إنهزام المثقفة لصالح مجتمع الحريم

لا شك أن المرأة في بلادنا تسير قدما ، ولا شك أن ذلك نتج عن تضحيات ونضال كبير من النساء والرجال معا ، والتعليم أيضا له دور بارز في تمليك المرأة أدوات التقدم إلى أخذ مكانتها ، وذلك حين أصبح التعليم حقا للنساء والرجال سواء بسواء ،، لكن المرأة ايضا تتخلف ، ليس تخلفا مطلقا ، لكن العديد من النساء يتراجعن ، ويقدمن تنازلات عن حقوقهن ،، هذه التنازلات قد تتم طوعا أو كرها ، لكن ما يهمنا هنا أنها تحدث ،، والتنازلات التي تتم طوعا – من وجهة نظري – هي فقط تتم طوعا من الناحية المظهرية ، لكن جوهر المسألة أن الإنسان إنما يتنازل عن حقوقه كلها كرها ، حتى وإن لم تكن الأسباب المكرهة واضحة للعيان ،، فضغوط المجتمع ، ونظراته ، ولوائحه ، وتفسيراته الدينية ، كلها تدفع إلى هذا التنازل الذي يعتبره البعض تنازلا طوعيا ،،
أما التنازل القسري ، هو الذي يتم بضغط مباشر من الرجل أو من يقوم مقامه ممن يدخلون في مسمى ولي الأمر ،، ومن أوضح الأمثلة على هذا التنازل القسري ، هو تنازل المرأة عن بعض صداقاتها وبعض علاقاتها الاجتماعية بعد زواجها ،، ويمكن للعديد منكم \ منكن أن يراجعوا ذاكرتهم ويعودا إلى علاقات الدراسة والعمل أو علاقات الجيرة وحتى علاقات القرابة ،، ستلاحظون أن هناك انكماشا في علاقة المرأة بالرجل المنتمي للعلاقة السابقة ،، وقد يلاحظ بعضكم أن زميلته في الدراسة مثلا مرت قريبا منه ، لكنها لم تسلم عليه ، أو لم ترد على سلامه ، أو أنها قابلته ببرود ،، وإذا حاورت صديقا أو صديقة عن مثل هذا الحدث ، ستجد عنده \ عندها أخبارا طويلة عن أحداث مماثلة ،، ومن الناس من يبرر هذا بأنه أمر طبيعي لتحاشي الغيرة والشك ، ولعكس وجه امرأة خالية من أي علاقات سابقة ،،
الزوج يريد هذا ، كثيرون يمكن أن يردوا هكذا ، لكن أليست الزوجة هي التي تستجيب أو لا تستجيب ،، وإذا تساءلنا عن الزوج لماذا هو يريد هذا ؟ هل نجد إجابة منطقية ومقنعة لهذه الرغبة ؟ هل يصدق الزوج أن زوجته فعلا يمكن أن لا تكون لها علاقات إنسانية سابقة إلا في حدود الأسرة ؟ هل يصدق أن زوجته لم تكلم أحدا في حياتها ؟ لم تصادق أحدا في حياتها ؟ لم تخرج مع أحد في حياتها ؟ لم تستجب لدعوة في حياتها ؟ لم تغازل أحدا في حياتها ؟ وهل اقتصرت علاقاته هو نفسه على الأسرة فقط ولم يصادق ، أو يكلم ، أو يرافق ، أو يخرج ، أو يغازل ؟
ونسأل الزوج ، هل سيحرم نفسه من علاقاته الإنسانية السابقة ؟ وهل سيبقى تماما كما زوجته ؟
ونسأل الزوجة ، أين حريتك ؟ أين إنسانيتك ؟ أين ثقافتك ؟ أين نتيجة نضالك ؟ أين رأيك السابق في مجتمع الحريم ؟

أين معشر المنهزمين والمنهزمات ؟

موضوعك-كالعاده- جميل وخلاق....

