السودان بعد العاشر من مايو

السودان بعد العاشر من مايو


05-16-2008, 02:46 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=160&msg=1210945616&rn=2


Post: #1
Title: السودان بعد العاشر من مايو
Author: SARA ISSA
Date: 05-16-2008, 02:46 PM
Parent: #0

السودان بعد العاشر من مايو

سوف تظل الإجابة على سؤال أين كان رجال الإنقاذ في صبيحة 10 مايو 2008 من الإجابات المفقودة في التاريخ البشري ، مثلها مثل إجابة من الذي قتل الرئيس الأمريكي جون كينيدي ؟؟ وهل سقطت طائرة الراحل قرنق بفعل فاعل ؟؟ أم بسبب الأنواء ؟؟ ، بالفعل أختفت كل القيادة ، بعضهم ظهر في الفضائيات وهو يتلعثم في الإجابة عندما يُسأل كيف تسلل المهاجمون إلي أمدرمان ؟؟ ، وبعضهم ظهر بعد يومين من الحدث ، ظهر وهو يرتدي الزي العسكري ويتحدث عن كيف أنتهت المعركة في ساعتين ، يبدو أنها ساعتين مثل تقويم يوم القيامة ، فاليوم بمائة ألف سنة ، المعركة لم تنتهي ، فلا زالت أمدرمان تحت حظر التجول ، والجوائز التي يسيل لها اللعاب والجنود النشامى لم يصطادوا الدكتور خليل إبراهيم ، فقد أجاد الرجل الخروج كما فعل في الدخول ، وهو الآن بين جنوده يشرب الشاي ، خرج د.خليل من أمدرمان وترك أمامنا عدة تساؤلات ملحة من بينها كيف حدث هذا الإختراق ،فهناك من يقول أن رجال الإنقاذ بعد تدفق ثروات البترول عليهم غرتهم الحياة الدنيا وغرهم بالله الغرور ، فأصبحوا يعيشون حياة مترفة classier life ، ويصرفون الأموال على نزواتهم صرف من لا يخاف الفآقة ولا يأمن اجور الزمان ، ويسكنون في مجمعات سكنية حصينة أشبه بالمستوطنات ، هذه الحياة الطرية جعلتهم ينفصلون عن الواقع السوداني الذي يتعقد كل يوم ، حتى قطع الدكتور خليل هذه الفيافي الطويلة ، وبجنوده المنهكين من تعب السفر أستطاع أن يقطع شهر العسل ، أستطاع أن يجعل النوم يفارق رجال الإنقاذ الذين طالما كانوا يتباهون بقوة مؤسساتهم الأمنية ، تاجر يمت لي بصلة القرابة ، يقول أن المركبات التجارية من الفاشر إلي أمدرمان تعترضها أكثر من خمسين نقطة جباية ، هذه النقاط مزودة بأحدث وسائل الإتصال والسيارات التي يُحمل عليها المدفع الرباعي ، فمن المستحيل أن تتجاوزها عربة كارو صغيرة ناهيك عن متحرك عسكري ، لكن مع ذلك أجتاز الدكتور خليل إبراهيم كل هذه الخطوط ، ونقل المعركة إلي أمدرمان ، ود.خليل إبراهيم دخل موسوعة الأرقام القياسية لأنه أول منفذ عملية إنقلابية ينتمي لغرب السودان ينجو من القتل والإعتقال ، هذا إذا قارناه بالشهداء حسن حسين عثمان ، محمد نور سعد ، داوود يحي بولاد ، فشجاعة إبن الغرب ، وإقدامه ، تجعل الجميع يضعونه في ميزان إختبار الموت ، الشهيد حسن حسين عثمان أستقبل الموت بشجاعة وخلع ساعته من يده وأهداها لإبنه بعد أن أوصاه بالمحافظة على الصلاة ، فعلها أيضاً الشهيد الجمالي جلال الدين ، قتلوه في الأسر ومثلوا بجثته لأنهم كانوا في حاجة إلي نصر معنوي يرونه للناس ، فما يضير الشاة المذبوحة الألم عند سلخها ، فإن كانت جثة الشهيد الجمالي تعطيهم رائحة النصر فليبحثوا عن جثث خمسمائة ألف إنسان قُتلوا في دارفور كلهم مثل الجمالي في الطموح والشجاعة ، فقد مات كما يموت شعبه ، فهنيئاً لشعب تتقدمه قيادته في نيل الشهادة ، وقد أعجبتني مقولة السيد حسن نصر الله عندما وصف بعض العقلاء العرب حربه ضد إسرائيل عام 2006 بأنها مغامرة وإنتحار ، فقال لهم : راهنوا على عقولكم ولكننا سوف نراهن على قلوبنا .
أنه ليل طويل من المظالم ، ولو لم يستشهد الإمام الحسين في كربلاء لسادت بين الناس ثقافة الخنوع والإستسلام ، ولو لم يتقدم الشهيد الجمالي الركب لبطر رجال الإنقاذ ، ولجعلوا ظهور الناس مطايا ، وهم قد فعلوا لكن حركة التاريخ لا يملكها شخص واحد ، والله رب العالمين وحده هو الذي يملك مصائر الناس ، ومن يعتقد بأنه رباً أو إلاهاً يُعبد في الأرض فسوف يجد من يذكره بأنه ليس شيئاً يُذكر ، أحداث العاشر من مايو من المفترض أن تعيد لرجال الإنقاذ عقلهم ، عليهم أن يراعوا شعبهم في تقسيم السلطة والثروة ، حزن الناس لموت بعض الشهداء في حادثة أمدرمان الأخيرة ، ومن حقهم أن يحزنوا ، فدم المسلم أغلى من البيت الحرام ، ولكن هناك من يموتون يومياً في دارفور ، هذه الصورة التي شهدها الناس يوم عشرة مايو شهدنا مثلها مئات المرات في دارفور ، والنظام الآن يستجير بالجهوية لحماية أمن البلاد ، جهوية رأيناها في سحنات الضباط الذين كانوا يمشطون الشوارع ويقومون بحملات الدهم والتفتيش على اللون العرقي والهوية ، كلهم ينحدرون من أثنية واحدة ، وكلهم يستهدفون عرقاً واحداً ، فهل هذا هو السودان الذي تريدونه ؟؟ فإن أردتم تقسيم السودان على أساس الجهويات فلن يضيرنا ذلك ، وطن في الشرق ، ووطن في الغرب ، ووطنين في الشمال والجنوب ، ولكننا لا نريد أن تقلع طائرة من الوطن الخرطوم فتهلك الحرث والنسل في الوطن دارفور .
سارة عيسي

Post: #2
Title: Re: السودان بعد العاشر من مايو
Author: khaleel
Date: 05-16-2008, 02:54 PM
Parent: #1

سارة عيسي

كما ذكرت في مقال سابق

هذا صراع بين الموتمر الشعبي والوطني وقد قام الدباب السابق بضرب امدرمان بالوكالة

عن الموتمر الشعبي ودارفور برئية من صراع السلطة