عـلـي هـامـش الـمـعـركـه

على هامش المعركة


سيكتبُ التاريخُ أنَّا قدْ جَلَسْنَا نستمعْ
من يغنِّى للعويناتِ الكحيلهْ
ثم يشكو من لياليهِ الطويلهْ
ويمنى النفسَ بالكأسِ وبامرأةٍ جميلهْ
بينما الموتُ هنالكَ
ينشبُ النابَ بليلانا العليلهْ
سيكتبُ التاريخُ أنَّا قدْ جَلَسْنَا
نضربُ الكفَّ بكفٍ ونتمتمْ :
" لمْ يعدْ باليدِّ حيلهْ
كمْ نصحناهُ ولكنْ ما سمعْ
وبذلنا الجهدَ لكنْ ما نفعْ
وطلبنا فى اتصالٍ عاجلٍ
بحثَ الوسائلَ البديلهْ
لم نجدْ أىَّ وسيلهْ "
*****
لن يغفرَ التاريخُ أنَّا قد جلسنا
نحتسى الشاىَ ... ندخِّنْ
بينماامدرمان تمطِرُهَا القنابلْ
تحصدُ الأطفالَ فى ضوءِ النهارْ
مثلَ عودِ القمحِ تحصُدُه المناجلْ
ستبكى كلُّ مئذنةٍ تهاوتْ
بفعل القصف وبفعل التخاذلْ
ويصرخُ فى وجوهِ العارِ طفلٌ
تحطم رأسه تحت أنقاض المنازلْ
وسيقسمُ التاريخُ يوماً
تؤيدهُ الثكالى والأراملْ :
" إنَّ هذى الأرضَ منْ أقصى الجنوبِ إلى الشمالِ
من المحيطِ إلى الخليجِ وأرضِ النيل
منذ ماتَ الحقُ فينا
لمْ تعدْ تنجب مناضلْ "
*****
وسيكتبُ التاريخُ أنَّا قدْ شَجبنا
وانتهينا واكتفينا باجتماعٍ
بين زعماءٍ أفاضلْ
إختلفنا حولَ إسمِهْ
هلْ هو عادى ودورى
قال قائلْ :
" فى الحقيقةِ أقترحْ
أن يكونَ الإسمُ طارئ
أو يكون الإسمُ عاجلْ "
ثم ماذا بعدها ؟
إحتسوا الشاىَ بشرمٍ !!
ثم أمضوا ليلةً من ألفِ ليلهْ
قلَّبوا كلَّ المسائلْ
ثم عادوا كيف جاءوا
ثم عدتُ أتساءلْ :
أىُّ عارٍ سوفَ أحكيهِ لطفلى
لو سئلتُ عن النتيجهْ ؟
هل تُرانى سوفَ أحكيهِ الحقيقهْ ؟
هل أقول بأننا لم نجد أيَّ طريقهْ
هل أقول بأننا قد جمعنا كلَّ زعماءِ القبائلْ
ما بين صاحبِ عزةٍ وجلالةٍ مكذوبةٍ وعاهلْ
واختلفنا حول إسم الإجتماع
ونسينا كلَّ ما فعلَ الرجالاتُ الأوائلْ
ثم صار الحالُ ما صرنا إليهِ
وتواترتِ المهازلْ
يا صغيرىَ لم نحاولْ
*****
هل أقولُ بأننا
قد أضعنا العمرَ فى نسجِ الأغانى والخطَبْ
وقضينا الدهر ننشد " بين كرمات العنبْ "
هل أقول بأننا
لم نُجد غيرَ التآمرِ والمكائدَ والكذبْ
والتفاخر بالثياب وبالعمائم وبالنسبْ
وشغلنا بكراسي قديمة وقناطير ذهبْ
بينما التاريخ يكتبُ بالصواريخ الذكية
معلنا موتَ الكرامةِ والغضَبْ
فى بلادٍ كان يسكنها العرَبْ
*****
عندما يصبحُ البترولُ أغلى
من دماءِ العالمينْ
عندما يصبحُ الكرسى أغلى
من دماءِ المسلمينْ
عندما تصبح الكلماتُ أصغرَ
من أمانينا الهزيلهْ
وأضعفَ من أناملنا النحيلهْ
عندما تنجب العذراءُ طفلاً من سفاحٍ
لا تصدقْ يا صغيرىَ ما نحاولُ أن نقولهْ
عندما يُمْنَحُ العارُ وساماً فى زمانٍ كزمانى
يصبح الصمتُ فضيلهْ