ماذا يجني الأغنياء من فقر الفقراء ؟؟

الفلس ، الفقر ، العوز ، الفاقة ، الإدقاع ، وأسماء كثيرة لهذا المسمى العظيم ،
الغنى ، الشبع ، الترف ، الثراء ، الدعة ، وأسماء كثيرة لهذا المسمى العظيم .
الأغنياء يتعاطون متعة غناهم كل لحظة ، ويعرفون أن الغنى راحة ، ورفعة ، وشبع ، وقصور ، وحدائق ، وسيارات ، وسفر ، وخدم ، وحشم ،، لكن يبدو أن متعة الغنى لا تكتمل إلا إذا اجتمع من حول الغني فقراء كثر ،، لأن الغنى مثله مثل كل شئ هو أمر نسبي ، فإذا لم يكن في دنيانا فقراء ، فلن يكون هناك أغنياء ،، والعكس صحيح .
من ذا الذي أغنى الأغنياء وأفقر الفقراء ،، هل هو عملهم ، هل هو حظهم ، هل هو طموحهم ، هل هو إرثهم ، أم أنه أمر من عند العلي القدير ،، صحيح أن كثيرا من الفقراء كانوا في فقرهم أغنياء ، وأن كثيرا من الأغنياء كانوا في غناهم تعساء ، ، لكن السؤال الذي يؤرقني هو ، هل يستمتع الأغنياء بفقر الفقراء ؟ وهل يرون أن استمرارية الفقر ضرورية لاستمرارية غناهم ؟ أعتقد أن الإجابة على السؤالين هي للأسف ، نعم .
كما ذكرت أن جزءا من إحساس الأغنياء بالغني ناتج أصلا عن وجود الفقراء معهم في هذا العالم ، ، إذن هذه واحدة ، ، أما الأمر الآخر فهو أن الفقراء يمثلون هدفا لاستثمارات الأغنياء وتجارتهم ، وذلك على مستويات :
المستوى الأول :
الفقراء يمثلون الطاقة الإنتاجية التي يمكن استغلالها لتحريك المصانع والتجارة التي يديرها الأغنياء ، ويقبضون أرباحها ، ويقدمون للفقراء ما يقيم أودهم وما يمنحهم فقط إعادة إنتاج الطاقة المطلوبة لتحريك عجلة الإنتاج .
المستوى الثاني :
الفقراء يمثلون مستودعا ضخما للمواد الخام التي تدخل في الصناعة وتتحول إلى تجارة يديرها الأغنياء ، ويجنون أرباحها ، ويقدمون للفقراء أثمانا بخسة لا تغطي في كثير من الأحيان تكلفة زمنهم وعمرهم الذي بذلوه في إنتاج هذه المواد الخام .
المستوى الثالث :
الفقراء يمثلون الرصيد البشري الذي يأتي منه الحراس والخدم وكل الوظائف الدنيا التي توجه لخدمة الأغنياء وتقدم ديكورا اجتماعيا لحياتهم ليمنحها الإحساس بالترف والفوقية .
الستوى الرابع :
الفقراء يمثلون السوق الأكبر لصناعة وتجارة الأغنياء ، فغالبية المصانع تستهدف إنتاج غذائهم وإنتاج احتياجاتهم الاستهلاكية الأخرى ، وغالبيتها مصنعة أصلا من المواد التي باعوها للأغنياء ، فعادت إليهم بشكل مختلف وبسعر أعلى .
المستوى الخامس :
الفقراء يمثلون كما إنسانيا يتيح للأغنياء متعة نفسية عالية منطلقة من ما يسمى بالأعمال الخيرية والإنسانية ، في حالات المجاعات الجماعية التي تصيب الفقراء والكوارث الطبيعية والحروب الأهلية وكلها مطاحن تطحن الفقراء فقط ، ويندر أن تصل إلى الأغنياء .
هل الفقراء معنيون بتوزيع الثروة ؟
سأرى ، وسأكتب ، وآمل أن تشاركوني الرأي .

