سقط عمدا.. اثناء المعارك.... جمال المنصوري

بعد مرور اقل من سويعات علي معارك امدرمان، اطل براسه من شاشة التلفزيون اعلان من سطرين (جائزة 500 مليون جنيه لمن يقبض او يدلي بمعلومات تؤدي الي القبض علي المجرم الهارب خليل ابراهيم) خمسمائة مليون جنيه، يعني 250مليون دولار بحساب السعر الرسمي للبنك السوداني الفرنسي، وهذا المبلغ يشكل في بعض الدول مثل جزر القمر ميزانية الدولة لعام كامل، ويمثل قيمة 2 مليون برميل نفط من نفط تكساس، وهو يعادل ما يصدره السودان من جميع حقوله لمدة 4 ايام متواصلة طبقا للنشرة الرسمية الصادرة عن الدولة بشان التصدير اليومي للبترول.. 4 ايام تصدير مقابل حياة د. خليل اباهيم !!! اليس عجيبا هذا المقياس ،، فطبقا للدية الشرعية حياة الانسان تسوي بضع ملايين من الجنيهات !!! وحياة هذا الخليل بميزانية دولة...!!

بعد ان اختفي هذا الاعلان ببضعة ايام، ظهر في برنامج البيت السعيد، اعلان اخر مفاده ان (الطفل محمد يعاني من فشل كلوي حاد وضمور في الكليتين، نرجو من ذوي القلوب الرحيمة المساعدة في اعادة البسمة له) انتهي..

يبدو ان المذيع نشأت وزملاؤه، قطعوا الشك باليقين بعدم وجود قلب رحيم في تشكيلة الحكومة واحزابها، فقرروا الاستعانة بالشعب..

القاسم المشترك الاعظم في الاعلانين هو التلفزيون القومي، والمخاطب في الاعلانين هو الشعب، ، ولكن هناك لتوجيه القلوب والافئدة ناحية تعامل دخيل علي المجتمع السوداني الا وهو مهنة (صائدو الجوائز) هذا الاعلان لو صدر من امريكا لكان مقبولا، فتلك ادبياتهم منذ غزو الاوروبيين لقارة امريكا،، ففي الاعلان الاول لم يستجب للأغراء المادي العظيم احد،، اما الاعلان الثاني فقد استقطب عددا كبيرا من ذوي القلوب الرحيمة،، وادي الي تبني حالته ومحاولة اعادت البسمه له.. من هنا نري الفرق بين امة عظيمة وحكومة قزم، فالشعب تداعي ليعيد الحياة لأنسان،، والحكومة تستقطع هذا المبلغ من الميزانية العامة للدولة، وتريد ان تزهق به روحا، هذا المبلغ كان يمكن ان يكون سببا في اعادة الحياة لألوف الاطفال والعجزة، والمرضي من ذوي الفشل الكلوي، والسرطان الذي بات ينهش في عظم هذه الامة، او كان الاولي توجيهه لرفع معاناة اطفال دارفور الذين يتعرضون لخطري القصف بالطائرات،او القتل علي يدي عصابات الجنجويد.. ولكن لعدم وجود (راشد) فيها فلابد ان تكون سياساتها مما يبعث علي الاشمئزاز،، وبدلا من الاصلاح وخلق قدوة في السلوك الحميد، نري انها تحاول تغيير نمط وسلوك الامة، لتجري غدا خلف الجوائز التي ترصد رؤس الاخرين مقابل جعل مادي، وستنشأ مهنة جديدة لها قوانينها وكفاءاتها التي ستثري الساحة العامة بوسائل فض الخصومات بعضها بالطرق (الانسانية) في كيفية فصل رأس في ثانية ، وبين الطرق(القصيرة) في مطاردة الزمرة الشريرة، وسنسمع بوجود يافاطات من امثال (مكتب القاتل المأجور (..) تخليصك من خصمك بمجرد الاتصال بنا)...

سادتي

لا يجب السكوت عن هذا المبلغ ، فهو قد استقطع لهدف لم يتحقق فأولي بنا ان نلهث خلفه حتي يستثمر لصالح الفئات سالفة الذكر، فهذا المبلغ لم يمر عبر بوابة المراجع العام، فهو قطعا سيذهب من بوابة اخري بعيدا عنه، ولن يسمع به المواطن مرة اخري الا في مناسبة اخري كهذه.. وبين تلك .. وهذه .. سقط المواطن عمدا من اجندة الدولة..

جمال المنصوري

Quote: ففي الاعلان الاول لم يستجب للأغراء المادي العظيم احد،، اما الاعلان الثاني فقد استقطب عددا كبيرا من ذوي القلوب الرحيمة،، وادي الي تبني حالته ومحاولة اعادت البسمه له.. من هنا نري الفرق بين امة عظيمة وحكومة قزم،

نعم القول يامنصوري

حكومة تستدرج مقاتلين الى داخل احياء سكنية فى قضية كانت هي المهندس الاول فيها وتستجدي بالمواطنين برمي (طعم) كبير كان خليق بها أن تستثمره فى مايفيدهم طالما كان من السهولة المصادقة على مبلغ بهذا الحجم
لنا الله من مثل هكذا حكومة لاتتورع فى فعل كل قبيح فى سبيل كسب رخيص

مرة آخرى اخي حيدر
مقال جمال المنصوري وبوست لك يضرب في العصب الحي تماما.

وفعلا كما قلت نحن امة عملاقة يتقدمها اقزام.

شكرا لكل اصحاب القلوب الرحيمه الذين لبوا نداء الطفولة و الانسانيه.


وشكرا لكل ابناء شعبنا الذين تجاهلوا النداء الآخر
فلا احد صار يصدق هذه الحكومة الكذابة.

Quote: شكرا لكل اصحاب القلوب الرحيمه الذين لبوا نداء الطفولة و الانسانيه

امة عملاقة