من مرقد محي الدين فارس ينبُتُ قنديل الفرح .

من مرقد محي الدين فارس ينبُتُ قنديل الفرح .


05-15-2008, 06:24 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=160&msg=1210872265&rn=4


Post: #1
Title: من مرقد محي الدين فارس ينبُتُ قنديل الفرح .
Author: عبدالله الشقليني
Date: 05-15-2008, 06:24 PM
Parent: #0




من مرقد محي الدين فارس ينبُتُ قنديل الفرح.



في خيمة الشعراء يُلملِمُ النثر أطرافه خجولاً ، فقد اقتلعت يد المنون أوتاد الجسد ، ورحلت روح الشاعر مُحي الدين فارس مع أطياف العصافير التي ترحل إلى الآفاق كل يوم وليلة .
لم نتعود في شعبة اللغة العربية في الثانوية لبس الفرنجة ولا صليل سيوف الشعر تخرُج بنا من نقلة إبداع الأقدمين إلى تقدم نفر مثل شاعرنا في زهو الثقة بأن هنالك مناطق في لغة الشعر العربية تتوق لمن يحرثها ويستنبت الأزاهير والثمار والطيب مثله .
لن تنطفئ شمعة ظللت وجداننا كثيراً في زحام الأرجُل السياسية بفظاظتها ولا يتسع لنا الدمع أن نبكي وطناً يخسر الأرواح في كل يوم بمبررات وبدونها ، وتبقى أرواح المُبدعين متوهجة تنظرنا بعين الصنيع الحَسن وهو يعمل فينا عمل السِحر .
هذا زمان غيبتك الكُبرى سيدي ،وانهمار مطر الفواجع موسماً .
تقول صحيفة تاريخك إن أرض جزيرة " أرقو" كانت بُساط الدُرر التي تنثرها الأمهات مثل الذي يحدث في كل الكون وأنت درة شعاعها ظهر من بعد زمان من الصقل والتجربة مع الرحيل . مولدك عام ستة وثلاثين و تسعمائة وألف من بعد الميلاد . درست الابتدائية والمتوسطة والثانوية بمصر ، وكنت مُدرساً ببخت الرضا ، ومفتشاً فنياً في مدني ومُعلماً في الثانويات . عمِلت في مجلة العالم العربي ونشرت أدبك على امتداد الأوطان الناطقة بالعربية ، ونهضت شاعراً في منابر الشعر ، ومن دواوينك " الطين والأظافر " و " نقوش على وجه المفازة " و " صهيل النهر " و " قصائد من الخمسينات" و " القنديل المكسور " ،.. وغيم هُنا وزرع هناك .
منْ يصعد إلى سنام شِعرك سيدي ؟
ومنْ يَخبُب في المسير وعلى جنبات الرواحل كنوزك المكتوبة وإرثك الإنساني العميق ؟
نعرف المرض اللعين الذي يصحب الكثيرين في مسيرة العُمر ، يُجالسهم ويفترش مراقدهم و دون حياء يشُق ثمار الكون التي تتكون في الداخل وتنمو من رحيق الروح .
لن ننسى عميق استطرادك لنا وأنت تروي لنا عِبر التاريخ ونوادر الفلاسفة وأنت
تنثرها حلى بين شواطئ الأدب العربي في الثانوية على ضفة محاضرة هنا ومساحة للبوح هناك. لم أزل أذكر رعايتك صحافة الحائط ، وكم كُنت رءوفا تتتبع التفاصيل والتجويد بعين المُحب الذي يُربي الخواطر حتى تُفرِخ وعداً .
لن " تُحيد " المحبة عن ذكراك حين تصطفى النفس من غلواء الخطوب .
بُوركتَ سيدي .
تنهض أيامنا بدونك حسرة .
لمرقدكَ النعيم الممدود بإذن مولاك وغايات ثمان ونورك الوضاء فينا يُنير العتمة .

عبد الله الشقليني
15/05/2008 م




***

Post: #2
Title: Re: من مرقد محي الدين فارس ينبُتُ قنديل الفرح .
Author: osama elkhawad
Date: 05-15-2008, 06:35 PM
Parent: #1

خبا نجم من نجوم الشعر.

Post: #3
Title: Re: من مرقد محي الدين فارس ينبُتُ قنديل الفرح .
Author: سلمى الشيخ سلامة
Date: 05-15-2008, 06:38 PM
Parent: #2

احد قامات الشعر الحديث فى السودان
واحد الاقلام التى حملت الانسان فى حلها وترحالها
لكم احزننى رحيله
لكم المنى رحيل الكنار
عرفناه كمعلم للغة العربية
ومتحدث فاره اللغة
ومربى عظيم الشان
له الرحمة ولنا الصبر

Post: #4
Title: Re: من مرقد محي الدين فارس ينبُتُ قنديل الفرح .
Author: عبد الرحمن الطقي
Date: 05-15-2008, 07:46 PM
Parent: #3


كان الشاعر الفذ و اللغوي الضليع محب الدين فارس أستاذنا بمدرسة خور طقت الثانوية

فجعنا بخبر رحيله ، كنت أمني النفس بلقائه ثانية ، خاصة أن له أقارب

بقطر ، لكن لكل أجل كتاب .

نسأل الله له الرحمة و المغفرة ، و لآله الصبر و حسن العزاء ، إنا لله و إنا إليه راجعون .

Post: #11
Title: Re: من مرقد محي الدين فارس ينبُتُ قنديل الفرح .
Author: عبدالله الشقليني
Date: 05-16-2008, 05:34 AM




كتب الأستاذ / عبد الرحمــــن الطقي :

Quote: كان الشاعر الفذ و اللغوي الضليع محب الدين فارس أستاذنا بمدرسة خور طقت الثانوية

فجعنا بخبر رحيله ، كنت أمني النفس بلقائه ثانية ، خاصة أن له أقارب

بقطر ، لكن لكل أجل كتاب .