Quote: الفقراء يمثلون السوق الأكبر لصناعة وتجارة الأغنياء ، فغالبية المصانع تستهدف إنتاج غذائهم وإنتاج احتياجاتهم الاستهلاكية الأخرى ، وغالبيتها مصنعة أصلا من المواد التي باعوها للأغنياء ، فعادت إليهم بشكل مختلف وبسعر أعلى . المستوى الخامس :

هنا بيت الداء يا ود قاسم وأخر ما تفتقت عنه ذهنية الرأسمالية الغربية هي تقليل تكلفت الإنتاج مع الإحتفاظ بأسعار عالية للمنتج..وتوصلوا لهذه المعادلة بنقل أفرع كاملة للإنتاج الصناعي لأماكن تتوفر فيها الأيدي العاملة الرخيصة والمواد الخام ..يتم تصنيع مكونات الإنتاج الصناعي الأساسية ثم تجلب للغرب وتصدر ثانية بعد كتابة صنع في كذا..وتباع للفقراء بسعر عالي وتتراكم رؤوس الأموال عند هؤلاء الأثرياء بصورة مركبة ويظل الفقير في فقرة...

خالد يا ود الحاج
كيف حالك
يعني قلي لي المسألة بقت في الدنيا كلها ، بس تعرف نحن فقرنا ما في أشنى منو ، وأعتقد أن أغنياءنا لابد أن يقدموا كثيرا من التنازلات ليمنحهم فقرنا فرصة لمزيد من المتعة ..

كلها متلازمات انعدام العدالة الاجتماعية

شنو يا ود شاموق ، قول بسم الله ، يعني مافي شيتا من الله ، يا أخي دي علمانية منك ،،
الأيام دي أنا قاصدك وقايم عليك قومة اسكت خليها ساي ..

كارثة الفقر

صار الفقر طابع أغلب البلاد والشعوب، حتى أن أمريكا وهي مركز الرأسمالية العالمية يجتاحها الفقر، حتى قال كيسنجر[1] ذات مرة: إن الفقر في أمريكا يستوعب ثلاثين مليوناً.

وأما بلاد الإسلام ذات الملياري نسمة فأكثرها يعيش في خط الفقر أو تحت خط الفقر، باستثناء بعض البلاد النفطية، وهذا الأمر إنما صار للإعراض عن أحكام الله سبحانه وتعالى الاقتصادية وغيرها مما ترتبط بالاقتصاد.

وذلك لأن البلاد الإسلامية تبعت الدول الغربية ـ حيث إن حكامهم يتبعون الغرب في غالب أمورهم ـ فقطعوا البلد الإسلامي الواحد إلى دول مختلفة، على خلاف ما أمر الله سبحانه به، حيث قال: ((وإن هذه أمتكم أمة واحدة))[2].

وعلى خلاف ما صنعه الرسول (صلّى الله عليه وآله) من توحيد بلاد الإسلام بعد ما كانت متفرقة ومتناحرة بسبب الحكومات أو العشائر الجاهلية.

وهذا من أهم عوامل الضعف الاقتصادي، حيث إن الحركة الاقتصادية تعتمد على حرية النقل للشخص وللبضائع من دون وجود حدود مانعة ولا جمارك ولا ما أشبه، ففي السابق كان الشخص القاطن في البلد الإسلامي حتى وإن لم يكن مسلماً، إذا أحب السفر من بلد إلى آخر سافر بكل سهولة، كما رؤي ذلك في العراق وغيرها، وفي ذلك توسعة اقتصادية كبيرة، بالإضافة إلى التوسعة الثقافية والاجتماعية حيث يتعارف الإنسان على مختلف الناس ويأخذ ويعطي ما له وماله كل بحسبه، وفي تبادل التجارب والعلوم يكون الازدهار والتقدم.

ومن أهم أسباب الفقر في بلاد العالم الإسلامية وغيرها منع المباحات عن التصرف فيها إلا بإجازة من الحكومة ودفع ضريبة أو رسوم للدولة، على خلاف قوله (صلّى الله عليه وآله): «من سبق إلى ما لم يسبق إليه أحد فهو له»[3] كالمعادن والمياه والسمك والغابات وألف شيء وشيء.

كما أن الأرض أصبحت للدولة حسب قوانينهم الباطلة، بعد أن كانت لكل من أرادها وأحياها حسب قوله (صلّى الله عليه وآله): «عادي الأرض لله ولرسوله (صلّى الله عليه وآله) ثم إنها لكم منّي أيها المسلمون»[4].

