ما بين مرتزقة ... ومرتزقة !

ما بين مرتزقة ... ومرتزقة !


05-20-2008, 01:46 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=160&msg=1211244369&rn=0


Post: #1
Title: ما بين مرتزقة ... ومرتزقة !
Author: Dr Mahdi Mohammed Kheir
Date: 05-20-2008, 01:46 AM


وكأن من أوجب واجبات الأعلام السودانى هى الخنوع التام لإرادة الحاكم الظالم وغمر الشعب بالأكاذيب والمسميات المضللة لخداعه وتخديره وتغييبه عن الحقائق البسيطة والمجردة .

وكأن رجالات الإعلام فى كنف هذه الإنظمة المتعسفة قد غيبوا عقولهم وضمائرهم تماما ليتحولوا الى ببغاوات غبية تظل تصدح وتردد ليل نهار ما يمليه عليها (لا مسئولين) يقتلون مواطنيهم ليل نهار .

وليتهم رجال الأعلام فقط المنغمسون فى هذا الغث .. بل يبذهم فيه من يسمون أنفسهم بـ (رجال الدين) , هؤلاء الذين أصبحوا فى تفصيلهم لهذا الدين وإستغلاله وإزدرائه أوطأ من موضع النعل عند العامة .

فى هذا التاريخ الذى يعيشه أغلبنا الآن , وعندما أختارت ما تسمى بالأحزاب السودانية (العريقة) , الأمة والإتحادى والأخوان المسلمين , مواجهة نظام مايو (بحساب أن الحزب الشيوعى هو الذى أتى بمايو) , بدأها الأنصار بقيادة السيد الهادى المهدى فى الجزيرة أبا عام 1970م , وأشترك معهم فى معاركهم تلك ضد نظام نميرى , ومن داخل الجزيرة أبا , العديد من شباب وقيادات الأخوان المسلمين مثل مهدي ابراهيم ومحمد صالح عمر وحتى الشيخ الكاروري , وفى هذه الإحداث فعل إعلام مايو ورجاله الأعاجيب لتشويه صورة الأمام الهادى لدى الشعب السودانى بعد قتله على الحدود السودانية الأثيوبية . أتوا للشعب من خلال شاشات التلفاز بكم كبير من شتى أنواع الأسلحة والذخيرة , ومع ذلك أيضا , أتوا بصناديق من الخمور المستوردة الفاخرة وأدعوا أنها كانت فى منزل الأمام الهادى فى الجزيرة أبا , كل هذا .. والرجل بين يدى الله .

وفى 11 مارس 1971م , حاصرت دبابات مايو جامعة الخرطوم بعد إحتلالها من قبل الطلاب المكونين لما يعرف بـ (الجبهة الوطنية) , والتي كانت تضم طلاب احزاب الاتحادي الديمقراطي والامة وجبهة الميثاق الإسلامى , إحتجاجا على قرار الغاء نظام السكن والغذاء بالداخليات الذى أصدرته مايو , وهى نفس الأحداث التى أتهم فيها طلاب (الجبهة الوطنية) الطلاب الشيوعيين بالهتاف لأبوالقاسم محمد أبراهيم (اضرب , اضرب .. يا ابو القاسم) لضرب الطلاب بالدبابات. ولم يكن حينها هناك إتحادا للطلاب فى جامعة الخرطوم , حيث جمدت مايو الإتحاد الشرعى المنتخب من قبل الطلاب بعد مجيئها ,, وأستعاضت عنه بتكوين جبهة الهيئات التقدمية كممثل لطلاب فى جامعة الخرطوم (كان آخر إتحاد شرعى برئاسة على عثمان محمد طه ) . ثم جاء إنقلاب الشيوعيين بقيادة هاشم العطا فى 19 يوليو 1971م , والذى عرف نظام مايو كيف يوظفه ويستثمره أعلاميا ضد الشيوعيين ويعدم قادتهم السياسيين بعد إتهامهم بالقيام بمجزرة بيت الضيافة الشهيرة , والتى لا يعرف أحدا حتى الآن من الذى قام بها .

