سحب المزلاج واندلق الضوء في الطرقات...هكذا تصبح بلادي. تلكع. وأهلي ممهولون...لا يعنيهم تململ وعيل الشمس في ثوب السماء... يصرون أيديهم أن اصبري والسوق يتوسطنا... إلا أن من توهط السوق ذاك الصباح رأي بعينيه لم يبلّغ رأى شراعات بيض تلازمها رياح خفية ( ما داعبت الريح خدا في السوق قط) ذات خبب تقصد السوق ،شراعات ترفرف على مراكب صندل سمراء تبحر على وهد الطرقات ... يترنم حاديها بالمديد من المنى: عج على الوادي المقدس بي...وتأدب ههنا سبع وإنني من قوم تعودوا العجب... ومع ذلك يفسحون له مقدار فرجة وتفكر افسحوا للكاهنات البيض يحفون يمانجا التي تغني والمنى كل المنى أبدا ....فوق فوق الفوق مرتفع مأذونات للصيد وقد اسرجهم للريح وللملح...ابوهم. والمرأة في الأصل ابنة... أو هو مقام لا تبرحه إلا مكرهة ولا تتشيع إلا بدين هو الأب..فيقولون غضب الأب من غضب الرب...بل هو عينه. المرأة عند الخطيئة تتوخى أباها وإن همت بها أشاحت عنه. وتتطلع دوما لأبيها الذي في السماء قاعد أو مقعد...ولا يقدل تاجها إلا تحت ذراعه البشارة تتعمد بدمع وداعه و تتعفر بعتبة بابه لتظل العودة مشرعة وفي ذلك الصباح شيعهم أبوهم ، غسل أقدامهن ايذانا بالمسير "هلما ورائي فاجعلكما صيادي الناس" وحملهن الشبك.
يقولون ويقولون... حدث وحدث... وتفرقت بهم السبل... أما هن..فاالله لهن من كسار سواريهن "طق!"
تحياتي حيدر... لم يتكلس سوى أني فشلت في انزال صورة للجمهوريات وهن يوزعن كتب الفكرة..انها محاولة مني لتقصي أثر الدائرة الأولى حول الاستاذ محمود محمد طه.. وأقصد أول من التحق من الفتيات بالفكر الجمهوري
Post: #11 Title: Re: مراكب صيد Author: Adil Osman Date: 06-06-2008, 01:41 PM Parent: #1
وكان لهنّ حضور جميل فى جامعة الخرطوم. بالثياب البيض. والملامح الريفية الوديعة. كأنهنّ خارجات من براويز صور جداتهنّ - خلا الشلوخ. وكان النشيد الدينى المحمول على اصواتهنّ جاذبآ. ولقد كاد أن يغرى بعض طالبات الجبهة الديمقراطية كى يسلكن مع السالكات فى طريق الفكرة الجمهورية.
كتابتك عجيبة يا ميسون النجومى عن الكاهنات البيض. وعن العرق الذى يتفصد ملحآ فى قيظ الخرطوم وابو جنزير. والفكرة بالرونيو مطبوعة. 25 قرشآ. واصلى هذه الكتابة الاستقصائية البديعة. ولكن ثمة سؤال: هل وهبهنّ ابوهنّ محمود للفكرة، زوجات الى الابد؟ هل تحولن الى راهبات؟ يا لهنّ من اشرعة بيضاء، خفاقة.. فى محيط غدار .. محيط سلفى.. رجعى.. غدار..