نيفاشا والناس الخرباشة

حتى الآن لم يتم التوصل للاتفاق النهائي للسلام ، وكلنا نصلي لله حتى لا تنتكس مسيرة السلام ، والسلام هو الباب الذي سيلج منه الوطن إلى الاستقرار والرخاء والتنمية ، وهو بوابة الديمقراطية والحرية والمساواة والعدالة . الركيزة الكبرى لهذا السلام هي اعتماد المواطنة أساسا للمشاركة ، والاقتسام ، والحقوق ، والواجبات ، لن تكون هناك ثقافة مهيمنة ، ولن يكون هناك عنصر مهيمن ، ولن يكون هناك دين مهيمن
رفع بعض العنصريين أصواتهم منادين بالانفصال ، والانفصال مطلب للبعض لا نرفضه من حيث هو مطلب ، لكن من حقنا أن نحاور أهله ، ومن حقنا عليهم أن يستمعوا لحوارنا ، وأن يردوا علينا بالمنطق والحجة . بالرغم من أننا نعلم أن لا حجة تسند العنصرية ، فهي فكر لا إنساني ، وهي فكر لا منطقي ، وهي فكر لا أخلاقي
يقول العنصري ، هؤلاء الناس لا يشبهوننا ولا نشبههم ، ونقول له : هؤلاء الناس أيضا يقولون أنك لا تشبههم ولا يشبهونك ، وهذا قمة ما أرادونا أن ننتبه له ونحسب حسابه ، وهو أننا قد لا نشبه بعضنا في الشكل ، ولا في العادات ، ولا في الدين ، ولا في اللغة ، هم يريدوننا أن نقر بذلك ، وأن نقدر هذه الخصوصية ، وأن نضع لها من الأطر ما يجعلها تتعايش مع خصوصيتنا ، وبالتالي فإن العنصري لم يأت بجديد ، إنما أتى بما علمناه ، وما أقررنا به ، وما نسعى لوضع حلول له ، أعتقد أن العنصري يخلط بين الوحدة من جهة ، وبين الانصهار والتذويب من جهة أخرى . نحن نرغب في الوحدة ، لكن الانصهار والتذويب لا أحد يفرضه على أحد حتى وإن كنا نرغب به ، حتى الطرف الواحد لديه درجات متفاوتة من الخصوصية ، إذا كان هو طرفنا أو طرفهم . كلنا لنا خصوصياتنا ، وكلنا لنا عاداتنا ، وتقاليدنا ، وثقافتنا ، ولا نريد لكل هذه الخصوصيات والقيم أن تندثر لمصلحة ثقافة واحدة ، نريد أن نحافظ على خصوصياتنا وقيمنا وثقافاتنا لأنها جزء منا ، نريد أن نصنع من التنوع ثروة كبيرة لا يستحقها إلا وطن كبير ، وشعب كبير
من ارتضى منا ومنهم الانصهار أو سعى إليه فله ما يريد ، ومن أراد أن يحافظ على ما يراه نقاء عرقيا – ومن الطرفين من يرى ذلك – فله ما أراد
ألا يمكن أن يكون في بيتنا الكبير هذا مساحات متعددة ليقام بها المسجد ، والكنيسة ، والدير ، والتمثال ، ألا يمكن أن نسمح لمواشي البقارة أن تتعرف على ، وتصادق مواشي الدينكا ، ألا يمكن أن نجعل المانجو والباباي ينساب إلى أفواهنا ، بدلا من أن يشكل لاخوتنا في الجنوب مصدر أوساخ لشوارع مدنهم بتساقطه العشوائي . ألا يمكن أن نجعل تمر الشمال ينساب إلى أفواه اخوتنا في الجنوب بدلا من أن تأكله حمير اخوتهم في الشمال
هناك خيرات كثيرة تأتينا من الجنوب ، النيل يأتينا من الجنوب ، وبدون النيل لا نسوى شيئا ، والبترول أغلبه من الجنوب وهو ثروة نعول عليها كثيرا ، الخشب ، الماشية ، الفن ، السمرة الصافية ، النكتة ، النقاء الإفريقي ، وهناك خيرات كثيرة تأتيهم من الشمال ، الغذاء ، والدواء ، والكساء ، والإسلام ، والثقافة العربية ، والسمرة المختلطة
المسألة ليست مسألة زواج ومصاهرة ، المسألة ليست مسألة من أحلى ومن أجمل ، المسألة ليست مسألة من هو الأسمر ومن الأشد سمرة ( لأنه ليس لدينا أبيض ) ، المسألة مسألة أن لكل منا الحق في الاحتفاظ بما يرغب الاحتفاظ به ، وأن يحترم كل منا خيارات الآخر ، وأن لديهم ما يكمل حياتنا ولدينا ما يكمل حياتهم ، وسننعم بوطن واحد ( حدّادي مدّادي ) نستمتع بكل ما فيه من تنوع ثقافي واقتصادي وعرقي وديني وذلك بتعاهدنا على دستور يكفل لنا جميعا حقوقنا . ويحدد لنا واجباتنا
هذه دعوة لحوار هادئ بين الوحدويين ، والانفصاليين ، حوار لا بالجمل القصيرة المقتضبة ، ولا بالمطاعنات ، حوار لا يشوبه الغمز واللمز ، حوار بالمنطق والحجة العلمية ، دون أن يقال لنا أننا لا نشبههم ولا هم يشبهوننا ، لأنهم يعرفون ذلك ونعرف ذلك

