من يتزوج إن لم يتمكّن من زواج منى ؟؟

تذّكر أنها حدثته مرة كيف أنه كان يمكن أن يكون ابنا لامرأة غيرها ، قالت كنت سأكون خالتك بدلا من أكون أمك . أبوك كان يريدني زوجة له ، وجدك كان يريدني زوجة لسعيد . وكان سعيد قد تقدم إلى جدك يطلب يدي ، وكنت سأصبح زوجة له لولا أن أبوك كان قد ألحّ على جدك في طلب زواجي ، وأعلن أنه لن يتخلى عن ابنة خاله لأي مخلوق كان ،، حاول جدك إثناء أبوك عن هذا الموقف المتشدد وقال له : سأزوجك الصغرى ،، لكن أبوك رفض هذا العرض وأصرّ على موقفه ، ولم يكن للبنات في ذاك الزمان خيار في من يتزوجن ، أمر البنت في يد والدها ، يرفض أو يقبل دون علمها ، والواحدة منّا كانت يمكن أن تكون زوجة لأي رجل على وجه الأرض حتى ولو لم تره في حياتها . لكن جدك لم يكن يتصلّب في مثل هذه المواقف ، وما كان يمكن أن يرد طلبا لابن أخته ويقبل رجلا غريبا مثل سعيد بدلا عنه ، كما أنه كان يحب أخته ولا يقبل لها الضيم ، خاصة وأنها كانت شقيقته الوحيدة ،،
قبل جدك أن يزوجني من أبيك ، ووافق سعيد على أن يتزوج من أختي الأصغر ،، وقد تزوجت قبلي بالرغم من أني أكبر منها ، نظرا لأن سعيد كان رجلا ميسور الحال فدفع مهرها وجهز بيتها في الحال .
كاد أن يسأل أمه كيف كانت ستعامله إن كان هو ابن لأبيه من أختها ، لكنّها أدركت التساؤل في وجهه دون أن تمنحه الفرصة لإطلاقه على شفتيه ، وقالت : أحمد الله أنني هنا بينكم ، وأنني رزقت أبناء مثلكم ..
لكن هذا لا يكفيه ، فهو يعرف أن القوم يحمدون الله على كل حال ، ويعرف أنها تقول ذلك وهي تعلم كما يعلم هو أنها ربما كانت ستكون في وضع أفضل لو أن سعيد كان قد تزوجها بدلا عن زواجها من والده .
وجد نفسه يقول لمنى بعد أن حدّثها بحديث أمه : كل شيء كان سيكون العكس تماما ، كنا استطعنا أن نتزوج قبل سنتين ، وكنا استطعنا أن نقيم حفلا فاخرا في حديقة والدي الواسعة .
انتبهت منى فجأة إلى حديثه الغريب هذا ، وردت : ذكرت لي عشرات المرات أن والدك ليس ثريا ، فمن أين له بالحديقة الواسعة وتكلفة الحفل الفاخر ؟
قال : بافتراض أن سعيد هو والدي ،،
لكنه لم ، ولن يكون ،، ثم أين أبناء سعيد الآن ؟
يعملون مع والدهم بالتجارة .
أي قدر من التعليم نالوا ؟
أكبرهم لم يتعلم شيئا ، واثنين بعده درسوا حتى الثانوية العامة ورفضوا الاستمرار في الدراسة .
...................................
كانت الساعة قد شارفت الموعد المحدد للحظة إغلاق داخلية الطالبات ، فانطلقا مسرعين ، وصاحبها حتى الباب ، وذكّرها بموعد لقاء الغد ،،
ردت بإيماءة من رأسها ،، فودّعها ورجع ..
وفي المنزل كان لا يفكر بشيء غير زواجه من منى ، ، هو تخرج من إحدى الكليات النظرية ويعمل موظفا في إحدى المصالح الحكومية بمرتب متواضع ، ووالده لا يستطيع أن يمد يد العون ، ومنى على أعتاب التخرج من نفس الكلية ،، ويخشى أن يأتيها شخص آخر مترع بالمال فيختطفها منه ،،،
أمه كان يريدها سعيد ويتمناها زوجة له ،، ولما لم يبلغها تزوج أختها ،، وهو ، من يتزوج إن لم يتمكن من زواج منى ؟ هل سيتزوج أختها ؟ لن يفعل هذا لأنه لا يستطيع ، وهو لا يستطيع لأنه لا يعرف أخت منى وليست له علاقة بوالد منى كعلاقة سعيد بجده ،، وفي كل الحالات هو يريد أن يتزوج منى نفسها ، لا أختها ، ولا غير أختها ..

ود قاسم

كثيرات و كثيرون مروا بهذه التجربة التي يقول لسان حالها : العين بصيرة و الإيد قصيرة ..
(أمه كان يريدها سعيد ويتمناها زوجة له ،، ولما لم يبلغها تزوج أختها)
يعني قريب طافي زى كنكان أربعتاشر .. أو مثل ( إن فاتك الميري إتمرمغ في ترابو ) .. و أيام ناس سعيد كانوا بينظروا لحاجات كتيرة في مواصفات العروس و أهمها ( أهلها و أسرتها و عشيرتها ) ..
زميلي عبد القادر في عطبرة تقدم لشابة و نحن على أعتاب إمتحان الشهادة السودانية .. كانت في منتهى الجمال .. فقالت له : ما بتقدر تلحق تعرسني .. بحجز ليك أختي.
فقال لها ببديهة الرباطاب : دي عروس ولا بدل فاقد ؟؟ يا إنتي يا بلاش ..

