الغلاء يطحن الجماهير .... فأين نقابات هذا الزمان؟؟

• فجأة زادت أسعار سلع رئيسية يعتمد عليها المواطن (الزيت، الأرز والعدس ) وذلك دون سابق إنزار وبالتالى تبعتها سلع أخرى وسيطة سوف تؤثر عاجلاً على حياة المواطنين وخاصة ذوى الدخل المحدود من العاملين الذين صار دخلهم والأجور العامة لا تكفى لحياة عشرة أيام من الشهر فقد صار يحاصر الناس من كل الجوانب ةصارت السلع كل يوم هى فى شأن دون أى رقيب أو حسيب وصار أهل هذه السلع يتحكمون فى السعر اليومى حسب ما أتفق دون أن يمنعهم مانع فقد إختفت أجهزة الرقابة تماماً وترك السوق لتحكم حفنة من الذين فى أيديهم (ترمومتر) العرض والطلب فقد إختفت الدولة تماماً من الرقابة العامة لإجهزة المناولة وأصبحت السيطرة على منافذ تغزية العرض تحت رحمة القابضين بأمر المنافسة والتى صار ضحيتها المواطن المسكين والذى صار موضعه بين مطرقة السوق وسندان ضعف المرتبات التى أجحفت الحكومة فى حق من يستحقونها فأصبحت عرضة – المرتبات – للخصم الذى ليس له حدود ووصل فيه الأمر للحقوق المكتسبة للعاملين.
• الغريب والذى ليس له تفسير موقف النقابات وإتحاد العمال المستهدفون الأوائل من ذلك التراجع فى حياة الناس المعيشية والغلاء الذى إستحكم و (ركب الناس رى ) فلا صوت لهم تماماً وعضويتهم من جماهير العاملين صارت تشكو لطوب الأرض وعجزت تماماً عن مجاراة ما يجرى الآن خاصة وأن ميزانية العام الذى إنقضى نصفه ليس بها أى زيادات على الأجور بل وفى بعض المواقع أعملت وزارة المالية سيفها وقامت بإستقطاع بعض العلاوات المكتسبة من المرتبات فزادت الطين بلة دون أن يحرك ذلك غضب النقابات الحليمة جهة ما يجرى من تصاعدد لتكاليف المعيشة وضعف المرتبات ودخول كل يوم حزمة من جماهير العاملين ألى مستودع الفقر وبهذا الصمت تكون تلك الهيئات والنقابات والإتحادات خارج شبكة أعضائها بل وخارج الخدمة لحين إشعار آخر.
• القوى السياسية جميعها الآن منشغلة بمارثون الإنتخابات وقانونه وصراع البقاء إلا أنها أهملت جانباً مهماً من المسألة فى أن ضرورة سندها تأتى من جانب الجماهير والعمل وسطها والإهتمام بحياتها اليومية بتسليط الضوء على مسيرة حياتها اليومية والعقبات التى تعترض تلك المسيرة وأول هذه العقبات هى الغلاء الطاحن وتصاعد تكاليف المعيشة التى يجب على القوى السياسية فضحها وكشف أسبابها وتبصير الجماهيروجمعهم وتراصهم خلف مقاومتها فليس بالسياسة وحدها تتحد الشعوب عليه يبقى المطلوب من جميع القوى السياسية التى يهمها التصالح مع الجماهير أن تولىى قضية تكاليف المعيشة همها الأول وتعمل مع أولوياتها بالنضال اليومى لخلق منبر عام يختص بالغلاء وهمومه وكشف أسبابه وتبصير (الخلق ) التائهين فى سوق (الله أكبر) بما يجب عمله نحو هذه الفوضى وأخيرأ أين لجنة الحريات ؟ أليس هذه من وأجبها ياترى ؟؟

فلنعمل من اجل رفع المعاناة عن الشعب السوداني