Pancake like and water

هكذا أصبحت (الكسرة) – Pancake like – في مصطلح أهل العلم التغذوي. و أنا ابتداءً اسجل اعتراضي عليه، حيث أن ما أسماه الخواجه (بان كيك) ما هو إلا (قراصة) حبوبتي بت الملك حين يخالطها السمن والسكر أو بعد أن إصابتها الحداثة في مطبخ خالتي و أمي فصارت تلف على المربى. أما (الكسرة) التي بحثت لها عن مثيل – like – في ما صادفت من وجبات الشعوب فما شابهها إلا (الأنجيره) عند الأحباش و إن لم تقاربها أو تدانيها طعماً و ملمساً.

تأتيك سمراء أو بيضاء كيفما حدد لها دقيق الصنع من (فتريته) التي هي من الذرة أو ما استعاض عنه الناس إلى أن أوصلتنا أمريكا و امبرياليتها – كما يظن بعض أصدقائي في اليسار – أوصلتنا إلى دقيق القمح. ملمسها تزداد نعومته أو تقل و لكنه يظل ناعماً. تراها (طرقة) بفتح كل الحروف فوق طرقة متلاصقات، لا يفك تلاصقها إلا تلك الأنامل التي صقلها التدريب و العادة لتلف في نظام في (الصينية). بها شيء من حذاقة أو (مرة) بضم الميم و فتح الراء إذا شاء اشتهائك أو (فطير) بعض حين. خالطت ما صنع أهل السودان (ملاحات) ما تفتقت به عبقريتنا أو ما جادت به مخالطة الثقافات من حولنا، قائمة من التقلية، النعيمية و الخدرة و أضف ما أردت.

حبي لها كان دوماً (فطيراً) مع اللبن الساخن حين يجئ الشتاء أو في ليالي رمضان خفيفةً على معدتي. أو مخالطة الماء و البصل و الطماطم (إذا سمحت الميزانية) فتكون (كسرة بموية)، منقذة الجياع حال أصابهم الفلس. أو راودتنا غريزة (الخمج) أنا و صديقي ياسر. وصفتها لا تحتاج إلى عناء بل هي (ريسبي) تساعدك على الابتكار و تراعي ميزانيتك. عليك بطرقات من الكسرة، ثم بصل و طماطم و ربما زيت و بهارات تجعل لك الطعم ما تريد ثم الماء طبعاً. لا ترتبها في المزج، أجعل أولها آخرها و آخرها أولها، أكثر من الملح أو (أرخيه) ضع (الشمار) أو احذره، سخنها بالفلفل و الشطه أو اجعلها باردة. قطع الطماطم كالسلطة أو أعصرها كيفما اتفق. إنها و ربي وجبة عبقرية ظني انه قد استثارها الجوع و ضيق الحال ثم استحال الأمر وجبة.

ظني أنه لم تفارق هذه الكسرة داراً في بلدي إلا و كانت سيدة مائدته. ساوت بين فقير و غني. لم تبارح طعامنا إلا بعد أن تدخل الطب و ما درسته (سوسن) أختي في علم التغذية العلاجية فحرموا منها البعض. سافر لها في بلاد غربته من مدينة إلى مدينة حين سماعهم بزيارتها لها. جمعت من جمعت حولها. استثمر فيها من استثمر حتى كانت يافطة (مطعم بلدي) في سوق الخرطوم أو مدينة ملبورن أو وسط القاهرة مصدر دخل مضمون. صمدت أيما صمود حين هجم (الرغيف) و لم تزل.

هاجمني سؤال، هل لنا من أشياء تجمعنا في بلدنا غير (الكسرة بالموية)؟

صباح البانكيك السوداني