عثمان حسين ... هكذا باغتونى .... عز العرب حمد النيل

عثمان حسين ... هكذا باغتونى .... عز العرب حمد النيل


06-09-2008, 07:35 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=160&msg=1212993337&rn=0


Post: #1
Title: عثمان حسين ... هكذا باغتونى .... عز العرب حمد النيل
Author: Giwey
Date: 06-09-2008, 07:35 AM

عثمان حسين..."هكذا باغتوني

كيف تجمع في ألفة بين هذا وذاك"






عز العرب حمد النيل





كان ذلك بعض ما رثي به الشاعر علي عبد القيوم صبيب أم درمان علي المك عليهما الرحمة ,إلا أن الألفة في تشييع عثمان حسين كانت غزلا فريدا يلفت الأنظار فالذين أعمارهم في العشرينيات والثلاثينيات لا يقل عددهم عن مجايلي فقيدنا العظيم أو متاخمي جيله أو كثيرا من الذين عبر عن عذاباتهم بصوته الشجين .

بهذه الصورة التي رأيت ثبت أن الفرادة التي تمتعت بها تجربة عثمان حسين في الغناء السوداني لم تتكور في زاوية من التاريخ قصية بل ظلت تتوشح بالبهاء لتكون خير معبر عن اختلاجات الجيل الجديد ولواعجه وفصل في الصبابة لا يعرف الفارق العمري.

وكان رئيس الجمهورية عمر البشير ممثلا للحكومة في التشييع رغم أنه ذات الرئيس للحكومة التي رأت في النصف الأول من التسعينيات أن أغنية يرد فيها القول " صدقيني وحياة غرامنا" تشمل تعريضا بالذات العلية وينبغي أن لا تكون جزءا من تراثنا الغنائي .استعار الموسيقار حافظ عبد الرحمن صوت نايه ليتلو آيات من الذكر الحكيم علي قبر راحلنا العظيم,وكان الفنانون بعض الذين رأيت كلهم يعزي بعضهم بعضا سيف الجامعة, وعثمان النو, وطارق جويلي, وصلاح مصطفي, وعبد القادر سالم, ومحمد ميرغني, وعبد اللطيف عبد الغني, ومحمدية ,وأبو عركي البخيت وحفيد ابو صلاح وكان هناك عبد القادر الكتيابي وعبد الله الزين وبعض نساء لم يبارحن سور مقابر فاروق إلا بعد انقضاء مواراته الثري وأبت عربة منظمة رد الجميل التي أبدعها خيال شاعر الشعب محجوب شريف إلا أن تكون حاضرة تعبيرا عن الوفاء والعرفان فقد كان قيامها أصلا لإعلاء مثل هذه القيمة حين عزت.

يحزن كل هؤلاء حزنا عظيما لأن عثمان حسين علامة فارقة في تاريخ الغناء والموسيقي السودانية بل يعتبر أحد رواد النهضة في تاريخ السودان الحديث في هذا الضرب من الفنون ويمثل نقطة تحول كبري في ذلك إذ إنه نقل الأغنية السودانية إلي فضاءات أرحب من حيث الموسيقي واللحن فقد"عبر عن الكلمة بموسيقي وهو بذلك أفضل من أوجد الموازي الموسيقي للكلمة "1 ويتجلي ذلك في ألحانه الباذخة التي تجعل المستمع ينصت متغنيا في كثير من الخشوع وينطبق فعلا ما يراه أهل غرب أفريقيا في الغناء السوداني أنه أقرب إلي الأدعية علي شدو عثمان حسين.

"إن ما يتبقي من عثمان حسين بعد وفاته هو أعماله الموسيقية التي تبقي شاهدة علي قدراته العالية في اختيار الكلمة والتأليف الموسيقي لهذه الكلمة التي يبدو أنه كأنما كان يغوص في داخلها حتي يجد المعادل الموسيقي لها"2

المتتبع لمسيرة عثمان حسين يجد التطور المتنامي مما يدل علي إبداعه ودرايته فقد بني علي تجارب من سبقوه فأشاد قصورا للأغنية السودانية ومجدا لنفسه حيث انتقل من عواد في فرقة الهرم عبد الحميد يوسف إلي عثمان حسين الذي تعرفون ولعل عبد الحميد يوسف استبان فيه النبوغ الفني منذ ذلك الوقت .

لحن عثمان كل أغانيه باستثناء أغنية واحدة لعبد اللطيف خضر وفي كل لحن تلمس الإضافة ولا تجد ما تصنفه أذن المستمع بالتقارب اللحني بين الأغاني علي الرغم من أنه لم يتوفر لدراسة الموسيقي وهذا أدل علي موهبته العالية.

غني فقيدنا العظيم ثنائيا مع محمد الحويج في تجربة لا أظنه قد خاضها صدفة ف"شبيه شيء منجذب إليه" فلربما يلتقي صوتاهما في مفترق قرار إلا أن أغنية "كلمة منك حلوة" التي أبدعا فيها ثنائيا غناها عثمان بمفرده فأجاد . أقول :

مارس هوايتك الحبيبة في غفار الراحلين

فالنوم موت قد يطول

لا بد من فرح يقول

لكل أهلك في تراب الميتين قصيدة

صدف وأغنية محار

رحم الله عثمان حسين مفتون سليل الفراديس بقدر ما قدم من عطاء وزاده بسطة في الرحمة والغفران

-------------------------------------------------------------------------------

1 و2 من حديث للفنان الشاب عبد الطيف عبد الغني لصحيفة أجراس الحرية 8 يوني2008

Post: #2
Title: Re: عثمان حسين ... هكذا باغتونى .... عز العرب حمد النيل
Author: الزنجي
Date: 06-09-2008, 08:35 AM
Parent: #1


تغمده الله بواسع رحمته
والهم آله وزويه الصبر وحسن العزاء
انا لله وانا اليه راجعون.

Post: #3
Title: Re: عثمان حسين ... هكذا باغتونى .... عز العرب حمد النيل
Author: انعام عبد الحفيظ
Date: 06-09-2008, 11:26 AM
Parent: #1

Quote: إلا أن الألفة في تشييع عثمان حسين كانت غزلا فريدا يلفت الأنظار فالذين أعمارهم في العشرينيات والثلاثينيات لا يقل عددهم عن مجايلي فقيدنا العظيم أو متاخمي جيله أو كثيرا من الذين عبر عن عذاباتهم بصوته الشجين .

بهذه الصورة التي رأيت ثبت أن الفرادة التي تمتعت بها تجربة عثمان حسين في الغناء السوداني لم تتكور في زاوية من التاريخ قصية بل ظلت تتوشح بالبهاء لتكون خير معبر عن اختلاجات الجيل الجديد ولواعجه وفصل في الصبابة لا يعرف الفارق العمري.



بدون شك هو فنان كل الأجيال

عليه الرحمة ولنا جميعاً الصبر