الشاعر السودانى عبد الرحيم حسن حمزة ومسابقة أمير الشعراء

كان من حسن حظّى أن ألتقى، وأنا أتأهّب لقضاء ساعات بطيئة مملّة فى مطار الدوحة فى طريقى من السودان للمملكة المتّحدة، ممثّل السودان الوحيد فى مسابقة أمير الشعراء الذى هوّن علىّ جمر الانتظار وأمتعنى بشعره الرصين والحى وقبلها لفتتنى أخلاقه المميّزة عندما تخلّى عن مقعده فى البص لسيّدة مرضعة دون جميع الشباب. سمته وخلقه كردفانىّ أصيل ولغته لغة البادية فصاحة ودقّةً لا سيّما وهو يحفظ القرآن الكريم. وأدهشنى حقّاً تواضعه مع نبرة الثقة بالنفس، التى قلّ أن تجدها عند أهل بلادنا، فهم من ضعضعة الثقة بملكاتهم ينزوون خلف من هو أضعف منهم ملكة وموهبة. قرأ علىّ شعره فحرّكنى فكان كثريد البادية الحار تزداد منه ما عرض عليك، وأنا فقدت مذاقى للشعر منذ زمن كبير لغلبة التقليد على الأصالة وولادة القصائد تترى وهى ميّتة القلب ولكنّى أشهد أن شعر عبد الرحيم حسن حمزة حىّ حياة توقظ سبات العرب وكيف لا وهو يستقى من القرآن وقيّض الله له رعاية الهادى آدم ومحى الدين فارس، رحمهما الله، وأعانه بتمكّن من ناصية اللغة والنّطق الواضح بمخارج سليمة، تندر بين أبناء وبنات وطننا.
هذا شاعر يجبرنا على الاحتفاء به والتضامن معه لا لأنّه من وطننا ولكنّه لأنّه إضافة حقيقيّة للشعر العربى وأمل فى بقاء روحه وحرارته ولم أكن لأتردّد فى مساندته حتى ولو كان أعجميى النّشأة ما دام صادق الموهبة. ترقّبوه يوم الخميس واحتفلوا به وأيّدوه.

عبد المنعم عبد الباقى على