Post: #1
Title: الســـــــــــــواتر
Author: ودقاسم
Date: 12-08-2003, 11:46 AM
ريحيني أستري حالي
يا صبية الريح ورايا خلي من حضنك ضرايا
الرائعان محجوب شريف ووردي ، قدما في منتصف السبعينات خالدتهما ( الجميلة ومستحيلة ) ، فجاءت رائعة روعة كتابات شاعرها ، حلوة حلاوة مغنيها ، ومعبرة عن كل الدواخل . وجد فيها السودانيون ضالتهم ، عبرت عن العشق في كل صوره ، وكانت لبعضهم تعبيرا عن الوطن والثورة ، وكانت لآخرين عملا فنيا رائعا وأغنية حلوة يرددونها في سرهم وجهرهم . كانت شلة الجامعة أيضا من المستفيدين من هذه الأغنية ، فقد أضافت إلى قاموس عشقهم مفردة جديدة ، ولم تكن مفردة عادية ، بل كانت من المفردات التي قلبت الموازين وقلبت المفاهيم . فاعتبرت أغنية شريف ووردي ، اعتبرت المرأة ساترا يتخذه الرجل ضد مصائب الدهر : ريحيني أستري حالي بمنتهى روعة الإنكسار ، يطلب من الرفيقة والحبيبة أن تريحه من كثير من العناء ، وهو عناء عام يمكن أن يكون ناتجا من العشق ، وطول الانتظار ، وعناء الملل ، وعناء الكدح ، وعناء البحث عن الطمأنينة . ويثق في أنها هي التي تهبه سترة الحال ، فيطلبها منها ، ويكررها وردي في الأداء بطريقته التي تقطّع القلوب القاسية وتنبه القلوب الغافلة ، فيؤكد على حاجتنا نحن الرجال لنصفنا الآخر ، ويؤكد على أن هذا النصف هو الذي يمنحنا الأمان ويشعرنا بالدفء ، ويوفر لنا الحماية ، وأننا بدون هذا النصف لا يمكن إلا أن نكون مكشوفي حال . . يا صبية الريح ورايا خلي من حضنك ضرايا والريح هذه تعني الكثير ، فهي تعني نوائب الدهر ، وتعني قصور العيش وشظفه ، وتعني شدة البرد ، وتعني الوحدة ، وتعني الغربة ، والكثير ....... الكثير . والضرا أيضا يعني الكثير ، فهو الدفء ، ويد العون ، والمساندة ، وسد الثغرات ، وتغطية نقاط الضعف ، والتكامل ، والكثير ......... الكثير . وكنا نسمع من قبل حين تأتي لأحدنا مولودة ( بنت ) فإن الناس يقولون له : إن شاء الله من المستورات . وكانوا يحثوننا على زواج بنت العم أو الخال وغيرهم من الأقارب ، ويقولون لنا : غطّي قدحك . ويقصدون بالقدح إناء الأكل وخاصة العصيدة ، وإن لم تغطّه فهو سيتعرض للأتربة وللبرد ولهوام الأرض ، فتعتبر تغطيته ضرورية . الآن الأغنية تقول لنا ليست المرأة هي من يحتاج إلى من يسترها ، إنما هي التي تستر ، وهي الساتر نفسه الذي يحتمي به الرجل . الشلة كانت سعيدة بالمفردة الجديدة التي أضافتها الأغنية ، فدخلت قاموسهم وأصبحت من مفرداته المهمة ، فكان أحدهم حين تسأله عن رفيق آخر ، وهو يعرف أنه مع ( كيسه ) حبيبته أو خطيبته ، فإنه يقول لك فورا وبدون تردد : شفتو ماخد ساتر في الميدان الغربي . ويقول لك آخر إذا رآك مع إحدى الزميلات : شنو يا أخي ، شايفك ماخد ساتر ويضيف إليه ( ابن كلب ) أو ( مجيّه ) أو ( تقيل ) حسب درجة الساتر نفسه وتفخيما له . ويقول لك آخر : والله شمبات دي فيها جنس سواتر ومن بقي منكم دون ساتر فإنه سيظل يعاني حتى يتخذ ساتره .
|
Post: #2
Title: Re: الســـــــــــــواتر
Author: Alsawi
Date: 12-08-2003, 12:41 PM
Parent: #1
ود قاسم صباح الخير
جميلة ومستحيلة من شعر محجوب شريف واكاد اراه واسمع صوته وهو يقراها
الدوش كتب تلك الايام اغنية الحزن القديم
لزم التنويه ولك الود
|
Post: #3
Title: Re: الســـــــــــــواتر
Author: ودقاسم
Date: 12-08-2003, 12:55 PM
Parent: #2
الشقيق الصاوي عدلنا الوضع ، وبالسرعة الممكنة ، ولأني أصلا لم أكن متأكدا فقد سألت ثلاثة أشخاص وأفادوني بأنه الدوش ، وكلاهما رائعان شكرا للتنبيه
|
Post: #4
Title: Re: الســـــــــــــواتر
Author: ودقاسم
Date: 12-09-2003, 07:52 AM
Parent: #1
اللهم استر حالنا ، وارزقنا صحبة من يستر حالنا .
|
Post: #5
Title: Re: الســـــــــــــواتر
Author: ابو جهينة
Date: 12-09-2003, 09:07 AM
Parent: #4
ود قاسم الحبيب
دعوة مقبولة أن شاء الله و جعل نساءنا ( سترة حال و هداوة بال )
تسلم أبو زياد
|
Post: #6
Title: Re: الســـــــــــــواتر
Author: ودقاسم
Date: 12-09-2003, 10:50 AM
Parent: #5
أبو جهينة حبيبنا والله ما قصرن نسوانا ، بذلا أعمارهن لتكوين أسرنا ، وتربية أولادنا ، وعملن كل ما يستطعن ، أسهاماتهن كبيرة لا ينكرها إلا مكابر ، تحملن مشقة الغربة ، وتحملن كل انهزاماتنا وانكساراتنا وساندننا لنصبح أقوياء ، جئن إلينا شبابا ، فاستهلكنا شبابهن ، وننتظر قطاف شيبهن ، فهن ستر لنا ونحن ستر لهن بارك الله لنا في أزواجنا ونفعنا بذريتنا
|
|