ثم أشترك الأنصار والأخوان المسلمين مرة أخرى فى إنتفاضة شعبان (31 أغسطس 1973م) , والتى قادها إتحاد طلاب جامعة الخرطوم (المكون من تحالف الأخوان والأنصار وإتحاد الطلبة الأفريقيين ANF ) وكان رئيس الإتحاد وقتها هو القيادى الأخوانى المعروف المرحوم أحمد عثمان مكى وكان سكرتيره العام حينها هو القيادى الأنصارى المعروف أيضا المرحوم عباس برشم حيث كانت مسيرات الأخوان والأنصار المشتركة داخل الجامعة (اليوم الحار المابندار .. ود المكي وراهو رجال) .
قمع نظام مايو إنتفاضة شعبان وأكمل إعلامه تشويه صورتها تماما .. وبطشت بعدها الآلة الأمنية المايوية بقيادات الأنصار والأخوان السياسية إعتقالا وتشريدا من الخدمة , ثم أعقب كل ذلك المحاولة الإنقلابية الفاشلة التى قادها المقدم حسن حسين (المحسوب على مايو) فى 5 سبتمبر 1975م .. والتي قمعتها مايو أيضا وأعتقلت قائدها بعد بلوغه استديو الإذاعة وإذاعته لبيانه الأول بعد إصابته , لتعالجه فى السلاح الطبى .. وتعدمه بعد ذلك .

ثم واصلت أحزاب الأمة والإتحادي والأخوان المسلمين فى نفس إتحادها (الجبهة الوطنية) وأشتركت هذه المرة فى تنظيم عمل أكبر وأخطر, وذلك بجمع كوادرها وتدريبهم لمواجهة نظام مايو عسكريا. وتم ذلك من خلال الدعم السياسى والمالى للزعيم الليبى , والأشراف العسكرى المباشر للجيش والإستخبارات الليبية فى معسكرات مدينة الكفرة الليبية . وكان رئيس حزب الأمة , ورئيس الوزراء المنتخب بعد ذلك , السيد الصادق المهدى رئيسا لهذه (الجبهة الوطنية) المسلحة , وكان نائبه فيها هو الأمين العام للحزب الإتحادى الديمقراطى الشريف حسين الهندي , أما الأمين العام لتلك الجبهة فقد كان القيادى الأخوانى المعروف عثمان خالد مضوي.

وفى صبيحة الجمعة الثانى من يوليو عام 1976 م , أستيقظ سكان المدن الثلاثة , الخرطوم , الخرطوم بحرى وأمدرمان , على أصوات الرصاص والمدافع لمعارك عسكرية ساحتها شوارع عاصمتهم الآمنة المطمئنة , وتدور تلك المعارك بين جيشهم الوطنى وآخر لا يعرفون من أين وكيف أتى . وأستمرت تلك المعارك ثلاثة أيام بلياليها , تم فيها الهجوم على القيادة العامة , ومعسكرات القوات المسلحة فى امدرمان , والسلاح الطبى , وسلاح المظلات ببحري , ومطار الخرطوم (الذى كان فى أستقبال طائرة نميرى العائد من المغرب فى نفس يوم الهجوم) , ومبانى الأذاعة ودار الهاتف .. والعديد من المنشأت السيادية للدولة . ومات في تلك المعارك الكثيير من العسكريين والمدنيين . وطيلة هذه الأيام الثلاث .. كان الوضع برمته مبهما وغامضا لكل الشعب السودانى من خارج منظومة الذين أشتركوا ونفذوا ذلك الهجوم.

ثم أفاق قادة مايو من آثار تلك الصدمة المباغتة , وبدأت أفرع القوات المسلحة المختلفة فى أخذ زمام المبادرة والسيطرة على الوضع , ليبدأ بعدها (المواطنون الثوار الأحرار) فى التحلق حول أجهزة الراديو والتلفزيون لسماع البيانات العسكرية المتوالية التى تتحدث عن هذا الهجوم الغادر (والغزو الليبى) على أرض (الوطن الغالى) , والذى قامت به شرزمة من فلول (المرتزقة) الأثيوبيين والتشاديين الذين يقودهم هذا (الكاذب الضلًيل) ... وهو الأسم الذى كان نميرى يطلقه على (الصادق المهدى) فى كل خطاباته التى تلت ذلك (الغزو الليبى) على السودان.


