شكاية منّاوي

خط الاستواء
شكاية منّاوي
بعد حولين يشكو كبير مساعدي رئيس الجمهورية من عمايل المؤتمر الوطني ويقول: (الخلا ولا الرفيق الفَسِل) ..وينعي اتفاقية أبوجا ..ويقول إن (لكل حادث حديث)..
شكوى لوّاعة.. ضد من؟.. (أنا ابكي !.. أنا اشكي منك وليك)! أم أن السيد منّي أركو منّاوي كبير مساعدي رئيس الجمهورية أراد تنوير الناس! وتبصيرهم بالصيغ التي يتعامل بها المؤتمر الوطني مع كل الاتفاقيات؟..
فالناس عارفين.. وفايت قد أضانهم!.. وستبدي الأيام للسيد منّي ما كان خافياً, ويأتيه بالأخبار رجال لم يزودهم بزاد.. ولكن المعرفة بعمايل المؤتمر تأتي بفائدة إذا كان العالِم بها على قدرة لاحتمالها وللتعامل معها..
السيد منّي وأركان حركته لا يمكنهم المناورة, كتلك التي فعلتها الحركة الشعبية حين انسحبت من الحكومة، ولا يستطيع أن يعود إلى الغابة أو إلى الفيافي, فحاله يشبه الآن إلى حد كبير حال صحائفنا التي تزورها الملاريا في الظلام دون حياء ..ومهما بذل لها من مطارف وحشايا, فإنها دون شك لابد أن تبيت في عظام وعصب أي كيان طالته شمة من عبيرهم الفوّاح!..
وقد طفرت من السيد عبارة سرعان ما صارت مانشيتاً في الصحف, فحوى العبارة أن الاتفاقية ـ أبوجا ـ أضحت محلك سر بعد رحيل مجذوب الخليفة .. وهذه العبارة هي (الكود) الذي يمكن أن تقرأ به الطريقة التي يتعامل بها السيد منّي أركو منّاوي مع أسياد القهوة..
ففي العبارة ظن ـ إلى درجة لا بأس بها ـ إن خطة المؤتمر الوطني ترتبط بشخصيات!.. إذا غابت، غابت الحكمة, وإذا حضروا حلحلوا العُقد!.. في بداية عهد الإنقاذ كانوا يقولون إن هذه الثورة الإسلامية قطار !.. ركب فيه من ركب, ونزل منه من نزل .. وأشياء الثورة دائماً حتمية على طريقة (فليعد للدين مجده.. أو ترق كل الدماء)..
إن ابسط نازح, أو متصالح إذا قضى شهرين قمريين في أي قصر من قصور الإنقاذ فإنه سيصل إلى ذات النتيجة التي جعلت صديقنا محجوب حسين يفرتق !.. لان كوافير الإنقاذ كلها لا تستطيع فلفلة شعره الحر المنساب.
كل ماقاله السيد منّي أركو يعد مقبولاً لو تفضّل بتحديد الجهة التي يشكو لها من عمايل المؤتمر الوطني !.. إن كان يشكو أسياد القهوة إلى أسياد القهوة, فهو اقرب الناس إلى براد الصيني !.. وإذا كان يشكو من خلال مؤتمر صحفي لشعب السودان عن أوصاف شِعب (وانٍ), فالشعب السوداني يعرف أن (المغاني..بمنزلة الربيع من الزمان)!..
يبدو أن السيد منّي قصد من المؤتمر الصحفي التنوير (نور الله عليه) بعد حولين بالتمام!..مالا افهمه من مناوى وشكايته صلتنا نحن بها إن كان كبير مساعدي رئيس الجمهورية يلتاع بالشكوى؟.. هل (نجقلب) ؟.. أم (نسوي شنو)؟ .. (لا حيلة لمتشعلق في مروحة)!
/////////////////