السيرة الشعبية (للحلّاج)..تقول بأن الجُنيد قد رجم الحلّاج بوردة حمراء فتألم لها أكثر من الجحارة

يقول الدارس والمحقق رضوان السح .. حين سمعت بأن الجُنيد قدرجم الحلاج عند إعدام بورده حمراء تألم لها أكثر مما تألم من جميع الحجارة التي رجمه بها الناس وهذا الخبر اعجبه !وليس مصدرالإعجاب أن يتالم الحلاج من وردة حمراء ولا يألم من الحجر فأخبار الحلاج تعج بطرائف مثل هذه وأغرب ..
ولكن مصدر اعجابه وعجبه هو هذا التحدي الكيبر لمعطيات التاريخ المتفق عليها وهي ان الجنيد توفي قبل مقتل الحلاج بما يزيد عن عشرة سنوات .. ويذكر ويقول رضوان ان بعد ان سمع الخبر هذا للمرة الثانية أصبح في شوق شديد لمعرفة مصدره وصار يبحث حتي وصله إلي (السيرة الشعبية للحلاج) وراي فيها ماده خصبه لما كان يعدو لدراسته المقدمة لكتاب الحلاج (الطواسين وبساتين المعرفة).. وبداء بالتعرف علي شخصية الحلاج الأسطورة أو الرمز .. ومعرفة موقع هذه الشخصية في الوعي الشعبي وهذه المعرفة لا تقل أهمية ـ إن لم تكن تتفوق عن مسألة التلمس عبر الوثيقة التاريخيةوذلك لان الشخصية ميتة في الوثيقة وحية وفاعلة في الوعي ..
وأيضا يري في السيرة الشعبية مادة أكثر اهمية من غرائبيات الكتب الرسمية ـ وفي رأيه خلاصة نهائية لما مكث في الوجدان الشعبي بعد غربلة طويلة..

تواصل ..

قصة حسين الحلّاج رحمه الله:
قيل إن (والدة حسين الحلاج) عندما حملت به نذرت ان يخدم الفقراء وتُسلمه إلي الشيخ أبو القاسم شيخ الطائقتين الجنيد رضي الله عنه ليعلمه القران فلما وضعته وكبر لم يَهُنْ عليها فراقه فأشغلته في صنائع أهل الدنيا فلم يتعلم منها شيء .. فقال لها ذات يوم يا اماه (أنت قلتِ لي انك نذرتيني ) خادماً للفقراء فاوهبتيني للشيخ أبو القاسم الجنيد اوفي بنذرك فأخذته ومضت به إلي الشيخ الجنيد فعلمه كتاب الله وعلمه العلم الشريف وكان يخدم الزاوية ويتحوج إلي الفقراء ويدخل الخلوة ويكنسها وينفض الكتب من الغبار العالق بها ويبسط السجادة لشيخه ويملاء الأباريق ... فدخل ذات يوم الخلوة ليكنسها وإذا ورقه من السجادة سقطت فيها اسم الله الأعظم فأخذها وأكلها ليتبرك بها وكانت مرسوم الولاية للشيخ فطلبها فلم يجدها وشق عليه فأراد ان يخوف الفقراء حتي يردوها إليه.. فقال من وجد لي ورقه ولم يردها لي فقطعت يده اليمني فلم يرد عيه أحد ..
فقال : من سمعني اطلبها ولم يرد ها لي قطعت شماله . فلم يرد أحد
فقال : من سمعني أطلبها ولم يردها لي قطعت (رجليه) وصلب ورجم وأحرق وذرّي بالهوا

تواصل....

