ندوة دكتور حيدر بدوى حول اتفاقية التراضى الوطنى (ملخص + صور)

امسية الاربعاء 11 يونيو 2008 وعلى ضوء الشموع , نسبة لانقطاع التيار الكهربائى .. قدم الدكتور/ حيدر بدوى ندوة بعنوان
معنى التراضى الوطنى من منظور رؤى الفكرة الجمهورية والحركة الشعبية
وقدم التعقيب دكتور/ عمر القراى



دكتور/ حيدر على اليسار , دكتور/ عمر على اليمين , دكتور/ الباقر فى التقديم فى منتصف المنصة .

د. حيدر .

د. عمر فى التعقيب .
ملخص حديث د/ حيدر بدوى .
موضوع التراضى الوطنى يستحق الاهتمام .
عبارة التراضى هى فى الاساس عبارة محمودة , وكان الشهيد محمود محمد طه والجمهوريون يسعون للتراضى الوطنى فى الساحة السودانية وهم ظلوا يدعمون هذه المعانى بالمعنى السامى لعبارة التراضى .
والجمهوريون فى ايام مايو كتبوا كتاب (الصلح خير) فى دعم مبادرة المصالحة الوطنية فى حقبة مايو فى السبيعنيات .
لكن التراضى الوطنى الذى يأتى كمجرد عبارة ويحمل فى طياته معنى الانشقاق عن الاجماع الوطنى , يصبح انشقاقا وليس تراضيا وطنيا , هذا من زاوية وجهة نظرى كجمهورى .. من زاوية وجهة نظرى كعضو فى الحركة الشعبية نحن مع التراضى الوطنى واعلن كثير من رموز الحركة الشعبية ان التراضى الوطنى مقبول كظاهرة بل ان السيد باقان اموم ذهب لتحية طرفى التراضى .

يواصل د/ حيدر .
ولكن , فى تقديرى ان توقيت اعلان التراضى لم يكن توقيتا موفقا , وللتوقيت دلالة حيث جاء بعد احداث امدرمان .
حيث ان القاعدة التى كان يرتكز عليها حزبى الامة والمؤتمر الوطنى فى دارفور لم تعد هناك , وقد وجد طرفى المعادلة سندا لبعضهم البعض ضد قواعدهم السابقة باعتبارهما يمثلان المركز , ذلك المركز الذى يستغل الهامش .
وجاء التراضى بعد النجاح الباهر لمؤتمر الحركة الشعبية .
حركة المهمشين اصبحت تساند الحركة الشعبية فى الغرب والشمال والشرق .. ويبدو ان تلاقى طرفى التراضى هو تلاقى فى مواجهة عدو متوهم وهو قوى المهمشين .
التراضى الحقيقى الذى يتم الان هو بين قوى المهمشين والرهان على الحركة الشعبية والتى هى الرافعة الحقيقية للتغيير فى السودان .

يواصل د/ حيدر
حزب الامة والمؤتمر يتحسبان لهذا العملاق الحركة الشعبية والتى استطاعت بقليل من المال والجهد تحفيز كل الاطراف فى الهامش وفى هامش المركز من مساندة الحركة الشعبية .
التراضى كمشروع انسانى نوافق عليه كمفهوم انسانى رفيع , ولكن تعودنا من طرفى الاتفاق انهما يستخدمان انبل العبارات وكذلك الدين من اجل السلطة .
احب التاكيد على دور الحركة الشعبية هى خلاصة تجربة انسانية كاملة من كل الحركات التحريرية العالمية .
والمؤتمر الاخير للحركة هو مؤتمر فريد لحركة مسلحة تحولت لحزب سياسى .

د/ الباقر فى ادارة الندوة .

تعقيب د/ عمر القراى .
منذ خروج الانجليز ظل هناك تخبط ذات اليمين والشمال دون وجود منهجية واضحة وتجارب مريرة من الفشل , وكانت هناك حرب الجنوب منذ 1955 .
استوطن الفقر والجهل والمرض وكانوا اقل كفاءة من الانجليز فى تحقيق قيمة الحياة الحديثة .
تصور السودان الجديد اول من طرحه فى تاريخ السودان هو الاستاذ محمود محمد طه عندما قال ان الاستقلال لا يعنى فقط خروج الانجليز وقال ايام الاستعمار
- ان الانجليز قد يخرجون اليوم او غدا ثم لا نجد انفسنا احرار او مستقلين .
السودان الجديد هو سودان التحرر من الطائفية والاستغلال , سودان المحبة والسلام والاشتراكية , كل هذا طرحه الاستاذ .
التراضى الوطنى هو محاولة ايقاف تصور السودان الجديد , وايقاف المد الذى احدثته الحركة الشعبية , والسودان القديم بداء التحرك من اجل وقف هذا المد .
هناك خلل جوهرى فى التراضى الوطنى حيث اتفقوا على تثبيت قطعيات الشريعة , ونحن الجمهوريين نشعر بالقلق من هذا الحديث لانه استغلال للعاطفة الدينية عند الجمهور .
بعد سنوات طويلة من فشل الانقاذ يتم مرة اخرى استخدام سلاح الدين لانه سلاح مجرب والناس تحب الدين ولا تتم اى مناقشة جادة فيه خوفا من التكفير , نحن لسنا ضد الدين ونتكلم عنه بصور صحيحة .
هناك تناقض عند الحديث عن الشريعة الاسلامية وحقوق الانسان - ولا اتحدث هنا عن الدين العريض - .