نسأل الله له الرحمة و المغفرة ، و لآله الصبر و حسن العزاء ، إنا لله و إنا إليه راجعون


ونقول :

قال أعرابي :

إن الثناء ليحي ذكر صاحبه ... كالغيثُ يُحي نداه السهل والجبل
لا تزهد في عرف بدأت به ... كل امرئ سوف يُجزى بالذي فعلا


***

Post: #7
Title: Re: من مرقد محي الدين فارس ينبُتُ قنديل الفرح .
Author: عبدالله الشقليني
Date: 05-15-2008, 10:43 PM
Parent: #3



كتبت سيدة البنان الخصيب :
الأستاذة / سلمى الشيخ سلامة :

Quote: أحد قامات الشعر الحديث فى السودان
واحد الاقلام التى حملت الانسان فى حلها وترحالها
لكم احزننى رحيله
لكم المنى رحيل الكنار
عرفناه كمعلم للغة العربية
ومتحدث فاره اللغة
ومربى عظيم الشان
له الرحمة ولنا الصبر


أهازيج غناء الرحيل يُخفف أوجاع الغيبة الكُبرى ،
لقد لمسنا سِحر الشُعراء ودلفنا لمملكتهم العامرة
بالإنسانية .
ترك أقداحه مملوءة بأشهى ما تحلُم العقول .
له الرحمة بقدر ساعده الأخضر .

نذكر قصيدة له كتبها لأكتوبر :


مرحباً أكتوبر الأخضر مرحى
قد ترقباكَ أعواماً عِجافا

*****

Post: #6
Title: Re: من مرقد محي الدين فارس ينبُتُ قنديل الفرح .
Author: عبدالله الشقليني
Date: 05-15-2008, 10:29 PM
Parent: #2



كتب الشاعر والناقد أسامة الخواض :

Quote: خبا نجم من نجوم الشعر.


للدمع حين يتكور كالندى يرتَجِف الإنسان فينا ،
وتتوهج العاطفة العاصفة ..

شكراً لوجودك بيننا وللوجود أسرار الغياب


***

Post: #15
Title: Re: من مرقد محي الدين فارس ينبُتُ قنديل الفرح .
Author: أمير تاج السر
Date: 05-16-2008, 08:12 AM
Parent: #2

الأخ عبد الله
تعازينا للشعر ومفرداته
والوطن وتضاريسه التي صاغها الشاعر دررا فقد كان محي الدين فارس شاعرا عربيا كبيرا .. عاش بتواضع السودانيين الزاهدين دائما.. مثله في أي بلد آخر كان يمكن أن يكون حاضرا بكل اللغات.
رحمه الله رحمة واسعة ..

Post: #23
Title: Re: من مرقد محي الدين فارس ينبُتُ قنديل الفرح .
Author: عبدالله الشقليني
Date: 05-17-2008, 03:54 PM
Parent: #15



كتب الأكرم : أمير :
Quote: الأخ عبد الله
تعازينا للشعر ومفرداته
والوطن وتضاريسه التي صاغها الشاعر دررا فقد كان محي الدين فارس شاعرا عربيا كبيرا ..
عاش بتواضع السودانيين الزاهدين دائما.. مثله في أي بلد آخر كان يمكن أن يكون حاضرا بكل اللغات.
رحمه الله رحمة واسعة ..


العزيز
الأكرم : أمير تاج السر

أخ الأحزان هبت عواصفٌ تقتلع عتيق الشجر ،
حلو الثمر .

هكذا يرحل المُبدعون ، كسير التيار .. بهدوء يرحلون .
كنجمٍ أو شهاب دخل مجالنا دام برهة من الدهر وانطفأت حياته
الأولى وبقيت معنا حياته الكُبرى
ألف سلام عليه في مرقده


***

Post: #32
Title: Re: من مرقد محي الدين فارس ينبُتُ قنديل الفرح .
Author: الكيك
Date: 05-21-2008, 07:27 AM
Parent: #23

العدد 216 - الثلاثاء 21 مايو 2008


وداعـا صديقي مُحيي فـــــــــارس
د. كامل إبراهيم حسن
رغم فارق العمر كانت تجمعني مع الأستاذ الأديب والقاص حسن الطاهر زروق السياسي المعروف صداقة متينة استمرت إلى أن فارق دنيا الناس هذه رحمه الله رحمة واسعة

