حديث الذكريات ما بين إرتعاشات الحنين وإغترابات التوجد

حديث الذكريات ما بين إرتعاشات الحنين وإغترابات التوجد


05-02-2008, 09:24 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=160&msg=1209759864&rn=1


Post: #1
Title: حديث الذكريات ما بين إرتعاشات الحنين وإغترابات التوجد
Author: نزار باشري ابراهيم
Date: 05-02-2008, 09:24 PM
Parent: #0

كجنقيلي جكى كلسيكل تنسو جعدنات كرقس قوي كبنه سبنس أنجري أرتولي تورنات أرتل كرزين الزومه أم مردى مرو قلقلتى النشاشير أم حجير مرى دبكه تنقيسي جزائر حديد جزائر عيسى كجرات مقرات
تلك هى بعض الجذر النيلية التى تتوسط النهر الخالد من أصل تسعه وتسعون جزيرة فى ديار الرباطاب ترفل فى مياه النيل بوداعة وإطمئنان وتزينه روعة وتانقا كأنها تاج مرصع بالدر واليواقيت يعلو رأس السلطان العظيم الحديث عنها شيق ذو شجون يثير الأشواق في الوجدان ويذيب الأفئدة حنينا ولوعه فهى مازالت آيه من آيات الحسن والجمال تكتسى حلة رائعة من الخضرة ويغلب عليها طابع السحر الذى يأسر النواظر ويخلب الألباب فروعة التلال والروابي يضفي عليها مذيدا من الحسن والرياض المليئة بالورود والرياحين والتى تفعل فى النفوس فعل السحر حين تدلف إليها ينفحك شذى الورود والأزاهر والياسمين فتستنشق هواء نقيا كى تبدأ صبحا مبهجا ومليئا بالحيوية والنشاط فالصفصاف لايبرح المكان وأغصانه تتمايل في دعة كأنها تحي القادم والشجيرات تنتشر في كل مكان بأغصانها المؤرقه فالورود فيها لاتذبل أبدا بل تذيد تفتحا وإشراقا
الظهرة لاتزال كما هى ذات الأمكنة التى تختزن ملاعب الطفولة والصبا والمكان برمته يتصف بالروعه ألحان الطفوله وأهازيجها الرائعه مازالت تداعب المسامع الألحان الشجيه والهوى الذى يسكر في إنتشاء والحركه الدائبه للفراشات بأسرابها الانيقه النيل وكثبان الرمل والليل الساجى والنسمات اللطيفه والظلال الممتده والسماء المرصعة بالنجوم والبدر المطل والذي ينعكس ضوءه علي صفحة النهر يمنحك صورا حقيقه يراها أهل تلك الديار في كل يوم
لم يبقى لنا إلا السفر عبر الخيال إلى أطياف هى الأروع فى رحلات الشوق إلى العيالم المبهجه والنقيه لعله حديث الذكريات ولعلها إرتعاشات الحنين لم يبقى لنا إلا التوله وإغترابات التوجد وعذاباته
مازال حديث السدود يثير التوجس والخيفة فى نفوس ساكنى هذه الجذر والضفاف الرائعه يخشون أن تسلبهم المدنيه الطبيعه الزاهيه والتى منحهم إياها الله فتحيل جنانهم إلى خراب بدعوى المصلحة الوطنية والتى أصبح مجرد الهمس بها يشكل هاجسا لأهل تلك الجذر