Post: #2
Title: Re: ما بين مرتزقة ... ومرتزقة !
Author: Tragie Mustafa
Date: 05-20-2008, 05:31 AM
Parent: #1

مرحبا د.مهدي
نتابع باهتمام.

Post: #7
Title: Re: ما بين مرتزقة ... ومرتزقة !
Author: Dr Mahdi Mohammed Kheir
Date: 05-20-2008, 10:05 PM
Parent: #2

الأخت العزيزة تراجى

حللت أهلا .. ونزلت سهلا


Post: #3
Title: Re: ما بين مرتزقة ... ومرتزقة !
Author: مجاهد عبدالله
Date: 05-20-2008, 08:01 AM
Parent: #1

حضور ومتابعة

Post: #8
Title: Re: ما بين مرتزقة ... ومرتزقة !
Author: Dr Mahdi Mohammed Kheir
Date: 05-20-2008, 10:08 PM
Parent: #3

مرحبا بالأخ مجاهد


Post: #4
Title: Re: ما بين مرتزقة ... ومرتزقة !
Author: نورالدين صلاح الدين
Date: 05-20-2008, 10:24 AM
Parent: #1

بإنتظار أن تكمل ما ابتدأته د. مهدي حتى تكتمل لنا الفكرة ..،
نحن في إنتظارك ...
.
.
كنت قد كتبت في وقت سابق معلقا حول ذات الموضوع وإن كان من زاوية مختلفة لموضوع الارتزاق هذا ..
حاولت أن أناقش فيه كيف أن لقب المرنزق هذا لم يستطع أن يلتصق بالصادق .. بينما استطاع أن يلصق بخليل إبراهيم بسهولة ..
كما أشرت إلى حالة النفاق السياسي الذي يمارسه الصادق المهدي من خلال موقفه الأخير

ما الذي يجعل الصادق معارضاً وخليل إبراهيم عميلاً مرتزقا...صادق الذي ليس بصادق

Post: #5
Title: Re: ما بين مرتزقة ... ومرتزقة !
Author: حيدر حسن ميرغني
Date: 05-20-2008, 10:59 AM
Parent: #4

الاخ العزيز د. مهدي

سلامات

إليك بإفادة الدكتور عبد الحميد صالح فيما يتعلق بما عرف بعملية المرتزقة سنوات حكم الرئيس السابق جعفر نميري

