البطرياركية و مسح الكتوف السياسية

البطرياركية و مسح الكتوف السياسية


06-05-2008, 01:38 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=160&msg=1212626300&rn=0


Post: #1
Title: البطرياركية و مسح الكتوف السياسية
Author: ابوهريرة زين العابدين
Date: 06-05-2008, 01:38 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
زورق الحقيقة
أبوهريرة زين العابدين عبد الحليم

حرية الرأي لأهل الرأي داخل احزابنا

الأحزاب الديمقراطية هي الأداة الديمقراطية لتمثيل إرادة الشعب وحكمه وطرح برامج تعبر عن الشرائح التي تنتمي لها. حرية الرأي هي العمود الفقري للحزب الديمقراطي ويجب أن تطرح الأراء بشجاعة وبدون وصاية او أبوية او بطرياركية من اي احد، فلا أحزب ديمقراطية بلا ديمقراطيين يحملون هموم جماهيرهم ويقدمون نقدهم وانتقادهم بقوة وحتى يتم تقديم معرفة حقيقية، فالتطبيل ومسح الكتوف السياسي لا يقدم معرفة ولا يقدم افكار بديلة تساعد في تغليب الخيارات وتقديم افكار نقيضة تساعد الجميع في الوصول إلى بر الامان.
مع ظهور الانترنت وتكنولوجيا المعلومات تغير كل شيء حول قيادات الأحزاب وحول التركيبة الحزبية القديمة واصبحت المعلومات متاحة للجميع، وفي لمح البصر بعد أن كانت المعلومات يتم احتكارها من مجموعات حزبية من اجل استخدامها لقمع الخصوم الحزبيين ومحاولة جني ربح سياسي حزبي ضيق بها. الانترنت اتاحت لمجموعة كثيرة ناشطة الالتقاء والتحاور حول كل شيء واصبح الخبر يرسل من المواطنيين والمراسليين الشعبيين اذا صحت العبارة، فلا اجهزة الأمن الحكومية ولا الحزبية لها القدرة على ايقاف ذلك. هنا يأتي موضوع حرية الرأي فالبعض يعتقد أن حرية الرأي الحزبي هي أن يكون هناك تنظيم حديدي مغلق في دائرة ضيقة تتاح فيها حرية الرأي عبر القناة الحزبية البيروقراطية التي تقتل كل شيء وأن حرية الرأي تعني أن يقول الجميع نعم لكل شيء طالما جاء من الجهة القيادية المنتخبة وحتى لو كان ذلك ليس في صالح الجماهير، ونسوا أن مياه الديمقراطية يجب أن تجري اولا في انهار وبحار الاحزاب وخيرانها وازقتها وحواريها وحتى تكون هناك معرفة وافكار. فالقيادة ومهما كان لها من الهام ومعرفة وثقافة تعجز عن ادراك كل شيء وهذه طبيعة البشر ولكن المجموع قادر على تقديم رؤى مختلفة شاملة تكمل بعضها البعض.
الصراع ما زال مستمراً ما بين المجموعات الليبرالية التي تدعو لحرية الرأي الحزبي والمجموعات المحافظة الدوغمائية المنغلقة المغلقة على ذاتها وتريد أن تحافظ على كل شيء. ففي البلدان الديمقراطية يعتمد الامر على طرح البرنامج والاقناع، فالشخص الذي يعمل في المجال العام هو خادم الجماهير وليست الجماهير هي خادمته كما يحدث في بعض البلدان وكما يعتقد بعض الزعماء والقيادات، فحرية الرأي هي العمود الفقري للتقدم ليس في الاحزاب فقط ولكن في الجامعات وفي غيرها. اتمنى ان تكون هناك لوائح واضحة داخل هذه الاحزاب تكفل حرية الرأي الحزبي للاعضاء والكوادر ولا يسمح لمجموعة بيروقراطية صغيرة بالتحكم في الشأن الحزبي وفي الشأن الجماهيري ومحاولة قمع الكوادر الحزبية المخضرمة بلجان التأديب والقمع الحزبي.