... كنتُ وقتها بالسنة الأولى بجامعة الخرطوم – كلية العلوم وكنتُ أقضي ليلة الخميس في منزل جدنا عبد القادر بشير بالحارة السادسة بمدينة الثورة بالقرب من محطة السلالم مع بقية الشُّلة – الطيب عبد الرحمن بشير... وعبد الرحمن جمعة بشير... وصابر عبد الفتاح المقدم وابن خالي (أب شقة) وآخرون... وقد كنتُ عضواً نشطاً والسكرتير الثقافي في نادي الحارة الرابعة مع عبد الله عبيد... الهادي الدعيتة ومجاهد... و... و.... وكان حسن الطاهر الرئيس الفخري للنادي... وكان الرجل يظن فيّ الخير ويعتقد أني أفهم في الأدب ... ولأنه من أعضاء الندوة الأدبية بأم درمان الأساسيين ولإعتقاده بأني أتذوق الأدب – كما أسلفت – وأني أعشق ارتياد أنديته فقد كان يصطحبني إلى منزل الراحل الأديب عبد الله حامد الأمين حيث تُعقد جلسات الندوة... وهنالك تعرفتُ لأول مرة على الشاعر محيي الدين فارس...
في مقالي هذا لا أود أن أكتب عن محيي الدين فارس الشاعر فلهذا المجال فرسانه... كل ما أريد ذكره عبارة عن ذكريات ولقطات من هنا وهناك... مثلاً أذكر أننا كثيراً ما كنا نقضي (الخمايس) سوياً – أقصد الأستاذ حسن ومحيي الدين وعبد الله عبيد والأسطي أحمد (معذرة أحمد فقد سقط اسم الوالد من إحدى ثقوب الذاكرة التي تآكلت مع الزمن) ... بعد إعتقالي على أيام الفريق عبود وفصلي من جامعة الخرطوم عملتُ معلماً في مدارس الأحفاد هنالك وجدت الأستاذين محيي الدين فارس وعثمان حسن إدريس (عثمان رلاكس – Relax ) قد سبقاني وأصبحا من ضمن هيئة التدريس وهكذا كوّنا ثلاثية لا تفترق وتعمقت علاقتي بمحي الدين ... وكان الأستاذ عوض (نسيت أيضاً اسم والده) عندما يجد أحدنا غائباً يتساءل ساخراً : أين ثالثة الأثافي ... كنا غالباً ما نذهب مع الصديق عثمان إلى منزلهم الكائن بحي العمدة آنذاك بعد نهاية اليوم المدرسي لنلعب الكونكان... ولا زلتُ أذكر ذلك الفرح الطفولي الذي يشع من كل مسامات ذلك الرجل الرقيق عندما يفوز باللعبة... كان يضحك وينط ويقفز في الهواء الشىء الذي يستفز عثمان ليعلق محاولاً التقليل من قيمة إنتصار الصديق محي الدين بقوله: (إنتَ فرحان كدا قايل روحك فتحتَ عكا... ما فتحتَ عشرة كونكان وبس !! بعدين أسمع الحكمة بتقول: المحظوظ في الكتشينة ما محظوظ في الحب... ها ها ها)... والقصة أن صديقنا عثمان كان يعيش وقتها قصة حبٍ (مطرشقة) وكان يظن نفسه قد أصبح مجنون ليلي مع إن ليلاه لا تدري عن حبه شيئاً لأنه لم يجد الجرأة ليصارحها بذلك الحب المكتوم بين الضلوع إلى أن تزوجت... هنا يعلق محيي الدين: تعرف يا عثمان حبك دا زي ضل الضحى... باكر بروح شمار في مرقة... ألم تسمع بقول الشاعر:
لن يلبث القرناء أن يتفرقوا ...
ليل يكر عليهم ونهــار
لم يبق يوماً عاشقان بحالة ...
إلا وقـد جاءتهم الأغيار
كل وإن طال المدي متصرم ...
حكم الإله وسارت الأقدار
وتمتد المداعبات... مثلاً عثمان حسن إدريس يعتقد جاداً أنه شاعر لا يجارى وكم من مرة أسمعنا (غصباً عنا) – ولنسمها تجاوزاً بالقصيدة – قصيدته التي أسماها (المكواة)... ويعتقد محيي الدين أن لعثمان مقدرات أخرى فهو يستطيع حقيقة أن (يلحس كوعو) وأن يثبت لك صدق نظرية دارون وأصلنا الحيواني بتحريك أذنيه كأفضل جحش أو يمشي كالعقرب على يديه ورجلاه تكاد تلامس العرش... كل ذلك يعترف به محيي الدين ليقول: تعرف يا عثمان إنتَ تمتلك مقدرات لاعب إكروبات من الدرجة الأولي ولكن أن تدعي بأنك تمتلك أي مقدرة شعرية فلا وألف لا... يا أخي الشعر بجانب الموهبة يحتاج لمقدرات ذهنية أكتر من بتاعة أرنب نط وقز البصلة...)... ونضحك
آخر مرة تحدثت فيها مع محيي الدين كانت بقاعة الشارقة – جامعة الخرطوم أثناء الإحتفالية بالفائزين – وكان أحدهم - بجائزة البابطين في الشعر العربي ... تحدث محيي الدين في هذه المناسبة فقال حديثاً يدحض كل إفتراءات من يقولون إن محيي الدين فارس باع نفسه للسلطان فلا يزال محيي الدين ( لا يحيد وهو ليس بالرعديد الذي يكبل خطوه ثقل الحديد)... كان حديثه لهبا وثورة حمّل فيه النظم الطاغية مسئولية عدم تطور الأداب والفنون عامة والشعر خاصة في البلدان العربية... قال ما معناه: إن حرية التعبير شرط ضروري إذا أردنا لزهور الإبداع أن تتفتح وعليه يجب على المبدعين أن يكونوا في الصفوف الأمامية للدفاع عن الحرية والديموقراطية... لا أدري لماذا كلما تذكرت الصديق حامد عثمان تذكرت محيي الدين فارس وكذلك كلما تذكرت محيي الدين فارس تذكرت حامد عثمان... أهو ذلك المرض اللعين – السكري – الذي أعجز قدميّ محيي الدين عن الحركة وبتر ساق حامد وأعماه... أم هو ذلك الصمود الإسطوري عند الرجلين... أم يا ترى هو القبض على قضية طين الوطن بالناب والأظافر !!؟ أم هي كل تلك الأسباب مشتركة...
أخيراً... صديقي محيي ... أقول تأسياً بما قال به سيد البشر عندما فقد إبنه إبراهيم: تدمع العين ويحزن القلب... ولا نقول ما يغضب الرب... وإنّا لفراقك يا محي لمحزونون... والله لمحزونون... اللهم اغفر واحسن على عبدك محيي... وأنزله بين الشهداء والصديقين..