يا ودقاسم
كلامك دا مهم
واليهو
الله يواليك بالعافية

ود قاسم..كلامك سمح بلحيل
بس عندي كم سؤال
بعد فترة الستة سنوات الانتقالية هل للشماليين حق المشاركة في استفتاء تقريرالمصير؟

هل نستطيع اقناع الاخوة في الجنوب بخيار الوحدة؟
اذا تم الانفصال,هل يمكننا ان نطبق ما جاء في كلامك اعلاه للمحافظة علي البقية الباقية من السودان؟ لان الشمال ايضا متعدد الاعراق و الثقافات

أسئلة (ليست)بلا إجابات

ود قاسم كلامك كبير بالحيل......وتسلم

أخي فتحي البحيري
لك التحية
أشكر لك دعمك ، وأسألك همتك معانا

الأخ سمير
لك التحية
شايفك اليومين دي متأرجح والانحياز للوطن أهم من الانحياز للمجموعة الصغيرة ، وعشان السودان يكون عالي لازم همتنا تكون عالية

الأخ أحمد خليل
لك التحية
عادة تقرير المصير يمنح للأقلية وإذا منح مواطني البلاد هذا الحق فإن الأغلبية الميكانيكية ستهزم الأقلية ، وإذا صوت الجنوبيون لصالح الإنفصال وصوت الشماليون لصالح الوحدة فإن الوحدة المطلوبة من جانب الأغلبية تصبح وحدة قسرية في حسابات الأقلية ، والعكس صحيح إذا نظرنا من ناحية الإنفصال ، لذا لن يمنح الناس في الشمال فرصة للتصويت على الوحدة أو الإنفصال ، كما أن النظرة العامة تقول أن الشمال يرغب في الوحدة ولذا فهو يحارب الانفصاليين طيلة هذه السنين

الجنوبيون أيضا حريصون على الوحدة والحركة تنادي بالوحدة ، لكنها تشترط لها عدة اشتراطات حتى لا تصبح وحدة فوقية أو وحدة ظالم ومظلوم ، هم يرون أن الوحدة يمكن أن تقوم على الديمقراطية والعدالة والمساواة ، وهذه كلها ليست قيما مطلقة إنما لها أطرها التي تقوم عليها وعلينا جميعا أن نعرف ذلك ونفهمه ونضع له قوانينه التي تنظمه ونرسم حدودا دقيقة للحقوق والواجبات حتى لا يتقول أحدنا على حقوق الآخر وحتى لا يعمي أحدنا طمعه فيظلم شريكه ، وعلى قضائنا الحر وعلى صحافتنا وعلى شعبنا حراسة هذه الأسس وهذه الحدود
والجنوبيون لن يطمئنوا إلينا إذا مرت عليهم الفترة الانتقالية وهم يرون أننا لم نتغير وأننا لم نلتزم وأننا مازلنا ننقض عهودنا ومواثيقنا ، وربما لن ينتظروا لكمال الفترة الانتقالية وربما يلجأون للحرب من جديد إن لم يرعوي قادتنا


