البلابل أصابني بهاء السكت... فسكت

تحياتي للجميع ولبشرى الفاضل الذي اقتبست منه التعبير.

بينما كنت "أحوم" في youtube عثرت يدي التي تمسك الماوس في أغنية للبلابل. الأغنية هي "رجعنالك"، وظهر خلفها شعار مهرجان الثقافة الأول. شكرا لمن أودعها هذا المكان.

تداعيت للزمن الجميل، عندما كنا نرقب أو نفاجأ بميلاد أغنية جديدة. كنا نعلم أن الفنانين مهمومين بإنتاج أغاني جديدة وكانت الإذاعة والتلفزيون "غرف ولادة" لهذه الأغاني. أما مهرجانات الثقافة، فهي ساحة تباري للكل، ليس فقط لتقديم الجديد، ولكن لمحاولة تقديم ما يبز الآخرين، وقبله ما يبز الإنتاج الخاص لهذا الفنان أو "الفنانين/الفنانات".

طريقة الأداء، الجدية، التركيز للمغنيات وللفرقة الموسيقية، إتاحة المساحة للآلات، كل هذا يستوجب الأعجاب وقبلهم الكلمات والألحان. هذا ما أوجد لنا هذا المخزون الفني الجميل. وأتاح لنا دهشة متابعة الميلاد... ميلاد عمل فني يعيش معنا العمر. لماذا حرمنا من ذلك... لا أدري.

لماذا ساد الاجترار ساحتنا الفنية، وأصبح الكل يتطفلون على مخزوننا الفني، يستهلكونه ولا يضيفوا لنا أي شيئ، بل يحرمونا من ذكرياتنا بتشويه هذه الأعمال التي شكلت وعينا الغنائي لمصلحتهم الذاتية و"عداداتهم" وانتشارهم الجماهيري المبني على التطفل والإنتهازية.

إنه لأمر عجب، أن يصبح لمثلي، من مواليد منتصف الستينات، ذكريات ليس إلا، وقنوط من استرجاع نفس دهشة ميلاد أغنية جديدة لها مقومات الاستمرار مثل هذي الأعمال التي يتغولون عليها.

تحياتي

عبدالحليم أبوقصيصة