الاحداث

Post: #5
Title: Re: من مرقد محي الدين فارس ينبُتُ قنديل الفرح .
Author: أحمد طراوه
Date: 05-15-2008, 09:52 PM
Parent: #1


.. رحم الله هذا السوداني المرهف

الذي ظلت تشده اسراب الضحايا الكادحون
العائدون في الظلام من المصانع و الحقول

.. و فوق ذلك ، و من بعد .. ظل يحلم
بالعودة للغابة السمراء و للكوخ الموشح
بالورود

حار عزائي لقبيلة الادب و الشعر .. مودتنا
و اصلة لك يا شقليني

Post: #12
Title: Re: من مرقد محي الدين فارس ينبُتُ قنديل الفرح .
Author: عبدالله الشقليني
Date: 05-16-2008, 05:50 AM
Parent: #5

: كثيف العِبارة التي لَم تُقال .



كتب الدكتور أحمد طــراوة :

Quote: .. رحم الله هذا السوداني المرهف

الذي ظلت تشده اسراب الضحايا الكادحون
العائدون في الظلام من المصانع و الحقول

.. و فوق ذلك ، و من بعد .. ظل يحلم
بالعودة للغابة السمراء و للكوخ الموشح
بالورود

حار عزائي لقبيلة الادب و الشعر .. مودتنا
و اصلة لك يا شقليني


تحية لك في مقام الحُزن أخانا الدكتور أحمد :

كان أستاذنا الشاعر محي الدين بيننا : واحة ثقافة يشرب منها الظامئ ، العابر والمُقيم .
مفتوح عقله على جنبات الكون . ناهل من كل بٌستان نضير .
تجده مُحدقاً في وجهك : كثيف العِبارة التي لَم تُقال .


*****

Post: #8
Title: Re: من مرقد محي الدين فارس ينبُتُ قنديل الفرح .
Author: سناء عبد السيد
Date: 05-15-2008, 11:11 PM
Parent: #1

رحم الله الشاعر الأستاذ محي الدين فارس

التعازي موصولة لأهله و محبيه


((انا لله و انا اليه راجعون))

Post: #9
Title: Re: من مرقد محي الدين فارس ينبُتُ قنديل الفرح .
Author: Mohamed fageer
Date: 05-16-2008, 00:18 AM
Parent: #8

أحياه الله وحياه في جنات الخلد
تعازينا الحارة لأهله في الأسرة ولأهله في قبيلة الشعر والأدب

Post: #10
Title: Re: من مرقد محي الدين فارس ينبُتُ قنديل الفرح .
Author: Osman Musa
Date: 05-16-2008, 02:48 AM
Parent: #9


له الرحمه
لقد رحل
الشاعر الذى طاف فى المسالك الخضراء ...
يا الله ..
لقد ذبل النيل اليوم ..
وتوشحت الضفاف بالحزن ... له الرحمه

Post: #24
Title: Re: من مرقد محي الدين فارس ينبُتُ قنديل الفرح .
Author: عبدالله الشقليني
Date: 05-17-2008, 09:53 PM
Parent: #10



كتب الأكرم : عثمان موسى :

Quote: له الرحمه
لقد رحل
الشاعر الذى طاف فى المسالك الخضراء ...
يا الله ..
لقد ذبل النيل اليوم ..
وتوشحت الضفاف بالحزن ... له الرحمه


عزيزنا الأستاذ / عثمان موسى
تحية واحتراماً

صدق الشاعر الذي قال :
نحن أبناؤك في الحزن النبيل

إن لصندل الشعر عبق يبقى مع الزمان .
وإن سلطان الشعر أقوى من بطش المنون .

****

Post: #20
Title: Re: من مرقد محي الدين فارس ينبُتُ قنديل الفرح .
Author: عبدالله الشقليني
Date: 05-17-2008, 01:48 PM
Parent: #9



كتب / الأكرم محمد فقير

Quote: أحياه الله وحياه في جنات الخلد
تعازينا الحارة لأهله في الأسرة ولأهله في قبيلة الشعر والأدب

الأكرم : محمد فقير
تحيات زاكيات

كنا على موعد تعرفه الدُنيا . إن غياب المُبدعين يمر كشوك حديدي على النفس
ويورث حزناً باقٍ ... وعزاؤنا ما خلف من إرث مكتوب

**

Post: #16
Title: Re: من مرقد محي الدين فارس ينبُتُ قنديل الفرح .
Author: عبدالله الشقليني
Date: 05-17-2008, 06:55 AM
Parent: #8



كتبة الفاضلة سناء
Quote: رحم الله الشاعر الأستاذ محي الدين فارس

التعازي موصولة لأهله و محبيه

((انا لله و انا اليه راجعون))


إلى سناء تحيات زاكيات

لا يعرف الوجع إلا من تدثر بالعواطف الإنسانية في ألقها
وفي انطلاقها ..
كان الشاعر مُعلماً وأخاً أكبر وصديق . دخل عقولنا الباطنة
عندما كنا في عنفوان البلوغ ، وأودع تلك المجاهل نبتة الحرف الرشيق
واللغة العربية الباهر أصلها والسامق فرعها . حمَّالة ثمار العواطف

وإنا لفراقه لمحزونون

***

Post: #13
Title: Re: من مرقد محي الدين فارس ينبُتُ قنديل الفرح .
Author: Yasir Elsharif
Date: 05-16-2008, 06:06 AM
Parent: #1

نسأل الله له الرحمة ولآله وأحبائه وأسرته الصبر وحسن العزاء..