فمنعوا كل شيء حتى إنهم لم يجيزوا دفن الميت إلا بشراء الأرض لدفنه ودفع الضرائب والرسوم لذلك!.

وكذلك أصبح العمل ممنوعاً إلا بإجازة داحضة ومكلفة من الجهات المعنية في الدولة.

وقد وضعوا الضرائب على كل عمل وعامل وكافة الحرف والمهن، وهي مما لم ينزل الله بها من سلطان.

إلى غير ذلك مما هو كثير وهذه من أهم أسباب الفقر.

فهل يمكن تحسين وضع المسلم بعد ذلك؟

ولذا أخذ كابوس الفقر يجثم على صدور الناس ويزيدهم ضيقاً على ضيق.

هذا وقد ورد ذم الفقر في الروايات، وهذا لا ينافي ما ورد في مدحه منها[5] على ما فصلناه في بعض الكتب:

ذم الفقر

قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله): «ألا أخبركم بأشقى الأشقياء»؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: «من اجتمع عليه فقر الدنيا وعذاب الآخرة نعوذ بالله من ذلك»[6]

وقال أمير المؤمنين (عليه السلام): «الفقر يخرس الفطن عن حجته، والمقل غريب في بلدته، ومن فتح على نفسه بابا من المسألة فتح الله عليه بابا من الفقر»[7].

وقال (عليه السلام): «من أبدى إلى الناس ضره فقد فضح نفسه، وخير الغنى ترك السؤال، وشر الفقر لزوم الخضوع»[8].

وقال (عليه السلام): «استغن عن من شئت تكن نظيره، واحتج إلى من شئت تكن أسيره، وأفضل على ما شئت تكن أميره»[9].

وقال (عليه السلام): «ضرورة الفقر تبعث على فظيع الأمر»[10].

وقال (عليه السلام): «الفقير في الوطن ممتهن»[11].

وقال (عليه السلام): «الفقر في الوطن غربة»[12].

وقال (عليه السلام): «ليس في الغربة عار، إنما العار في الوطن الافتقار»[13].

من مصاديق الفقر:

عن علي بن أسباط عمّن ذكره عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «الفقر الموت الأحمر» فقلت لأبي عبد الله (عليه السلام): الفقر من الدينار والدرهم؟ فقال: «لا ولكن من الدين»[14].

من أسباب الفقر:

عن ثور بن سعيد عن سعيد بن علاقة قال: سمعت أمير المؤمنين (عليه السلام) يقول: «ترك نسج العنكبوت في البيوت يورث الفقر، والبول في الحمام يورث الفقر، والأكل على الجنابة يورث الفقر، والتخلل بالطرفاء يورث الفقر، والتمشط من قيام يورث الفقر، وترك القمامة في البيت يورث الفقر، واليمين الفاجرة يورث الفقر، والزنا يورث الفقر، وإظهار الحرص يورث الفقر، والنوم بين العشاءين يورث الفقر، والنوم قبل طلوع الشمس يورث الفقر، واعتياد الكذب يورث الفقر، وكثرة الاستماع إلى الغناء يورث الفقر، وردّ السائل الذكر بالليل يورث الفقر، وترك التقدير في المعيشة يورث الفقر، وقطيعة الرحم تورث الفقر» ثم قال (عليه السلام): «ألا أنبئكم بعد ذلك بما تزيد في الرزق» قالوا: بلى يا أمير المؤمنين، فقال (عليه السلام): «الجمع بين الصلاتين يزيد في الرزق، والتعقيب بعد الغداة وبعد العصر يزيد في الرزق، وصلة الرحم يزيد في الرزق، وكسح الفناء يزيد في الرزق، ومواساة الأخ في الله عزوجل تزيد في الرزق، والبكور في طلب الرزق يزيد في الرزق، والاستغفار يزيد في الرزق، واستعمال الأمانة يزيد في الرزق، وقول الحق يزيد في الرزق، وإجابة المؤذن تزيد في الرزق، وترك الكلام في الخلاء يزيد في الرزق، وترك الحرص يزيد في الرزق، وشكر المنعم يزيد في الرزق، واجتناب اليمين الكاذبة يزيد في الرزق، والوضوء قبل الطعام يزيد في الرزق، وأكل ما يسقط من الخوان يزيد في الرزق، ومن سبح الله كل يوم ثلاثين مرة دفع الله عزوجل عنه سبعين نوعا من البلاء أيسرها الفقر»[15].