جانب من الحضور .

حقيقة قرات أعلان الندوة قبل حوالي نصف ساعة من ميعادها..
وكنت اتمنى الحضور


الأخوة في مركز الخاتم عدلان
لكم التحية على جهودكم المقدرة
ومزيدا من النجاحات



_________________
حسين محي الدين
0914360602

السادة والسيدات / مركز الخاتم عدلان

السلام

اتمنى ان يرفدنا الدكتور حيدر والقراي بمصادر معلوماتهم حول الاتي

Quote: يواصل د/ حيدر . ولكن , فى تقديرى ان توقيت اعلان التراضى لم يكن توقيتا موفقا , وللتوقيت دلالة حيث جاء بعد احداث امدرمان . حيث ان القاعدة التى كان يرتكز عليها حزبى الامة والمؤتمر الوطنى فى دارفور لم تعد هناك , وقد وجد طرفى المعادلة سندا لبعضهم البعض ضد قواعدهم السابقة باعتبارهما يمثلان المركز , ذلك المركز الذى يستغل الهامش . وجاء التراضى بعد النجاح الباهر لمؤتمر الحركة الشعبية . حركة المهمشين اصبحت تساند الحركة الشعبية فى الغرب والشمال والشرق .. ويبدو ان تلاقى طرفى التراضى هو تلاقى فى مواجهة عدو متوهم وهو قوى المهمشين . التراضى الحقيقى الذى يتم الان هو بين قوى المهمشين والرهان على الحركة الشعبية والتى هى الرافعة الحقيقية للتغيير فى السودان . لكن التراضى الوطنى الذى يأتى كمجرد عبارة ويحمل فى طياته معنى الانشقاق عن الاجماع الوطنى , يصبح انشقاقا وليس تراضيا وطنيا , هذا من زاوية وجهة نظرى كجمهورى .. من زاوية وجهة نظرى كعضو فى الحركة الشعبية نحن مع التراضى الوطنى واعلن كثير من رموز الحركة الشعبية ان التراضى الوطنى مقبول كظاهرة بل ان السيد باقان اموم ذهب لتحية طرفى التراضى .

اولا :

التراضي الوطني او توقيع الاتفاق كان محددا له قبل احداث ام درمان بفترة طويلة فهل كان لدي الحزبين الامة واللاوطني معرفة مسبقة بالاحداث ؟؟

ثانيا :

منذ متى كانت دارفور تمثل قاعدة حقيقية للجبهة الاسلاموية علما ان اخر انتخابات وبالارقام تقول بغير ذلك ..

ثالثا :
في اي من بنود الاتفاق القول بانهما يتحالفان ( ضد ) المهمشين في دارفور ؟؟ علما بان دارفور تعتبر اكبر قواعد حزب الامة بحسب اخر انتخابات حرة وبحسب اخر زيارة لحزب الامة وبحسب اخر مؤتمر عقده الحزب بولايات دارفور

رابعا :

ما هي مصادره في ان قوى المهمشين باتت تساند الحركة الشعبية علما وبحسب اتفاقية نيفاشا فان الحركة الشعبية قد تخلت ليس عن حلفاء التجمع الوطني الديمقراطي بما فيه تنظيمات الشرق وحركات دارفور التي بدات اجتماعات معه قبل نيفاشا .. ليس عن هؤلاء وحسب بل حتى عن اعضاء الحركة نفسها من ابيي و جبال النوبة والنيل الازرق حيث وقعت برتكولات منفصلة بها لم تحل فضايا ابناء تلك المناطق

بل عمليا الان الحركة الشعبية متحالفة ومشاركة للنظام في الحكم بل وحتى في انتخابات النقابات المختلفة وليس باخرها انتخابات المحاميين والمجلس الوطني الى تصريح باقان باحتمال مناقشة امر تحالف الحركة مع المؤتمر !!
بل ذهب سلفا ابعد من ذلك في رفضه القاطع لاسقاط النظام لان في ذلك اسقاط لنيفاشا !!