أما إذا كان الانفصال واقعا لا محالة . فنقول لا حول ولا قوة إلأ بالله ، وساعتها سنعود لنقول أن هذا هو الواقع الجديد ونقول رب ضارة نافعة ، ونعود لنلعق جراحنا ونلملم أطرافنا ، ولابد لنا من أن نراقب الثغرات التي أدت إلى النتيجة الكارثية لأن انفصال الجنوب قد يشجع العديد من أطراف السودان للمطالبة بالإنفصال وهذا خطر عظيم ، لذا لابد أن يكون ميثاق الفترة الانتقالية شاملا ليزيل الغبن ويرفع المظالم عن كل أطراف السودان ، لا بالتنمية بفعل عصا موسى ولكن بعدالة التوزيع وبالطهارة والأمانة ، وبإشاعة الحرية والديمقراطية والمساواة
لكن أخي أحمد إن كان هناك من يتسبب في الفرقة ويعين على الظلم ويمارسه ويثير الفتنة والبغضاء فلابد أن نقول أن الوطن فوق الجميع وعلينا أن نسوق مثل هؤلاء إلى المحاكم العادلة ليذوقوا الجزاء العادل
لكنني أؤمن إيمانا قاطعا أننا حتى لو تفرقنا وأصبحنا دولا بدلا عن دولة واحدة فإننا لا محالة عائدون للسودان الموحد حتى ولو بعد عدة أجيال

ولكن لنعمل كلنا من أجل الوحدة ، ولنفهم أن الوحدة ما جاءت لتقضي على خصوصياتنا أو لتلغيها أو لتهزمها لصالح خصوصيات الآخر ، الوحدة ستزيدنا تمسكا بخصوصياتنا لكنها تمنعنا من المساس بخصوصيات الآخرين ، هي وحدة للتعايش وليست وحدة للإلغاء

أخي ود قاسم
الوحده حلم والوحدة مطلب والوحدة غاية والوحده سينما والوحده فريق والوحده حي والوحده سوق والوحدة قوة وأنا مع الوحدة

الملا عمر
لك التحية
تقول لهم أن الوحدة قوة
وأنت مع الوحدة ؟
إذن لابد لنا من أن نتمسك بأسباب القوة ، إذ التنوع يثرينا ويقوينا
أما العلاقات الشخصية فتعتمد على الأشخاص وسلوكهم ومدى انسانيتهم وكثيرا ما نشأت علاقات بين أناس لا يمتون لبعض بصلة دم أو عرق وكانت أقوى من علاقات الدم والعرق
وكثير من السودانيين يقولون أن أبيل ألير رجل فاضل وأمين ومثقف ووطني غيور وأنه كان يجب أم يقود السودان بأكمله
والآن وجدوا قرنق على المستوى الشخصي سودانيا أصيلا وأحبوه
وقد أحبه مولانا الميرغني من قبل
خيارنا الذي نتمناه هو الوحدة
والوحدة هي سبيلنا لسودان المستقبل

ودقاسم
تحياتى
انت كان مفروض تكون وزير
او على الاقل من ضمن لجنة راب الصدع

قلنا خلاص نسوك...حقهم يشوفو ليك اى وزارة
وانا اقترح وزارة الوحدة...وانت تكون عليها وزير...عشان تلملم
الشتات ..وتحى الاندثر...كم مثلك ..يرقد خارج خارطة الوطن
يتمتع بافكاره ..قوم اخرون...كم هذا السودان فقير..الى ابنائه..قبل كل شىء...