إنا لله وإنا إليه راجعون

Post: #14
Title: Re: من مرقد محي الدين فارس ينبُتُ قنديل الفرح .
Author: الطيب شيقوق
Date: 05-16-2008, 06:35 AM
Parent: #13

رحم الله شاعرنا الأستاذ محي الدين فارس

التعازي موصولة لأهله و محبيه


((انا لله و انا اليه راجعون))

شكرا اخي الشنقليني

Post: #18
Title: Re: من مرقد محي الدين فارس ينبُتُ قنديل الفرح .
Author: عبدالله الشقليني
Date: 05-17-2008, 01:22 PM
Parent: #14



كتب العزيز الطيب شيقوق :
Quote: رحم الله شاعرنا الأستاذ محي الدين فارس

التعازي موصولة لأهله و محبيه


((انا لله و انا اليه راجعون))

شكرا اخي الشنقليني



العزيز الأستاذ / الطيب شيقوق

تحية لك ، وإنه لفقد عظيم ، ولكن الخير كل الخير
في زاده المكتوب يقطر من دواوينه أشعاراً .

وتلك هي الشجرة التي لا ينضب ثمرها


*****

Post: #17
Title: Re: من مرقد محي الدين فارس ينبُتُ قنديل الفرح .
Author: عبدالله الشقليني
Date: 05-17-2008, 07:03 AM
Parent: #1




كتب الأستاذ/ عمر خليل يُعزي شقيقه وصديقه الأستاذ / زكريا خليل :

أخي زكريا خليل

في رهبة رحيل شاعرنا وفقيد الامة العربية شعرا ونثرا اسمح لي ان اخاطبك بزكريا حيث كان محي الدين يسمى الاشياء بمسمياتها ...اخي انه لفقد كبير وقامة سامقة سقطت جسدا ولن تسقط نبراسا وشعلة مضيئة ، الا رحم الله محي الدين بقدر ما اعطي لبلاده ولأمته العربيه ، فلنترحم عليه راجين من المولى ان يتقبله قبولا حسنا ويدخله فسيح الجنان وانا لله وانا اليه راجعون

عمر خليل


****

Post: #19
Title: Re: من مرقد محي الدين فارس ينبُتُ قنديل الفرح .
Author: لؤى
Date: 05-17-2008, 01:47 PM
Parent: #1






Post: #21
Title: Re: من مرقد محي الدين فارس ينبُتُ قنديل الفرح .
Author: Mohamed Abdelgaleel
Date: 05-17-2008, 02:16 PM
Parent: #19

اللهم أرحم محي الدين فارس

Post: #26
Title: Re: من مرقد محي الدين فارس ينبُتُ قنديل الفرح .
Author: عبدالله الشقليني
Date: 05-18-2008, 05:31 PM
Parent: #21

Quote: اللهم أرحم محي الدين فارس




شكراً لمقدمك أيها العزيزمحمد عبد الجليل

له الرحمة والذكرى الطيبة

Post: #22
Title: Re: من مرقد محي الدين فارس ينبُتُ قنديل الفرح .
Author: ابوبكر يوسف إبراهيم
Date: 05-17-2008, 02:32 PM
Parent: #19

أخي عبدالله

سلام على روحك الطيبة

مضارب قبائل الشعر تتقبل العزاء في فارس من فوارسها وقد ترجل من على صهوة جواد أصيل .. شعره صهيل .. كانت ترانيمه حداء قوافل الشرفاء ها نحن نعلن أننا قد نجن لفقده ، وبتكر الليل من مطفإ كوكبي النعي ؛ وها نحن نتذكر أن النوافير قد نسيت في شرايين محي الدين الطحلبية منبعها النيلي ، وأحسب أنه كان الخريف الوافر شعراً كان هو قميصه الوحيد المملوك له ، وأن النخيل يفر لأعلى قمم محي الدين فارس ليمنح لأرضه وأذرعته السعفية ظلا ، اليوم تسمر الموج على الرمال والريح أصبحت زورق بلا رجال ؛ وبعض مجداف وعنكبوت فمن يشعل الفرحة في مدامعنا بعد أن كان هو ؟..ومن يوقظ العملاق من يموت؟ فرائحة الموت على الحديقة تهزأ بالفصول ..حشرجة ودمعة بتول .. ووقد أقدام على الطلول ؛ تبحث عن حقيقة عن خنجر عن ساعد يصول ؛ وكان ريش النسر في جراحنا العميقة فماً وصمتاً ظامئاً لدقة الطبول .. أيها الموت : يا سارق الشعلة إن الصخب في السكون ؛ لقد قطفت زهور النورعبر الظلمة الحرون ؛ وها نحن انتجعنا الصمت في المغارة لأن نتن الملح لا تغسله العبارة ؛ ها نحن ننزل نعي للبحر تحت الموج والحجارة.. لا بد أنك يا محي الدين كنت شعلة تغوص في القرارة ، وقد كانت بالأمس بها شرارة وتنفض توق الريح من سلاسل السكوت ؛ تعلم الإنسان أن يموت !!!.. أيها الفارس النبيل كنت توشي الشعر وها أنت توشي للمرة الأخيرة ملحمة الوداع مرّة ثانية في بياضِ البرانِسِ ؛ سيفاً صقيلاً
وخيلاً مسوّمةً ؛ وفوارس عادت من الحربِ مثقلةً بالسلامْ ؛ووشّيت مرّة ثالثة في سقوف المساجد فوق القباب الوطيئة ؛ في أغنيات الجبال نجمةً لا تمسُّ الغيومُ .. هناك غيمة ترنو للقياك .. غيمة روية هي صلاح إبراهيم الذي هو في توقٍ إليك هناك في عالم نقول عنه : إن من يسكن السماء هم من تعبوا، ومن تاهوا، ومن احترقت أحلامهم أو نزت بالغياب) وها أنت تلبي دعوة الشوق وكأنك كنت على موعدٍ مع ذكراه !! ها أنت توزعني على الموتى ولا يشبهنا في هذا الفراغ غير الصدي .. أحمل تحياتي واشواقي يا محي الدين ؛ يا فارس الكلم ، للمجذوب وعبدالله الطيب ، لعلي المك ومحمد عبدالحي ؛ ابوذكري والجيلي والحسين وإنا لآحقون بكم لنعرف أن للموت جمال ووقار وراحة بال حين يجتمع الأحباب ..
فوداعاً محي الدين .. وداعاً أيها الفارس النبيل .. صمت الكنار وأقلعت الخيل عن الصهيل .. إتشح بالسواد نهر النيل .. وداعاً وداعاً أيها الأيل الجليل ..

