حديث الذكريات ما بين إرتعاشات الحنين وإغترابات التوجد

حديث الذكريات ما بين إرتعاشات الحنين وإغترابات التوجد


05-02-2008, 09:18 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=160&msg=1209759509&rn=3


Post: #1
Title: حديث الذكريات ما بين إرتعاشات الحنين وإغترابات التوجد
Author: نزار باشري ابراهيم
Date: 05-02-2008, 09:18 PM
Parent: #0

كجنقيلي جكى كلسيكل تنسو جعدنات كرقس قوي كبنه سبنس أنجري أرتولي تورنات أرتل كرزين الزومه أم مردى مرو قلقلتى النشاشير أم حجير مرى دبكه تنقيسي جزائر حديد جزائر عيسى كجرات مقرات
تلك هى بعض الجذر النيلية التى تتوسط النهر الخالد من أصل تسعه وتسعون جزيرة فى ديار الرباطاب ترفل فى مياه النيل بوداعة وإطمئنان وتزينه روعة وتانقا كأنها تاج مرصع بالدر واليواقيت يعلو رأس السلطان العظيم الحديث عنها شيق ذو شجون يثير الأشواق في الوجدان ويذيب الأفئدة حنينا ولوعه فهى مازالت آيه من آيات الحسن والجمال تكتسى حلة رائعة من الخضرة ويغلب عليها طابع السحر الذى يأسر النواظر ويخلب الألباب فروعة التلال والروابي يضفي عليها مذيدا من الحسن والرياض المليئة بالورود والرياحين والتى تفعل فى النفوس فعل السحر حين تدلف إليها ينفحك شذى الورود والأزاهر والياسمين فتستنشق هواء نقيا كى تبدأ صبحا مبهجا ومليئا بالحيوية والنشاط فالصفصاف لايبرح المكان وأغصانه تتمايل في دعة كأنها تحي القادم والشجيرات تنتشر في كل مكان بأغصانها المؤرقه فالورود فيها لاتذبل أبدا بل تذيد تفتحا وإشراقا
الظهرة لاتزال كما هى ذات الأمكنة التى تختزن ملاعب الطفولة والصبا والمكان برمته يتصف بالروعه ألحان الطفوله وأهازيجها الرائعه مازالت تداعب المسامع الألحان الشجيه والهوى الذى يسكر في إنتشاء والحركه الدائبه للفراشات بأسرابها الانيقه النيل وكثبان الرمل والليل الساجى والنسمات اللطيفه والظلال الممتده والسماء المرصعة بالنجوم والبدر المطل والذي ينعكس ضوءه علي صفحة النهر يمنحك صورا حقيقه يراها أهل تلك الديار في كل يوم
لم يبقى لنا إلا السفر عبر الخيال إلى أطياف هى الأروع فى رحلات الشوق إلى العيالم المبهجه والنقيه لعله حديث الذكريات ولعلها إرتعاشات الحنين لم يبقى لنا إلا التوله وإغترابات التوجد وعذاباته
مازال حديث السدود يثير التوجس والخيفة فى نفوس ساكنى هذه الجذر والضفاف الرائعه يخشون أن تسلبهم المدنيه الطبيعه الزاهيه والتى منحهم إياها الله فتحيل جنانهم إلى خراب بدعوى المصلحة الوطنية والتى أصبح مجرد الهمس بها يشكل هاجسا لأهل تلك الجذر









Post: #2
Title: Re: حديث الذكريات ما بين إرتعاشات الحنين وإغترابات التوجد
Author: نزار باشري ابراهيم
Date: 05-06-2008, 08:37 PM
Parent: #1