لقدام

العزيز أبو قوتة
لك التحية
يا باشمهندس كل الذي آمل فيه أن ينصلح حال السودان وأن أعود إلى القرية وأن أربي أبقارا ونعاجا ومعزا كما كان يرغب والدي عليه رحمة الله
فأنا راعي أكثر من زميلي شنتير ، لكننا نرغب في أن يسوسنا ساستنا بوعي وبتجرد

are u Mohamed .... Bagi?

No!
Iam Wadgasim

العزيز ودقاسم
شكرا للرد الوافي
لكن ترتابني الظنون, بل اكاد ان اجزم بان الاخوة في الجنوب سيحبذون الانفصال ولا لوم عليهم ان فعلوا. كمالا اظن باننا قادرون علي تغيير مابانفسنا في ستة اعوام. ستجد الغالبية تهتف... فالنعمل من اجل الوحدة.... لكن هل سنعمل؟ فنحن قوم نتكلم و لا نعمل
اخيرا اوافقك باننا سنعود للسودان الموحد لكن بعد عدة اجيال. فنحن قوم لانتعلم الدرس الا بعد هدر الطاقات و الارواح وربما الوطن ذاته

أخي احمد خليل
لك التحية
نحن قوم لا نتعلم بالسرعة الكافية ، لكننا مررنا بتجارب عديدة وذقنا مرارات عديدة وأعتقد أن هذه المرة ستختلف عن سابقاتها ، وآمل ذلك ، فقط يا أخ أحمد تخيل عدد السودانيين بالشتات وتخيل ما اكتسبوه من خبرا وما ذاقوه من ويلات ، وتخيل حجم الجحيم الذي يعيشه الناس بالداخل ، كل هذا سيكون في مجموعه درسا مفيدا لنا ، ونحن المثقفين لابد أن نتصدى لدور الريادة من خلال انخراطنا في العمل العام والعمل الطوعي حتى تنتظم البلاد سلسلة ممتدة من منظمات المجتمع المدني ، وليتحول جنودنا وطلابنا إلى منظمين ومشاركين في الأعمال الطوعية
لنعتمد أخي أحمد نظام النفير الذي تعارف عليه مجتمعنا منذ مئات السنين
وغذا لم نفعل ذلك نكون قد أقنعنا أنفسنا بأننا قوم غير جديرين بالحياة الإنسانية المتطورة ولنتحمل جلوسنا في موقعنا في آخر الصف بلا ملل

فوق......

http://www.alkabli.net/real/Shagamar.ram

ود قاسم

من ارتضى منا ومنهم الانصهار أو سعى إليه فله ما يريد ، ومن أراد أن يحافظ على ما يراه نقاء عرقيا – ومن الطرفين من يرى ذلك – فله ما أراد

هذا هو بيت القصيد

الأخ سمير
لك التحية
لم تقل لنا هل أنت مع نيفاشا أم مع الناس الخرباشة ؟

أبو جهينة
لك التحية
الحرية لابد أن تكون للكل ولابد ان تراعي الكل ، واختيارات الأقراد لابد أن تكون محل احترام وتقدير مع تثبيت فكرة أن حرية كل فرد تنتهي عندما تبدأ حرية الآخر .
بعض الناس لا يريد أن يختلط ، لكن البعض يرى أن الوحدة قد تفرض عليه الاختلاط بالآخر ونقول له لا ونطمئنه أن الوحدة لا تقوم إلا على الحرية والديمقراطية .
الوحدة وحدة تسندها أطر وقوانين ، يتواضع عليها الجميع ، تقام المساواة فيها على أساس المواطنة ، ويقام العدل فيها على أساس الإنسانية ، وتقوم المشاركة فيها على أسس الحق والواجب .

يلاحظ أنه لم يدخل إلى هذا الحوار أي من الناس الخرباشة .
يا ربي يكونوا اتفقوا معانا ، وللا اتفقوا علينا

أين الزميل شنتير ، وأين الاخوة سجيمان ، السنجك ؟
أين الناس الخرباشة ؟