يوميات سمير الكوز في إجازته السنوية - اليوم الخامس

يوميات سمير الكوز في إجازته السنوية - اليوم الخامس


07-22-2003, 09:37 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=17&msg=1135903296&rn=0


Post: #1
Title: يوميات سمير الكوز في إجازته السنوية - اليوم الخامس
Author: ودقاسم
Date: 07-22-2003, 09:37 PM

اليوم الخامس من يوميات سمير الكوز في إجازته السنوية

حاولت الحاجة أن تجعل اخوة سمير يذهبون إلى مدارسهم كالعادة وكأن شيئا لم يكن ، وهي في ذلك تحاول أن تجنب سمير شماتتهم عليه وهو الذي مكث بينهم أربعة أيام ولم يوزع عليهم ما أحضره من الولايات المتحدة الأمريكية ( الاستيتس ) ، وهم يعرفون أن سمير كان يرغب في توزيع محتويات حقائبه على أصدقائه الإنقاذيين وأبناءهم ، حيث يعتبر اخوته معارضين بحكم أنهم يمتعضون من حالة التكبير التي تنتابه بسبب وبدون سبب ، كما أنه لاحظ عليهم عدم مشاهدتهم لبرنامج ( من ساحات الفداء ) . وقد نجحت الحاجة بحنكتها وحكمتها في تنفيذ خطتها ، وخرج اخوة سمير واتجه كل واحد منهم إلى مدرسته دون أن يتساءل عن سر وجود سمير خارج غرفته المكيفة في ذلك الوقت المبكر .
وضعت الحاجة صينية الشاي بين سمير وحاج أحمد صاحب البقالة ، وهما يجلسان متقابلين على اثنين من الأسرة في فناء الحوش . سمير يضع خديه بين كفيه ، وحاج أحمد يجلس أمامه ويضع عصاه بين فخذيه ، ويمسك أعلاها بكلتا يديه كأنه يخشى أن تفر منه .
قالت الحاجة :
ما تكب الشاي يا سمير يا ولدي عشان تشربوا ، وعمك حاج أحمد ده يمشي على شغلو .
أنتبه سمير إلى وجود حاج جالسا أمامه ، كما لاحظ لأول مرة وجود صينية الشاي الموضوعة على المنضدة الحديدية التي اشترتها الحاجة قبل سفر سمير للولايات المتحدة الأمريكية بسنوات . أنزل سمير يديه عن خديه ، وتناول الملعقة ، ووجه سؤاله لحاج أحمد :
كم ملعقة يا حاج ؟
والله يا سمير ياولدي كان خليتوني من حكاية الشاي دي يكون أحسن ، والله الواحد ماليهو نفس يشرب ولا يأكل ، شوف الناس ديل عملوا فينا شنو ؟
منو الناس ديل يا عم أحمد ، أنت عارفهم ؟ ناس منو ؟ الحرامية ؟
لا أنا بقصد الحرامية الكبار ، اللي كانوا السبب في ده كله .
يا حاج أحمد انت كأنك عارف حاجة وما عاوز تقولها .
يا سمير ياولدي ما انت سيد العارفين .
يعني شنو ياعم أحمد أنا اللي جبت الحرامية ؟
ردت الحاجة وهي تراقب الحوار من بعد ولا ترغب في استمراره :
قدر الله وما شاء فعل يا سمير يا ولدي .
لا ، بس جماعة بسط الأمن الشامل حا يجيبوهم ، مش حا يسيبوهم يفلتوا . والله الإنقاذ تجيبهم حتى لو طلعوا بره السودان . الله أكبر ، الله أكبر .
غصبا عنه خرجت من العم أحمد ضحكة ساخرة وأتبعها قائلا :
يا سمير يا ولدي والله إنقاذك دي هي الجابت الكفوة .
معقولة يا عم أحمد ، انت كمان معارضة ؟
يا سمير ياولدي معارضة شنو ، ما انت شايف كل حاجة .
دخلت مجموعة من الجيران ، كان قد بلغهم الخبر ، أتوا لمواساة الحاجة أم سمير وتقديم المعونة والمساندة في هذا الموقف العصيب .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ,
الحكاية شنو يا جماعة ؟
بدأ سمير بالانسحاب إلى داخل غرفته حتى لا يختلط بالنساء ، بالرغم من أنهن اتجهن إلى الصالة حيث تجلس الحاجة ، لكن بعضهن وقفن ليستمعن لحاج أحمد وهو يروي ما حدث .
سألت إحداهن :
هسة سمير ده مالو فات ، قايلنا نحن السرقنا حاجاتو ؟
ردت عليها أخرى :
سمير ما بتكلم مع النسوان ولا بسلم عليهن .
قالت ثالثة :
وهناك في أمريكا ما في نسوان ؟
أريتهم يا يمة ما نسوانك ، كمان ماشيات بلا تياب .
أجي ، بيلبسن طرح ساكت ؟
والله ولا طرح ولا حاجة ، كان لبسن فستانا ساتر يكون كتر خيرهن .
وسمير بيسوي شنو مع جنس ديل ؟
والله يعاين ويستغفر ، ويرجع تاني يعاين .
الحاجة لا ترغب في مثل هذا الحوار ، لذا انسحبت ودخلت إلى المطبخ كأنها تريد أن تحضر الشاي للضيوف .
لكن الجميع وبصوت واحد طلبوا منها أن تترك هذا الأمر وأن لا تتعب نفسها ،
والله با بت أمي الفيكم مكفيكم ،
وتسالت إحدى الجارات :
وهسة ناس الأمن الشامل ديل قالوا شنو ؟
أبدا والله فتحوا البلاغ ، وقالوا اتصلوا وتابعوا معانا بالتلفون .
أجي يا يمة تلفونات مكسرة فوق رسينهم ، أصلهم ما عندهم همة ولا مروة .
يا أختي من الناس ديل جو بي حكومتهم دي ، انعدمت المروة والرحمة ، والرجال ديل ذاتهم بقوا ما رجال زمان .
انسحب حاج أحمد ، وبقي بعض الرجال من الجيران مع سمير يجلسون داخل غرفته ، ويوجه أحدهم سؤالا إلى سمير :