خامسا :
التناقض الحاد بين وجهة النظر الدينية الجمهورية وبين وجهة النظر السياسية الحركة الشعبية للدكتور حيدر بدوي فهو من ناحية صاحب رؤى دينية سياسية ومن ناحية مؤيد لرؤية الحركة السياسية

اختزال مفردات اللغة العربية في شخصية الراحل محمود محمد طه وارجاع كثير من الرؤى الخاصة بالاخرين اليه يوحي بقداسة دينية تلف شخصيات الاخوة الجمهوريين وتاسرهم تجاه التعامل مع الاخر برؤية محمودية

ساعود اكثر تفصيلا وفي انتظار ايضا بقية الندوة

تحية للجميع هنا.

التعديل لمحو مداخلة أعدت النظر في صوابها.

نماذج لبعض المداخلات :
أ/ عادل بخيت
الكثير تناول التراضى الوطنى باعتبار انه ردة فكرية .
لو اردنا نقاش فكرى كان يجب عرض كل اتفاقات المصالحة مع الانظمة العسكرية المختلفة , وكان يجب عرض تجربة الجمهوريين مع نام مايو .
حزب الامة قرر توقيع اتفاق مع المؤتمر الوطنى وهو اتفاق لا علاقة له بالدين ولكن له علاقة بالمصالح حيث ان عادة السياسة السودانية ان توفر لك وضع مريح فى الحياة .
اتفاق نيفاشا لم يتم تنفيذه لا من المؤتمر الوطنى ولا الحركة الشعبية .
نحن ندعم نيفاشا رغم النواقص والعيوب التى فيها .
هناك مواقف كانت تتطلب موقف حازم من الحركة الشعبية من بينها رزنامة القوانين المكبلة للحريات .
ليس هناك ثوابت محددة لمفهوم السودان الجديد واطراف كثيرة لديها اطروحات مختلفة حوله .

تحية للمداخلات الاساتذة /
محمد حسن العمدة .
محمد عثمان ابراهيم .

أ/ اخلاص صلاح (حركة شعبية)
اتفاقية نيفاشا هى التى اتاحت لنا فرصة للحديث هنا , واتاحت قدر معقول من الحريات وهى الطريق نحو الحكم الديمقراطى النزيه .
الحركة تصارع فى البرلمان من اجل الغاء القوانين المقيدة للحريات والمؤتمر الوطنى يستخدم الافلبية الميكانيكة .

Quote: حزب الامة والمؤتمر يتحسبان لهذا العملاق الحركة الشعبية

مداخلة أ/ محمد عبدالقادر
اتفق الناس على رفض اتفاقية التراضى الوطنى وانها لا تساوى الحبر الذى كتبت به .
اذا كانت الاتفاقية بكل هذه العيوب لماذا لم تحاول القوى الوطنية صياغة اتفاق اكثر معقولية ؟
لماذا لا نحاول خلق جسم موازى بواسطة تراضى وطنى حقيقى ؟ .

رد د/ حيدر بدوى على المداخلات



اضافة البعد الكوكبى على القضايا السودانية امر فى غاية الاهمية , ليس هناك ما يمكن ان نطلق عليه اسم شأن محلى , كل ما يحدث فى الكوكب له تأثير على المحلى , وانتم تعرفون اننا نحن من قمنا بتصدير اسامة بن لادن الى العالم بعد ان كان مجرد شرير اقليمى .
وجود مركز مثل مركز الخاتم عدلان للاستنارة هو تحجيم للانغلاق الذهنى .
من فضل الله على الشعب السودانى اننا نكاد نصبح الدولة الوحيدة التى اتجهت للتخلص من خطر الهوس الدينى بينما هناك دول تعانى منه حتى الان بما فيها الولايات المتحدة , ومثلما ارسلنا الهوس الدينى اعتقد اننا سنلعب دورا فى تخليص العالم منه .
اتفاقية السلام خطوة مهمة فى كبح الهوس الدينى .
من لعب دورا فى تصدير هذا الهوس هم على عثمان محمد طه , المؤتمر الوطنى , المؤتمر الشعبى .
فى 1997 كتبت مقالا بعنوان تفكيك التنظيم وتنظيم التفكيك يتناول التصدع الذى حدث للقوى السياسية حيث انه تصدع طبيعى وهو عبارة عن تفكيك للمنظومة السودانية وسوف تحدث عملية اعادة تركيب فى صورة تياران رئيسيان , الاول تيار تقليدى والثانى تيار عقلانى استنارى جديد , واعتقد ان القيادة للتيار الاخير ستلعب فيه قوى الجمهوريين والحركة الشعبية وحركة حق ادوارا مقدرة , وربما وصلنا فى النهاية الىصيغة حزبان كبيران .
حول قضية الاغلبية الميكانيكية ستكون صيغة موجودة حتى موعد الانتخابات القادمة , وفى هذه الانتخابات سيكون الرهان على الشعب السودانى , سيكون الرهان على مشروع السودان الجديد وليس على الاشخاص .
شكرا لمركز الخاتم عدلان , وشكرا لدكتور الباقر العفيف .