Quote: حقيقة المرتزقة
اهم المحطات في مرحلة الجبهة الوطنية هي المعارضة المسلحة او ما عرف بعملية المرتزقة ثم المصالحة الوطنية ورحلة السيد الصادق الي لقاء نميري في بورتسودان فلنقف قليلا في عملية المرتزقة ؟
-حينما وصلت الجبهة الوطنية لقناعة لاسقاط نظام نميري قامت باعداد قواتها وهيأت لهم المعسكرات والتدريب والسلاح كانت الفكرة المتوقعة لحركة المقاومة ان ياتي الهجوم من جهة الشرق ولكن الشريف الهندي راي ان ياتي الهجوم من الشمال من جهة ليبيا ليحدث المفاجاة وكانت قد احتضنت معسكرات الانصار والجبهة الوطنية في الكفره، وفعلا بدات العملية بتسرب قوات الجبهة الوطنية الي الخرطوم وهذه اخذت فترة حتي اكتملت كل القوات التي ستشارك في العملية وحددت لحظة الهجوم ولكن العملية فشلت لاسباب كثيرة ان تحقق الهدف المرصود واطلق نميري علي هؤلاء المرتزقة وهذا غير صحيح حيث كانوا سودانيين معارضين للنظام وكانوا علي كفاءة عسكرية وتدريب عال واذكر ان نميري قبض احد هؤلاء وطلب منه ان يفك سلاحه واظنه كلاشنكوف او من هذا القبيل ورصد الزمن الذي استطاع فيه تركيب سلاحه فكان قياسيا وهنا ابدي اعجابه بمهارة استخدامه للسلاح !!
ü لقاء الصادق المهدي ونميري
وماذا عن الحدث الثاني لقاء الصادق المهدي ونميري في بورتسودان، الظروف التي تمت فياها هذه الزيارة المفاجئة لبعض رموز الجبهة الوطنية ؟
-بعد فشل المحاولة العسكرية ضد نميري بدا جليا ان اسلوب المواجهة العسكرية مع النظام اصبح غير ذي جدوي واقعية مجدية ولربما نتائج المواجهة السابقة اوصلت الامر الي عدم الجدوي من هذا الطريق وفي نفس اللحظة كانت هناك بعد فترة محاولات تقارب وتصالح في الافق وكنت لحظتها رئيس الجبهة لان الشريف كان في الكرمك وبعض القيادات في طرابلس وانا كنت في لندن فاعطوني شروط محددة لبدء اي حوار مع نظام نميري منها : اعادة الديمقراطية وتسليم الحكم وكلام كثير في هذا الجانب وقال لي لو جاك اي زول من طرف النظام فهذه شروط الجبهة الوطنية من اجل المصالحة مع النظام فان قبلوها يتم الحوار معهم وان رفضوها فلا لقاء ولا حوار معهم خارج هذه الشروط وفعلا في تلك الفترة كان ان جاء المرحوم مامون ابوزيد وجاء زلفو وعبد المنعم منصور وكل الذين تحدثوا معي كنت ابرز لهم الشروط التي وضعتها الجبهة الوطنية للحوار مع النظام ثم جاءنا فتح الرحمن البشير شفاه الله وعافاه، لانني لا انسي ابدا الدور الذي قام به هذا الرجل وكان معي الدكتور شريف التهامي وفتح الرحمن والشريف التهامي كان لهم القدح المعلي في نجاح المصالحة الوطنية وكان لهما الفضل الكبير بما يملكان من نظرة وطنية ثاقبة واخلاص حقيقي لهذه الارض وافق سياسي منفتح بالاضافة لما يتحليان به من طولة البال ونظرة وطنية خالصة وصدق حقيقي من اجل جمع كلمة السودانيين فهما من مفاخر هذا البلد حقيقة ولا يعرف معدن الرجال الا في لحظات الشدائد والمحن.
{لقاءات سرية
{ كان في بداية اللقاءات ياتي لنا من نميري عبد المنعم منصور وتارة اخري ياتي لنا فتح الرحمن البشير كل علي حده فطلبت منهم ان يكون المحاور معنا واحدا حتي لا يحدث تضارب في الحوارات وكان ان احضر لنا فتح الرحمن البشير خطاب من نميري انه المحاور الوحيد معنا ومن جانب الجبهة كان معي الشريف تهامي وانا لا انسي دوره ابدا، عمل معي وعمل بشرف.
{غرائب في المصالحة
{ من الاشياء الغريبة في هذه الحوارات ان فتح الرحمن البشير كان يغادرنا في الليل للخرطوم وياتي لنا في الصباح حاملا ردودا علي تساؤلاتنا وملاحظاتنا، شئ غريب حقا!! وفي رحلة من رحلاته الماكوكية بين لندن والخرطوم اتي بخطاب بموافقة نميري علي الشروط التي قدمناها!! وقدم لي خطاب علي ان اعيده اليه بعد ان اقراه !! وهكذا توصلنا مع فتح الرحمن الي المبادئ التي سيقوم الحوار والمصالحة من اجلها واذكر انه في احدي الرسائل تلك اكدت علي الديمقراطية في مطالبنا او شروطنا فرد نميري يعني انا ما عندي ديمقراطية ؟ فاتفقنا ان نكتب مزيدا من الديمقراطية ؟ في سبيل تقريب وجهات النظر تلك !
لقد كانت حوارات دقيقة وطويلة تحتاج الي كثير من الحكمة واليقظة والفهم وهكذا عبرنا هذه المرحلة الدقيقة بما توافقنا عليه من رؤي مشتركة في ظل التناقض الذي كان عليه مواقف كل جانب منا .
بعد ان جاءتنا موافقة نميري علي شروطنا للمصالحة قمت بالاتصال بالشفرة من لندن الي باريس ومنها الي الصدق المهدي وكان لحظتها متجها للكفرة في ليبيا فقرا الرسالة وعاد الي لندن مباشرة وهناك اطلعته علي كل المكاتبات التي تمت بيننا ونميري خلال هذه الفترة وما توصلنا اليه في حواراتنا مع فتح الرحمن البشير فاطلع السيد الصادق علي كل الاوراق والمكاتبات وقابل فتح الرحمن البشير ومن هنا جاءت رحلة الصادق الي بورتسودان للقاء نميري لاننا قررنا في حالة موافقة نميري علي شروط الجبهة الوطنية فما لدينا اي مانع للقائه في اي مكان يحدده .
{رحلة بورتسودان السرية
{ طرحت عدة اماكن لهذا اللقاء بين نميري والصادق المهدي منها موريشص ولكن في النهاية قرر نميري ان يكون اللقاء في مدينة بورتسودان وكان هذا يعني ان يذهب الصادق المهدي الي بورتسودان ورغم خطورة هذه الخطوة وهذه الرحلة لم نخبر بها الشريف الهندي او قيادات الجبهة الوطنية !!
ü قلت اسال الدكتور عبد الحميد صالح : هذا ما اخذ عليكم في حزب الامة وعلي السيد الصادق المهدي شخصياً واعتبرت هذه خطوة انفرادية من زعيم حزب الامة وانها كانت من وراء ظهر الجبهة الوطنية .. فما هو تفسيركم لاخفاء هذه المقابلة او اقلها لماذا جعلتموها سرية؟
-اجاب قائلا : لاننا وجدنا انه اذا اخبرناهم بهذه الرحلة وهذه الرحلة فشلت فستفشل اعصابنا ذاتها ؟
üقلت : هل كنت شخصيا موافقا علي هذه الرحلة؟
- قال : نعم وقد شجعته علي القيام بها لاننا كنا نريد ان نعرف الحكاية شنو، وحينما كان السيد الصادق في المطار في طريقه لبورتسودان كنت اتحدث معه واوصيه لو تحدث معكم نميري بكلام حاد اتركه وكنت حقيقة خائفا في تلك اللحظات بينما كان السيد الصادق المهدي متماسكا وهو يذهب الي الرحلة المجهولة تلك في ظل ظروف صعبة غير محددة المعالم، رحلها تحفها الاخطار وكان الصادق بقدر التحدي