Post: #27
Title: Re: من مرقد محي الدين فارس ينبُتُ قنديل الفرح .
Author: عبدالله الشقليني
Date: 05-18-2008, 05:37 PM
Parent: #22



في محراب جمال الكلم الصمت ، فقد
كتب النابه بنان الأستاذ / أبو بكر يوسف إبراهيم :


أخي عبدالله

سلام على روحك الطيبة

مضارب قبائل الشعر تتقبل العزاء في فارس من فوارسها وقد ترجل من على صهوة جواد أصيل .. شعره صهيل .. كانت ترانيمه حداء قوافل الشرفاء ها نحن نعلن أننا قد نجن لفقده ، وبتكر الليل من مطفإ كوكبي النعي ؛ وها نحن نتذكر أن النوافير قد نسيت في شرايين محي الدين الطحلبية منبعها النيلي ، وأحسب أنه كان الخريف الوافر شعراً كان هو قميصه الوحيد المملوك له ، وأن النخيل يفر لأعلى قمم محي الدين فارس ليمنح لأرضه وأذرعته السعفية ظلا ، اليوم تسمر الموج على الرمال والريح أصبحت زورق بلا رجال ؛ وبعض مجداف وعنكبوت فمن يشعل الفرحة في مدامعنا بعد أن كان هو ؟..ومن يوقظ العملاق من يموت؟ فرائحة الموت على الحديقة تهزأ بالفصول ..حشرجة ودمعة بتول .. ووقد أقدام على الطلول ؛ تبحث عن حقيقة عن خنجر عن ساعد يصول ؛ وكان ريش النسر في جراحنا العميقة فماً وصمتاً ظامئاً لدقة الطبول .. أيها الموت : يا سارق الشعلة إن الصخب في السكون ؛ لقد قطفت زهور النورعبر الظلمة الحرون ؛ وها نحن انتجعنا الصمت في المغارة لأن نتن الملح لا تغسله العبارة ؛ ها نحن ننزل نعي للبحر تحت الموج والحجارة.. لا بد أنك يا محي الدين كنت شعلة تغوص في القرارة ، وقد كانت بالأمس بها شرارة وتنفض توق الريح من سلاسل السكوت ؛ تعلم الإنسان أن يموت !!!.. أيها الفارس النبيل كنت توشي الشعر وها أنت توشي للمرة الأخيرة ملحمة الوداع مرّة ثانية في بياضِ البرانِسِ ؛ سيفاً صقيلاً
وخيلاً مسوّمةً ؛ وفوارس عادت من الحربِ مثقلةً بالسلامْ ؛ووشّيت مرّة ثالثة في سقوف المساجد فوق القباب الوطيئة ؛ في أغنيات الجبال نجمةً لا تمسُّ الغيومُ .. هناك غيمة ترنو للقياك .. غيمة روية هي صلاح إبراهيم الذي هو في توقٍ إليك هناك في عالم نقول عنه : إن من يسكن السماء هم من تعبوا، ومن تاهوا، ومن احترقت أحلامهم أو نزت بالغياب) وها أنت تلبي دعوة الشوق وكأنك كنت على موعدٍ مع ذكراه !! ها أنت توزعني على الموتى ولا يشبهنا في هذا الفراغ غير الصدي .. أحمل تحياتي واشواقي يا محي الدين ؛ يا فارس الكلم ، للمجذوب وعبدالله الطيب ، لعلي المك ومحمد عبدالحي ؛ ابوذكري والجيلي والحسين وإنا لآحقون بكم لنعرف أن للموت جمال ووقار وراحة بال حين يجتمع الأحباب ..
فوداعاً محي الدين .. وداعاً أيها الفارس النبيل .. صمت الكنار وأقلعت الخيل عن الصهيل .. إتشح بالسواد نهر النيل .. وداعاً وداعاً أيها الأيل الجليل .



******

وسنعود أليك أيها الحبيب في حُزنك السماء تُمطر في موطني أسى ...

*****

Post: #29
Title: Re: من مرقد محي الدين فارس ينبُتُ قنديل الفرح .
Author: عبدالله الشقليني
Date: 05-18-2008, 09:49 PM
Parent: #27

Quote: وسنعود أليك أيها الحبيب في حُزنك السماء تُمطر في موطني أسى ...

