كل ما يحتاجة الشر لينتصر هو أن يقف أهل الخير وألايفعلوا شيئا

كل ما يحتاجة الشر لينتصر هو أن يقف أهل الخير وألايفعلوا شيئا


05-07-2008, 04:36 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=160&msg=1210174614&rn=0


Post: #1
Title: كل ما يحتاجة الشر لينتصر هو أن يقف أهل الخير وألايفعلوا شيئا
Author: ممدوح عثمان
Date: 05-07-2008, 04:36 PM

قرأت هذا الشعار في مقال للكاتبة السعودية ثريا العريض في عمودها بيننا كلمة بجريدة الوطن السعوديةوهو أحد شعارات الإنتخابات البريطانية كما ذكر المفكر السعودي تركي الحمد أنه وقف عند هذا الشعار كثيرا لأنه بالفعل يعني الكثير ، فهو تلخيص أكيد لتاريخ الإنسان على هذه الأرض فصمت الإنسان وإستسلامه لكل هذا الشر سبب رئيس في مأساته .. )
وتقول الكاتبه .. في رأي المقولة تتكلم عن نصف الحقيقة ويمكن أن تنقلب : كل مايحتاجه الخير لينتصر هو أن يقف أهل الشر وألايفعلوا شيئا: وتظل ايضا تعبر عن نصف الحقيقة ، حيث لا أهل الخير ولا أهل الشر يتوقفون كلهم عن الفعل ، ولكن الذي نختلف حوله هو كون الفعل خيرا أم شرا . صحيح أن هناك مساحة كبيرة متفقا عليها في الإنسانية على أنها أفعال بشرية خاطئة وتستحق العقاب ولكن الأمر ليس أبيض وأسود بوضوح وهناك مساحات رمادية غير متفق حولها وسيظل هناك دائما أكثر من جانب للنظر إلى أي قضية ، هل مثلا حين يسرق الفقير ليأكل كي لا يموت هو وأطفاله جوعا هي نفس درجة جرم السرقة عند الموظف المكتفي الذي يختلس أموال الشركة بمبرر أن المال السايب يعلم السرقةوحين تدافع أمرأة عن عرضهاضد مخدومها أو أي شخص يحاول التحرش بهاأو الإعتداء عليها وينتهي الأمر بمقتل الرجل هل يعتبر فعلها الدفاعي شرا أم خيرا.
ثم من يحكم على أن الفعل بأنه خير أو شر؟ وعند أي حد يتحول الخير شرا ؟ ألسنا كلنا نطالب الأباء والأمهات بتأديب اولادهم ؟ متى يتحول التأديب المطلوب إلى تعذيب مرفوض ؟
قد يعود كل مجتمع إلى تعليماته الدينية أو حتى المذهبية الخاصة لتفسير ما هو الخير وماهو الشر ، وهذا يخفف الإختلاف ، ولكن يبقى السؤال عن مرجعية من يقوم بالتفسير وهل يقوم بتصنيف الخيٌّّّّّّّر والشرير بتجرد خالص ، أم يقتطع من التعاليم مايخدم أغراضا خاصة لجهات لها مصالحها ؟ وأسألوا جورج بوش الذي جعل حربا أهدافها سياسية بحتة تحصل على مباركة المجتمع العالمي تحت مسمى الحرب على " الشر " فبالإمكان بسهولة شخصنة الشر وتحليل " معاقبة البشر أو فئات مختارة منهم بمجرد أن نصنفهم أشرارا وننفي عنهم حقوقهم الإنسانية.
والأهم من ذلك أن قلما يعترف أحد بأنه " أهل الشر " هم دائما الجانب الثاني الذي لا يحتوينا .. في حين أن كثيرا منا يجد في مقولة مثل هذه ما يبرر الإعتقاد السائد أن أي مصيبة تصيب مجتمعنا ماهي إلا عقاب رباني لموبقات يرتكبونها ، أي بسبب إنصراف الآخرين في المجتمع عن الإلتزام الواجب .. والأصح أن المصائب كالأعاصير والغلاء مثلا تعم الأشرار والأبرار .. وليس الأشرار فقط .


من هم الأخيار ومن هم الأشرار ؟؟؟؟؟؟؟