الحركة الشعبية والغيرة لمثلث حلايب

حملت الأخبار أن الحركة الشعبية وفي مؤتمرها العام الأخير طالبت شريكها في الحكم حزب المؤتمر الوطني إيلاء إهتمام أكبر بموضوع مثلث حلايب الذي تكاد تتون جمهورية مصر قد وضعت يدها عليه في خضم الأحداث والمشاكل التي تعصف بالبلاد منذ سنوات ، عاصفة تلو أخرى.
ومما لا شك فيه أن المشاكل الحدودية لا يعترف بنتائجها لمجرد وضع اليد وتغيير الواقع الديمغرافي ، وسيظل السودانيون حكومة وشعبا يؤمنون بسودانية حلايب إيمانا مسنودا بالوثائق وحقائق التاريخ ، وسيظل المصريون أيضا حكومة وشعبا يؤمنون بمصرية حلايب إيمانا لا يتزعزع مسنودا بما لديهم من إثباتات ، وربما بعضا من روح النكتة على المستوى الشعبي حسبما تلمست في بعض الإخوة المصريين الذين تناقشت معهم يوما ما في هذه المسألة يوم كانت بعض الصحف العربية تقرع طبول الحرب بين البلدين ، وذلك حين كان أحدهم يبادرني قائلا لقفل باب النقاش : حلايب إيه ياعم ، كفاية عليكو يا عم مليون مربع ، ياعم خليكو حنينين شوية !!! وسرعان ما تجلجل الضحكات ويقفل باب النقاش ... ولا أدري حقا إن كان النقاش على المستوى الرسمي يدور على ذات المنوال أم أنه لا يدور الآن إطلاقا.
ولكن وبما أن الحركة الشعبية مهمومة لتبعية مثلت حلايب ، فإننا نرجو منها بعضا من الإلتفات نحو مثلث آخر منسي من ذاكرتنا السودانية : مثلث اليمي المتنازع عليه بين السودان وكينيا. تبلغ مساحة مثلث اليمي 11000 كلم مربع ، ووضعت كينيا يدها عليه عام 1988 مستغلة إنشغال الحكومة في الخرطوم بحرب الجنوب ضد الحركة الشعبية شريك الحكم الحالي والتي كانت كينيا من أكبر الدول المستضيفة لقياداتها ، ومعبرا من أكبر المعابر لمرور المساعدات لها. وحتى يومنا هذا مازالت كينيا هي الشريك التجاري الأكبر لجنوب السودان وجميعنا يذكر كيف ارتفعت أسعار السلع جنوبا حين عمت الإضطرابات السياسية كينيا عقب الإنتخابات الرئاسية الأخيرة هناك.
ونطرح هنا سؤالا يبدو لنا منطقيا :ماذا يفيد أو يضر جنوب السودان تأكيد تبعية مثلث حلايب للسودان طالما أن إحتمال إنفصال أو إستقلال الجنوب وارد بقوة عقب الإستفتاء عام 2011م ؟ وفي الإتجاه المعاكس نسأل : ماذا يضر أو يفيد شمال السودان عودة مثلث اليمي إلى السودان حاليا طالما ظل إحتمال إنفصال الجنوب واردا؟؟
بديهي جدا أن التفكير في هذه المشاكل الحدودية ربما لا يشكل هاجسا ملحا لدى القيادات السياسية في الخرطوم ، وربما يكون من الأجدى للحركة الشعبية أن تثبت مقدرتها على حل المشكلة الحدودية المستقبلية المستعصية على الحل بين شريكي الحكم ألا وهي مشكلة مثلث أبيي.
ربما لا تكون أبيي مثلثا ، ولكن إقتداءا بغيرها من المثلثات نطلق عليها هذا الإسم الذي لا صار لا يدل في الجغرافيا السياسية إلا على الغموض والنكد. فمثل مثلث برمودا تبدو مشكلة مثلث أبيي وكأنها التي سوف تبتلع كل جهود الحلول السلمية ، بل ربما صارت السقف الجديد الذي تلوح به الإدارة الأمريكية لحكومة السودان من أجل الحصول على تنازلات مقابل مكاسب وهمية لا أكثر.
تمترست الحركة الشعبية خلف تقرير الخبراء ، وبدأت في فرض سياسة الأمر الواقع فعينت واليا أسمته مشرفا سياسيا ، وبدأت في تأسيس سلطتها المدنية من شرطة ومحاكم منفردة رافعة عقيرتها بالتباكي على إنسان المنطقة المحروم من التنمية ، وفي خضم الخلاف ووسط دوي المدافع ترفع مطالبتها للإهتمام بمثلث حلايب ... فياله من إشفاق لا يمكن تفسيره بحكم التوقيت سوى أنه مدفعية من نوع آخر.
كمال حامد عبد الرحمن

مرحب بيك استاذ كمال ومنورالبورد ..

شكرا مجاهد ومعا نحو إثراء قيم الحوار الجاد البناء

الغريب أن هذا الموضوع لم يكن من مقررات المؤتمر ولا التوصيات بل هو أقتراح تقدم به وفد

الحركةمن الشمالية ولم يجاز ولم يضمن في المقررات ،،

أما أهتمام الحركة بكل قضايا السودان فلأنها ببساطة موجودة في كل بقاع السودان

أخي الكريم / كمال حامد
تحية طيبة
سعدت بوجودك بالمنبر
أتمنى لك إقامة طيبة و مساهمة فاعلة مفيدة .

مرحبا بالاستاذ الكبير كمال حامد

وشكرا لى بكرى ابوبكر على هذا القلم الرائع
وهذه الاضافه النوعيه للبورد ...

التعديل بعد توضيح الاخ كمال حامد

شكرا نيوسوداني على الملاحظات
شكرا عبد الرحمن الطقي على الترحيب
شكرا عي محمد بشير على الترحيب
وأشير إلى أني لست كمال حامد بتاع التلفزيون أو الكورة أو إذاعة لندن ، فقط تشابه أسماء ، لهذا كتبت في خاتمة المقال إسمي كاملا :كمال حامد عبد الرحمن
يعني برضو ما كمال حامد شداد
وإبنتي نفيسة حين أعياها كثرة السؤال صارت تقول لكل من يسألها عن إسمها :نفيسة كمال حامد ، ثم تسبق السؤال المتوقع بالإجابة الجاهزة :لكن ما كمال حامد بتاع لندن والشرق الأوسط .والقول ما قالت نفيسة
مع خالص شكري