Post: #25
Title: Re: من مرقد محي الدين فارس ينبُتُ قنديل الفرح .
Author: عبدالله الشقليني
Date: 05-18-2008, 05:28 PM
Parent: #19




عزيزنا لؤي
تحية واحتراماً

شكراً لك وجه الشاعر ، تلك صورته ونحن نتتلمذ على يديه

شكراً جزيلاً لك

*****

Post: #28
Title: Re: من مرقد محي الدين فارس ينبُتُ قنديل الفرح .
Author: عبدالله الشقليني
Date: 05-18-2008, 05:48 PM
Parent: #1

http://sudanray.com/Forums/showthread.php?t=655




أعلاه وصال من ملف خيمة الأستاذة : أميمة سند
وهي تفتح نافذة في ذكرى الراحل في منتدى :


http://sudanray.com/Forums

***

Post: #30
Title: Re: من مرقد محي الدين فارس ينبُتُ قنديل الفرح .
Author: الكيك
Date: 05-20-2008, 09:49 AM
Parent: #1


Post: #31
Title: Re: من مرقد محي الدين فارس ينبُتُ قنديل الفرح .
Author: الكيك
Date: 05-20-2008, 09:50 AM
Parent: #1

لا ياتى الوفاء الا من اهله
رحم الله الشاعر الكبير واسكنه فسيح جناته كان شخصا مبدعا ومتفردا فى كلماته ..لن احيد
واضيف هذا المقال عن الصحافة بتاريخ 20/5/2008

محيى الدين فارس..عمــــر مــــن الشعـــر


مجذوب عيدروس


على كثرة الأوصاف والألقاب التي كان يعرف بها محيى الدين فارس - ومنه صفته كمعلم، وناقد لشعراء الشباب، وناظر في تاريخ الحركة الأدبية في مصر والسودان والوطن العربي، إلا ان خلوده قد جاءه من باب الشعر.. فمحيى الدين فارس شاعر أولاً ثم تأتي بقية الصفات..
وهب محيى الدين فارس عمره للشعر منذ أن كان طالباً يافعاً في مصر، وكان ينشر شعره في المجلات والصحف العربية في القاهرة وبيروت، وهو لم يزل بعد في مقاعد الدرس.. وكان الفتية السمر (محيى الدين فارس/ جيلى عبد الرحمن/ محمد الفيتوري/ تاج السر الحسن) الذين برزوا في ميدان الشعر في القاهرة كما أقر بذلك زكريا الحجاوي الذي كان يرعى المواهب الشابة في كل مجالات الابداع - انظر شهادة محمود السعدني، وتاج السر الحسن عن هذه الرعاية.
وكان ظهور هؤلاء الشعراء في الخمسينات، وسط امواج حركة التحرر الوطني التي غمرت افريقيا وآسيا منذ الاستعمار ومخططاته - ايذاناً ببداية مرحلة شعرية جديدة.. كان الشعر العربي قد بدأ يتململ رواده من قيود رأوها في الشكل الشعري الموروث، وتعددت محاولات الخروج الى أفق شعري جديد - فكانت محاولات محمد فريد أبو حديد وحسين عفيف ونقولا فياض، ومحمد أحمد محجوب هنا في السودان - والياس أبو شبكة وعلي احمد باكثير - في عداد التمهيد للفتح الشعري - الذي جاء من العراق على اقلام السياب ونازك الملائكة والبياتي ورفاقهم - وكانت مساهمة شعرائنا الاربعة الذين ذكرناهم في تثبيت اركان قصيدة التفعيلة في القاهرة وهي مركز الصراع الرئيسي بين القديم والجديد في الشعر العربي.. فقد كانت بيروت أكثر استجابة لنداء بغداد للدفع بالشعر الى غايات جديدة، والى آفاق اكثر رحابة.. وربما اشتطت بيروت في معركة الحداثة.. فكانت قصيدة النثر ولها جذور هناك تتجاور مع شعر التفعيلة في ساحاتها الثقافية.
وكان محيى الدين فارس - وله رصيد من قراءة تقليدية في بيئة دينية في الاسكندرية الى كلية دار العلوم وهي المنطقة الوسطى بين الأزهر وآداب جامعة القاهرة تجمع القديم والجديد في رحابها.. وكانت هناك نداءات التجديد والحداثة تتردد في باحاتها وقاعات محاضراتها - وكانت المجلات الادبية خاصة الرسالة والثقافة - القاهرة - والأديب والآداب من بيروت ورصيفات في العاصمتين وعواصم عربية أخرى.. وكان مثقفو تلك الايام في معظمهم لا يعترفون بالتجزئة ولا الحدود المصطنعة.. فاذا منع شعر كمال حليم في (اصدار) في مصر، فانه - يجينا من النيل من أم درمان، وهذه حقيقة وليست مجازاً - ولهذا خرج محيى الدين فارس من المنبر القومي الذي شيده د. سهيل ادريس (صاحب رواية الحي اللاتيني والخندق العميق الخ - وصاحب دار الآداب ومنشوراتها ومجلتها) فكانت الآداب منبراً قومياً من المحيط الى الخليج.. وعلى صفحات الآداب دارت معارك أدبية - منها معركة السياب مع رئيف خوري وصلاح عبد الصبور - ومعركة محيى الدين فارس مع نزار قباني..
وعلى مستوى الجمهور السوداني تغنى أمير الأنشودة الوطنية حسن خليفة العطبراوي بقصيدة (لن أحيد) وهي لمحيى الدين فارس، كما تغنى زيدان ابراهيم بأنشودة اكتوبر للشاعر.. وقبل ذلك كان ديوانه الأول الطين والاظافر - يحوى قصائد وطنية تضج ضد المستعمر وضد الاقطاع، وتنادي بالحرية والعدالة الاجتماعية..
ومحيى الدين فارس شاعر العروبة - منذ ان تغنى لفلسطين ومآسى اللاجئين، وبطولات الفدائيين فهو ايضاً شاعر افريقيا الذي يطرب لانتصاراتها وقدراتها التي بهرت العالم في قيادة حركة تحرر وطني انتظمت القارة السمراء من اقصى الشمال الى رأس الرجاء الصالح - فكان محيى الدين فارس قيثارة لهذا النضال مزاوجاً بين العروبة والافريقية - فهو من سلالة رضعت مجد كوش ونبتة ومروي - تلك الحضارة الافريقية التي كانت ملهمة لشعوب القارة إلى المدى الذي جعل بعض الباحثين الاوربيين يقارنون بين دور مروي في افريقيا، ودور اثينا في العالم القديم.. وكان محيى الدين قادراً على ازالة التناقض المتوهم لدى آخرين بين العروبة والافريقية واعياً بالخصوصية السودانية داخل المنظومتين (القارية والقومية) وان السودان ذاخر وغنى بتنوعه الثقافية.
القصيدة عند محيى الدين فارس لوحة تكتسي تفاصيلها بألوان وخيوط ينسجها من قاموسه الشعري - وهو قاموس قريب من متناول القارئ العادي - لا يرهق القارئ بحواشى الألفاظ وغريبها - ولهذا تجده بعيداً عن التعقيد والمعاظلة..
في ديوانه الاول (الطين والأظافر) والثاني (نقوش على وجه المفازة) انفاس من شعر النضال وأدب مرحلة التحرر الوطني، والقضايا القومية - وبعض الرؤى - وهناك صور واقعية منها قصيدته عن شارع كلوت بك - فهي لوحة معبرة، وكان القاؤه لها يعطيها بعداً آخر..
وفي دواوينه الاخيرة يغلب شعر الرؤيا ومحاولة التعرف على الابعاد الاخرى لرحلة الوجود الانساني - وتلمح ذلك الأسى الشفيف الذي يغلف رؤاه - كان محيى الدين محباً للحركة والحياة، وكانت محنته الأخيرة التي تجلد وصبر عليها.. نقرأ في القناديل المطفأة:-
حديقتنا جعدت وجهها
وسياج البنفسج جفت عناقيده
ثم القت على الارض تيجانها
والينابيع غاضت
واشجارنا .. لقحتها الرياح الكواذب
والطين حين اقتحمت بساتينه
حملق الصمت في مقلتيا
ووجه النهار تسرب من راحتيا
تلفت..... لا شئ غير الدهاليز
والجائعين يلوكون وجه الموانئ
وبيت العصافير طن به الصمت
والليل كالاضرحة
مدينتنا في الظلام تنام
وتلبس اقنعة الاضرحة
وكفت عن الرقص زرق العصافير
خلت اراجيحها المفرحة
حديقتنا جعدت وجهها
وتهاوت عناقيدها قبل بدء الظلال
???
ودواوين محيى الدين التي صدرت في العقدين الأخيرين (صهيل النهر) و(تسابيح عاشق) و(القنديل المكسور) تتسع لقراءات جديدة لأنها تمثل خلاصة تجربة الشاعر، ونضج ابداعه.. وهي تمثل الذروة التي بلغها الشاعر، وهو يعتلى ذرى الشعر..
وكانت رحلات مهرجان المربد الموسمية هي التي تجعل محيى الدين فارس يقول اننا من خلال المربد نستطيع التعرف على مدى ما وصلنا إليه في مقارنات مع شعراء العربية الذين كان بعضهم يرتاد المنابر، ومنهم محمود درويش/ محمد العتيبي/ أحمود جبور/ عبد الرزاق عبد الواحد/ محمد حسين آل ياسين/ رعد بندر/ حميد سعيد/ ونزار قباني/ سامي مهدي. وكان الكثيرون من مجايلي محيى الدين من شعراء مصر ونقادها حضوراً - ومنهم د. عز الدين اسماعيل وعبد العليم القباني وغيرهما..
وكان محيى الدين فارس الشاعر يتردد صوته في منابر بغداد مجلجلاً الى جانب شعراء كنزار قباني واحمد سليمان الأحمد وكمال الحديثي والفيتوري - وفي بعض قراءات الافتتاح وهذا اعتراف بقامة الشاعر السامقة، وهو الذي كانت تسبقه شهرته في كل محفل عربي.