إذن نستطيع القول إن حرية الرأي وطرح اراء مغايرة لما تطرحه الجهات القيادية الحزبية لا يعني الشتيمة لهذه الجهات، وقد درج البعض تصوير كل نقد وكل رأي مخالف بانه اساءة للجهات القيادية وهذا خطل ليس بعده خطل، وكنوع من قمع الآخر وحتى يتم تخويف هؤلاء الذين يكتبون، بالمقابل هناك بعض الذين يظنون كل الظن بأن مدح القائد هو افضل خدمة يقدمونها لانفسهم اولاً وله ثانياً، ونسوا او تناسوا انهم يهدمون انفسهم بعدم احترامهم لانفسهم ويهدمون هذه الأحزاب، لأنهم في الحقيقة لا يبنون ولا يقدمون معرفة او افكار بديلة وانما يعملون معاول الهدم الفكري والسياسي. المجتمعات التي تقدمت وتخلف غيرها قد بنت بالديمقراطية وبحرية الرأي، وليس بالتطبيل ودق الدفوف السياسية والرياء والتملق والخيلاء الكاذبة. ربما لم يتعود الناس في المجتمعات التقليدية بأن يقول الناس لا، وتعودوا على أن الزعيم او الاب او الجد له الرأي النهائي والكل مطيع.
التركيبة المجتمعية السودانية قد تغيرت تغيرا كثيرا واذا اضفنا موضوع الانترنت والتلفونات الجوالة فنجد أن هناك انفتاح كبير على العالم، ولم يعد الافراد والجماعات يعتمدون على المذياع وصحف الحكومة وتلفزيونها في المعلومات او على النشرة الحزبية التي تنزل من اعلى الى اسفل، فاذا تحدث الناس قبل سنوات قليلة خلت عن تأثير القنوات الفضائية فالآن الكمبيوتر والانترنت قد احدثت نقلة نوعية في تفكير الناس وفي تفاعلهم وانفعالهم مع الحدث. لذلك على الاحزاب استيعاب هذا التغير الكبير في قنواتها وفي ادارتها فسوف تصبح ذاكرة الشعوب قوية لانه يمكن الرجوع لكل حدث ولكل حديث واحضاره في لمح البصر من خزانات المعلومات حول العالم، فالسياسي لا يستطيع أن يقول انا لم اقل ذلك او أن وعوده التي قطعها سوف ينساها الناس بل سوف تكون حاضرة ويمكن ابرازها في اي زمان وفي اي مكان فقد حولت الانترنت العالم الى اللازمان واللامكان.
آخر قولي كما قلت اولاً، يجب أن يسمح بالرأي الآخر داخل احزابنا كبيرها وصغيرها، وخاصة لأهل الرأي الحزبي وحتى تكون عندنا لبنة ديمقراطية لمجتمع ديمقراطي، فلا يمكن ان نتحدث عن الديمقراطية زلفاً من الليل وطرفاً من النهار ودماء الشمولية تجري في عروق احزابنا تتلوي فيها كما يتلوى ثعبان في جنح الليل البهيم. حرية الرأي تدخل النور وتعطي الامل للملايين المحتاجين، تفتح المجال للكل للتعبير عن مصالح اهلهم والجهات التي ينتمون اليها، تمنح الابداع فرصة وتطرد التقليد من جلباب الحزب وتجلب للحزب الحرية. في الجانب الآخر لا يوجد ابداع او معرفة بالتطبيل وحرق البخور السياسي وبالشمولية الحزبية المغلفة بغطاء ديمقراطي زائف. فقد آن الأوان أن تكون هناك ديمقراطية حقيقية داخل احزابنا وحتى نكون بديل حقيقي للشمولية وحتى نقدم الديمقراطية للشعب داخل مواعيننا اولا وبعد ذلك لماعون الشعب الكبير، فلا يجب ان تضيق مواعين الاحزاب بالرأي الآخر من اهل الرأي الحزبي.