وقال رسول الله (صلّى الله عليه وآله): «عشرون خصلة تورث الفقر، أولها القيام من الفراش للبول عريانا، وأكل الطعام جنبا، وترك غسل اليدين عند الأكل، وإهانة الكسرة من الخبز، وإحراق قشر الثوم والبصل، والقعود على أسكفة البيت، وكنس البيت بالليل وبالثوب، وغسل الأعضاء في موضع الاستنجاء، ومسح الأعضاء المغسولة بالذيل والكم، ووضع القصاع والأواني غير مغسولة، ووضع أواني الماء غير مغطاة الرؤوس، وترك بيوت العنكبوت في المنزل، والاستخفاف بالصلاة، وتعجيل الخروج من المسجد، والبكور إلى السوق، وتأخير الرجوع عنه إلى العشي، وشراء الخبز من الفقراء، واللعن على الأولاد، والكذب، وخياطة الثوب على البدن، وإطفاء السراج بالنفس»[16].

وفي خبر آخر: «والبول في الحمام، والأكل على الجشاء، والتخلل بالطرفاء، والنوم بين العشاءين، والنوم قبل طلوع الشمس، ورد السائل الذكر بالليل، وكثرة الاستماع إلى الغناء، واعتياد الكذب، وترك التقدير في المعيشة، والتمشط من قيام، واليمين الفاجرة، وقطيعة الرحم» ثم قال (عليه السلام): «ألا أنبئكم بعد ذلك بما يزيد في الرزق»؟ قالوا: بلى، قال: «الجمع بين الصلاتين يزيد في الرزق، والتعقيب بعد الغداة يزيد في الرزق، وبعد العصر يزيد في الرزق، وصلة الرحم يزيد في الرزق، وكشح الغنى يزيد في الرزق، وأداء الأمانة يزيد في الرزق، والاستغناء يزيد في الرزق، ومواساة الأخ في الله تزيد في الرزق، والبكور في طلب الرزق تزيد في الرزق، وإجابة المؤذن تزيد في الرزق، وترك الكلام في الخلاء يزيد في الرزق»[17].

رؤية القرآن للفقر

قال تعالى: ((الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء والله يعدكم مغفرةً منه وفضلاً والله واسع عليم))[18].

وقال سبحانه: ((ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق نحن نرزقهم وإياكم إن قتلهم كان خطأً كبيراً))[19].

وقال تعالى: ((قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم ألا تشركوا به شيئاً وبالوالدين إحساناً ولا تقتلوا أولادكم من إملاق، نحن نرزقكم وإياهم ولا تقربوا الفواحش ما ظهر منها وما بطن، ولاتقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق، ذلكم وصاكم به لعلكم تعقلون * ولا تقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن حتى يبلغ أشده وأوفوا الكيل والميزان بالقسط لا نكلف نفساً إلا وسعها وإذا قلتم فاعدلوا ولو كان ذا قربى وبعهد الله أوفوا ذلكم وصاكم به لعلكم تذكرون * وأن هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون))[20].

وقال سبحانه: ((الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله ثم لايتبعون ما أنفقوا منا ولا أذىً لهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون * قول معروف ومغفرة خير من صدقة يتبعها أذىً والله غني حليم *

يا أيها الذين آمنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى كالذي ينفق ماله رئاء الناس ولا يؤمن بالله واليوم الآخر فمثله كمثل صفوان عليه تراب فأصابه وابل فتركه صلداً لايقدرون على شيء مما كسبوا والله لا يهدي القوم الكافرين))[

وقال عزوجل:

((يا أيها الذين آمنوا إنما المشركون نجس فلا يقربوا المسجد الحرام بعد عامهم هذا وإن خفتم عيلةً فسوف يغنيكم الله من فضله إن شاء إن الله عليم حكيم

وقال سبحانه: ((وأما من بخل واستغنى * وكذب بالحسنى * فسنيسره للعسرى))

أدروب
لك التحية والشكر على هذا المجهود ،
ولكن لدي سؤال يؤرقني ، هل هناك من له مصلحة في استمرار فقر الفقراء ؟

موضوع مهم ماالمفروض يتنسى
لكم التحايا
نوف

WaD OmI
لك التحية والشكر ،،
ود أمي ، ونوف ، ما فهمتها

أخي ود قاسم

سلام

وأشكرك على الموضوع..