Post: #33
Title: Re: من مرقد محي الدين فارس ينبُتُ قنديل الفرح .
Author: عبدالله الشقليني
Date: 05-22-2008, 07:34 PM
Parent: #31




الحبيب الصحافي " الكيك "
لك الود والتحايا ، وقد نقلت المسك
في سيرة نبي من أنبياء الشعر ومجد القصيد

لك من الشكر أجزله وسنعود

Post: #34
Title: Re: من مرقد محي الدين فارس ينبُتُ قنديل الفرح .
Author: عبدالله الشقليني
Date: 05-26-2008, 03:41 PM
Parent: #31

Quote: ياتى الوفاء الا من اهله
رحم الله الشاعر الكبير واسكنه فسيح جناته كان شخصا مبدعا ومتفردا فى كلماته ..لن احيد
واضيف هذا المقال عن الصحافة بتاريخ 20/5/2008

محيى الدين فارس..عمــــر مــــن الشعـــر


مجذوب عيدروس


شكراً عزيزنا الكيك

Post: #35
Title: Re: من مرقد محي الدين فارس ينبُتُ قنديل الفرح .
Author: عبدالله الشقليني
Date: 05-29-2008, 06:00 PM
Parent: #34



ودواوين محيى الدين التي صدرت في العقدين الأخيرين (صهيل النهر) و(تسابيح عاشق) و(القنديل المكسور) تتسع لقراءات جديدة لأنها تمثل خلاصة تجربة الشاعر، ونضج ابداعه.. وهي تمثل الذروة التي بلغها الشاعر، وهو يعتلى ذرى الشعر..



Post: #36
Title: Re: من مرقد محي الدين فارس ينبُتُ قنديل الفرح .
Author: القلب النابض
Date: 05-29-2008, 06:10 PM
Parent: #35

رحل عنا الذين نحبهم

والذين يجعلون لدنيانا طعم ولون وعطر

فها هم رحلو وتركونا بلا شئ ..

ولم نودعهم كما ينبغي

في ضجيج الهمج ..

وجع وجع