عجبت منك ومني يمنيه المتمني

الأخ حمزة..سلامات

Quote: عجبت منك ومني يمنيه المتمني

نسمةمن جنابه ـــــ أوقفتني ببابه
جذبتني لوصله ـــــ أبداً وإقترابه
واستراح الفؤادمن ــــ هجره وإحتجابه
طاب لي ما سمعته ــــ في الدجي من عتابه
وعلي كل حالــــة ـــ سكرتي من شرابه

هذه العبارات المسجوعة وردت في كتاب الدكتور كامل مصطفي
الشيبي صفحة 186 إسم الكتاب (الحلاج موضوعاًللاداب والفنون
العربيه والشرقية قديماً وحديثاً )

فنفذت الدعوات كلها في (حسين الحلاج) وهو قائم متحيّر وقد إلتهبه فؤاده من محبة الحق ... فقال له شيخه يا حسين...! ما إفتكارك ؟!
قال : نسمة من جنابه أوقفتني ببابه وبشرتني في الدجي بوصله وإقترابه وأستراح الفؤاد من هجره وإحتجابه وطاب لي ما سمعته في الدجي من خطابه وعلي كل حال سكرتي من شرابه .. ثم قوي به الوجد فكان الشيخ يعطيه الفضه ليشتري عشاء الفقراء فيذهب للسوق فيقف علي البياع ويقوله ماذا تريد ؟
فيقول : الله ...! ... الله !
ويذهب إلي الخباز والبقال وهكذا حاله ورده ..
فأتي أهل السوق إلي الشيخ يا سيدي لا ترسل إلينا هذا المولّه فإنا لا نعرف مايقول
وزاد الوجد فساح الحلاج في الجبال ستة شهور ثم رجع في ميعاد الشيخ ... فوجد المجلس مزدحماً
بالخلائق فوق في (الدهليز) ... وكان الشيخ فصيح اللسان إذا تكلم يفهم كلامه الذكي والبليد
وكان الناس يرغبون في مجلسه لفصاحته ...فدق الكلام في ذلك اليوم ولم يفهم منه شيء ولا حتي
كلمة واحده لم يفهموها ...
فقال الناس : ما هكذا عادتك مع الفقراء ما نفهم من كلامك شيء .
فقال : الشيخ وأيضاً انا لم افهم ما اقول ..ولا بد من نبأوممن يفهمه .. فتشوا (الدهليز)وانظروا من يبكي لهذا الكلام .. فلما فتشوا وجدوا (حسين) الحلاج وافق ويبكي ..
فقالوا : له تعرف ما يقوله الشيخ ..؟!

تواصل

فقال حسين الحلاج :نعم أعرف
فقالوا له : تقدم الشيخ يريدك ..
ففسحوا له المجال وطلع إلي المنبر..فقال له الشيخ يا حسين انت وصلت
إلي هذه المنزلة تسمع الخطاب في الاسرار ...؟ أكتم السر ...!
فقال له ما أقوي عليه أي الكتمان .
وقيل إنه سأله: ما المحبة؟
قال حبه نزل بقلبي فلم أري إلا ربي فأخذ لبي مني ,وسلبني عني ,ثم نظرت منه
إليه فلم اري إلا هوفعلمت إنه الحق وقال يا حلاج :ما أسرع ما كانت المحبة ,رضعت من ثدي محبتنا رضعة ,وشربت من كأس محبتنا جرعة,فما ثبت إلا لحظة ,وما كتمت,غمضة.
ثم بكي بكاءً شديداً حتي غشية عليه ثم أنشد :
ألا ياليل زاد بي الهيام ـــــ شطحت بسكرتي براوسهلا
ألا ياليل للمولي رجال ـــــ ألا ياليل قُرب الحقُ نالوا
ألا ياليل قد كسبو(جمال)ــــ ألا ياليل قد صدقوا المقال
إلي اخر القصيد ..
فلما فرق من كاملة القصيده سأله شيخه يا حسين أنت وصلت إلي هذه المنزله ؟
إن كنت وصلت إليها عليك بكتمام السر..
فقال يا شيخي ما لي بقوة علي كتمان السر ...فقال له كيف تري نور المحبوب في قلبك ؟