تاريخ الحياة في معظمه صراع بين "العندهم والـ ما عندهم".. الثروة جزء من أسباب الصراع.. ولكن العقول والقلوب الكبيرة تأبى الانفراد بالخير دون الآخرين، وقد عبّر عن هؤلاء الأنبياء والحكماء.. قال النبي عليه الصلاة والسلام: اللهم اجعل قوت آل محمد الكفاف..

وأبو العلاء المعري يقول:
ولو أني حبيت الخلد فردا * لماأحببت بالخلد انفرادا
فلا هطلت على ولا بأرضي * سحائب ليس تنتظم البلادا

وموضوعك هذا يسوق إلى الحديث عن الأنانية.. وقد تذكرت الآن كتابة الأستاذ محمود الذي استدل بهذين البيتين لأبي العلاء معرض الحديث عن الأنانية.. فلنقرأ تلك الفقرة من كتابه "الرسالة الثانية من الإسلام":


وأنانية كل أناني على مستويين.. مستوى الأنانية الضيقة، المتسفلة، الجاهلة، ومستوى الأنانية الواسعة، المتسامية، العاقلة.
فالأناني الجاهل قد يرى مصلحته في أمور تخالف مصالح الجماعة، وإذا اقتضى الأمر فهو قد يضحي بمصلحة الجماعة ليصل إلى ما يظنه مصلحته هو.. والأناني العاقل لا يرى مصلحته الا في أمور تستقيم مع مصالح الآخرين، فهو يقول مع أبي العلاء المعري:ــ
ولو أني حبيت الخلد فردا * لما أحببت بالخلد انفرادا
فلا هطلت على ولا بأرضي * سحائب ليس تنتظم البلادا

وملاك هذا الأمر التعليم الرشيد في عبارة المعصوم حين قال: (( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه)) ومنذ هذه اللحظة وضع الإسلام نفسه ضد الأنانية الجاهلة، ومع الأنانية العاقلة (( لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به)) هواه يعني أنانيته الجاهلة.. (( إن أعدى أعدائك نفسك التي بين جنبيك)).(( نفسك التي بين جنبيك)) تعني نفسك السفلى، أو نفسك الدنيا، في مقابلة نفسك العليا، أو نفسك الأخرى، التي يرجع إليها كاف الخطاب في (( إن أعدى أعدائك)) فكأنه قال إن أعدى أعداء نفسك الأخرى نفسك الدنيا.. ولأمر ما كثر التعبير في القرآن بكلمتي الدنيا والأخرى.
وكل ذلك يعني الأنانية الجاهلة في مقابلة الأنانية العاقلة.. وقول الله تعالى (( إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم)) يعني للنفس العليا، وكذلك قوله (( من اهتدى فإنما يهتدي لنفسه، ومن ضل فإنما يضل عليها)).

------
انتهى الاقتباس..

والسلام
ياسر

شكرا للدكتور ياسر ، وشكرا للأستاذ محمود ، وليرقد مستريحا بعد أن قال ما يجب أن يقال ، الأنانية هذه شرها مستطير ، والخوف كل الخوف من أنها أصبحت توجها جماعيا ، يقوم على أسس ايديولجية ، فتأتي مخططا لها مدروسة النتائج ، وذات أنياب ،
لم يعد الفقر ولا الغنى أمرا فرديا ، قامت مؤسسات ضخمة وكتبت المؤلفات وجيشت الجيوش لإبقاء الفقراء فقراء أمد الدهر .
على الفقراء أن يحاربوا مؤسسات الغنى بمؤسساتهم ، وأن يناضلوا من أجل هزيمة أيديولوجيا الغنى ،

ود قاسم

تحية لك

قبل البداية التانية أرجو أن تلحق وتقرأ قصة جلال "قناديل محاسن"..
Re: قناديل محاسن

نعم لا بد من مواصلة العمل والتوعية ولا أقول الثورة.. والإنسان موعود بالخير مهما تكاتفت قوى الظلم والظلام.. فلنعش بالأمل، ولنوقد أعمارنا شموعا في هذا الطريق.. الخير في أصل الإنسان، لأنه جاء من الله، مصدر الخير، فلا بد أن ينتصر الخير في يوم من الأيام..