العقده الصغيره ودبورة العبادي ومشرع عوض الله وجزائر حديد وناس فوق والبلولاب والدانقا الصغيره وتربنتوم الزغوله الزعالين المرونتين الشيوخ العراضه الحوش والبروت مفردات ترسخ بذاكرتى رغم أنها تغيب كثيرا من الأشياء والتى نصادفها فى حياتنا اليوميه مفردات ذات معانى عميقه تحمل في طياتها مشوارا حياتيا رائعا حفل بالكثير من الأشياء التى نحب ونكره بالأحري هى محطات لعوالم جميله ودنياوات أكثر حسنا طواها قطار الزمان وهو يمضى بسرعة البرق وهو قطار لايعود للوراء ابدا إلا فى مخيلاتنا والتى كثيرا مانزيل ماعلق بها من غبار لتتجلى لنا تلك الأزمنه بكل روعتها فى النواحى القصيه من وطن الجمال تتجسد فيها أيام خالدات لهن فى النفس ذكرى جميله طفولتنا الشقيه وصبانا لايزال صدى ضحكاتنا واهازيج افراحنا يتردد هناك فالمكان لم يتغير ذات الأشياء والمعالم وأطفال هم من سننا آنذاك منشغلين ببناء بيوت الطين والقش واللهو والمرح والعدو بين أشجار النخيل كم هى رائعة تلك الأزمنه روعة الديار والتى قد بلاها الزمان فكادت تضحى اطلالا بعد الأماكن يخيل إليك ان سنواتا طويله مضت دون ان تطأها اقدام احدهم فالجدران المتصدعه والرمل الزاحف وكثيرا من الأشياء توحى لك بانها أشبه ماتكون بالمدن الاثريه من كان يصدق انها حتى الأمس القريب كانت تعج وتضج بأهلها وتثور فى فرح باطفالها واليوم أضحت خاليه ينعق فيها البوم من يصدق ان هذا المكان بات خاليا وان الديار خلت من اناس كان يسبقون الزمن ليمكثوا فيها طويلا بين أحبتهم واهلهم تشتاقهم ويشتاقون إليها فالعيد وكثيرا من ايام المسرات لاتستطاب فى غير هذه الديار ولكن الزمان وواقع الاشياء هم أكبر من أشواقنا أكبر مما نحب وكثيرون منكم فرض عليهم الواقع أشياء لايحبونها ولايطيقونها ولكنهم مجبرون على مجاراته لذلك تبقى مخيلاتنا أصدق من أى شى آخر وهى وحدها كفيله بإستعادة زمان لن يعود أبدا


Post: #3
Title: Re: حديث الذكريات ما بين إرتعاشات الحنين وإغترابات التوجد
Author: نزار باشري ابراهيم
Date: 05-06-2008, 08:43 PM
Parent: #1

لم يعد الدرب هو ذات الدرب وليست الطريق ذات الطريق التي كنا نسلك صبح مساء لقد تحول مجمع
ذكرياتنا ومرتع صبانا إلى قفر وبيداء تتوسط المدينة تنتظر ما يسمونة المستثمرون وكانوا قد وعدوا بالمجئ صباح يوم جميل .
لم يأتى القوم بعد وظلت الارض خاوية من كل عمران ليتهم تركوها على ماكنت عليه ماذا كان سيضيرهم لو فعلوا ذلك ولم يدعوها اليوم حلما فى مخيلة الكثيرين الذين يسلكون الطريق غدوا ورواحا أكثر الاشياء إيلاما للمرء هو اغتصاب الذكريات لايشعر بمرارتة إلا من ذاق طعم ذلك هناك أشياء إعتدنا عليها ولكن ما اصعب على الإنسان مالم يتعوده
الحياة تتطور بمرو الايام ونحن ندرك أن توقفنا عند نقطة معينة وعدم قناعتنا بمصاحبة ذلك التطور سيجعل منا أناس متخلفون أشبة بمن جلب من العصري الحجري ليعيش هذا الزمان
وإذاسلمنا بهذا ومضينا نواكب تطورها وفجأة توقف قائد المسيرة بالتاكيد ان هذا سيحدث ربكة لدينا وهو ما نعانيه الآن على الأقل نحن اناس لم نتضرر إلا معنويا وهو ضرر يوجب التعويض الأدبى ولكن ما فائدة ذلك
نحن لم نطلب الكثير لم نسالهم يوما أن يديروا عجلة الزمان إلى الوراء لانه ليس فى وسعهم فعل ذلك ولكننا نسألهم دعوا لنا ذكرياتنا واحلامنا البسيطه