خديجة عمتي

خديجة عمتي


06-02-2008, 12:16 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=160&msg=1212405398&rn=0


Post: #1
Title: خديجة عمتي
Author: امل هباني
Date: 06-02-2008, 12:16 PM

عمود اشياء صغيرة صحيفة أجراس الحرية

خديجة عمتي
خديجة عمتي هي كبيرة عائلتنا، وهي أمراة شخصية يقصدها الكبير والصغير في حل مشاكلهم وبث همومهم لما تتمتع به من مقدرة عالية من سماع المشاكل والمساهمة في حلها بكل ود وطولة بالة ،فخديجة عمتى لا يمكن أن تراها غاضبة أو متضايقة لأن لها مقدرة غريبة على التعايش مع كل الاحداث وكل الناس ..لذلك لم يكن لها خلاف مع أي شخص ولم تنفعل انفعالا حقيقا بأي حدث ،تزوج عليها زوجها ثلاثة مرات ولم تغضب أو تطلب الطلاق ولم يؤثر ذلك حتى على (حنتها ودخانها)بلغة النساء والتي كانت تواظب عليهما امعانا في (الجيهة ) وقطع ألسنة الناس ،وعلى الرغم من اعجاب معظم الناس بها وبطريقتها في البحث عن السترة و البعد عن كشف الحال ،ألا انيي كنت احمل رأيا سلبيا في خديجة عمتي ،واعتبر سياستها التعايشية هذه فيها خنوع وتصالح مع الاخطاء لا يمكن احتماله ؛ جاءها أحمد ابن عمي يوما وهو منتفخ الوجه متورم الخد ،ساخطا ومتوعدا للطبيب الذي خلع له ضرسه بالخطأ مما زادمن الامه بدلا ان يزيلها وتورم وجهه وخده الى هذا الحد ، فما كان منها الا ان هدأته واجلسته بالقرب منها وقالت له :انت محظوظ وهذا الطبيب شاطر لأنه لو لم يكن كذلك لكنت مرحوما الآن ولحقت (امات طه ) لان جارتنا حجة آمنة سافرت قبل يومين الى كوستى (لبكا ) ابن أخت زوجة أخيها وهو شاب اصغر منك ،مات بسبب خلع ضرس، فلتحمدربنا أن كفاءة الطبيب الذي ورم وجهك أفضل من ذاك الذي قتل الشاب المسكين ،ولو رفعت عليه قضية تكون حرمت الناس من طبيب يعالج خطأ وهناك اطبأ يقتلون.وخرج احمد وهو مبسوط وممتن من الطبيب الذي اكتفى بتوريم وجهه.في ذاك اليوم حدث ما غير رأي في طريقة خديجة عمتي كلية اذ انني تعرضت لهزة في حياتي الزوجية حينما اكتشفت أن زوجي يخونني مع نساء اخريات فثرت وذهبت الى بيت اهلي مطالبة بالطلاق حتى جاءتني عمتي خديجة وجلست قربي لتبدأ في ايدولوجيات التعايش وسترة الحال قائلا:يجب أن تكوني في قمة السعادة في هذا الزمن الذي نحيا فيه لان زوجك( بتاع نسوان مش بتاع ....)الم تسمعي بقصة فلانة وفلانة وفلانة وسردت علي عشرات القصص لزوجات اكتشفن أن ازواجهن ليسوا (بتاعين نسوان) بل (بتاعين ) أشياء أسواء من ذلك ،ولم تخرج خديجة عمتي من منزلنا الا بعد عودتي الى بيت الزوجية طائعة راضية وكلما سمعت زوجي يغازل واحدة بمكالمة تلفونية او يرسل مسج بالموبايل أكون في قمة السعادة والامتنان لأن زوجي جزاه الله عني كل خير من اخلاقه واحترامه لي( يخونني) فقط مع( نساء أخريات ).
*القصة اعلاه هي محض خيال اكتبها بمناسبة اليوم العالم لحرية