لك ودي والأشواق

ياسر

د. ياسر
من الواضح أن محاسن إضافة لانتمائها لفئة المكفوفين فهي أيضا تنتمي لفئة العامة وهم الفقراء ، وهناك العديد من الفئات المهملة في بلادنا ، يلدون فقراء ويعيشون فقراء ويموتون فقراء ، ولا يلتفت إليهم أحد ، الكل يرى أن هذا قدرهم وهذا نصيبهم من الدنيا ،
والآن لأول مرة في تاريخ السودان يتم تقسيم الثروة ، والكل يحلم بأن يصله نصيبه ، والتقسيم قد لايمس الأفراد بشكل مباشر ، لكنه يمكن أن يكون في شكل خدمات ، فالتعليم يصبح حقا لمحاسن ، وحقا لأفراد أسرتها ، ومن حقها أن تحترم خصوصيتها كواحدة من ذوي الاحتياجات الخاصة .
والسؤال لماذا ينتقل الحكام من فئة الفقراء لفئة الأغنياء بدون مقدمات ؟ أليس لأنهم يحرسون مصالح الأغنياء ، أو لأنهم يأخذون جزءا من الثروة المقسمة لتصبح نصيبا خاصا بهم ؟
أريد قانونا يحكم العلاقة بين الغني والفقير ، أريد قانونا يمنح الفقير أن يأخذ حقه من ثروة الوطن ، أريد قانونا يعدل في التقسيم ، أريد قانونا يلزم الحاكم الذي استلم نصيبنا من الثروة بإيجاد كل الخدمات التي نحتاجها كبشر ، أريد قانونا يحاسب كل الذين انتقلوا إلى مرتبة الأغنياء ويساءلهم من أين لهم هذا ،
لا أريد أن تترك المسألة لأخلاق الأفراد ، إنها مسألة حقوق طرف ، وممارسة لظلم من طرف آخر

أخي ودقاسم
ما أن يذكر الفقر إلا وتجدني في أوائل الصفوف فأنا فقير في علمي فقير في مالي فقير في عملي لذلك جيت جاري جرى أشوف إذا كان هناك شئ يمكن أن ينفع ، لكن أحد أصدقائي المتبحرين في العلم قال لي بأنني لست بفقير إنما مسكين ، وعندها تبسمت لأن هناك الكثير من المساكين ، منهم الغرام والقليب وطير الرهو وأنا كما جاء في أغانينا وأصبحت أمشي مزهواً لأن صديقي متعه الله بالصحة والعافية قد صنفني بمقاييسه وحدود معرفته ونفوذه من زمرة المساكين ورفع قدري درجة أعلى من الفقر بقليل ، ورغم مسكنتي الباينه على وجهي وبعد تصنيف صديقي العالم والعارف إبت الدولة أيدها الله إلا أن تقوم بأخذ الزكاة مني عنوة وإقتدارا وكان من المفروض على حكومتنا وهي تعلم علم اليقين أنني أصنف من الفريق الثاني من مستحقي الزكاة والصدقات وهم الفقراء والمساكين والعاملين عليها وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وأبن السبيل فلم تعطي الفقراء إبتداء ومن ثم فطت أى لم تعر أمر فريقنا – المساكين – أى إهتمام لتذهب إلى الفريق الثالث مصلحة الزكاة والدخل وتعطيهم بقدر ما يأخذوا منا من زكاة أو جباية فتجد موظفة الزكاة معنكشة بكميات من الأساور وكراسي جابر صباح الأحمد الصباح وجميع شيوخ الخليج براتب موظفة فقط.
ولي عودة أخي ودقاسم إذا سمح كرت كهربتنا بذلك لأنه شارف على الإنتهاء أما فيما يخص إشتراك الإنترنت فإنني عامل كوبري علوي وبذلك كفاني الله شر الإشتراكات في الإنترنت وأفكر في حيلة أو طريقة لتلك الجمرة الخبيئة.

