجن ثلاثة أعوام اعتباراً من تاريخ اعتقالها في السابع من يوليو تموز 2005م؛، في حين رأى بأن الدلائل المتوافرة لديه لا ترقى إلى مرتبة إثبات ضلوع الآخرين، وإدانتهم بالجريمة النكراء ... ومن ثم أصدر حكمه ببراءتهم ووجه بإطلاق سراحهم.
.
تم استئناف حكم البراءة لمحكمة استئناف أمدرمان، الدائرة الجنائية ... ولازال الأمر قيد النظر لدى قضاتها.

•

.
ألا رحمك الله يا بوهِلـَّة في ذكراك المُنـكأِةِِ هذي ..
وطوبىٰ لك في العلياء بمنازل الصالحين والشهداء، والأخيار والأبرار،، ونِعْـمَ بأولئك رفيقا ...
فمن مضى وهو ينافح عن نفسه وماله فهو شهيدْ؛؛
.. يقول المصطفى صلي الله عليه وسلم: «من مات دون نفسه فهو شهيد، ومن مات دون عرضه فهو شهيد،
ومن مات دون ماله فهو شهيد».
.
جعل الله ترحنا المقيـم على فراقِك يا ماجد في رضوانِه ونعمائِِه عليـك،،،
وألف ضياء وألف نـور يَحـّـف روحك الزكيـّـة،، أيها الحبيبْ ...
وألف رحمـة وألف بركـة تغشىٰ المـرقد الرطيـبْْ؛ .. بإذن الله ...
.. وإلى يـوم يبعثـون.
.
ويبقى عـزاؤنا فـي دارِ فنائِنا هذي يا ماجد ... إننا ـ إن عاجـلاً أو آجـلاً ـ بِكَ، ملتقـون ..

•

.
اسألك اللهم بحق عزتك وجلالتك أن تغفر للحبيب "ابوسبيب" ..
وأن ترحمه وتعف عنه وتكرم نزله؛
..
اللهم آنسه في وحدته، وآنسه في وحشته، وآنسه في غربته.
اللهم ارحمه تحت الأرض واستره يوم العرض .. ولا تخزه يوم يبعثون؛،
اللهم أنزل عليه شآبيب رحمتك وعزائم مغفرتك ..
والسلامة من كل إثم، والغنيمة من كل بر، والفوز بالجنة والنجاة من النار؛،
..
اللهم انزل "ماجداً" منزلاً مباركاً وأنت خير المنزلين،
اللهم اجمعنا وإياه في مستقر رحمتك،،
«في سدر مخضود، وطلح منضود، وظل ممدود، وماء مسكوب، وفاكهه كثيرة لا مقطوعة ولا ممنوعة، وفرش مرفوعة».
.
يا أرحم الراحمين .. يا الله،
يا أرحم الراحميـن .. يا الله؛،
يا أرحم الراحميــن ... يا اللـّه.
...
.

•

.
and .. Even though I walk
through the Valley of the Shadow of Death
I will fear no Evil
For you are with me
..
Your Rod .. and your Staff
They comfort me

... Passage Psalm 23:4

•

""حاج"" .. محمـود،
.