وهسة يا سمير ناوي على شنو ؟
كيف ناوي على شنو ؟ الحرامية لازم يتمسكوا .
يا سمير بس الحكومة دي من جات ما مسكت ليها حرامي واحد . ديل حتى لو عرفوا الحرامي ، دائما بيقولوا خلوها مستورة .
والله هي السترة كويسة ومطلوبة ، بس عموما من جات الإنقاذ حالات السرقة بقت محدودة ، مش كده ؟
وجه سمير سؤاله لمجالسيه .
لاحظ سمير صمتهم وبحلقتهم في وجهه ، فردد ، الله أكبر الله أكبر ، السكات علامة الرضا . ثم أردف :
أنا هسة مشكلتي الجواز .
رد أحد الجالسين :
يا أخي الجواز ده موضوع بسيط جدا ، ممكن تطلع بدل فاقد ، ولو بتدفع ممكن تطلعو في بوم واحد .
بس أنا جوازي أمريكي .
بالله ؟
أي والله ، وأنا داخل البلد دي بتأشيرة زيارة ، والبلد ما فيها سفارة أمريكية .
طيب وحا تعمل شنو ؟
ما ده سؤالي ذاتو .
يا أخي العارفك منو ، أمشي طلع ليك جواز سوداني وسافر .
بس أسافر بيهو وين ، كيف أرجع الاستيتس تاني ؟
بعضهم يمل الحوار ، والبعض الآخر وجدها فرصة للشماتة في سمير المغترب منذ مجيء الإنقاذ ، حين هرب منها ، وبقي في غربته يدافع عنها ، والغريب أنه يتمتع بجنسية الدولة التي تقود مجموعة الاستكبار كما تطلق عليها الإنقاذ .
بدأ الجيران في الانسحاب تدريجيا ، لكن آخرين عادوا يحملون جرادل ، وأكياسا ممتلئة بالهدايا التعويضية للحاجة أم سمير ، سكر ، شاي ، بن ، تانج ، من كل بقدر استطاعته .
انفض الرجال عن سمير ، وخرج سمير من غرفته ، بعد أن أحس أن حركة النساء أيضا بدأت تخف . لاحظ سمير الأكياس البلاستيكية والأواني المملوءة بالهدايا التعويضية ، فانطلقت حنجرته بالتكبير ظنا منه أنها أشياؤه المسروقة تم استردادها .
عاشت الإنقاذ .
إنه الأمن الشامل .
إنه الإنجاز السريع .
إن شاء الله بس يكونوا جابوا الجواز ؟
أصيبت الحاجة بالذهول وهي تسأل ،
مالك يا سمير يا ولدي ؟
مش ناس بسط الأمن الشامل جابوا الحاجات المسروقة ؟
يا ولدي بسم الله ليك ، دي حاجات جابوها لينا الجيران .
هم الجيران مسكوا الحرامية ؟ والله الإنقاذ بسطت الأمن ، ونشرت الوعي الأمني بين المواطنين .
ياسمير ياولدي قول بسم الله .
في شنو يمة ؟
يا ولدي نحن هنا ما زي جماعتك ديل ، لمن واحد تحصل عليهو مصيبة زي كده ، الناس كلها بتقيف معاهو .
وأضافت الحاجة في غير ما اكتراث :
شوف يا سمير ياولدي ، حاجاتك اللي انسرقت دي ما حا ترجع ، ما تأمل فيها ، أسأل ربك يعوضك .
الحاجات يا أمي ما هاماني زي الجواز ، جوازي الأمريكي يمة .
أمريكة شنو يا سمير ؟ وانت ليك كم سنة في أمريكا دي ماشفنا منها صرفا ولا عدلا . ما تقعد قبلك وتبقى زي أصحابك ناس الحكومة ديل ، أصلك زيهم ما نافع .
يمة .... والله انت معارضة عديل كده .
خلاص يا سمير يا ولدي أنا معارضة ، وانت خلي حكومتك تنفعك .
عاد سمير إلى غرفته وأغلق الباب عليه وفتح المكيف ، وغاب عن كل ما حوله ليمنح نفسه الفرصة للتفكير العميق عله يتوصل إلى طريقة لاسترداد أشيائه المسروقة أو على الأقل استرداد الجواز الأمريكي .
اخوة سمير عادوا من مدارسهم وهم يمطرون أمهم بوابل من الأسئلة :
صحي يا ماما امبارح جانا حرامي ؟
انتو منو القال ليكم ؟
الأولاد في المدرسة قالوا جانا حرامي وسرق حاجات سمير أخوي .
والله يا أولادي سمير أخوكم ربنا يعوضو .
طيب سمير أخوي لو كان وزع الحاجات دي علينا ما كانت اتسرقت .
سمير كان ناوي يوزع عليكم الليلة بس الأقدار أسرع يا أولادي .
أقدار شنو يا ماما ، والله سمير وجماعتو ديل هم اللي جابوا السرقة في البلد .
يا أولاد أخوكم ما بيقبل الكلام ده .
يقبل ، ما يقبل ، ياهو ده السودان .
خلاص اتغدوا ، وامشوا على مذاكرتكم .
بعض الجيران استمر ترددهم على بيت سمير ، خاصة أولئك الذين توجهوا باكرا إلى أعمالهم ومنهم بن عمه الذي استقبله في المطار ، وقد علم بالخبر من والدته بعد عودته من العمل بعد مغرب ذلك اليوم . فتوجه فورا ليقابل سميرا ويواسيه ويحاول مساعدته . لكن سمير بعد طول أرق ، دخل في نوم عميق .
جلس ابن عم سمير مع الحاجة ، سألها عن كل تفاصيل الحادثة ، وعن ما ينوي سمير عمله ، خاصة فيما يتعلق بالجواز الأمريكي . لكن الحاجة لم تكن لديها إجابات على مثل هذه الأسئلة ، لكن رؤيتها كانت تتلخص في أن سمير يجب أن لا يعود لغربته تلك . لكن ابن عم سمير لم يتفق معها واختتم قائلا :
خلاص ، خليهو ينوم ويرتاح يا حاجة ، أنا أبقى أمر عليهو بكرة الصباح بدري وأشوف ممكن أساعدو في شنو .