قول واحد:معاك أحد المنهزمين

ودقاسم عن اي مثقفة تتحدث وتحت ظل اي ثقافة ؟؟ ثقافة الوهم ام ثقافة الفحولة ثقافة الرجل الواحد المطلق الرئيس الديكتاتور ، الاب والاخ ثم الزوج ، هؤلاء يا صديقي لا يحققون فحولتهم الا بنفي زوجاتهم واخواتهم ، واكل اموالهن وحقوقهن بالباطل باسم الدين والعرف حتى ميراثهن اذ نجد ان بعض القبائل لاتورث المرأة -بعض القبائل في غرب السودان وقبيلة الشكرية كذلك وفي الجنوب المراة نفسها تورث اذ يرث الابناء زوجات ابائهم - ولنترك الميراث جانبا فالرجل حر في اغتصاب حياة اخته او زوجته وجرائم غسل العار اشهد مثل على ذلك وياريت المسألة تقف عند هذا الحد فالقانون يخفف له العقوبة في حال ذبح اخته او زوجته في حين لاتعطى المرأة نفس الحق اذا كان الخائن هو الزوج وهي القاتلة . اساسا المرأة مخلوق درجة تانية في افضل الظروف ولادرجة لها في اغلب الاحيان وهناك ترسانة من الثقافة المضادة لتحركاتها وسكناتها من المثل الشعبي والحكي الشعبي والقوانين وبوليس الاداب من الشوارعية والمهاويس كل هؤلاء يضغطون عليها فهي شيطان اذا تركت ستفسد الدين والدنيا وتغوي الشباب وتنشر الشر فلابد من تقييد ها وكبحها تحت الاثمال لابد ان تظل مراقبة تماما تحت عين الزوج والاخ .. هذه هي الثقافة التى ترزح تحتها المرأة فمن منا المنهزم يا ود قاسم اهي المرأة ام الرجل ؟؟ اني ارى اننا جميعنا مهزومين وعلينا اعادة تثقيف انفسنا بنبذ ثقافة الحريم التى هي في الاساس من ابداعات الرجل والتى مازال يرزح تحتها مهما تعلم او تثقف و-لايغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم .

عشة بت فاطنة
راجعة من الإجازة ونفسك قايم ،، بالراحة علينا ،، المثقفة هي المثقفة ، ، هي التي نالت قدرا من التعليم يتيح لها التعرف على ثقافة عصرها ،، وأعرف أن ثقافة عصرنا وما سبقه هي ثقافة المجتمع الذكوري ، وثقافة الفحولة ،، لكن يا عشة الا ترينا في منتدياتنا وفي حواراتنا وعندما كنا طلابا في المدارس والجامعات ، إلا ترين أننا كنا ننادي ونمارس التمرد على كثير من المفاهيم التي نرى أنها متخلفة وبالية ورجعية ، ، ولكن ما أن ننتقل إلى مرحلة ما بعد الزواج إلا ونجد أنفسنا مستسلمين لكل ما حاولنا نبذه سابقا ،، وهذا ما أسميه عنا الانهزام ،، وقلت أن الانهزام يحدث من كلانا ، الرجل والمرأة ، وقلت أن الرجل كثيرا ما يحرم المرأة ويصادر بعض حقوقها ، لكنه هو أيضا لا يصادر حقوق المرأة لصالحه هو ، إنما يصادرها ليتصالح مع المجتمع الذي يراقبه ،،
والسؤال لم يحدث هذا ؟؟؟

مكي
إلى متى نظل منهزمين في داخلنا ومدّعين النصر أمام الناس ،، أثق أن الرجل والمرأة كلاهما منهزم ، وكلاهما يتظاهر بأنه المنتصر ،، هل الزواج مرحلة من حياتنا ندخلها بكامل عقولنا وبكامل فهمنا وبكامل تعاملنا وبكامل علاقاتنا ، أم أنه مظهر إجتماعي يتطلب منّا أن نتخلى عن أصدقائنا وعلاقاتنا وأفكارنا ، وكثير من حقوقنا؟
أحاول فتح نوافذ للحوار ،،
ولك التحية