أرقد عافية

ابوجهينة
تعرف أنا بفكّر في المسالة من ناحية تانية ، وهي من باب عسى أن تكرهو شيئا وهو .... وعسى أن تحبوا شيئا وهو .... ،، ومسألة النصيب مسألة هامة جدا ، وأرى أنها أساسية في موضوع الزواج ، لكن حالة الحب والعشق وهوى النفس ، كلها تقودنا إلى الشفقة فيصيبنا إحساس بأننا لن نحقق شيئا أو أننا إذا فقدنا ما بين أيدينا فلن نجد ما يعوضنا عنه ،،
لكن هل تقف الماديات ضد تحقيق رغباتنا وضد عواطفنا ؟ أعتقد أن هذا السؤال هو الأهم ، وهو سؤال له جانب آخر أيضا ،، وهو هل نستطيع أن نحقق حياة سعيدة دون مال ؟
لك التحية والشكر

أخى الحبيب

لعل الله كان راضيا عنهم للزواج بتلك الطريقة التقليدية وسارت حياتهم بقناعة تامة ورضى رغم انه لو ترك الخيار لهن ثانية ربما يغيرن رايهن بناء على مفهوم العصر الحالى ..

Quote: .. وفي المنزل كان لا يفكر بشيء غير زواجه من منى ، ، هو تخرج من إحدى الكليات النظرية ويعمل موظفا في إحدى المصالح الحكومية بمرتب متواضع ، ووالده لا يستطيع أن يمد يد العون ، ومنى على أعتاب التخرج من نفس الكلية ،، ويخشى أن يأتيها شخص آخر مترع بالمال فيختطفها منه ،،،

تفتكر فى طريقة لى زواج كده

ود قاسم

(وهو هل نستطيع أن نحقق حياة سعيدة دون مال ؟ )

بالطبع المال لا يمكنه جلب السعادة
و لكن المال جزء مكمل لأسباب السعادة إن وضعنا في الإعتبار أن المال المطلوب هنا هو ما يسد الرمق و يكفينا شر السؤال و الدخول في الديون .. هنا يكون المال سبب ثانوي من أسباب السعادة ( و لا ننسى أن القنوع هو أغنى الناس ) ..
و لكن السعادة التي يضع البعض مقاييسها بالمال و ما يجلبه من عقار و ثياب و حلي و مركبات و سفر و سياحة و ما لذ و طاب من المأكل و المشرب .. كل هذا يمكنه أن يكون مرادفا عند البعض و ملازما لتعاسة ما بعدها تعاسة .. و الأمر هنا متفاوت .. فبعض الناس قد أغدق عليهم المال و السعادة و الصحة و البنين و البنات ..
و البعض نال شيئا و فقد آخر .. فيظل يتمناه و حياته منغصة بهذا النقص .. و حتى إن نال المال و فقد الصحة فسيعتبر نفسه غير سعيدا ( أذكر قصة الباشا المصري الذي كان يعاني من مرض النقرس الحاد و منعه الأطباء من أكل اللحوم بأنواعها .. فكان يشوي اللحم في حديقة منزله و يدعو خدمه لتناول اللحم أمامه و يكتفي بمتعة التمطيق و إسالة ريالته الباشوية ) .. و هو رغم ثراءه الفاحش لم يكن سعيدا ..
إذن المال ليس كل شيء .. هناك عدة أعضاء يتكون منها جسم السعادة .. المال عضو مهم و لكن فقدانه لا يسبب شللا لهذا الجسم و إنما بعض التشويه و بعض النتوءات غير المرغوبة ..

ود قاسم .. أنا مسافر بعد كم يوم .. ما عندك سلفة عشرة آلاف أهيف أرجعهم ليك على عشرين قسط ؟؟ ما تتعب نفسك و تنزل .. أنا بطلع ليك فوق

الغالي أبوجهينة
أصلو العرس بالفاتحة يا ناس ما خلال ؟؟
حلال ..
ده طبعا كلام غنا ساكت ،، وشايف بناتنا كلهم زايغين من البوست ، وليه ما يزوغوا مادام المسألة فيها دعوة لتخفيف الأعباء المالية على الرجال ؟؟؟؟؟
طبعا أنا عندي رقم حسابك ، أحتفظ به منذ آخر سلفية سلفتك إياها ،، وبعد أن تأكدت من التزامك بالسداد للقرض السابق ، فقد أودعت لك القرض الجديد في الحساب ،،
وللا إنت ما عندك حساب من أصلو ؟

العزيز قرشو
نعم لكل زمان حساباته ، وتتعاقب الأجيال ، لكن الزواج كضرورة حياتية تظل ضرورة ثابتة ، ويظل هو الشكل الاجتماعي والديني المقبول للأسرة ، لكن مع اشتداد الضنك واتساع رقعة الفقر نجد أن المطالب المادية تقف عقبة في طريق الراغبين في الزواج ،، ونجد أن مرتبات الموظفين في السودان لا تفي باحتياجاتهم ومطلبهم في تكوين الأسرة ،، لذا نجد أن الكثير من الحالات تم فيها اختطاف الحبيبة من يد حبيبها لأن من أتاها يعتبر بحسابات الأهل جاهز ،،
لك التحية

Quote: ود قاسم .. أنا مسافر بعد كم يوم .. ما عندك سلفة عشرة آلاف أهيف أرجعهم ليك على عشرين قسط ؟؟ ما تتعب نفسك و تنزل .. أنا بطلع ليك فوق

ههههه
العزيز ودقاسم لي قراءة اخري للنص..تسلم

tiger18
اقرأ كما يحلو لك ، ثم عد
لك التحية

لم يجب أحد على السؤال ،،
من يتزوج إن لم يتمكن من زواج منى ؟؟
نرصد جائزة لمن يجيب إجابة صحيحة على السؤال .