Post: #2
Title: Re: يوميات سمير الكوز في إجازته السنوية - اليوم الخامس
Author: sudani
Date: 07-23-2003, 03:45 AM
Parent: #1

excellent looking forward for the sixth day,

Post: #3
Title: Re: يوميات سمير الكوز في إجازته السنوية - اليوم الخامس
Author: ودقاسم
Date: 07-23-2003, 02:07 PM
Parent: #1

العزيز سوداني
لك التحية
سنستمر إلى نهاية الإجازة

Post: #4
Title: Re: يوميات سمير الكوز في إجازته السنوية - اليوم الخامس
Author: elsharief
Date: 07-23-2003, 05:35 PM
Parent: #1



الاخ ود قاسم

متابعيين الاجازه السنوية لسمير الكوز

Post: #5
Title: Re: يوميات سمير الكوز في إجازته السنوية - اليوم الخامس
Author: ودقاسم
Date: 07-23-2003, 08:44 PM
Parent: #1

وأنا يا الشريف يا أخوي أتمنى لسمير إجازة سعيدة مع شوية الهدوم التي لم تسر

طلتك بالدنيا

Post: #6
Title: Re: يوميات سمير الكوز في إجازته السنوية - اليوم الخامس
Author: Yasir Elsharif
Date: 09-08-2003, 10:52 PM
Parent: #1

سأفتح بوست منفصل يجمع وصلات كل القصة لتسهيل العملية على المتابعة، كما حدث مع قصة ديما..