نقولُ الحقيقة ولو علي أنفُسِنا - مشاهِد مُشاهِد

نقولُ الحقيقة ولو علي أنفُسِنا - مشاهِد مُشاهِد


05-28-2008, 02:45 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=160&msg=1211982323&rn=0


Post: #1
Title: نقولُ الحقيقة ولو علي أنفُسِنا - مشاهِد مُشاهِد
Author: علاء الدين يوسف علي محمد
Date: 05-28-2008, 02:45 PM

ثلاثة مشاهِد مخزية منها ما لنا و فيها ما علينا:
مشهد أول:
تقتحِم لاندكروزرات المتمرِّد خليل إبراهيم الخرطوم من أوسع أبوابها (أم درمان) و أثناء توقفهم في أحد شوارعها التي ابتاعوا منها مأكلهم و مشربهم من مياه معدنية و موز (و العهدة علي الراوي) دفعوا كل ما عليهم لباعة ما اشتروه من محتيجات و هذه نُقطة (تُُحسب لهم)

و بينما هُم وقوف يأكلون بشراهة الجائع و يستسقون سِقاية الظمآن إقترب الراوي منهم حين انخدع بِمظهرِهم و لباسهم العسكري ظاناً أنهم من قواتنا النظاميةو حينما إكتشف أنه قد تشابه عليه القوم و حتي لا يأخذه إحساس الخائف الفار فيثيرهم ذلك و يصوِّبون نحوه أسلحتهم مرّ بسرعة قرب إحدي سياراتهم و ربّت عليها بيده ماسِحاً جسمها إحساس من يربُت علي ظهر الكلب وهو خائفاً منه ، فقال له أحدهم (أمشي يا زول نِحن ما دايرين مدنيين) يُحدِثني في ذهول شاهدي علي الحدث و يقول مغلِّظاً علي يمينه أنهم تركوه و شأنه (و هذه تُحسب لهم) و لكن..

يقول بِحسرة فجأة إلتفتو ناحية رجُل شرطة أعزل كان ماراً و حين رآهم ركض باتجاه معاكس محاولاً النجاة بنفسِه التي فاضت روحها إلي بارئها تقبله الله قبولاً حسناً ، و ذلك حينما ضحِك أحدهم وهو يأكل و يشير إليه بينما الأول راكِضاً و الثاني ساخِراً من حالِه و بيدٍ متمرِّسة صوب نحوه مِدفعاً رشاش و بشكلٍ طولي في الرِماية أطلق عليه مجموعة من الطلقات خاطه بِها من أعلي الرأس لأخمص القدمين أرداه بها شهيداً بإذن الله (وهذِه تُحسبُ عليهم)


مشهد ثاني:

في السِكة....




_________________________________

التعديل في كلِمة أم درمان

Post: #2
Title: Re: نقولُ الحقيقة ولو علي أنفُسِنا - مشاهِد مُشاهِد
Author: علاء الدين يوسف علي محمد
Date: 05-28-2008, 03:06 PM
Parent: #1

بينما قواتنا النِظامِيّة تجول بحثاً عن فلول المُرتزقة الغازين ، يجلس أحد أبناء الحي طرف حيه في مكان قصي ينشد فيه عُزلة و وحُدة يبرز غبار كثيف أثارته عجلات سيارات القوات النِظامية المُطارِدة في شغف لِخليل و مُرتزقتِه و جندِه ، فيُفاجأ جليس خلوتِه بسحب الغبار الكثيفة و يثير ذلك فيه هلعاً و خوفا وهي تتجِه صوبه ، فيقف محاذراً و يتحرّك من مكانه متوجِساً شرا قد يحيق به فينوي الإبتعاد فتثير حركتِه القادمين فيُسرِعون تجاهه و مشتبهين فيه أن يكون من المُطاردين ويسألونه بلسان تُرافِقه الأيدي و الدباشِك ، فيركض نحوهم أحد أبناء الحي باكياً مُنتحِباً علي حال المسكين الذي وقع في شرِّ بليّتِه و يقول لهم( حرام عليكم .. فكوهو .. بعرفو .. دة مِن هِنا والله العظيم من هِنا) فيتركونه و شأنه و يُطرِق هو أرضاً دمعته سائلةً علي خدِّه و ربما دعواته سائلةً مولاه أن:
لا تظلِمنّ إذا ما كنت مقتدِراً فالظلُمُ يعود عليك آخره بالندمِ
نامت عُيونُك و المظلومُ منتبِهاً يدعو عليك و عين الله لم تنَمِ

و مضي يُلملِم ما تبقّي له من جُزيئيات سليمة بعد أن حطّموا فيه ما حطّموا مِن عِزة و كِبرياء ، فانطبق عليه بما أنه مواطن غلبان من درجة زيرو وصف (ذليل قومٍ ذُلّ)


لابُدّ من مراجعة أداء الأجهِزة الأمنية لِطُرق تعامُلها مع المدنيين ، و المشتبه فيه برئٌ حتي يثبُت العكس

Post: #3
Title: Re: نقولُ الحقيقة ولو علي أنفُسِنا - مشاهِد مُشاهِد
Author: علاء الدين يوسف علي محمد
Date: 05-28-2008, 03:27 PM
Parent: #2

مشهدٌ ثالِث:

بعد انتهاء الأحداث و مضي عُدّة أيام ، توجهت نحو جامِعة الخرطوم قاصداً بورد نتائج كلية بعينها لفتاة يخصّني أمرها ، بحثت عن موقع البورد المعني لِسنة فتاتي المرحلِية حتي وجدته ، وقفت وحيداً أمام البورد و ساحة الكلية تكتظ بالطلاب بِمختلف سحناتِهم يختلِطون في تناغمٍ تام ، و بينما تجول عيناي في الأسماء المعلّقة علي البورد و أنا صاحِب نظارة طِبية ، أتمعن ببطء إذا بشاب لهجته من أهلنا في دارفور يقِف بعدم أحترام واضح حينما يحشِر كتِفه الأيمن حشراً بيني و البور و يرفعُ يمناه و يضعُ كفّ يدِه اليمني مُباشرةً أمام وجهي القريب جداً للبورد لصِغر خط كتابة الأسماء ، فالتفت إليه بحدة و قلت:
- يا سيِّد لو سمحت ممكن تنزذِل يدك عشان أقدر أشوف معاك؟
فقال بمنتهي الجلافة و البرود و قِلة الأدب دون حتي أن يُدير وجهه ناحيتي:
- ما بزِه
قلت و أنا أستشيط غضباً و أنا أرفع يدي مُحاكياً ما فعل معي و أضعها أمام وجهه:
- يعني لو أنا عملت كِدة برضيك؟
فقال:
- مالو يأني ما تأمل
و أيضاً دون أن يلتفِت إلي
فما كان مِني إلا أن مِلت يميناً بجسدي ثم يساراً بكتفي ناحية كتِفه فدفعته عن مكانه ذاك و ببرود الدُنيا كّلّها يتتعتع لحيثما دفعته و يصلُب طوله فأظن أنها المعرِكة لا محالة و يُذهِلني حينما يلتفِت لفتاة كانت ترافقه وهو يقول:
آدم قال لي هِنا لكن ما لقيتو