شكرا ليك


http://www.akhbaralyoumsd.net/modules.php?name=News&file=print&sid=12452

Post: #10
Title: Re: ما بين مرتزقة ... ومرتزقة !
Author: Dr Mahdi Mohammed Kheir
Date: 05-20-2008, 11:27 PM
Parent: #5


شكرا جزيلا يا أخ حيدر على إيراد هذه الأفادة المهمة

فالدكتور عبد الحميد صالح كان أحد قيادات (الداخل) للجبهة الوطنية المعارضة المسلحة مع الحاج مضوي محمد أحمد وعلي محمود حسنين .


تحياتى الطيبات



Post: #9
Title: Re: ما بين مرتزقة ... ومرتزقة !
Author: Dr Mahdi Mohammed Kheir
Date: 05-20-2008, 11:09 PM
Parent: #4


الأخ العزيز نور الدين

تحياتى الطيبة

كلمة (مرتزقة) ليست أكثر من كلمة أسخدمتها , ولا زالت تستخدمها , الحكومات الدكتاتورية من خلال أعلامها المنقاد خارج نطاق صياغها ومعناها, لتضلل بها شعوبها من جهة , ولتبطش من خلالها بإعدائها السياسيين والعسكريين خارج النظام القضائى من جهة أخرى . فلا كان الصادق المهدى مرتزقا ولن يكون بها خليل .

فكلهم أبناء لهذا الوطن , إتخذوا من حمل السلاح وسيلة لمقارعة الأنظمة الدكتاتورية , أختلف الناس مع هذه الوسيلة أو اتفقوا عليها .

