دقة قديمة ,

دقة قديمة
عادت إلى الأذهان الصورة القديمة التي رسمتها مايو لـ (المرتزقة) .. هكذا وصفت أجهزة إعلام مايو غزوة الجبهة الوطنية على الخرطوم في العام 1976م .. ولقد استخرجت الحكومة (كنوز) مايو من الأضابير وأضافت إليها الأكليشيهات المتناغمة مع موشحات مايو في أيامها الأخيرة.
وأبو خليل كذلك.. دقة قديمة.. أقدم من الكسرة المُرة .. فقد ترك حزبه (السابق) , لكنه لم يترك أساليب ووسائل حزبه السابق.. و تناسى أنّهم (لعبوها تحت ضُل النجيلة)!.. وقد بالغ أبو خليل حين طمع في إجلاس أستاذ المادة والمراقبين لامتحان (اختلاف الأوراق).
الظاهرة قديمة , ولكنها غريبة.. من أطلق عليهم لقب المُرتزقة هم الآن في قلب النظام, وأصحاب اللقب ذي الدلالة (المرتزقة) هم كذلك جزء من النظام أو على مقربة من ينابيعه.. فقط يغيب الشريف حسين و(يتغيّب) الترابي!.
وغرابة الظاهرة أنها تنبع من مشكاة واحدة، ومن حوش واحد , بعض أبنائه يحكمون.. وأحفاد الحوش يفاوضون و(يجغمسون) الاتفاقيات .. وبعض أبناء الحوش يعارضون بكل سخائم النفس المجروحة بالحرمان من ملذات السلطة.. فهل شذ أبو خليل الذي قرر أن (يكاتل عديل)؟..
الظاهرة قديمة.. قدم المنشار.. نازل يأكل طالع يأكل.. وأسنان المنشار الشتراء تطالبنا أن نصدق أحوالها في المنشط والمكره!.. وإذا سألت في كل الأحوال أسنان المنشار عن أسباب القتل والرعب وضياع مصالح النّاس , فإن كل أسنان المنشار ترفع الميم!.
منشار يقطع.. ويضيف عبئاً جديداً هو اجتياز نقاط التفتيش باختبار (الهوية).. وغنائم الظاهرة رتل من العربات التي ظهرت فجأة في الخرطوم من صحراء مكشوفة!.. كيف هذا؟.. ليتهم باعوا هذه الغنائم في السوق الأسود.. واستخرجوا بأثمانها بطاقات هوية لهؤلاء.. هذا بالتأكيد يسهل مهمة السلطات التي لا تميز بين مواطنيها بألوانهم و ! بـ(شعورهم).. ومراعاة (الشعور) كذلك!.. أصبح دقة قديمة!..
لمجرد أن يولد الإنسان في خط الاستواء يصبح رهيناً
)لفلافله!(.. إن شوهد بها في أيام (الكعة) قبضوا عليه.. وإن استطعمها قبضته مصارينه!.. فأين العدل .. وأين الاستواء؟.
==