Post: #2
Title: Re: البطرياركية و مسح الكتوف السياسية
Author: Elbagir Osman
Date: 06-05-2008, 02:55 AM
Parent: #1

أحسنت أبو هريرة

وليت كل الأحزاب تقرأ ما كتبت


الباقر موسى

Post: #3
Title: Re: البطرياركية و مسح الكتوف السياسية
Author: ابوهريرة زين العابدين
Date: 06-05-2008, 01:45 PM
Parent: #2

شكرا اخي الباقر

Post: #4
Title: Re: البطرياركية و مسح الكتوف السياسية
Author: Mannan
Date: 06-05-2008, 02:14 PM
Parent: #1

اخى العزيز ابوهريرة
انت من الاصوات التى نحترمها فى حزب الامة .. قرأت كلامك بتمعن والذى لخصته بتركيز فى:
Quote: آخر قولي كما قلت اولاً، يجب أن يسمح بالرأي الآخر داخل احزابنا كبيرها وصغيرها، وخاصة لأهل الرأي الحزبي وحتى تكون عندنا لبنة ديمقراطية لمجتمع ديمقراطي، فلا يمكن ان نتحدث عن الديمقراطية زلفاً من الليل وطرفاً من النهار ودماء الشمولية تجري في عروق احزابنا تتلوي فيها كما يتلوى ثعبان في جنح الليل البهيم. حرية الرأي تدخل النور وتعطي الامل للملايين المحتاجين، تفتح المجال للكل للتعبير عن مصالح اهلهم والجهات التي ينتمون اليها، تمنح الابداع فرصة وتطرد التقليد من جلباب الحزب وتجلب للحزب الحرية. في الجانب الآخر لا يوجد ابداع او معرفة بالتطبيل وحرق البخور السياسي وبالشمولية الحزبية المغلفة بغطاء ديمقراطي زائف. فقد آن الأوان أن تكون هناك ديمقراطية حقيقية داخل احزابنا وحتى نكون بديل حقيقي للشمولية وحتى نقدم الديمقراطية للشعب داخل مواعيننا اولا وبعد ذلك لماعون الشعب الكبير، فلا يجب ان تضيق مواعين الاحزاب بالرأي الآخر من اهل الرأي الحزبي.


احزن عندما يفنى شباب مقتدر حياته داخل حزب ولا يستطيع تغيير ماكينته فيصاب هو الآخر بالاحباط او ينسلخ او يموت وهو يصارع من اجل تغيير حزبه او ينشق ولا يصل الى غاياته والامثلة كثيرة... حزب الامة وحزب الاتحادى الديمقراطى والحزب الشيوعى والجبهة الاسلامية القومية (حرباء السياسة السودانية التى تتشكل بالف لون) والاحزاب القديمة كلها تأكلت ماكيناتها الفكرية فاصبحت تحدث صريرا مزعجا... يبدو ان الاوان قد أن للتفكير فى تجمع يلم كل الغاضبين على هذه الاحزاب جميعها... ربما كان تجمع قوى الهامش الجغرافى والسياسى والاجتماعى اقدر على تمثيلنا جميعا والعبور بنا الى بر الامان...

هذا كلام من القلب يا عزيزى اباهريرة..

نورالدين منان

Post: #5
Title: Re: البطرياركية و مسح الكتوف السياسية
Author: ابوهريرة زين العابدين
Date: 06-05-2008, 03:03 PM
Parent: #4

شكرا الاخ نور الدين على "كلام من القلب" واعلم ذلك
لكن تعرف المشكلة هي في وجود كميات كبيرة جدا من الاحزاب الجديدة وما نحتاجه في بلد مثل السودان ليس التشرذم الى احزاب صغيرة بدون فاعلية على المستوى السياسي والشعبي لذلك اهمية ان نتوحد حول حزبين او اربعة احزاب كبيرة هو الافضل لذلك ادعو ان يدخل المثقفين هذه الاحزاب ويصلحوها من الداخل بدلا من تاسيس احزاب جديدة تكون مجرد لافتات وعندنا تجربة امريكا والدول الاروبية، استعلاء المثقفين على واقعنا المجتمعي ومحاولة فرض الوصاية والوصايا على الشعب تحت شعارات الجهل وعدم التعليم وغيرها من الحجج هو سبب المشكلة وادى البعض الى محاولة تغيير هذاالواقع بانقلابات وهذا ما حدث في تاريخ السودان من اليمين واليسار. الامر يحتاج الى فهم الشعب وتراثه وماذا يريد وخلق رؤى تنطلق من الموروث الشعبي للشعب. لان تغيير الشعوب لا يتم بانقلابات او بعمل فوقي وصائي دعائي الامر يحتاج الى عمل دؤوب لا يعرف الهوادة منطلقا من قضايا الشعب وليست قضايا المثقفين الاستعلائيين وتلك هي المسألة. ايضا الاحزاب تحتاج ان تكون عندها برامج نابعة من مشاكل الشعب لا مشاكل بعض القيادات ونرجسياتها السياسية والاكاديمية والثقافية. هذا الامر يمكن ان نفتح حوار كبير حوله
مع شكري
أبوهريرة

Post: #6
Title: Re: البطرياركية و مسح الكتوف السياسية
Author: محمد الواثق
Date: 06-05-2008, 04:15 PM
Parent: #1

الحبيب

تربت يداك

واخاف ان يتملك الجميع القنط فتبور ارض الفكر وتترك مرتعاً لكل ما هو ضار ومضر .

هذا من باب نحن هنا

Post: #7
Title: Re: البطرياركية و مسح الكتوف السياسية
Author: ابوهريرة زين العابدين
Date: 06-05-2008, 08:54 PM
Parent: #6

شكرا محمد الواثق

Post: #8
Title: Re: البطرياركية و مسح الكتوف السياسية
Author: ابوهريرة زين العابدين
Date: 06-06-2008, 01:54 PM
Parent: #7

--