ود قاسم ..
الفقراء أكثر منا نقاءا ..
دموع الفقراء .. جراح فى ضمير الإنسانية ..
صرخات الحرمان وصمة عار فى جبين البشرية ..
" ما افتقر فقير الا بما اغتنى غني "
فى العالم أكثر من 1.2 مليار فقير .. منهم قرابة 600 مليون طفل ..
20% من الناس يملكون 80% من ثروات الأرض ..
بل جيتس صاحب مايكروسوفت ثروته قرابة 100 مليار دولار أي ما يعادل ميزانية عشرة من دول العالم الثالث ..
انه النظام الرأسمالي الجبار .. صندوق النقد .. البنك الدولي .. منظمة التجارة العالمية ..
التوازن الاقتصادي المختل .. والحس الإنساني المفقود ..
انه تاريخ طويل من الظلم .. والجهل .. والاستعمار ..
انها رمال التاريخ المتحركة " تلك الأيام نداولها بين الناس"
انه فقر الإيمان .. فقر الإنسان .. فقر الأوطان ..
وتلك رسالة الانسان ليحقق خلافة الله فى الأرض .. ليحارب الفقر .. والظلم .. والمرض .. يحقق التكافل الاجتماعي ويزرع الأمل والابتسامة ..
انها ارادة الله التى تحث الانسان على السعى والانتقال من أسفل سافلين الى أحسن تقويم ..
من الظلام الى النور ..
من النقص الى الاكتمال ..
"اللهم اجعلني فقيرا واحشرني فى زمرة الفقراء"

شتات ، يا فردة
لك التحية
الرأسمالية بكل مؤسساتها تفقر الفقراء بصورة مستمرة ، والفقر رغم أنه كافر إلا أن بعض الفقراء سعدوا بفقرهم ، وذلك من منطلق القناعة والإيمان
لكن يا شتات : نحن نكتشف السبب في وجود الفقر وفي حدته وفي استمراريته ، فهل نتمكن من هزيمة السبب وقطع رأس المتسبب في هذا الألم ،
هل يعاد التوزيع في بلادنا على أسس عادلة ؟ أم أن الموازين ستظل مختلة ، ليأكل القوي الضعيف ؟

أخي الفاضل
الملا عمر
لك التحية
أنا أيضا أخي أصنف معك في نفس مجموعتك ، لكني أفترض أنني أعي أسباب فقري ، وأعي أسباب غناهم ، وأعلم أنهم يبذلون كل جهودهم لإبقائي فقيرا ، وأعلم أنهم يستمتعون بذلك ويزدادون غنى ،،
هل نحابهم أخي الملا ، أم نسكت ونقول دي قسمة ربنا وخلاص ؟ وهل ربنا أمرنا بالسكوت على الظلم ؟
لماذا لا نطالب بإعادة التقسيم ؟

أخي ود قاسم
أتفق معك أن الظلم حاصل وأن الحق مع الضعف باطل وإن الباطل مع القوة حق وإن كان قهرا ، هكذا رأينا أمريكا تقول وبكل جبروت في رسالتها لكل العالم الحر وغير الحر أن القوة هى الحق والقوة هى الخير والضعفاء هم الأشرار.
ولي عودة أخي إن شاء الله

الأخ ودقاسم

إنعدام الترابط الإجتماعي وتفكيك بنائه أثر سلبا على التركيبة الإجتماعية وظهور حالة الغنى الفاحش والفقر المدقع ، والمحسوبية والمنتفعين من الجهلاء وحارقي البخور هؤلاء هم سبب الأزمة وهي الجسر المتين لحالة الغنى التي نراها الآن هؤلاء هم المستفيدين من الأنظمة الشمؤلية والرأسمالية وذلك على حساب المواطن البسيط الذي يجتهد ليحجز له مكانا في هذا المجتمع الغريب .
العالم كله اصبح يعتمد على التجارة الحرة والرأسمالية يعني سيادة المال في كل مناحي الحياة الإجتماعية والسياسية يعني إفقار الفقير وإغتناء الغني هذا هو النظام العالمي الجديد .