لله..و المحبة..

لله..و المحبة..


05-24-2008, 07:04 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=160&msg=1211652286&rn=0


Post: #1
Title: لله..و المحبة..
Author: Kabar
Date: 05-24-2008, 07:04 PM

في بعض من ثقافة اهلنا النوبة في منطقة الدلنج.. أنهم يودعون الفقيد بأغاني خاصة تسمى الفارنق..
فيها تمجيد لجمال المفقود..و اعماله التي عملها في الحياة..و التي يؤكد بها حب الخير و الجمال..

و هنا..

البقعد في وجدان الناس بالمحبة.. قطع شك ما بيمشي منهم..

الى روح استاذنا مصطفى سند.. مثلك لن يذهب يا صديق..



" target="_blank">object width="425" height="355">




تحية خاصة للأستاذ مجاهد عمر..



كبر

Post: #2
Title: Re: لله..و المحبة..
Author: Kabar
Date: 05-25-2008, 08:07 PM
Parent: #1

أحزان قديمة *

"توريتُ" تفتح في مطار الليل صندوقا من اللحم الجريح
"توريت" ترفع شارة البابا و لافتة المسيح
و تدق بالكفين شرفة قيمها الصيفي
تنبح و الأسى
يلج الكهوف السود ، يرسم كل واجهة ضريح
مليون قلب في بحار الدمع طافية تصيح
هذا جناي توسدته شوارب الديدان ، غطته الدماء
حتى بنات الماء عرت جلده المحروق
بلّت فوق جبهته الغطاء
هذا جناي سحابة سحّت بجوف البيد مسرفة العطاء
عيناه سابحات فيروزا مضاء
و قيمصه الدامي طعام الريح دار بكل ناحية
و عاد بلا صدى
تبكي عليه برودة المرساة و ينتحب الندى
شمسان في خديه دورتا مكان اللحم ،
نام بلا وجيع
يخبو و يرقد في لحاف الموت جزت راسه
الأعشاب ، شقت صدره الدامي سكاكين الصيقع
من يستطيع؟
اٍبني يعيد اليه رعشة قلبه المطعون
و النفس الصريع؟
***
"توريتُ" و الليل المدلى في حقول الشمس
مرتعش القرار
"ليرا"يصد الريح عن قيعانها الثكلى
و يلويها على وتر النهار
يعلو و يرعد في هدير الضحوة العطشى
و ما يلد الرؤى... يلد النزيف
كفاه يا بستان من عرق الخريف
ثدياه صخر النار يلقم حلمة للغيم
يرضع جمرها الصادي فلا مطر يهب ولا رشاش
تبكي عروق الطنضب المحروق و التيك العطاش
***
"توريتُ" نافذتان دامعتان تحت الصبح ،
ساقيتا أنين
جرس الكنيسة ضائع الدقات مخنوق الرنين
تتناثر الأصداء كالبومات
تلويها بصدر الأفق زوبعة حرون
***
"توريتُ" بعد الظهر تنور يفور و عطفة تهوى
و مروحة تدور
في كل يوم يزهر الصبار يشهق
في الهجير ندى القبور
في كل يوم تصرخ الأجداث: نحن بنوك
يا منخوبة الأحشاء يا مطموسة الرؤيا
و ميتة الضمير
هذى دماك تمصها الأعشاب ، يطفح لونها الزيتي
في القنوات ، يعلق بالصخور
من يمسح الأخطاء فوق جبينك المخضوب
يوم العرس يستلم المهور؟
***
"توريتُ"تدفن في المساء ضغائن الأحقاد
تولد من جديد
تقف المساجد و الكنائس في برود التبر
تضحك للصباح البكر و الفجر الوليد





* من" ديوان البحر القديم" للشاعر مصطفى سند





كبر