وما أنا بصدده هنا ليس فقط مسألة إستخدام هذه الكلمة من قبل هذه الأنظمة المتسلطة وأعلامها , فهذا ليس بمستغرب منها , وأنما بصدد أمرين ; أحدهما التهديد الحقيقى للأمن والسلام الإجتماعى والذى ظهر جليا من خلال هذه الهجمة العنصرية الغريبة التى خرجت بصورة جلية وتفشت فى أوساط من كنا نحسبهم ونعدهم من طليعة المثقفين الذين يحملون أدوات التغيير الحقيقى لمنهاج العنصرية المتغلغل فى هذا السودان . والأمر الآخر هو : الى متى سنظل نعيش فى ظل مفهوم أن يرتكب القادة والسياسيون جرائمهم الثقيلة والمتعددة بلا محاسبة قانونية حقيقية.


جزيل الشكر



Post: #6
Title: Re: ما بين مرتزقة ... ومرتزقة !
Author: Dr Mahdi Mohammed Kheir
Date: 05-20-2008, 09:04 PM
Parent: #1

وكما يحدث دائما , لم يتقدم أو يصاحب أحدا من هؤلاء القادة الكبار (الصادق , الهندى ومضوى) هذه الحملة العسكرية المشتركة الى الخرطوم , وهم الذين أشرفوا بأنفسهم على تجميع جنود الحملة وتدريبهم وتحفيزهم , إنما أكتفوا بمتابعة أخبارها من مدينة الكفرة بعد أن أسندوا قيادتها للعميد محمد نور سعد , تصاحبه كوادرهم الوسيطة الشابة كقادة أفرع أو سريات ذات مهام محددة , كمثال السرية التى قادها غازي صلاح الدين وتولى بها الهجوم على دار الهاتف وإحتلاله , أو سرية نصرالدين الهادي المهدى ومبارك الفاضل وهم الذين قادوا الهجوم على المطار , أما أبراهيم السنوسى فإطمئنانه على نجاح العملية جعله يعتلى منبر مسجد جامعة الخرطوم فى نفس يوم الهجوم (الجمعة) مبشرا بالنظام الجديد .

فشل (الغزو الليبى) المسلح على الخرطوم , وقُتل الآلاف من المدنيين والعسكريين , ودُمرت العديد من المنشأت والمؤسسات الوطنية ... وهرب القادة قبل الجنود .

هرب العميد محمد نور سعد , وتم القبض عليه لاحقا فى منطقة النيل الأبيض .. ليحاكم ويعدم فيما بعد . وهرب غازى صلاح الدين وهرب أبراهيم السنوسى , وهرب نصر الهادى المهدى , وهرب مبارك الفاضل وأخيه الفاضل عبدالله الفاضل . كلهم هربوا الى خارج السودان وتركوا جنودهم ... هؤلاء الجنود الذين مات أغلبهم بعد أسرهم , ولم يتمكنوا حتى من أن يصلوا الى تلك المحاكم التى أعدمت من تبقى منهم.

وصدح إعلام مايو كثيرا فى هذا (الغزو الليبى) , وفى هؤلاء (المرتزقة) اللئام . نقل التلفزيون جنائز المئات من ضحايا هذا الغزو , والعشرات من صور الدمار للمؤسسات والأجهزة الحكومية , والعديد من العربات والأسلحة المختلفة التى إستعملها (المرتزقة) . وجيئ بالأسرى من (الأحباش والتشاديين) ليُعرضوا على الشعب من خلال التلفزيون وهم مزهولين , خائفين , حفاة , ممزقى الملابس .

إعتقلت مايو بعض القيادات الوسيطة التى شاركت فعليا فى الهجوم , وأعتقلت الكثير من قادة وكوادر هذه الأحزاب الثلاث الذين كانوا بالداخل ولم يشتركوا لا فى التخطيط ولا فى التنفيذ لهذا الهجوم . وُشكلت العديد من المحاكم العسكرية لمحاكمتهم . وكانت المأساة الحقيقية لهذه المحاكم أن أصدرت أحداها حكما بإعدام مئتى شاب من أبناء دارفور تم إعتقالهم ( فى دارفور) قبل أحداث (الغزو الليبى) بفترة .. وأدينوا بنية المشاركة فى هذا الغزو .. وتم تنفيذ هذا الحكم فيهم , فى نفس الوقت الذى حكمت فيه نفس هذه المحاكم على مبارك الفاضل بالسجن .. وغيابيا.