Quote: وطرحت قوس كمنجتي جسراً ببحر الليل ثم هويت للقاع متورم العينين تنبض عبر أسماعي طبول العالم الهدّار: لا تأسى لمن فاتوا فبعض مساكن تبقى وبعض مساكنٍ تنأى فتدنيها المسافات
Quote: أنا المحروم من دنياك لما غامت الرؤيا ولفّتني المتاهات سقيت الناس من قلبي، حصاد العمر، ذوب عروقي الولهى ... بأكوابٍ من النور أقبل كل من ألقى على الطرقات، من فرحى وألثم أعين الدور كمنجاتي التي ضاعت تردد صوتها المخمور يهدر في بحار الليل، يهدر كالنوافير .
ومانحن بهذي الدنيا ..غير صدى لصوتٍ عانق الأوتار بعد مروره عطرا منك ومن حناياك
ان العين لتدمع.. والقلب يحزن.. ولا نقول الا ما يرضي الله..
انا لله وانا اليه راجعون....ولا حولة ولا قوة إلآ بالله
اللهم ارحمه رحمة واسعه والحقه بالصديقين والشهداء
Post: #13 Title: Re: يااااه يامصطفى Author: ابوبكر يوسف إبراهيم Date: 05-29-2008, 08:28 AM Parent: #12
مصطفى سند شكل الإنسانية الوضاء الصبوح غادر على غير موعد بالمغادرة أو ضرب موعد باللقاء .. آثر التحليق في البعيد .. عاشق السديم .. روح طليقة لا تحد حريتها حواجز ولا بطاقات سفر ولا نقاط عبور .. طائر عشقه الفضاء الرهيب .. سمو وسموق .. خيال باذخ وكلمة أنيقة لا تخلو من رمزية صوفيه .. نغم إحتل المشاعر وهزّ الأحاسيس غادر .. لا ضجيج .. القلب النابض أعياه السفر .. رأى أن يترجل من فوق صهوة جواده الأشهب .. ترجل لأنه كان على موعد اللحاق بالأحبة .. فقد سبقه الفارس صديقه وزميل رحلة العمر محي الدين فارس .. مصطفى نجم خبا نوره في دنيانا ليضيء في سرمد ، فمصطفي نجمٌ إن خبا نور حرفه الآتي فما زال ألق ووهج ما ترك يضيء الوجدان .. مصطفى سند هو النيل في عطائه ، مشاعره هي تضاريس الوطن ، وهاده وجباله وسهوله وهضابه وروابيه ، كلماته هي السافنا الغنية .. وجدانه الثر هو سحنات بني الوطن ولهجاتهم .. هو أشجاره وغاباته وقمحه وهشابه وأبنوسه .. هو نغم شجي مليء بالحب والتسامح والطيب والطيبة ، مصطفى سند عطاءٌ بلا حدود .. فارس الكلمة الجوّاد المجيد .. رحم الله فارس كلمة جديد أنزل عن حصان الحياة حصانه من الخيل المطهمة ، لحساب الموت الذي صرخ مصطفي في وجهه منذ عقد من الزمان بصوت ملتاع..لم يبق للشعراء غير استعادة الذكريات... لم يبق لهم غير الحنين إلى الماضي، لأنهم في العودة إليه، يستعيدون أجمل أيام حياتهم، يستعيدون أحبتهم ، يعيشون مرة أخرى مع مصطفى سند شاعر يطربك صوته الشعري فتشعر وأنت تسمعه منشدا بأنك أمام شاعر يمسك بزمام الشعر، ويسمو في عالم الإبداع محلقا عبر أدواته الفنية التي ميزته عن الكثير من الشعراء من أبناء جيله. شاعر يعرف كيف يقود اللغة ، ليصنع من كلماتها قصائد يطربك إلقاؤها .. مصطفى سند مثل الرسام الذي يصنع بريشته، وألوانه أجمل اللوحات التي نقف أمامها ساعات طويلة لا نمل منها، نحللها، ونحلق في فضائها الفني الرائع. أما دوواوينه الشعرية ا، ضمت أجمل ما كتب، في الحب والجمال والوطنية والصوفية والرمزية ،بدت لي كوردة زاهية الألوان تعشق جداول الماء لتعيش على جوانبها لكي تتفتح أوراقها بألوانها الجميلة، وتنتشر رائحتها الزكية في حقول الأدب والشعر العربيين؛ فقد أخذمن الصحراء العربية نقاء وصفاء روحه و بما يحمله من معاني الوفاء، والمشاعر الجياشة بالمحبة، والنقاء، وأخذ من غابات الوطن الرقة، ومن النيل العذوبة، وسحر روحه، ورقة كلمات؛ ، أما من مدينة أمدرمان التي يعود بجذوره لها والذي جعلها عشقه ومحبوبته فقد ورث ذاكرة الجدات والأجداد وبصيرة ثاقبة، تشعر وأنت تجول في عينيه أنك تقرأ أفكاره ووضوحه وطهر روحه. الحديث في الأدب والإبداع والفن متعة روحية في حضرة مصطفى سند ، لا يمل منها المتحاورون ولا يضجر منها القراء أو المشاهدون، ذلك أن الأدب الحقيقي كما يرى مصطفى سند هو الأكثر إمتاعا للقارئ وهو الذي يجذبك من واقعك، وأحلامك ليطير بك في فضاء الكون الواسع لتشاهد من تحتك أجمل ما أبدعته يد مبدع، وتنتقل من بستان إلى آخر، ومن نهر إلى بحر، ومن قمة جبل إلى واد تملأه أشجار النيم الخضراء. لهذا كله كان فقده جلل وصدمة .. وأما شغور موقعه ما هو إلا الفراغ الذي يصعب أن يملأ ..